الموضوع: من هم العرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2005, 05:12   #4
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


خبر عدنان جد عرب الحجاز:-

لا خلاف أن عدنان من سلالة إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام ، واختلفوا في عدة الآباء بينه وبين إسماعيل على أقوال كثيرة فأكثر ما قيل : أربعون أبا وهو الموجود عند أهل الكتاب أخذوه من كتاب رخيا كاتب أرميا بن حلقيا على ما سنذكره وقيل : بينهما ثلاثون وقيل : عشرون وقيل : خمسة عشر وقيل : عشرة وقيل : تسعة وقيل : سبعة وقيل : إن أقل ما قيل في ذلك أربعة لما رواه موسى بن يعقوب عن عبد الله بن وهب بن زمعة الزمعي عن عمته عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال معد بن عدنان بن أدد بن زند بن يرى بن أعراق الثرى قالت أم سلمة : فزند هو الهميسع ، واليرى هو نبت ، وأعراق الثرى هو إسماعيل ؛ لأنه ابن إبراهيم ، وإبراهيم لم تأكله النار كما أن النار لا تأكل الثرى قال الدارقطني : لا نعرف زندا إلا في هذا الحديث ، وزند بن الجون وهو أبو دلامة الشاعر
قال الحافظ أبو القاسم السهيلي وغيره من الأئمة : مدة ما بين عدنان إلى زمن إسماعيل أكثر من أن يكون بينهما أربعة أباء أو عشرة أو عشرون وذلك أن معد بن عدنان كان عمره زمن بختنصر ثنتي عشرة سنة وقد ذكر أبو جعفر الطبري وغيره أن الله تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى أرمياء بن حلقيا : أن اذهب إلى بختنصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب وأمر الله أرميا أن يحمل معه معد بن عدنان على البراق كي لا تصيبه النقمة فيهم فإني مستخرج من صلبه نبيا كريما أختم به الرسل ، ففعل أرميا ذلك واحتمل معدا على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني إسرائيل ممن بقي منهم بعد خراب بيت المقدس وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جوشن من بني دب بن جرهم قبل أن يرجع إلى بلاده ثم عاد بعد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب وكان رخيا كاتب أرمياء قد كتب نسبه في كتاب عنده ليكون في خزانة أرمياء فيحفظ نسب معد كذلك والله أعلم ولهذا كره مالك رحمه الله رفع النسب إلى ما بعد عدنان.
قال السهيلي : وإنما تكلمنا في رفع هذه الأنساب على مذهب من يرى ذلك ولم يكرهه كابن إسحاق والبخاري والزبير بن بكار والطبري وغيرهم من العلماء وأما مالك رحمه الله فقد سئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك وقال له : من أين له علم ذلك فقيل له : فإلى إسماعيل فأنكر ذلك أيضا وقال : ومن يخبره به وكره أيضا أن يرفع في نسب الأنبياء مثل أن يقال : إبراهيم بن فلان بن فلان هكذا ذكره المعيطي في كتابه.
قال : وقول مالك هذا نحو مما روي عن عروة بن الزبير أنه قال : ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل وعن ابن عباس أنه قال : بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون وروي عن ابن عباس أيضا أنه كان إذا بلغ عدنان يقول : كذب النسابون مرتين أو ثلاثا والأصح عن ابن مسعود مثله وقال عمر بن الخطاب إنما ننتسب إلى عدنان وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتابه " الإنباه في معرفة قبائل الرواة " روى ابن لهيعة عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرصا وقال أبو الأسود : سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة - وكان من أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم - يقول : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم.
قال أبو عمر : وكان قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود وعمرو بن ميمون الأودي ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ قالوا كذب النسابون .
قال أبو عمر رحمه الله : والمعنى عندنا في هذا غير ما ذهبوا ، والمراد أن من ادعى إحصاء بني آدم ؛ فإنهم لا يعلمهم إلا الله الذي خلقهم ؛ وأما أنساب العرب فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها واختلفوا في بعض فروع ذلك.
قال أبو عمر : والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا : عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وهكذا ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة.


 

رد مع اقتباس