المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الهدايه وكيفية الوصول اليها؟؟


عبدالله الفضلي
06-12-2004, 03:07
؛؛؛ حقيقة الهداية وكيفية الوصول إليها ؛؛؛

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

؛؛؛
حقيقة الهداية وكيفية الوصول إليها ؛؛؛


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:::
فإن الهداية إلى الإسلام عامة وإلى السنة خاصة من أعظم نعم الله على المرء بل هي أعظم نعمة على الإطلاق.
قال تعالى:[ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً] فيجب على كل مكلف أن يبادر إلى الحصول على هذه النعمة ويتمتع بها وصدق الله حيث يقول عند ذكر جزاء الأبرار: [ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ]

والهداية هي الدلالة إلى الشيء مطلقاً في اللغة ، وشرعاً هي الدلالة من الله لكل مخلوق لما خُلق له.
قال تعالى: [ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى] وقوله: [ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى]

وتنقسم إلى قسمين :-
الأول:
توفيقية إلهامية خاصة بالله تعالى لعباده المؤمنين بحيث يوفقهم لسلوك الطريق المستقيم بسبب إيمانهم به.
قال تعالى: [ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ]
وقوله: [ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ]
وقوله أيضا:[ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ]
الثاني:
بيانية إرشادية عامة تكون من الله ومن عباده لبيان الحق وذلك لإقامة الحجة وبيان المحجة ليهلك من هلك عن بينة
ولقد تكفل الله تعالى بهذه الهداية كما قال: [ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى] وقال: [ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ]
ولذلك من مات وهو لم يسمع بالإسلام ولم يبلغه فإنه لا يؤاخذ بجهله به ما دام أنه غير مفرط لقوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً] لكنه يُمتحن في الآخرة بما يراه الله بكامل عدله فإن اجتاز الامتحان فاز وإلا فلا .
قال تعالى في هذه الهداية:
[وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ]
[ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى]
[ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ] أي: الطريقين من الخير والشر .
[ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا]
[ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً]
[ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى]
ونحو ذلك....

وهذه الهداية لا يلزم من إقامتها إقناع المدعو بل يكفي وصولها إليه وفهمها وإدراكها؛
وإلا لما قامت حجة في الأرض غالباً على المجرمين لأن المجرم قد يتظاهر وهو ليس كذلك.
ولذا قال تعالى:[هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ]
وقال صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني
ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.
ففي الآية والحديث بيان بأن العبرة بوصول الحجة وإقامتها لكي يفهمها المخاطب .

وهناك طرق وأسباب ووسائل للحصول على الهداية لعل من أهمها ما يلي:-
1) الصدق مع الله في طلب الهداية وذلك بحيث يكون صادقاً من قلبه في طلب هذه الهداية وهذا مما لايعلمه إلا الله ثم المرء نفسه.
لحديث: (إن تصدق الله يصدقك) رواه النسائي وصححه الألباني.
وضده الكذب فمن كان يتظاهر بطلب الهداية وهو كاذب في حقيقة الأمر فإنه قد لا يوفق لها ويكون قد تسبب في حرمانها
بدليل: [ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ]

2) الاجتهاد في البحث عن الهداية وذلك بأن يسعى المرء قدر استطاعته للحصول عليها كما يسعى إلى البحث عن أموره الدنيوية وأكثر . بدليل: [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا]

3) العمل بما ظهر له من الهداية وذلك بأن يبادر إلى ما علمه من الحق فيعمل به ويدعو إليه ويصبر على الأذى فيه فإن هذا يدعوه إلى معرفة حق آخر فالحسنة تجر إلى أختها وكلما ظهر له شيء من الباطل هرب منه وحذر منه إخوانه المسلمين والعكس بالعكس بحيث لو ترك العمل بالحق بعد معرفته أو أنه أتى الباطل أو رضيه بعد علمه به فهذا قد يحرمه الهداية. بدليل:
[وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً]
[ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً]
[فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ]
[فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ]

4) التضرع إلى الله بطلب هذه الهداية بما شاء من الدعاء الطيب لاسيما الدعاء المأثور وهو:{ اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم}

5) الإخلاص وذلك بتصفية وتنقية وتجريد هذا العمل لله وهذا شرط في كل عباده وليس فقط في طلب الهداية.
بدليل: [ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ]
وقوله: [ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ]



فما أحوجنا أيها الإخوة إلى معرفة هذه الأمور السابقة والعمل بمقتضاها للسعادة في الدنيا والآخرة
ويتأكد الأمر أكثر في زمن الفتن والهرج كما هو حاصل هذه الأيام والله المستعان؛؛؛

وصلى الله وسلم على محمد
منقول

الأصيل
06-12-2004, 04:54
يسلمووووووووو اخوي عبدالله الفضلي على النقل
وسلمت يد كاتب الموضوع
جزاك الله عنا كل خير
وجعلها الله في ميزان حسناتك
مشكوووووووور

عبدالله الفضلي
09-12-2004, 04:28
واياك أخي الأصيل
للرفع

راعي العليا
12-12-2004, 03:11
عبد الله الفضلي
جزاك الله الف خير على النقل الطيب

عبدالله الفضلي
12-12-2004, 08:17
واياك أخي راعي العليا