المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة عبدالرحمن التميمي


حمد سعد
27-05-2007, 06:13
نزل عبدالرحمن التميمي ذات يوم إلى السوق في قرية بنجد . . . ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ . . . فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها . . . فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع من شدة تدينه . . . وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه . . . وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها . . . حتى انتبهت له . . .


فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سراً بينهما . . . ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته . . . فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً لحفظ حق ولدها . . . فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية وقالوا له نريدك للذهاب معنا . . . فرفض . . . فأخبروه . . . وخرجوا به من القرية وقصدوا البر . . .


وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته . . . إلا أنه لم يستمع له وقتله . . . ونزلوا . . . فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها . . . فلم يقبل . . . فأصروا عليه وهو يرفض . . . فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منه مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله . . . فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات





يـقـول التميـمـي الــذي شـــب مـتــرفمدى العمـر مـا شـيء فـي زمانـه جـاه

يــا ركــب يلـلـي مــن صـحّــي تقـلـلـوامـــن نـجــد لـلـريـف الـمـريـف مــــداه

رحـلـنـا مـــن جـــو عـكــلا وقـوضــواعـلــى كــــل هــبــاع الـيـديــن خــطــاه

طــووا بـنـا الـدهـنـا والإنـســان مـالــهإلا أن مـــــا يــكــتــب عــلــيــه لـــقـــاه

لـقـوا جـازيــن فـــي دوحـــة مستـظـلـهحــمـــاه عـــــن لــفـــح الـســمــوم ذراه

خذوها فـلا بالرمـح زرقـن ولا العصـاولا قـلـطـوا حــبــل الـعـقــال عــصــاه

غشاهـا لذيـذ الـنـوم والـنـوم كــم غـشـامــن الـنــاس حـــذرن وابـتـلـوه عـــداه

فـقــلــت نـحــوانــي ومـثــلــي مـثـلـهــميـشـكـي الـيــا مــــن الــزمــان وطــــاه

دعـوهـا بيـلـن كـــود مـــن ذي فعـايـلـهيـجـزى عـلــى فـعـلـه يـشــوف أمـنــاه

يـا شمـل يـا مامونـة الهجـن هــو ذلــيإلـــى دار مـــن يـصـعـب عـلــى لــقــاه

ادقاق حجل أطـراف يـا نـاق وإن طـراعـلـى الـبــال زاده مـــن عـنــاه شـقــاه

محـا الله قـصـرن حــال بيـنـي وبينـهـانـجـمــن مــــن الـمـولــى يــهــد أبــنــاه

أبـغـي اليـاهـد الـعــلا مـــن قـصـورهـاتــذهــل عـطـيــرات الـجـيــوب حــيــاه

يظهـر عشيـري سالمـن مــن ربوعـهـاهـــــذال مـطــلــوب الــفــتــى ومـــنـــه

ألا عــيــنــي الــيــاريــت صــاحــبـــيجضعيـعـن لغـيـري واحـتـرمـت لـقــاه

يـصـيـر ممـلـوكـن لـغـيـري ويـهـتـويوسـاقـيــه مــــا يـنـحــي عــلــيّ بــمــاه

دع ذا وسـل وأيـهـا الـمـلا فــي محلـتـمســـرا يـفـتـح الظـلـمـا شـعــاع ســنــاه

لا تـكــن بـأمــر الله تـطـلــق أركــونــهعـزايـلــه وصـــــف الـســحــاب أرداه

حـــوراك تـبـنـي والـذراعـيــن زجــــنمــن الـريــح زعـاجــن وطـــار سـنــاه

وطا مـا وطـا واللـي محـا بعـد مـا نجـاغـطـا مــا وطــا والـلـي وطــاه غـطـاه

محـا مـا محـا واللـي محـا بعـد مـا نحـامـحـا مــا مـحــا والـلــي نـحــاه مـحــاه

عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصانصـا مــا عـطـا والـلـي نـصـاه عـطـاه

وإن كان لـي ظـن وهاجـوس خاطـريقـــد حــــال بــيــن الـبـازمـيـن غــشــاه

مـــن بـاعـنـا بالـهـجـر بـعـنــاه بـالـنـيـاومـن جــذ حبـلـي مــا وصـلـت رشــاه

إلا قـفـا جــزا الأقــا ولا خـيـر بالـفـتـىيـتـبــع هــــوى مــــن يـطـيــع هـــــواه

خليـلـي يـشـادي خـاتـم الـعـاج وسـطـهتــقــول انــفــرج لــــولا الـبـريــم زواه

خليلـي خـلا قلـبـي مــن الـولـف غـيـرهعــفــت إلا خــــلا والــخــدون حـــــذاه

خليـلـي ولــو جــا البـحـر بيـنـي وبيـنـهذبـيــت روحــــي فــــوق غــيــة مــــاه

خلـيـلـي لـــو يـرعــا الـجــراد رعـيـتـهأهـظـلــه مـــــن حـشـمـتــه ورصـــــاه

خليـلـي لــو يـــزرع زريـعــن سقـيـتـهمــن الـدمـع وإن شــح السـحـاب بـمــاه

خليـلـي لــو يـبـرز عـلـى الـثـرا ريـقــهإذا ســكــر والـتـاجــر يــزيــد شـــــراه

خليـلـي ولــو يـطـا عـلــى قـبــر مـيــتبـأمــر الـولــي حـاكــاه حـيــن وطــــاه

خلـيـلـي مـعـســول الشـفـاتـيـن فـاتـنــيكــمــا فــــات لــقــاي الــدلــي رشـــــاه

كن عن صغيـر السـن حـذرن ولا تكـندنــــو عــــن اليـاشـفـتـه بــــس ســفــاه

أن كـان مــا جــاوز ثــلاث مــع أربــعوعـشــر فـــلا يـشـفــي الــفــؤاد لــقــاه

تعاديـه مــا يــدري تصافـيـه مــا درىمـا سمـع مــن غالـبـي الحـديـث أحـكـاه

عضـيـت روس أنامـلـي فــي نـواجـديوقــلــت آه مــــن حــــر الـمـصـيـبـة آه

لـــو أن فـــي قــــول آه طــــب لـعـلـتـيكـثـرت أنـــا فـــي ضـامــري قـــول آه





ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً . . . فانتظروا وطال انتظارهم , فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة . . . قتله الحب قبل أن يقتلوه