رياض الفضيلي
10-08-2007, 10:05
.
شعر الحاج ثنيان الغانم واخوه محمد , وهما من تجار الكويت المرموقين و بالحاجة الى سفينة شراعية اضافية لمساعتهم في تجارتهم والتي اخذت في التوسع والازدهار , ففي احد ايام سنة
1937 م اتفق الاخوين مع الحاج محمد بن عبدالله الاستاد احد صناع السفن المشهورين فــــي
الكويت واحد تلاميذ الحاج احمد بن سليمان الاشرم ذلك الصانع الاسطوري , على صنع سفينـه
شراعية من نوع [ البوم ] وذات خواص معينة وسعة معينة , كان الحاج محمد بــــن عبدالله
شابا لا يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره , ولكن سمعته كصانع سفن قد طرقت آذان الجميع
كانت الاخشاب اللازمة لصناعة السفينة قد احضرها من الهند الاخوين الغانم بعد ان اختارهمــا
بعناية , وتركت على الساحل امام مكان يسمى آنذاك [ نقعة العبدالجليل ] وهي احد احــــواض
السفن التي كانت تقع الى الغرب قليلا من المتحف الوطني الجديد على الساحل .
بدأ الحاج محمد العمل بان اختار خشبة طويلة ومستقيمة كقاعدة للسفينة تسمى [ البيــــص ]
ثم اختار اربعة عشر نجارا كان من بينهم من اصبحوا فيما بعد صناع سفن قديريـــن , مثـــل
حجي علي عبدرب الرسول وابن عمه جاسم , وبواسطة خيط وقطعة من الطباشير في يــــده
بدأ الحاج محمد بوضع علامات وخطوط على القاعدة , وتلاه النجارون بفؤوسهم يأتون عليها
ويصلحون ما بها من اعوجاج . بعدها اعدت خشبتان مستقيمتان من خشب الساج وثبـــتـــتا
بطرفي القاعدة وبزوايا معينة كان قد عينها الاستاذ محمد من قبل بواسطة الة بسيطة تسمـى
[ الهنداسة ] تلا ذلك تثبيت الاضلاع الداخلية للسفينة بالقاعدة ثم الالواح الخارجية واحدا تلو
الاخر وبعناية فائقة وتحت اشراف الاستاذ محمد , بينما يتردد على العمل الحاج ثنيان الغانم
ليتأكد من استمراره وتقدمه
كان العمل في تثبيت الاضلاع الداخلية للسفينة مستمرا عندما زار مركز العمل الحــاج احمــد
الغانم احد النواخذة قباطنة السفن الكويتين وعم الاخوين الغانم. طلب الحــاج احمد بـــعد ان
قام بفحص هيكل السفينة من الاستاذ محمد ان يدفع احد الاضلاع في المؤخــرة الخلفــــــــية
للسفينة الى الامام قليلا حتى تصبح مشابهه في مؤخرتها لسفينة [ الدنجيه ] نوع من السفن
الهندية , التي كان قد فقدها بحادث غرق قرب جزيرة فيلكا من قبل . ولكن الاستاذ محمد لـم
يرتح لهذا الاقتراح فقد كان له رأي اخر في كيفية ما يجب ان تكون عليه مؤخرة الســـفينة
ولكن كيف يمكنه رفض طلب ذلك الشيخ الكبير ؟ ومما جعل رفضه اكثر صعوبة هو طلـــب
الحاج ثنيان الغانم بان يستجيب لكل مطالب عمه الحاج احمد , لذا كان على الاســــتاذ محمد
ان يرضخ للامر الواقع , ولكن بشرط وهو ان لا يطلب منه ان يغير في تصميم السفينة اذا
بدت على خلاف ما يرضيهم . كان الامر بالنسبة للاستاذ محمد يتطلب بالطبع الكثـــــير من
العناية والحذر . سـيما وانه مجبر في النهاية على صنع سفينة شراعية ذات صفات ملاحية
جيدة تتفق وسمعته كصانع سفن قدير
واستمر العمل وقارب [ البوم ] على الانتهاء . وعنما وصل الحاج محمد ثنــيان الغــانم الى
الكويت قادما من الهند ومشتاقا لرؤية السفينة الجديدة . ولكنه لم يعجب بمؤخرتــها غيــــر
المألوفة فاقترح في الحال على الاستاذ محمد ان يقوم باجراء بعض التغيرات عليها و ولكن
طلبه رفض في الحال .
استغرق بناء [ المهلب ] حوالي سبعون يوما وبواسطة 14 نجارا يعملون بمعدل 10 ساعات
في اليوم وباجر قدره [ 3 ] روبيات هندية [ الروبية تسواي 75 فلس ] في اليوم للشخــص
الواحد , وبتكلفة اجمالية قدرها [ خمسة عشر الف روبية ] اما الاسم فقد اطلقه عليه عبداللطيف
الغانم ابن الحاج ثنيان , والذي اراده ان يحيي ذكرى بطل من ابطال الاسلام وهو المهلب بن ابي
صفرة ..
الدكتور / يعقوب بن يوسف الحجي
ورحم الله البطل المهلب ورجالات الكويت الذين كافحوا بشرف واخلاص لبناء بلدهم الحبيب
ويليها ان شاء الله الاحتفال بالتدشين
بومشعل
شعر الحاج ثنيان الغانم واخوه محمد , وهما من تجار الكويت المرموقين و بالحاجة الى سفينة شراعية اضافية لمساعتهم في تجارتهم والتي اخذت في التوسع والازدهار , ففي احد ايام سنة
1937 م اتفق الاخوين مع الحاج محمد بن عبدالله الاستاد احد صناع السفن المشهورين فــــي
الكويت واحد تلاميذ الحاج احمد بن سليمان الاشرم ذلك الصانع الاسطوري , على صنع سفينـه
شراعية من نوع [ البوم ] وذات خواص معينة وسعة معينة , كان الحاج محمد بــــن عبدالله
شابا لا يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره , ولكن سمعته كصانع سفن قد طرقت آذان الجميع
كانت الاخشاب اللازمة لصناعة السفينة قد احضرها من الهند الاخوين الغانم بعد ان اختارهمــا
بعناية , وتركت على الساحل امام مكان يسمى آنذاك [ نقعة العبدالجليل ] وهي احد احــــواض
السفن التي كانت تقع الى الغرب قليلا من المتحف الوطني الجديد على الساحل .
بدأ الحاج محمد العمل بان اختار خشبة طويلة ومستقيمة كقاعدة للسفينة تسمى [ البيــــص ]
ثم اختار اربعة عشر نجارا كان من بينهم من اصبحوا فيما بعد صناع سفن قديريـــن , مثـــل
حجي علي عبدرب الرسول وابن عمه جاسم , وبواسطة خيط وقطعة من الطباشير في يــــده
بدأ الحاج محمد بوضع علامات وخطوط على القاعدة , وتلاه النجارون بفؤوسهم يأتون عليها
ويصلحون ما بها من اعوجاج . بعدها اعدت خشبتان مستقيمتان من خشب الساج وثبـــتـــتا
بطرفي القاعدة وبزوايا معينة كان قد عينها الاستاذ محمد من قبل بواسطة الة بسيطة تسمـى
[ الهنداسة ] تلا ذلك تثبيت الاضلاع الداخلية للسفينة بالقاعدة ثم الالواح الخارجية واحدا تلو
الاخر وبعناية فائقة وتحت اشراف الاستاذ محمد , بينما يتردد على العمل الحاج ثنيان الغانم
ليتأكد من استمراره وتقدمه
كان العمل في تثبيت الاضلاع الداخلية للسفينة مستمرا عندما زار مركز العمل الحــاج احمــد
الغانم احد النواخذة قباطنة السفن الكويتين وعم الاخوين الغانم. طلب الحــاج احمد بـــعد ان
قام بفحص هيكل السفينة من الاستاذ محمد ان يدفع احد الاضلاع في المؤخــرة الخلفــــــــية
للسفينة الى الامام قليلا حتى تصبح مشابهه في مؤخرتها لسفينة [ الدنجيه ] نوع من السفن
الهندية , التي كان قد فقدها بحادث غرق قرب جزيرة فيلكا من قبل . ولكن الاستاذ محمد لـم
يرتح لهذا الاقتراح فقد كان له رأي اخر في كيفية ما يجب ان تكون عليه مؤخرة الســـفينة
ولكن كيف يمكنه رفض طلب ذلك الشيخ الكبير ؟ ومما جعل رفضه اكثر صعوبة هو طلـــب
الحاج ثنيان الغانم بان يستجيب لكل مطالب عمه الحاج احمد , لذا كان على الاســــتاذ محمد
ان يرضخ للامر الواقع , ولكن بشرط وهو ان لا يطلب منه ان يغير في تصميم السفينة اذا
بدت على خلاف ما يرضيهم . كان الامر بالنسبة للاستاذ محمد يتطلب بالطبع الكثـــــير من
العناية والحذر . سـيما وانه مجبر في النهاية على صنع سفينة شراعية ذات صفات ملاحية
جيدة تتفق وسمعته كصانع سفن قدير
واستمر العمل وقارب [ البوم ] على الانتهاء . وعنما وصل الحاج محمد ثنــيان الغــانم الى
الكويت قادما من الهند ومشتاقا لرؤية السفينة الجديدة . ولكنه لم يعجب بمؤخرتــها غيــــر
المألوفة فاقترح في الحال على الاستاذ محمد ان يقوم باجراء بعض التغيرات عليها و ولكن
طلبه رفض في الحال .
استغرق بناء [ المهلب ] حوالي سبعون يوما وبواسطة 14 نجارا يعملون بمعدل 10 ساعات
في اليوم وباجر قدره [ 3 ] روبيات هندية [ الروبية تسواي 75 فلس ] في اليوم للشخــص
الواحد , وبتكلفة اجمالية قدرها [ خمسة عشر الف روبية ] اما الاسم فقد اطلقه عليه عبداللطيف
الغانم ابن الحاج ثنيان , والذي اراده ان يحيي ذكرى بطل من ابطال الاسلام وهو المهلب بن ابي
صفرة ..
الدكتور / يعقوب بن يوسف الحجي
ورحم الله البطل المهلب ورجالات الكويت الذين كافحوا بشرف واخلاص لبناء بلدهم الحبيب
ويليها ان شاء الله الاحتفال بالتدشين
بومشعل