المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرفق


بنت الطائي
22-06-2007, 12:55
***

ما هو الرفق؟

الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، وقال - تعالى -: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. [فصلت: 34].



رفق النبي - صلى الله عليه وسلم -:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرفق الناس وألينهم..أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يلاعب الحسن والحسين ويقبُّلهما، ويحملهما على كتفه.

وتحكي السيدة عائشة - رضي الله عنها - عن رفق النبي - صلى الله عليه وسلم - فتقول: ما خُيرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله؛ فينتقم لله -تعالى-.[متفق عليه]. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا) [متفق عليه].



أنواع الرفق:

الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [مسلم].



ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:

الرفق بالناس: فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال - تعالى -: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159]. وقد جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].

والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تُظهر الشماتة لأخيك، - فيرحمه الله - ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].

والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف وقتاله كفر) [متفق عليه].

الرفق بالخدم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. يقول - صلى الله عليه وسلم - في حق الخدم: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].

الرفق بالحيوانات: نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].

ومَرَّ ابن عمر - رضي الله عنه - على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].



ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه]. وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - سبحانه - قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.

الرفق بالجمادات: المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.



فضل الرفق:

حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرفق، فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]، وقال الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].

والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].

وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله - سبحانه - سيرفق به يوم القيامة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].

سم الموت
22-06-2007, 01:06
شيخة الفضول


جزاك الله خير وبارك الله فيك

بانتظار المزيد من مواضيعك الهادفة

مع ارق تحيه

رياض الفضيلي
22-06-2007, 01:51
موضوع تستحق كاتبته شيخه الفضول الشكر الجزيل

بارك الله فيك , الرفق من افضل صفات المؤمنين والمؤمنات



بو مشعل

بوثنيان
22-06-2007, 06:16
شيخة الفضول

بارك الله فيك , وجعله الله في ميزان حسناتك....

دمت بخير,,,

عذب المشاعر
22-06-2007, 11:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغالية / شيخة الفضول
تشكرين كل الشكر على موضوعك الرائع والمتألق
فعلاً أنرتي عقولنا وقلوبنا بذكر صور من رفق الرسول صلى الله عليه وسلم
معلمنا وقدوتنا
كذلك ذكر صور من رفق الصحابة ( أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه )
فيه أكبر الأثر على حرص الصحابة على الأقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك

ولقد عذبت أمرأة في هرة حبستها لاهي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.إن الله رفيق يحب الرفق






قال ابن القيم رحمه الله نظما :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق ... يعطيهم بالرفق فوق أمان

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في شرحه لهذا البيت :
ومن أسمائه سبحانه
الــرفيــق
وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها
وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال ..

والتفسير لهذا الاسم الكريم مأخوذ من
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "

فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ..

وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما ...

فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب , لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "


وتقبلي أختي الغالية شيخة الفضول على مروري
وأشكرك على الموضوع الالماسي .

؟؟
24-06-2007, 12:28
جزاك الله خير

وبارك الله فيك

وحفظك الله

واثابك وغفر لك

شاكر المخبت
25-06-2007, 12:35
. ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث في مامعناه ان اكثر مايدخل الجنة حسن الخلق

ناصر السيف
25-10-2007, 07:32
شيخة الفضول



جزاك الله خير



دمتي بخير

صالح المسعد
24-12-2007, 07:27
جزاك الله خيرا

ماأجمل الرفق