مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة

بسم الله الرحمن الرحيم
حاتم ينجح في الإمتحان
نزل حاتم في بعض أسفاره على بني فهم .وكان فيهم جارية بارعة الجمال يقال لها ماوية .وكانت قد وضعت على نفسها أن لاتتزوج إلابمن تختبر أخلاقه حتى لاتسقط في الندامة . فضربت حول خبائها سرادقآ للضيوف .وكان كل طارق يأتيها تمتحنه حتى تقف على دخلية أمره .ومازالت كذلك حتى نزل حاتم بقومها ،وكان قد سبقه إليهارجلان من الشعراء يخطبانها :أحدهما النابغة الذبياني ولآخر من بني مزينة :فحضر حاتم إليها .وأرسلوا إليها جميعآ يعلمونها بقدومهم . فأرسلت إليهم أن يبيتوا في السرادق .فاذا كان الغد استحضرتهم الى مجلسها . وبعثت لكل واحد منهم جزورآ،يصلح لنفسه ما شاء من الطعام .فوثب كل الى جزوره فنحره وأضرم النار .لما علمت ماوية بذلك خلعت ثيابها ولبست ثياب أمة لهاوخرجت إليهم كأنها سائلة تستعطى .
وكان أول من وقفت عليه النابغة فاستطعمة . فأعطاهاقليلآمن خبائث الجزور ،فأخذتة ومرت على المزني ،فأعطاها كذلك.ثم انتهت الى حاتم ،فأعطاها كثيرى من أطايب الجزور وتلطف لهافي الكلام فانصرفت وقد وقع حاتم في قلبها موقعآ جميلآ.
في الصباح استحضرتهم إلى مجلسها واستنشدتهم ما يصفون أنفسهم به،
فقال النابغة:
هلآسألت بني ذبيان عن نسبي ==يوم الطعان ،إذامااحمرت الحدق
ولي لسان إذا نلت الملوك به == أمسى على سحاب المال يندفق
وقال المزني:
أماويةُ أن ترغبي في فصاحة == فاني إلى مثلي الفصاحة تنسب
وان ترغبي في المال فالمال هين==وليس علىمثلى إذاشاء يصعب
وان تر غبي في خوض يوم كريهة== فاني في الهيجاء ليث

وقال حاتم
أماوي إن المال غاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماوي إنالمال لاينفع الفنى
إذاحشرجت يومآ وضاق بها الصدر
أماوي إني لا أقول لسائل
إذا جاء يومآ: حل في مالنا النذ ر
وقدعلم الأقوام لو أن حاتمآ
أراد ثراء المال كان له وفر

فلما فرغ حاتم من قوله قالت مارية :والله لايستطيع أحد بمثل هذه الأبيات ويبقى عنده قيمة للمال . أمرت الجارية إن تقدم إلى كل واحد منهم ما أعطاهاإياه لما استطعمته أمس . فأطرق النابغة والمزني إلى الارض ، وخرجا منصرفين .ولبث حاتم عندها . فرفعت الحجاب وقالت : إن رأيت أن تطلق نوارآ فأنا مكانها. قال : لا الله ، لاتسمح نفسي بذلك . ثم فارقها وانصرف إلى ديارطي .فمالبث إلاقليلآ حتى توفيت زوجته نوار فنازعته نفسه إلى مارية وعاد إليها فتزوج بها وحملها إلى قومه .وكان يو مئذ ابن ست وعشرون سنة .