عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26-04-2005, 04:01
فهد الكثيري
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19872 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
قصة فتاة سعوديه في باريس



( كنت ادرس في باريس أثناء حصولي على شهادة البكالوريس .. و كنت وقتها أعزبا .. فلم تكن ام سعد
آنذاك ترفرف في جنبات منزلي .. خرجت إلى السوق ذات يوم لأشتري ملابس الشتاء .. و عندما أوقفت سيارتي عند المركز التجاري .. نزلت و ابتسامة عريضة تعلو محياي .. كيف لا و قد كلمتني والدتي و بشرتني بأن أختي أفنان قد ر**ت بمولود وأسموه على خاله الموقر (الذي هو أنا طبعا) أحمد .. يااااه كم أنا مشتاق لك يا أحمد و كم انا مشتاق لأم أحمد الصغير ..." اووووه سوري " قطعت حبل تفكيري امرأة اصطدمت بي .. عرفت انها امرأة من صوتها لأني لم أكن اشعر بالعالم حولي و انا أتذكر أهلي الذين غبت عنهم قرابة السنتين .. التفت إليها و قلت لها بسرعة " اوكي نو بروبلم " ... رفعت نظرها إلي و أحدقت النظر و كأنها رأت شيئا غريبا .. قالت :" أنت سعودي ؟؟!! " ... قلت " ايه " و دلتني ملامحها و جمالها على أنها فتاة سعودية .. وضعت يديها على وجهها و بدأت تجهش بالبكاء و تقول بصوت متقطع " تكفى ساعدني .. أنا أختك و الله انا أختك " و استمرت في البكاء .. حقيقة كان الموقف محرجا حقا فكل الأعين التفت الينا و ألتم الناس حولنا.. و ظن المتجمهرون حولنا انها زوجتي او أختي و قد أبكيتها .. فبدأ يغمزونني بنظراتهم و عباراتهم ... فقلت لها " يا أختي تأمرين امر بس خل نطلع من السوق و لك ان شاء الله اللي تبغين .. انا أخوك و ما راح اقصر معك " .. مشينا قليلا إلى خارج السوق و كان عطرها فواحا إلى درجة ان من مر بالطريق الذي مرت به عرف انها مرت من هنا .. بدأت اهدئ من روعها .. اشتريت لها ماء باردا من احد العربات و ناولتها اياه لتشرب منه و تغسل وجهها ... هدأ روع الفتاة و أجلستها على احد الكراسي الخارجية للسوق و جلست بعيدا عنها بعض الشيء .. بدأت بالكلام معها عن أصلها و قصتها و الحدث الذي حصل لها .. أخبرتني انها بنت لأحد كبار الشخصيات في السعودية .. و لقد اشتغل والدها عنها و عن اخوتها و تربيتهم بالاشتغال في منصبه .. وجعل همه هو الترقية و المنصب "و لا يدري ماذا نفعل و أين نذهب و مع من نذهب " .. فقط اغدق المال علينا ظنا منه ان هذه هي السعادة التي يريدونها ابناؤه و بناته .. و ما علم المسكين انه ضيعهم و جعلهم لقمة سائغة للمفسدين و دعاة الشهوة و الضلال .. فرح بمنصبه و افتخر بينما كل من يراه ينظر اليه نظرة

الرحمة و الشفقة .. كم عبثت الذئاب بأعراضه بناته و كم وجد المفسدون من ورقة رابحة و مربحة في ابنائه .. و عندما نطقت بهذه العبارة التي تفطر لها فؤادي " ليتك يا أبي ضيعت أموالك كلها و منصبك و لم تضيعنا " .. دمعت عيناي شفقة بها و تمنيت ان أرى هذا الأب المفرط لألقنه درسا لن ينساه ... سكت قليلا رحمة بنفسي و بها فلا أريد ان أزيد همها الى هموم .. و انطلقت الى بائع الدونات فقلت له " من فضلك دونات بالشيكولاته لو سمحت " .. ناولني الدونات و كان ساخنا شهيا .. قدمته الى الفتاة بأدب و قلت " سمي بالله .. و بعد ان تنتهين من اكله سأساعدك بما تريدين " .. رفعت عيناها الي و قالت " شكرا " و ابتسمت ابتسامة أدخلت السرور الى قلبي كثيرا .. فكم غطى هذه المسكينة من الهموم و هي ترى والدها يبيعها بمنصبه .. و ما علم هذا المسكين انه اجهل الناس و أدناهم مصنبا .. فمن يفرط بعرضه ماذا يرتجي و ينتظر ؟؟! عجبا لمن باع شرفه بماله و عرضه ... قاطعت تلك الأفكار قولها لي " الحمدلله .. الله يعافيك يا اخوي " فرددت عليها " بالهناء و العافية " ... سكت برهة من الزمن أفكر فيم ابدأ و كيف ابدأ الحديث معها !!! فقلت لها " انا اخوك في الإسلام و احبك لك ما احب لنفسي و اكثر .. كم تمنيت ان افعل كل ما يجعلك مسرورة فرحة سعيدة .. و لو اعلم شيئا سيزيدك سرورا لفعلته لك .. و باذن الله اني سأساعدك حتى تبقين دائما مبتهجة منشرحة الصدر .. فأنا اخوك و يهمني كثيرا سعادتك ... تعلمين يا أختي ان الإسلام دين وحياة .. فهو دين ندين الله به و حياة نعيش فيها السعادة و الراحة و الطمأنينة .. فالله سبحانه خلق النفوس و هو اعلم بما يصلحها و يناسبها .. فأنزل لنا كتابه و أرسل رسوله و ابلغنا عن كل ما يصلح النفس و يسعدها .. فأمرنا بفعل الخيرات و ترك المنكرات .. فمن أطاعه سعد و فاز و من عصاه باء و خسر " ... قالت " صح " ... قلت لها " ألا يستطيع الله ان يدخل الناس كلهم الجنة ؟ " .. قالت " الا " ... قلت "طيب... ليه خلق النار ؟ " .. قالت " يشوف من يطيعه " ... قالت " أحسنت .. حتى يبتلي عباده فمن أطاعه ادخله

الجنة و من عصاه ادخله النار ... طيب حنا اللحين دامنا عرفنا الكلام هذا فمن نطيع ؟؟؟ نطيع الله او

الشيطان ؟؟ مهب الله سبحانه و تعالى يقول : ( الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة
منه و فضلا ) فليه نطيع الشيطان بأفعالنا و تصرفاتنا و نتبع هوانا دايم ؟؟ ليه ننظر الى الناس اذا بغينا نسوى شئ فاذا كان يعجبهم الشئ هذا سويناه و ما فكرنا ابدا هل هو يرضى الله سبحانه و الا ما يرضيه
؟؟!!! ليه نجعل الناس هم اللي يراقبونا و نجعل الله سبحانه أهون الناظرين إلينا ؟؟ " ... فقاطعني صوت

بكائها و نشيجها و أدركت ليونة قلبها .. فأكملت كلامي و قلت " من أحب الناس لك ؟ " ... استغربت من

سؤالي فكررته انتظر جوابا منها .. فقالت " أمي " ... قلت " ليه اخترتِ أمك ؟ " .. قالت " لانها تحبني

كثير .. و تعبت علي و لا ترد لي أي شئ ابغاه " .. قلت " و بعد ؟ " ... قالت " أمي .. يكفي بس انها امي ..

ولدتني و تعبت في تربيتي .. و لو امرض ما تفارقني و يعني وش اقولك كل شئ تسويه لي الله لا يحرمني

منها " ... قلت " طيب هذي امك اللي تحبينها بالشكل هذا لانها سوت لك اشياء كثيرة .. و الله سبحانه و

تعالى خلقك و جملك و زينك و رباك و أغناك و خلق امك و سخرها لك و جعل بينكم محبة و رحمة و أعطاكم

من المال و الصحة و العافية و من عليك بكل شئ .. تخيلي لو كنت مشلولة وشلون بيكون حالك ؟ تخيلي لو

كنت يتيمة و ما عندك مال وشلون بيكون حالك ؟ تخيلي لو كنت مشوهة الوجه وشلون بيكون حالك ؟ تخيلي

لو كنت عمياء و الا صلعاء و الا عرجاء وشلون بيكون حالك ؟ كل هذي نعم من الله سبحانه عليك .. ليه ما

تحبينه و تشكرينه و تطيعينه " .. قالت " انا احبه " .. قلت " لو تحبينه كان اطعتيه و لا عصيتي أوامره ..

ما فيه احد يحب احد و هو يعصي أوامره و يبتعد عنه كل ما اقترب محبوبه اليه .. حجابك وينه يغطي مفاتنك

و جمالك اللي امرك الله انك تغطينه .. عطرك ليه متعطرة و انت تعرفين ان الرسول صلى الله عليه و سلم

يقول " ايما امرأة خرجت متعطرة يشم رائحتها الرجال فهي زانية " او كما قال عليه الصلاة و السلام .. قال

فهي زانية و لم يقل فهي كالزانية ... لو اخذ الله منك هذا الجمال وش بتسويين ؟؟! لو اخذ منك سبحانه نعمه

التي انعمها عليك لانك ما اطعتيه وش بيصير حالك ؟؟ " حقيقة اني رحمتها و توقفت شفقة بها .. فقد قطع

البكاء انياط قلبها .. و ارتعدت فرائصها .. فآثرت السكوت و قلبي لم يزل يحمل الكثير من الرسائل اليها و

لكن لعل الله ينفع بما أوصلته لها من رسائل .. ثم بقيت فترة من الزمن حتى هدأت فناولتها قارورة الماء و

استأذنتها بالانصراف .. امرتني بالانتظار قليلا لانها تريدني .. حاولت ان تتكلم فلم تستطع و كانت تختم كل

كلمة منها بالبكاء .. جلست و قلت لها " ارتاحي قليلا حتى تهدأين ثم تكلمي " ... و بعد ان سكنت قليلا

قالت " ما راح تجلس معي شوي ؟ " ... قلت " لا ما يصلح اني اجلس معك .. و لكن انا ابساعدك في كل

وقت تحتاجيني باذن الله قدر ما استطيع .. و انا ساكن في حي سانسيلا في بلف سويتس و رقم غرفتي 427

... ثم ودعتها و اتجهت الى سيارتي .. فلما شغلت المحرك و بحثت عن ورقة من بين الأوراق التي بجانبي

اذا بزجاج نافذة سيارتي يطرق بأدب .. رفعت عيناي و اذا بها و بيدها دونت بالشيكولاته و قالت " هذا اقل

ما أعطيك على معروفك و الله يجزاك خير " ... فشكرتها ثم انصرفت .............

سحابة الحزن

في احد ايامي الدراسية .. رجعت الى البيت بعد يوم انهك قواي .. فللتو قد خرجت من احد الاختبارات و كنت




رد مع اقتباس