رشيد الكثيري
19-12-2004, 06:34
.................... السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قبل أشهر كثيرة وبالتحديد قبل تقريباً ثلاث سنوات .. قرأت إعلان عن المشاركة بفكرة لمسلسل طاش ماطاش ..
فحاولت وإليكم المحاولة :
.................................... الفنان المجرم
هي قصة ومعاناة لفنان تولع بالفن من صغر سنة ، وفي بداية شبابة ، وشخصية هذا الفنان الطموح ( يرتدي ثوباً قصيراً ، ومنفوش ، وكلتا كمومة طويلة ، ويلبس أو ينتعل نعالاً يقال لها ( السجدية أو الزبيرية ) ويلبس عمامة صغيرة فلا تكون مطابقة لمقاسة ، وتكون شماغة مرتفعة عن جبهة الرأس لكي تظهر الطاقية من جانبي الرأس ) هذه بإختصار مواصفات الفنان الظاهرية .
ويشكي لأحد أبناء حارته وليكن إبن الجيران ، فيطرح عليه إبن الجيران فكرةً ما ويقول :
لماذا لاتتعلم العزف على العود ؟ ...
فترسخ هذه الفكرة في ذهنه ويقرر بعد ذلك أن يشتري ( عود ) ..
وفعلاً ، إشترى عوداً ، ولكنه عوداً من نوع آخر .
فلقد إشترى العود الذي يباع في محلات ألعاب الأطفال .
ليكون من السهل عليه تخبئته عن والده الشديد ، فلم أذكر لكم شدة الخوف الذي يعاني منه هذا الفنان .
فوضع له وقتاً معيناً يكون فيه جميع من في البيت قد نام ، ليستطيع الصعود إلى سطح المنزل ويمارس فيه العزف على العود الذي يظهر أصواتاً مضحكة ، فلا تمت للطرب بصلة لشدة ( شدّ الأوتار ) .
وبعد مدةٍ ليست بالطويلة ، قرعت أجراس الشك عند أبيه ، فجلس ينتظره في آخر الليل حتى رآه وهو يصعد الدرج برؤوس أصابعه ، وقد إرتدى عباءةً قد إتضح عليه بأنه يخفي بها شيئاً .
فوقف الفنان ( الإبن ) يلتفت يميناً وشمالاً وأطمأن كالعادة ، وهو لايعلم بأن هناك من يراه ، ففتح باب ( السطح ) فصار يلتفت ميمنةً وميسرة ، ففتأكد ( أباه ) أنه يخفي في عباءته شيئاً خطيراً كالمخدرات مثلاً ، فنادى الأب إبنه ، فأرتبك الإبن قليلاً ولبى النداء ، فقال الأب : ماالذي تخفيه في عباءتك ؟ ..
فرد الإبن قائلاً : لاشيء .
فقال الأب : أرني إذاً !..
فرد الإبن مرةً أخرى : لاشيء ...
فأنزعج الأب وقال : إن لم تخرج مافي عباءتك سأتصرف معك تصرفاً آخر ...
وبقوةٍ شد الأب العباءة وفي آخر الأمر وبعد الصراع مع الإبن والأعصاب ، يجد ماكان يخفيه الإبن وهو ( العود ) .. فكسره على رأسه .
وفي الغد ..
وبعد أن خرج من البيت مكتئباً حزين ، فقد تحطمت طموحاته ..
يجده إبن الجيران على هذه الحال ، فسأله عمّا جرى ، فأخبره بكامل قصته ..
فقال جاره : لديّ فكرة ..
فقال : ماهي ؟
فقال الجار : لماذا لاتشتري عوداً مرةً أخرى ، وتحاول التعلم عليه خارج المدينة ..
في الخلاء مثلاً .. ، فأعجبت الفنان هذه الفكرة ، ونفذها ..
فصار يخرج للبر ويتعلم العزف على العود . ولكن لازال الخوف مؤثرٌ عليه تماماً ، فكلما أراد الخروج أو الدخول من وإلى المدينة ، يكون في حالة إرتباك فيلتفت يميناً وشمالاً كي لايراه أحد وهو ممسكٌ بهذه اللعبة ( العود ) فكأنه أحد بائعي الممنوعات ..
فأصاب الشك هذه المرة رجال الدوريات الأمنية ، وصاروا يترقبونه في الخروج وفي الدخول ...
وفي أحد الليالي وأثناء ماكان خارجاً من المدينة ، كان في إنتظاره رجال الدوريات على ( الدورية ) ، فتبعوه وجعلوا يؤشرون إليه بالنور ..
وبعد مارآهم يؤشرون إليه ، إرتبك وجن جنونه عندما رآهم يتبعونه ، ومن أثر الخوف والإرتباك زاد سرعة السيارة عن سرعتها السابقة ، فما كان من رجال الدوريات إلا اللحاق به ، فلقد توقع رجال الدوريات بأنه من مهربي المخدرات أو ماشابه ذلك ، فأمروا بتزويد سيارات النجدة ، وصاروا يطاردونه من شارع إلى شارع ومن ( شعيبٍ إلى شعيب ) ، وأنتشر خبرٌ في البلدة أن رجال الدوريات يلاحقون مجرماً من مهربي المخدرات .
وأستمرت المطاردة عدة ساعات ، حتى حاصروه ، وألقوا القبض على المجرم بعدما فرغت حنفية الوقود ( تانكي البنزين ) وقد حاصره مايقارب ستة دوريات أمنية . وعددٌ من رجال المكافحة وقد أشهروا عليه الأسلحة قائلين : سلم نفسك ولا داعي للهرب .
فرفع كلتا يديه ، وأحضروا ( الكلبشات ) ووضعوها في يديه . وأمروا بتفتيش سيارته وقد أخبأ ( العود ) في درج السيارة قبل إقفاله ، فأمروه بفتح الدرج ورفض ، فأجبروه بالقوة .
فمد يده المرتعشة وهم ينظرون إليه نظرة المجرم وفتح الدرج ثم أغلقه ، فقالوا : لمَ تفعل ذلك ؟
فقال : لدي شرطـٌ قبل أن أفتح الدرج . فقالوا : وماهو شرطك ؟
فقال : أريد منكم أن لاتخبروا أبي عن سبب القبض علي وإدخالي السجن . فقاطعه أحد رجال المكافحة قائلاً : إن هذا الفتى يضيع وقتنا بلا فائدة ، فأحصلوا على البضاعة في الحال .
فتقدم جميعهم بعد أن فتح الدرج ، وإذا بهم لايرون سوى لعبةً من لعب الأطفال( العود ) !!! .
.................................................. .................................................. ........
الهدف من القصة : توضيح الشك الذي يطغى على بعض الناس عندما يشتبهون بأحد بقولهم ( مهرب مخدرات أو ما شابه ذلك ) .
قبل أشهر كثيرة وبالتحديد قبل تقريباً ثلاث سنوات .. قرأت إعلان عن المشاركة بفكرة لمسلسل طاش ماطاش ..
فحاولت وإليكم المحاولة :
.................................... الفنان المجرم
هي قصة ومعاناة لفنان تولع بالفن من صغر سنة ، وفي بداية شبابة ، وشخصية هذا الفنان الطموح ( يرتدي ثوباً قصيراً ، ومنفوش ، وكلتا كمومة طويلة ، ويلبس أو ينتعل نعالاً يقال لها ( السجدية أو الزبيرية ) ويلبس عمامة صغيرة فلا تكون مطابقة لمقاسة ، وتكون شماغة مرتفعة عن جبهة الرأس لكي تظهر الطاقية من جانبي الرأس ) هذه بإختصار مواصفات الفنان الظاهرية .
ويشكي لأحد أبناء حارته وليكن إبن الجيران ، فيطرح عليه إبن الجيران فكرةً ما ويقول :
لماذا لاتتعلم العزف على العود ؟ ...
فترسخ هذه الفكرة في ذهنه ويقرر بعد ذلك أن يشتري ( عود ) ..
وفعلاً ، إشترى عوداً ، ولكنه عوداً من نوع آخر .
فلقد إشترى العود الذي يباع في محلات ألعاب الأطفال .
ليكون من السهل عليه تخبئته عن والده الشديد ، فلم أذكر لكم شدة الخوف الذي يعاني منه هذا الفنان .
فوضع له وقتاً معيناً يكون فيه جميع من في البيت قد نام ، ليستطيع الصعود إلى سطح المنزل ويمارس فيه العزف على العود الذي يظهر أصواتاً مضحكة ، فلا تمت للطرب بصلة لشدة ( شدّ الأوتار ) .
وبعد مدةٍ ليست بالطويلة ، قرعت أجراس الشك عند أبيه ، فجلس ينتظره في آخر الليل حتى رآه وهو يصعد الدرج برؤوس أصابعه ، وقد إرتدى عباءةً قد إتضح عليه بأنه يخفي بها شيئاً .
فوقف الفنان ( الإبن ) يلتفت يميناً وشمالاً وأطمأن كالعادة ، وهو لايعلم بأن هناك من يراه ، ففتح باب ( السطح ) فصار يلتفت ميمنةً وميسرة ، ففتأكد ( أباه ) أنه يخفي في عباءته شيئاً خطيراً كالمخدرات مثلاً ، فنادى الأب إبنه ، فأرتبك الإبن قليلاً ولبى النداء ، فقال الأب : ماالذي تخفيه في عباءتك ؟ ..
فرد الإبن قائلاً : لاشيء .
فقال الأب : أرني إذاً !..
فرد الإبن مرةً أخرى : لاشيء ...
فأنزعج الأب وقال : إن لم تخرج مافي عباءتك سأتصرف معك تصرفاً آخر ...
وبقوةٍ شد الأب العباءة وفي آخر الأمر وبعد الصراع مع الإبن والأعصاب ، يجد ماكان يخفيه الإبن وهو ( العود ) .. فكسره على رأسه .
وفي الغد ..
وبعد أن خرج من البيت مكتئباً حزين ، فقد تحطمت طموحاته ..
يجده إبن الجيران على هذه الحال ، فسأله عمّا جرى ، فأخبره بكامل قصته ..
فقال جاره : لديّ فكرة ..
فقال : ماهي ؟
فقال الجار : لماذا لاتشتري عوداً مرةً أخرى ، وتحاول التعلم عليه خارج المدينة ..
في الخلاء مثلاً .. ، فأعجبت الفنان هذه الفكرة ، ونفذها ..
فصار يخرج للبر ويتعلم العزف على العود . ولكن لازال الخوف مؤثرٌ عليه تماماً ، فكلما أراد الخروج أو الدخول من وإلى المدينة ، يكون في حالة إرتباك فيلتفت يميناً وشمالاً كي لايراه أحد وهو ممسكٌ بهذه اللعبة ( العود ) فكأنه أحد بائعي الممنوعات ..
فأصاب الشك هذه المرة رجال الدوريات الأمنية ، وصاروا يترقبونه في الخروج وفي الدخول ...
وفي أحد الليالي وأثناء ماكان خارجاً من المدينة ، كان في إنتظاره رجال الدوريات على ( الدورية ) ، فتبعوه وجعلوا يؤشرون إليه بالنور ..
وبعد مارآهم يؤشرون إليه ، إرتبك وجن جنونه عندما رآهم يتبعونه ، ومن أثر الخوف والإرتباك زاد سرعة السيارة عن سرعتها السابقة ، فما كان من رجال الدوريات إلا اللحاق به ، فلقد توقع رجال الدوريات بأنه من مهربي المخدرات أو ماشابه ذلك ، فأمروا بتزويد سيارات النجدة ، وصاروا يطاردونه من شارع إلى شارع ومن ( شعيبٍ إلى شعيب ) ، وأنتشر خبرٌ في البلدة أن رجال الدوريات يلاحقون مجرماً من مهربي المخدرات .
وأستمرت المطاردة عدة ساعات ، حتى حاصروه ، وألقوا القبض على المجرم بعدما فرغت حنفية الوقود ( تانكي البنزين ) وقد حاصره مايقارب ستة دوريات أمنية . وعددٌ من رجال المكافحة وقد أشهروا عليه الأسلحة قائلين : سلم نفسك ولا داعي للهرب .
فرفع كلتا يديه ، وأحضروا ( الكلبشات ) ووضعوها في يديه . وأمروا بتفتيش سيارته وقد أخبأ ( العود ) في درج السيارة قبل إقفاله ، فأمروه بفتح الدرج ورفض ، فأجبروه بالقوة .
فمد يده المرتعشة وهم ينظرون إليه نظرة المجرم وفتح الدرج ثم أغلقه ، فقالوا : لمَ تفعل ذلك ؟
فقال : لدي شرطـٌ قبل أن أفتح الدرج . فقالوا : وماهو شرطك ؟
فقال : أريد منكم أن لاتخبروا أبي عن سبب القبض علي وإدخالي السجن . فقاطعه أحد رجال المكافحة قائلاً : إن هذا الفتى يضيع وقتنا بلا فائدة ، فأحصلوا على البضاعة في الحال .
فتقدم جميعهم بعد أن فتح الدرج ، وإذا بهم لايرون سوى لعبةً من لعب الأطفال( العود ) !!! .
.................................................. .................................................. ........
الهدف من القصة : توضيح الشك الذي يطغى على بعض الناس عندما يشتبهون بأحد بقولهم ( مهرب مخدرات أو ما شابه ذلك ) .