فيصل
21-09-2007, 10:08
أجرى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة دراسة حديثة برئاسة الدكتورة إكرام زايد فوجد أن هناك ما يزيد على 200 خرافة تسكن العقول العربية، وتعيش معهم منذ زمن بعيد أي أنها متوارثة ولها أصول معروفة. وتطرقت الدراسة وبصورة واضحة ومباشرة إلى حقيقة مؤكدة وهي أن الخرافة والشعوذة ليست مقتصرة على العقول العربية فقط.. مستعرضة بعض النماذج العالمية التي تدل على أن أعمال الدجل والشعوذة إنما هي عادات راسخة في العالم أجمع باختلاف أنواعه وأشكاله وثقافته وحتى مدينته وحضارته.
وذكرت الدراسة ما قام به مجموعة من مشجعي ناد روماني مشهور لكرة القدم من خلال أعمال الشعوذة من أجل جلب الحظ لناديهم، وإبعاد شبح الهزيمة عنه قبل مباراته المهمة بيوم، ونظم المشجعون جنازة '' لقطة ''.. قاموا بدفنها خلف أحد مدرجات الاستاد الرئيسي في العاصمة بوخارست، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإحراق ''ديك'' في منتصف الملعب تماماً بعد أن حلت به اللعنة!!
حتى العلم والتكنولوجيا لم يسلما من استخدامهما في مجال الخرافات، حيث طرحت إحدى الشركات الصينية العاملة في مجال الملابس النسائية حملة دعائية لمنتجاتها والتي ستطرح في الأسواق بقدرتها على جلب الحظ السعيد لمن ترتديها. واستندت الشركة في حملتها الدعائية إلى أن الألوان التي تتأرجح ما بين الأحمر والرمادي والأبيض، وتحمل صورة التنين هي تلك الملابس التي من شأنها طرد الأرواح الشريرة!!
وتنتقل الدكتورة زايد في دراستها إلى ظاهرة أخرى وهي '' عادات الزواج'' فتقول: تبين أن معظم الخرافات تشيع وتنتشر حول الزواج والحمل، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 50 في المائة من الفتيات مازلن يعتقدن فى صحة .. ''قرص العروس'' .. في ليلة زفافها ، وأن 79 في المائة يعتقدون أن دخول ''اللحم الأحمر'' على المرأة المرضع يتسبب في جفاف لبنها، وهناك خرافة منتشرة وشائعة خاصة في المناطق الريفية، وهي أن الفتاة التي تلعق '' بطن ضفدعة'' تستطيع أن تجيد الزغرودة بل إن 23 في المائة من البنات يعتقدن في ذلك ، ويصدقن هذه الخرافة.
وهناك خرافة نثر الملح على العروسين فهي عادة صينية، وهندية .. وأيضاً انتقلت إلى مجتمعاتنا العربية .. اعتقادنا في أن ذلك سوف يبعث السعادة والإرضاء للأرواح الشريرة ، ومنعاً لإيذاء العروس .. ومازالت تلك العادة موجودة بل تم تطويرها باستبدال الشكولاتة، والعملات الفضية ، والورود بالملح!!
أما العروس فهي لا تقرص من صديقاتها حتى يتزوجن بل ترمي العروس باقة الزهور الخاصة بها ، والتي تحملها معها طوال الفرح لتتنافس على التقاطها الفتاة المعتقدة بأنها ستكون أول عروس تلي تلك العروس مباشرة.
وتواصل الدكتور زايد سرد ما تناولته في بحثها عن عادات الزواج في الوطن العربي فتقول : أما عادة حمل العريس العروسة والدخول بباب منزل الزوجية بحيث يفوت على عتبة المنزل فهذه الخرافة تعود لأيام الإغريق، الذين كانوا يعتقدون أن الأرواح الشريرة تقف على عتبات المنزل غير المسكون فإذا عبرها العريس وهو يحمل عروسه نجا بها من الشرور .. ومازلنا نمارس هذه الخرافة ، ولو على سبيل المزاح.!
وتضيف أستاذة البحث الاجتماعي والجنائي: هناك روايات عدة حكاها أجدادنا عن سبب انتشار تلك الخرافات التي مازلنا في مجتمعتنا العربية نمارسها حتى الآن ، ومنها : قالوا مثلا إن الناس في القدم كانوا يعتقدون أن الآلهة تسكن خشب الأشجار، وبالتالي كان الشخص يضرب بيده على شجرة عندما يتمنى أمنية حتى تسمعه الآلهة، ويتحقق ما يتمناه .. ونحن مازلنا نمسك الخشب خوفاً من الحسد.
وتشير إلى أن هناك الكثير والكثير من الخرافات التي تسكن بيوتنا وعقولنا العربية مثل :'' تعليق حدوة الحصان ، أو نجمة بحر ، أو حذاء طفل، ونجد الأخير كثيراً في السيارات .. ولا نعلم لماذا ؟! أما حدوة الحصان فترجع إلى الرومان حيث كانوا يقدسون الخيل، وبالتالي اتخذوا الحدوة رمزاً للتفاؤل، أما نجمة البحر .. فهي تدخل على الرقم خمسة.
وأخيراً توصي الدكتورة زايد الأسرة العربية بتربية أولادها على التتشبع بالإيمان بقدرة الله التي تفوق قدرات البشر واستخدام التفكير العلمي في حل المشكلات، وعدم ترديد تلك الخرافات على مسامع الأبناء .. والتركيز الأكبر ينصب على الأم التي قد تنقل هذه الأفكار والمعتقدات لأبنائها دون أن تشعر من خلال تعاملها بها أمامهم أو أن تردد على مسامعهم كلمات من شأنها تصديقهم هذه الخرافات السابق ذكرها ، خاصة أن الدجل والشعوذة يرجعان للتأثير في الغير.
أما رأي علم الاجتماع حول انتشار ظاهرة الخرافة والشعوذة في العالم العربي فتشير الدكتورة سامية الساعاتي - أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس إلى أن أعداداً كبيرة من المثقفين وأنصاف المثقفين يؤمنون بشكل كبير في الأعمال ، وفتح الكوتشينة، والفنجان، وقراءة الكف .. وهذا أمر مؤسف !!
وتضيف أن دور التنشئة الاجتماعية في استخدام الممارسات الخرافية والسحرية سبب أساسي، وعامل مهم في تصديقها والعمل بها، بل إن الأسرة التي تحل جميع مشاكلها بالخرافات لا بد أنها تعتقد فيها.
وتقول :وهذا الأمر غير مرتبط بالثقافة والعلم والتكنولوجيا أو التحضر والتخلف فالإنسان بطبيعته يميل إلى محاولة التعرف على الغيب والتكهن به ولا ننسى أن هناك عرافات ذوات صيت عالمي بل وأحيانا تسأل وقد يأخذ برأيها كبار القادة العالميين بل ومجموعة كبيرة من الناس تنتظر في بداية كل عام جديد تكهنات العرافين وتوقعاتهم للعام الجديد ولأهم الشخصيات والأحداث المطروحة على الساحة، وتؤكد أن أسلوب التربية هو الذي يجعل الطفل متشبعا بتلك الأفكار حتى لو بلغ أعلى المناصب أو حتى اكتسب أكبر قدر من التعليم والثقافة.
(( منقــــــــــــــــــول ))
وذكرت الدراسة ما قام به مجموعة من مشجعي ناد روماني مشهور لكرة القدم من خلال أعمال الشعوذة من أجل جلب الحظ لناديهم، وإبعاد شبح الهزيمة عنه قبل مباراته المهمة بيوم، ونظم المشجعون جنازة '' لقطة ''.. قاموا بدفنها خلف أحد مدرجات الاستاد الرئيسي في العاصمة بوخارست، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإحراق ''ديك'' في منتصف الملعب تماماً بعد أن حلت به اللعنة!!
حتى العلم والتكنولوجيا لم يسلما من استخدامهما في مجال الخرافات، حيث طرحت إحدى الشركات الصينية العاملة في مجال الملابس النسائية حملة دعائية لمنتجاتها والتي ستطرح في الأسواق بقدرتها على جلب الحظ السعيد لمن ترتديها. واستندت الشركة في حملتها الدعائية إلى أن الألوان التي تتأرجح ما بين الأحمر والرمادي والأبيض، وتحمل صورة التنين هي تلك الملابس التي من شأنها طرد الأرواح الشريرة!!
وتنتقل الدكتورة زايد في دراستها إلى ظاهرة أخرى وهي '' عادات الزواج'' فتقول: تبين أن معظم الخرافات تشيع وتنتشر حول الزواج والحمل، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 50 في المائة من الفتيات مازلن يعتقدن فى صحة .. ''قرص العروس'' .. في ليلة زفافها ، وأن 79 في المائة يعتقدون أن دخول ''اللحم الأحمر'' على المرأة المرضع يتسبب في جفاف لبنها، وهناك خرافة منتشرة وشائعة خاصة في المناطق الريفية، وهي أن الفتاة التي تلعق '' بطن ضفدعة'' تستطيع أن تجيد الزغرودة بل إن 23 في المائة من البنات يعتقدن في ذلك ، ويصدقن هذه الخرافة.
وهناك خرافة نثر الملح على العروسين فهي عادة صينية، وهندية .. وأيضاً انتقلت إلى مجتمعاتنا العربية .. اعتقادنا في أن ذلك سوف يبعث السعادة والإرضاء للأرواح الشريرة ، ومنعاً لإيذاء العروس .. ومازالت تلك العادة موجودة بل تم تطويرها باستبدال الشكولاتة، والعملات الفضية ، والورود بالملح!!
أما العروس فهي لا تقرص من صديقاتها حتى يتزوجن بل ترمي العروس باقة الزهور الخاصة بها ، والتي تحملها معها طوال الفرح لتتنافس على التقاطها الفتاة المعتقدة بأنها ستكون أول عروس تلي تلك العروس مباشرة.
وتواصل الدكتور زايد سرد ما تناولته في بحثها عن عادات الزواج في الوطن العربي فتقول : أما عادة حمل العريس العروسة والدخول بباب منزل الزوجية بحيث يفوت على عتبة المنزل فهذه الخرافة تعود لأيام الإغريق، الذين كانوا يعتقدون أن الأرواح الشريرة تقف على عتبات المنزل غير المسكون فإذا عبرها العريس وهو يحمل عروسه نجا بها من الشرور .. ومازلنا نمارس هذه الخرافة ، ولو على سبيل المزاح.!
وتضيف أستاذة البحث الاجتماعي والجنائي: هناك روايات عدة حكاها أجدادنا عن سبب انتشار تلك الخرافات التي مازلنا في مجتمعتنا العربية نمارسها حتى الآن ، ومنها : قالوا مثلا إن الناس في القدم كانوا يعتقدون أن الآلهة تسكن خشب الأشجار، وبالتالي كان الشخص يضرب بيده على شجرة عندما يتمنى أمنية حتى تسمعه الآلهة، ويتحقق ما يتمناه .. ونحن مازلنا نمسك الخشب خوفاً من الحسد.
وتشير إلى أن هناك الكثير والكثير من الخرافات التي تسكن بيوتنا وعقولنا العربية مثل :'' تعليق حدوة الحصان ، أو نجمة بحر ، أو حذاء طفل، ونجد الأخير كثيراً في السيارات .. ولا نعلم لماذا ؟! أما حدوة الحصان فترجع إلى الرومان حيث كانوا يقدسون الخيل، وبالتالي اتخذوا الحدوة رمزاً للتفاؤل، أما نجمة البحر .. فهي تدخل على الرقم خمسة.
وأخيراً توصي الدكتورة زايد الأسرة العربية بتربية أولادها على التتشبع بالإيمان بقدرة الله التي تفوق قدرات البشر واستخدام التفكير العلمي في حل المشكلات، وعدم ترديد تلك الخرافات على مسامع الأبناء .. والتركيز الأكبر ينصب على الأم التي قد تنقل هذه الأفكار والمعتقدات لأبنائها دون أن تشعر من خلال تعاملها بها أمامهم أو أن تردد على مسامعهم كلمات من شأنها تصديقهم هذه الخرافات السابق ذكرها ، خاصة أن الدجل والشعوذة يرجعان للتأثير في الغير.
أما رأي علم الاجتماع حول انتشار ظاهرة الخرافة والشعوذة في العالم العربي فتشير الدكتورة سامية الساعاتي - أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس إلى أن أعداداً كبيرة من المثقفين وأنصاف المثقفين يؤمنون بشكل كبير في الأعمال ، وفتح الكوتشينة، والفنجان، وقراءة الكف .. وهذا أمر مؤسف !!
وتضيف أن دور التنشئة الاجتماعية في استخدام الممارسات الخرافية والسحرية سبب أساسي، وعامل مهم في تصديقها والعمل بها، بل إن الأسرة التي تحل جميع مشاكلها بالخرافات لا بد أنها تعتقد فيها.
وتقول :وهذا الأمر غير مرتبط بالثقافة والعلم والتكنولوجيا أو التحضر والتخلف فالإنسان بطبيعته يميل إلى محاولة التعرف على الغيب والتكهن به ولا ننسى أن هناك عرافات ذوات صيت عالمي بل وأحيانا تسأل وقد يأخذ برأيها كبار القادة العالميين بل ومجموعة كبيرة من الناس تنتظر في بداية كل عام جديد تكهنات العرافين وتوقعاتهم للعام الجديد ولأهم الشخصيات والأحداث المطروحة على الساحة، وتؤكد أن أسلوب التربية هو الذي يجعل الطفل متشبعا بتلك الأفكار حتى لو بلغ أعلى المناصب أو حتى اكتسب أكبر قدر من التعليم والثقافة.
(( منقــــــــــــــــــول ))