المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعرف أصحاب ؟


شاكر المخبت
07-08-2007, 11:53
أعرف اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وعلى اله وصحبه أجمعين

اعتقد ان عدد الصحابة 100000صحابي_رضي الله عنهم_لاكن هل ياترى نعرفهم كلهم باسمائهم ؟ فانا اقترح ان واحد يكتب اسم صحابي واذا يعرف نبذة يسرة عنه او موقف له رضي الله عنهم اذا امكن او يكتفى فقط بأسم الصحابي و اللي بعده من الاخوة والاخوات يكتب كذلك حتى نكتب عن معظم الصحابة ونتذكرهم ونتذكر شي من سيرهم رضي الله عنهم ورضاهم و ان شاءالله يكون الموضوع فيه اجر وثواب لمن يشارك ويقرأ .-----------------------------
وأنا أبدأ بأفضل الصحابة رضي الله عنهم انه الصديق رضي الله :-
اشتهر الصحابة رضي الله عنهم بالورع والزهد , ومن أخبار أبي بكر الصديق في ذلك مارواه الإمام أحمد بإسناده عن قيس بن أبي حازم قال: كان لأبي بكر غلام فكان إذا جاء بغلَّته لم يأكل من غلته حتى يسأله , فإن , كان شيئًا مما يحب أكل , وإن كان شيئًا يكره لم يأكل, قال: فنسي ليلةً فأكل ولم يسأله , ثم سأله فأخبره أنه من شيء كرهه, فأدخل يده فتقيأ حتى لم يترك شيئًا ....وفي رواية أنه لم يستطع إخراج تلك اللقمة فقال له من حوله : إنها لاتخرج إلا بالماء , فشرب فخرجت , فقيل له : رحمك الله , كلُّ هذا من أجل هذه اللقمة , فقال : لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها , سمعت رسول الله rصلى الله عليه و سلم يقول : "كل جسم نبت من حرام فالنار أولى به " .
فهذا مثال على ورع أبي بكر رضي الله عنه حيث كان يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه, ويجتنب الشبهات , وهذه الخصلة تدل على بلوغه درجات عُليا في التقوى , ولايَخْفَى أهمية طيب المطعم والمشرب والملبس في الدين.
أخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن أبي مليكة قال قالت عائشة رضي الله عنها : لما حُضِر أبي رحمه الله دعاني فقال : يابُنَيَّة إني كنت أعطيتك تمر خيبر ولم تكوني أخذتيها وإني أحب أن ترديها علي , قالت : فبكيت , ثم قلت : غفر الله لك يا أَبةِ والله لو كانت خيبر ذهبا جميعا لرددتها عليك , فقال: هي على كتاب الله عز وجل , يابُنَيَّة إني كنت أتْجَر قريش( )وأكثرهم مالا , فلما شَغَلَتْنِىَ الإمارة رأيت أن أصيب من المال بقدر ما شغلني , يابُنيَّة هذه العباءة القطوانية وحِلابٌ وحِلابٌ وعبدٌ , فإذا مت فأسرعي به إلى ابن الخطاب , يابُنيَّة ثيابي هذه فكفنوني بها , قالت : فبكيت وقلت : يا أبة نحن [في غِنًى] من ذلك , فقال: غفر الله لك وهل ذلك إلا للمَهَل ( ) ؟ وفي رواية أنه قال: الحيُّ أولى بالجديد من الميت .
قالت : فلما مات بعثت بذلك إلى ابن الخطاب فقال : يرحم الله أباك لقد أحب أن لايترك لقائل مقالا ( ).
فهذا مثل آخر من ورع أبي بكر الصديق رضي الله عنه , فقد أراد أن يخرج من الدنيا وهو نَقِيٌّ خالص من الكدر أو مايشبهه , وقد كان يأخذ وقد كان يأخذ من بيت مال المسلمين مايكفيه للحد الضروري من المعيشة مقابل تفرغه لأمور المسلمين وترك التجارة , فلما حضرتْه الوفاة رأى أن ذمته لاتبرأ إلا بردِّ ماكان عنده من ذلك وإن كان يسيرا لتوقف عمله لصالح المسلمين بالوفاة , وذلك مبالغة منه رضي الله عنه في براءة الذمة.

• ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها

قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم ...مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

و من فضائله ايضا رضي الله عنه انه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :

ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل


اللهم ارزقني واياكم الاخلاص في العمل ..واحسن خاتمة اجلنا ..واجعلنا اللهم نخشاك حتى كاننا نراك ..وزودنا من تقواك

حاتميه
07-08-2007, 02:01
جزاك الله خير اخوي فايز ع الفكره الرائعه

والله يعطيك العافيه ع النبذه لسيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه

وانا اقترح اخوي ان حنا نختصر قدر الامكان لكي نهيء الموضوع للقراءه ونشجع الاعضاء ع الافاده و الاستفاده

وكل ما كانت المشاركه بالمختصر المفيد افضل .. لان عارفه فكرتك تبي مجرد التعريف بصحابتنا الكرام ونشارك باكثر عدد ممكن

وعساني اقدر اختصر الحين لاني بتكلم عن شخصيه عظيمه في التاريخ الا وهي شخصية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

تاريخه في سطور

1 - ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة .

2 - كان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين .

3 - كان صهر رسول الله وأبا أم المؤمنين حفصة .

4 - كان عمره يوم الخلافة خمسا وخمسين سنة .

5 - كانت مدة الخلافة عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام .

6 - فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان

7 - بنيت في عهده البصرة والكوفة .

8 - أول من أرخ بالهجرة ، ودون الدواوين ، وصلى بالناس التراويح .

9 - دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة .

10 - تزوج في الجاهلية ، قريبة أم كلثوم بنت جرول ، وفي الإسلام زينب بنت مظعون ، وأم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وجميلة بنت ثابت ، وأم حكيم بنت الحارث ، وعاتكة بنت زيد ، وقد توفي وبعضهن في عصمته .

11 - كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض ، وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .


صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم

شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم منزلته عنده ، وبلائه في الإسلام . ومما ورد فيه قوله : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وفرق الله به بين الحق والباطل " رواه الترمذي

وكان ذا رأي سديد ، وعقل كبير ، وافق القران في ثلاث مسائل قبل أن ينزل فيها الوحي .

كان من رأيه تحريم الخمر فنزل تحريمها بقوله تعالى :

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ


في خلافة أبي بكر

كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …


سامحوني هالمره امره الجايه ان شاءالله اختصر قدر الامكان بس انتم عارفين الخلفاء الراشدين لهم مكانه خاصه
جمعنا الله بهم في جنات الفردوس


لك وااافر احترامي وتقديري

شاكر المخبت
07-08-2007, 11:41
صحيح اختي حاتمية الاختصار مطلوب ويفيد القارئ وتكثر المشاركات لاكن والله ان الانسان يعجز ان يختصر الكلام في صحابة رسول الله لأن مناقبهم وفضائلهم كثيرة . لاكن على كلامك ان الهدف هو التعرف على صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام . لذلك نرجو الاختصار . .... ودمتي بخير على طاعة الله وحفظك ربي من كل شر وجزاك الله خيرا على مشاركتك التي هي عن فاروق الامة جمعنا الله به في الفردوس الاعلى ووالديين والمسلمين اجمعين .

صالح الدعفس
08-08-2007, 02:36
الله يجعلة في ميزان حسناتك

وينور وجهك ويجعلك من المقربين الية يوم القيامة..

شاكرلك ابن عمي ..

ودمت بصحة وعافية ...........

شاكر المخبت
08-08-2007, 09:11
امين اخوي صالح ولك بالمثل . لاكن اين مشاركتك بأحد الصحابة حتى لو تذكر اسمه فقط . الهدف هو معرفة اسماء الصحابة , على العموم اسال الله لي ولك السعادة بالداريين . واشكرلك الدعاء الخالص لي والذي يأتي من اعماق قلبك ومن طيبته فسأل الله لك ان يرزقكك ماتتمنا بالدنيا والاخرة .

شاكر المخبت
09-08-2007, 12:28
اخواني واخواتي آمل من الجميع التفاعل والمشاركة في ذكر اسمائ صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد القائل في محكم كتابه (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23 ) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 24 ) سورة الأحزاب
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وقدوتنا سيد البشرية جمعاء محمد عبد الله ورسوله القائل (( ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة )



عثمان بن عفان
أحد العشرة المبشرين بالجنة

نسبه

هو عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏ يجتمع نسبه مع الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في الجد الخامس من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين‏.‏

وأمه أروى بنت كريز وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ

ويقال لعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ‏:‏ ‏( ‏ذو النورين ‏) لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏ ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره

اسلامه

أسلم عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له ‏:‏ ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل ، هذه الأوثان التي يعبدها قومك ، أليست حجارة صماء لا تسمع، ولا تبصر ، ولا تضر، ولا تنفع‏؟‏ فقال ‏:‏ بلى ، واللَّه إنها كذلك، قال أبو بكر‏ :‏ هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏ ؟‏ فقال ‏:‏ نعم ‏.‏

وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال‏ :‏ ‏( ‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه ‏) ‏‏.‏ قال ‏ : ‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ، وأن محمد رسول عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية ‏.‏ وكان يقال ‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان ، رقية وعثمان ‏.‏ كان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها ،


الصّلابة
لمّا أسلم عثمان - رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال : ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )000فقال عثمان : ( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )000 فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه000



زواجه من ابنتى رسول الله

رقية بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وكان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب، وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت‏ :‏ ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) ‏.‏ قال لهما أبو لهب وأمهما ـ أم جميل بنت حرب( حمالة الحطب ) فارقا ابنتَي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما ، وهوانًا لابني أبي لهب ، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، وولدت له هناك ولدًا فسماه ‏:‏ ‏عبد اللَّه‏ ، وكان عثمان يُكنى به ولما سار رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة ، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة



زوجته أم كلثوم

بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وهي أصغر من أختها رقية ، زوَّجها النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ من عثمان بعد وفاة رقية ، وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة ، ولم تلد منه ولدًا ، وتوفيت سنة تسع وصلى عليها رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم

وروى سعيد بن المسيب أن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ رأى عثمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفانا‏.‏ فقال له ‏:‏ ‏ما لي أراك مهمومًا‏‏ ‏؟‏

فقال ‏:‏ يا رسول اللَّه وهل دخل على أحد ما دخل عليَّ ماتت ابنة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ التي كانت عندي وانقطع ظهري ، وانقطع الصهر بيني وبينك‏.‏ فبينما هو يحاوره إذ قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏( ‏هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن اللَّه عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها ، وعلى مثل عشرته ا‏)

صفاته

وكان ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه ، وتجاربه، وحسن مجالسته ، وكان شديد الحياء ، ومن كبار التجار ‏.‏

أخبر سعيد بن العاص أن عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ وعثمان حدثاه ‏:‏ أن أبا بكر استأذن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.‏ ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ، ثم انصرف ‏.

ثم استأذن عليه عثمان فجلس وقال لعائشة‏ :‏ ‏( ‏اجمعي عليك ثيابك ‏)‏ فقضى إليه حاجته ، ثم انصرف ‏.

قالت عائشة‏ :‏ يا رسول اللَّه لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان ‏!‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏‏إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال لا يُبلغ إليّ حاجته‏‏

وقال الليث‏ : ‏ قال جماعة من الناس ‏:‏ ‏‏ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة‏‏

و كان لا يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه ، وكان يصوم ‏، ويلي وضوء الليل بنفسه‏.‏ فقيل له‏ :‏ لو أمرت بعض الخدم فكفوك ، فقال ‏:‏ لا ، الليل لهم يستريحون فيه‏.‏ وكان ليَّن العريكة، كثير الإحسان والحلم ‏.‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏ :‏ ‏( أصدق أمتي حياءً عثمان‏ )

وهو أحد الستة الذين توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ ، وقال عن نفسه قبل قتله‏ :‏ ‏ ‏واللَّه ما زنيت في جاهلية وإسلام قط‏ ‏‏.



تبشيره بالجنة

قال‏ :‏ كنت مع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏: ‏ ‏يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة‏ فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل وقعد ،

ثم أغلقت الباب فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال‏ :‏ يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة ، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل ، فسلم وقعد ، وأغلقت الباب

فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ : يا عبد اللَّه بن قيس ، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون فإذا عثمان ، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله ، ثم قال : الله المستعان‏



بيعة الرضوان

في الحديبية دعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال ‏:‏ يا رسول اللَّه إني أخاف قريشًا على نفسي ، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ، ولكني أدلّك على رجل أعز بها مني ، عثمان بن عفان ، فدعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عثمان بن عفان ، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظَّمًا لحرمته‏.‏

فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلَّغ رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏ .‏ فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إليهم ‏:‏ إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ، فقال ‏:‏ ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول اللَّه والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل ، ولما لم يكن قتل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ محققًا ، بل كان بالإشاعة بايع النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عنه على تقدير حياته ‏.‏ وفي ذلك إشارة منه إلى أن عثمان لم يُقتل ، وإنما بايع القوم أخذًا بثأر عثمان جريًا على ظاهر الإشاعة تثبيتًا وتقوية لأولئك القوم ، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال ‏:‏ ‏اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك ‏.



اختصاصة بكتابة الوحى

عن فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمها أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقال ‏:‏ إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإن الناس قد شتموه فقالت ‏:‏ لعن اللَّه من لعنه ، فواللَّه لقد كان عند نبي اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ لمسند ظهره إليَّ ، وأن جبريل ليوحي إليه القرآن ، وأنه ليقول له ‏:‏ اكتب يا عثيم فما كان اللَّه لينزل تلك المنزلة إلا كريمًا

على اللَّه ورسوله‏ .‏ أخرجه أحمد وأخرجه الحاكم وقال‏ :‏ ‏‏قالت‏ :‏ لعن اللَّه من لعنه ، لا أحسبها قالت ‏:‏ إلا ثلاث مرات ، لقد رأيت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مسند فخذه إلى عثمان ، وإني لأمسح العرق عن جبين رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأن الوحي لينزل عليه وأنه ليقول ‏:‏ اكتب يا عثيم ، فواللَّه ما كان اللَّه لينزل عبدًا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريمًا‏

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال ‏:‏ كان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه ، وعمر عن يساره ، وعثمان بين يديه ، وكان كَاتبَ سر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏.‏



جيش العسرة

يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة ، مأخوذة من قوله تعالى ‏:‏ ِ ‏ لَقَد تَّابَ الله عَلَىالنَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة

ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك ، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة ، وحثهم على النفقة والحملان ، فجاءوا بصدقات كثيرة ، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق ـ رضي اللَّه عنه ـ، فجاء بماله كله 40‏.‏4000 درهم فقال له ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏ ؟‏‏‏ قال ‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله ‏.‏ وجاء عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏‏هل أبقيت لهم شيئًا ‏؟‏‏ ‏قال‏ :‏ نعم ، نصف مالي

وجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏ .‏ قال ابن إسحاق‏ :‏ أنفق عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها ‏.‏ وقيل ‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول ‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏ .‏ وقال رسول اللَّه‏ :‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏‏

بئر رومة

واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين ‏.‏ كان رسول اللَّه قد قال ‏:‏ ‏‏من حفر بئر رومة فله الجنة



توسعة المسجد النبوى

كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا ، ثم غيَّره عثمان ، فزاد فيه زيادة كبيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة ، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج ، وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب ‏.‏



الخلافة

لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة : ( علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان - رضي الله عنه - وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين

استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال : نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار, توسيع المسجد الحرام , وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية



الفتوحات

فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين



الفتنة

في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان - رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام



استشهاده

وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه - رضي الله عنه - فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع000وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا0

فارس الفضول
09-08-2007, 01:58
استأذنك عذرا أخي الفاضل فايز الفايز... في ان أشارك معكم بهذا الموضوع
الشخصية التي سأتحدث عنها ... ليست من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
بل مات قبل بعثة الرسول عليه السلام بخمسة أعوام
ولكن بشر به الرسول عليه السلام أنه من أهل الجنة ... فقد مات على الحنيفية ... ملة إبراهيم عليه السلام
من هو هذا الرجل ؟؟؟

زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي



هو عم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب
ابنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي زوج فاطمة أخت عمر ابن الخطاب ... أحد العشرة المبشرين بالجنة

ابنته عاتكة بنت زيد ... صحابية جليلة تزوجت العديد من أفاضل الصحابة وآخرهم الحسين بن علي ... حفيد الرسول عليه السلام ...

جاب الأرض الى الشام يبحث عن الدين الحق ... ثم عاد الى قريش ... ومات على دين إبراهيم ... دين التوحيد .. الحنيفية ... وعزف عن اي مظهر من مظاهر الشرك ... وكان يجتهد في صلاة ذات ركوع وسجود لما علم أن إبراهيم عليه السلام كان يصليها ... وكان يعبد ربه لا يشرك به شيئا

مات قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام بخمسة أعوام



ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفرله وقال: ((إنه يبعث أمة وحده))
وقال عليه السلام : " رأيت زيد بن عمرو بن النفيل يجر أثوابه في الجنة "

رحم الله زيد بن عمرو ..

بنت العقيلات
09-08-2007, 04:00
مشكور اخوي فايز على الموضوع الأكثر من رائع واسمحوا لي اخواني ان اقدم لكم صاحب من اصحاب حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ومثل ما قال اخوي فايز يصعب الاختصارالحديث عن صحبة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :

مصعب بن عمير
هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث ..
غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..
ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها.
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به " مصعب بن عمير"..
ذلك الفتر الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..؟
بالله ما أروعه من نبأ .. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.
إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام وربّاهم " محمد " عليه الصلاة والسلام..
ولكن أي واحد كان..؟
إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعاً..
لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم ..
"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا ، وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه, يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه...
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن , ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه, ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!
ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤاد المتوثب, فكانت السكينة العميقة عمق المحيط .. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره, ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!
**
كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب الى حد الرهبة..
ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه !!
فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولا يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب إلى حين..
أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!
ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا ، وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو قرير العين بإيمانه, وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر إسلامه خبرا..
ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهية, الواشية..
ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم .. ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء وزوابعها, شاخصا إلى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...
ووقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم, ويملؤها به حكمة وشرفا, وعدلا وتقى ، وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما لبثت أن استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام, وهدوءا يفرض الإقناع..
ولكن إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى , فإن في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..
وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه إغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى إلى الحبشة مهاجراً أوّابا..
ولسوف يمكث بالحبشة مع إخوانه المهاجرين, ثم يعود معهم الى مكة, ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة, فان تجربة إيمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان, ولقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار, واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى, وخالقها العظيم..
خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله, فما أن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..
ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا, وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه, حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة, وألقا وعطراً..
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة, شاكرة محبة, وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة, وقال:
" لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!
لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها, حتى ولو يكون هذا الإنسان ابنها..!!
ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..
وإنها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم, فودعته باكية, وودعها باكيا..
وكشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن .. فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: " اذهب لشأنك, لم أعد لك أمّا " اقترب منها وقال: " يا أمّه إني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي بأنه لا اله الا الله, وأن محمدا عبده ورسوله"...
أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف عقلي"..!!
وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياما ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة, والمتألقة بنور الله, كانت قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...
**
وآنئذ, اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره الى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة, ويدخل غيرهم في دين الله , ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..
كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها, وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير, وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة, ويلقي بين يديه مصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة, ومنطلق الدعوة والدعاة, والمبشرين والغزاة, بعد حين من الزمان قريب..
وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق, ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه وإخلاصه, فدخلوا في دين الله أفواجا..
لقد جاءها يوم بعثه الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة, ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم " مصعب ابن عمير ".
لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..
فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها وعرف أنه داعية الى الله تعالى, ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى, وإلى صراط مستقيم ، وأنه كرسوله الذي آمن به, ليس عليه إلا البلاغ..
هناك نهض في ضيافة "أسعد بم زرارة" يفشيان معا القبائل والبيوت والمجالس, تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه, هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..
ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه, لولا فطنة عقله, وعظمة روحه..
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فاجأه شاهرا حربته ويتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم, ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل, ولم يألفوه من قبل..!
إن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها وإذا احتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها, فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..
أما إله محمد الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم, فما أحد يعرف مكانه, ولا أحد يستطيع أن يراه..!!
وما أن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي, وثورته المتحفزة, حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا, متهللا..
وقف اسيد أمامه مهتاجا, وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:
"ما جاء بكما الى حيّنا, تسفهان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا, اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!
وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:
" أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره ".
الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!
كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره, فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع, تركه لاقتناعه وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم, وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..
هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت .. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي ..
ولم يكد مصعب يقرأ القرآن, ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام, حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم, وتكتسي بجماله..!!
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:
"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟
وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا, ثم قال له مصعب:
" يطهر ثوبه وبدنه, ويشهد أن لا اله الا الله ".
فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه, ووقف يعلن أن لا اله الا الله, وأن محمدا رسول الله..
وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة, وتمت بإسلامهم النعمة, وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير, وسعد ابن معاذ, وسعد بن عبادة قد أسلموا, ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب, فلنؤمن معه, فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!
**
لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاحا هو له أهل, وبه جدير..
وتمضي الأيام والأعوام, ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة, وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها, لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر, فيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر, و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم, ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير, فيتقدم ويحمل اللواء..
وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام, ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين, لكن عملهم هذا, سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل, وتعمل فيهم على حين غرّة, السيوف الظامئة المجنونة..
حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين, ركزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..
وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر, فرفع اللواء عاليا, وأطلق تكبيرة كالزئير, ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه, وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل, ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..
يد تحمل الراية في تقديس..
ويد تضرب بالسيف في عنفوان..
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه, يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث يلقون الرسول..
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!
يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري, عن أبيه قال: [حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول : وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء].
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..
كان يظن أنه اذا سقط, فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:
( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل )
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها, ويكملها, ويجعلها, قرآنا يتلى..
**
وبعد انتهاء المعركة المريرة, وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا, وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء, فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!
أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله, وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!
لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..
وعند جثمان مصعب, سالت دموع وفيّة غزيرة..
يقول خبّاب بن الأرت:
[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله, نبتغي وجه الله, فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى, ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا, منهم مصعب بن عمير, قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه, واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه, واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة, وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام, وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..
على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..
أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما :
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي دفن بها وقال لقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة, ولا أحسن لمّة منك. "ثم ها أنت ذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيها الناس زوروهم, وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة, إلا ردوا عليه السلام"..
**
السلام عليك يا مصعب..
السلام عليكم يا معشر الشهداء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاكر المخبت
10-08-2007, 10:22
اشكر الاخ فارس . كثر الله خيرك ورزقك السعادة بالداريين وجمعك مع النبيين والصدقيين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا . اشكرك على مشاركتك . وحرصك وحبك للخير . جعله الله في ميزان حسناتك .
كما اشكر الاخت بنت العقيلات على مشاركتها وذكر صحابي من صحابة رسول الله . اشكر لك تفاعلك وهتمامك بالموضوع واسأل الله لي ولك للجميع الاخلاص بالقول والعمل ونتمنى من الجميع الاطلاع والقراءة فهؤلاء الصحابة هم خير الخلق بعد الانبياء فنسأل الله ان يجمعنا بهم في الفردوس الاعلى في الجنه . أكرر شكري لك بنت العقيلات واسأل الله لك التوفيق والسعادة والرزق الوفير مع العفو واالعافية انه على كل شي قدير . ونتمنى من الجميع المشاركة والتفاعل وانأمل من مدير الموقع تثبيته وان يكون هذا الموضوع متواصل حتى نذكر جميع اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام . ونعرفهم ونتذكرهم . بارك الله بالجميع .

فارس الظلام
11-08-2007, 12:37
5- الذي غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامر الثقفي‏ أو حمزة بن عبد المطلب.
7- جليبيب ؟ عبد الله ابن أم مكتوم
9- قدمه أثقل في الميزان من جبل أحد عبدالله بن العباس
10- حبر الأمة عبدالله بن عباس
11- أعلم الأمة بالحلال والحرام معاذ بن جبل
12- الشهيد الحي طلحه بن عبيد الله
15- حواري الرسول الزبير بن العوام
16- الطيب المطيب عمار بن ياسر بن عمار بن مالك
17- الشهيد الأشعث مصعب بن عمير


هذا ما أستطعت حله ....
جزاك الله خيرا على هذه الاسئله...

شاكر المخبت
11-08-2007, 06:55
اشكر الاخ فارس وسال الله لك السعادة بالداريين وان يجمعنا وياك مع صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام في الفردوس الاعلى ونأمل التواصل والمشاركة من الاعضاء .

شاكر المخبت
14-08-2007, 02:58
علي بن ابي طالب رضي الله عنه

هو أبو الحسن علي بن أبى طالب بن عبد المطلب الهاشمى القرشى . أمير المؤمنين ، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عم النبى صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء ووالد الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، كناه النبى صلى الله عليه وسلم بأبى تراب وهو من الخطباء والعلماء بالقضاء المعدودين وأول الناس إسلاماً من الغلمان ، عاش فى حجر النبى صلى الله عليه وسلم منذ طفولته، وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نام فى فراشه ، وبقي بعده أياماً فى مكة ليقضي ديونه ويرد ودائعه ثم هاجر إلى المدينة . شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يحمل اللواء فى أكثرها ويتقدم للمبارزة ، وفى غزوة بدر بارز شيبة بن عتبة وقتله ، وفى غزوة الخندق قتل فارس العرب وأحد شجعانهم عمرو بن عبد ود العامرى ، وفى غزوة خيبر قال صلى الله عليه وسلم ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وفي الصباح دعا عليا ، وكانت عينه مصابة بالرمد فدعا له وبصق فى عينه فبرأ ولم يرمد بعدها ، وأعطاه الراية ففتح الله على يديه وقتل مرحبا اليهودى ، ويروى فى ذلك من شجاعته وقوته أن يهودياً ضرب عليا فطرح ترسه فتناول بابا عند الحصن وتترس به فلم يزل فى يده حتى فتح الله على يديه .

؟؟
02-09-2007, 08:45
جزاكم الله خير

وبارك الله فيكم

ورضي الله عنهم

ورزقنا صحبتهم بالجنة

اللهم آآمين

شاكر المخبت
08-09-2007, 10:09
امين اخوي مبارك بس وين مشاركتك بالكتابة عن احد الصحابة رضي الله عنهم .