المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيدة الأصمعي صوت صفير البلبل لاتفوتكم روعة


عذب المشاعر
15-06-2007, 03:15
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق عليهم بفعل أمير فهو يحفظ كل قصيدة
يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير
بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري فيسرد
القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي
تحفظها أيضاً. ويعلم هذا مع كل الشعراء.
فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال
لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال
إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني . فلبس لبس الأعراب وتنكر
حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها
عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فقال:


صوت صفير البلبل __ هيج قلبي الثملِ
الماء والزهر مع __ لحظ ورد المقلِ
وأنت يا سيدي __ وسيدي وموللي
فكم فكم تيَّمَنِي ___ غزيل عقيقلي
قطفته من وجنة __ من لثم ورد الخجل
فقال لا لا وللا __ وقد غدى مهرول
والخود مالت طرباً _ من فعل هذا الرجل
فولولت ولي ولي __ يا ويللي
فقلت لا تولولي __ وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا __ انهض وجد بالنقل
وفتية سقونني __ قهوة كالعسل لي
شربتها بأنَفِ __ أزكى من القرنفل
والرقص قد طاب لي __ والعود دن دن لي
والسقف سق سق لي __ وشا وشا على ورق سفرجل
والطبل طب طب لي __ طَبْ طَبِطَبْ طَبْطَبَ لي
وغرد القمر يصيح __ مللٍ في مللِ
ولو تراني راكباً _ على حمارٍ أهذل
يمشي على ثلاثة __ كمشية العرنجل
والناس ترجم جملِ __ بالخود بالقلقللِ
والكل كَعْكَعْ كَعِكَعْ __ خلفي ومن حوللي
ولكن مشيت هارباً __ للقاء ملك معظم مبجل
يأمر لي بخلعة _ حمراء كالدمدملِ
أجر فيها __ مبغدلاً للذيلِ
أنا الأديب الألمعي __ من حي أرض الموصل
نظمت قطعاً زخرفاً __ يعجز عنه الأدب لي
أقول في مطلعها __ صوت صفير البلبل
حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي.
فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من
أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال
الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال
الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا
أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا
أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء
على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد.

وتقبلوا تحياتي

ابراهيم الغنماوي
15-06-2007, 04:30
اخوي عذب المشاعر يعطيك العافية على النقل الرائع

وعساك علقوة

عذب المشاعر
15-06-2007, 10:05
هلا أخي العزيز أبراهيم
ويعطيك العافيه على مرورك
وتقبل تحياتي وودي