المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة اليتيمة


سم الموت
24-06-2007, 11:30
القصيدة اليتيمة" للشاعر النصرانيّ دوقلة المنبجي



القصيدة اليتيمة والتي ذاع صيتها بهذا الاسم بعد أن سميت بأسماء أخرى كدعد.

وبعد أن بقي اسم قائلها مجهولاً لسنين طويلة، إلى شاعر يسمّى دوقلة المنبجي ولعل تسميتها باليتيمة لكونها وحيدة لا شبيه (لكني أقول سمّيت بهذا لكونها كانت سبباً في مقتل صاحبها وبقيت يتيمة من بعده..فؤاد)
لها نظرا لقوة سبكها وروعة تشبهاتها ومعانيها وسلاسة صياغاتها ووضح مقاصدها و هي تضم ستين بيتاً(بل ويقال سبعة وسبعين بيتاً... فؤاد)
وقصة هذه القصيدة تقول أن ابنة أحد أمراء نجد واسمها دعد كانت شاعرة بليغة , وأميرة فاتنة، فخطبها إلى ابيها جماعة كبيرة من كبار الأمراء.
فأبت الزواج إلا برجل أشعر منها فنظم شاعر تهامي قصيدة ,, وركب ناقته قاصدا نجد (وأستغرب لماذا يحاول العرب عدم ذكر نصرانيته لأنها امتزجت بقصيدته بل يحاولون التزوير في جعل نسبها لغيره...فؤاد؟)
وفي الطريق مر ببعض أحياء العرب , فأضافه كبير الحي , وسأله عن حاله فأخبره , وأطلعه على القصيدة (فطلب منه أن يعيدها على مسامعه لأنه أحبها وعندما تمكن من حفظها غيباً - وكانت ملكة الحفظ لدى العرب القدامى قوية لعدم وجود الكتابة وحتى بعد اكتشاف الكتابة ظلت هذه الظاهرة ميزة لدى العرب شأنها شأن الشعر الذي سمّي بديوان العرب...فؤاد).
قام بقتله وذهب إلى المرأة ليخطبهافسألته من أي الديار أنت ؟؟ فأجاب من العراق، فلما سمعت القصيدة رأت بيتا يدل أن قائله من تهامة وهو:



إن تتهمي فتهامة وطني أو تنجدي إن الهوى نجد



فصرخت بقومها هذا قاتل بعلي .

فقبضوا عليه واستنطقوه , فاعترف والقصيدة تنوف على الستين بيتا:



هل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ ... أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ



لهفي على دعدٍ وما خلقتْ إلاّ لفيض تلهّفي دعدُ



أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها... فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ



مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى... عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ



وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ ... وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ



تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً ... لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ



فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها ... نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ



يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ ... واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ



فَوَقَفت أَسأَلَها وَلَيسَ بِها ... إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ



وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت ... حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ



فَتَبادَرَت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى ... خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ



أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد ... راحَ العَسيفَ بِملئِها يَعدو



لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت ... إِلّا بجرِّ تلَهُّفي دَعدُ



بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم ... الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ



وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت ... ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ



فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مبيضٌ ... والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ



ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا ... وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ



وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها ... شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ



وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت ... أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ



بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ ... وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ



وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ ... وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ



وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى... رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ



والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ ... تعطو إذا ما طالها المَردُ



وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها ... وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو



وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ ... فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ



وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ ... عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ



وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما... مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ



وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت .. بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ



ولها هُنٌ رابٍ مجسّته وعرُ المسالك حشوهُ وقدُ


فإذا طعنتَ طعنتَ في لبدٍ ومتى سلكتَ يكادُ ينسدّ



وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ ... فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ



وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما ... كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ



فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت ... مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ



وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ ... عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ



وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ ... حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ



وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا ... واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ



إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا... يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ



قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً ... فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ



لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت ... دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو



إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني ... أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ



وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا ... وُدّاً فَهَلاّ يَنفَعُ الوُدُّ



وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم ... يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ



تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على... ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ



أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما ... رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ



فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ ... وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ



َل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ ... يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ



وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ ... في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو



بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ ... وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ



مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني ... أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ



فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها... وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ



آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً... يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ



هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ ... خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ



وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ ... فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ



ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ ... بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ



أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ ... فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ



وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ ... فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ



وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ ... وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ



أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً ... وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ



فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ ... رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ



ثُمَّ انثنى وَرِداوُّهُ نِعَمٌ ... أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ



لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ ... إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ



يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ ... ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ



أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى ... أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ.

فيصل
24-06-2007, 11:46
اخي سم الموت

نقل موفق واختيار جيد

انا كنت حافظ حوالي 30 بيت منها وانت الان كملت لي الباقي

تقبل شكري