عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13-01-2005, 10:47
bu_odah
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19876 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
فظل كفالة اليتيم



فظل كفالة اليتيم ********منقوول للفائده

--------------------------------------------------------------------------------

كان أحد العلويين نازلا ببلخ من بلاد العجم وله زوجة علوية وله منها بنات وكانوا في سعة ونعمة ، فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة ، فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء ، واتفق خروجها في شدة البرد ، فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة ، ومضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين :
جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد ، وجمع على رجل مجوسي وهو ضامن البلد .
فبدأت بالمسلم وشرحت حالها له وقالت :
أنا امرأة علوية ومعي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة ، وأريد الليلة قوتهم.
فقال لها : أقيمي عندي البيّنة أنك علوية شريفة .
فقالت : أنا امرأة غريبة مافي البلد من يعرفني .
فأعرض عنها ، فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها ، وأخبرته أن معها بنات أيتام وهي امرأة شريفة غريبة ، وقصت عليه ماجرى لها مع الشيخ المسلم .
فقام وأرسل بعض نسائه ، وأتوا بها وبناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام وألبسهن أفخر اللباس ، وباتوا عنده في نعمة وكرامة .
فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت ، وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا القصر من الزمرد الأخضر ، شرفاته من اللؤلؤ والياقوت ، وفيه قباب اللؤلؤ والمرجان .
فقال : يارسول الله لمن هذا القصر ؟؟ قال: لرجل مسلم موحّد .
فقال : يارسول الله أنا رجل مسلم موحد . فقال : أقم عندي البينة أنك مسلم موحد . فبقي متحيرا فقال له صلى الله عليه وسلم : لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمي عندي البينة أنك علوية ، فكذا أنت أقم عندي البينة أنك مسلم .
فاستيقظ الرجل حزينا على رده المرأة خائبة ، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسي .
فأرسل إليه فأتاه فقال له : أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها .
فقال : ماإلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم مالحقني .
قال : خذ مني ألف دينار وسلمهن إلي .
فقال : لاأفعل . فقال : لابد منهن .
فقال : الذي تريده أنت أنا أحق به ، والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي ، أتدل عليّ بالإسلام ؟ فوالله مانمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ، ورأيت مثل الذي رأيت في منامك ، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
العلوية وبناتها عندك ؟ قلت : نعم يارسول الله .
قال : القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل .
فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة مالا يعلمه إلا الله .
فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام ماأعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا .


ومما حكي عن بعض السلف قال : كنت في بداية أمري مكبا على المعاصي وشرب الخمر ، فظفرت يوما بصبي يتيم فقير فأخذته وأحسنت إليه وأطعمته وكسوته وأدخلته الحمام وأزلت شعثه ، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر ، فبت ليلة بعد ذلك فرأيت في النوم أن القيامة قامت ، ودعيت إلى الحساب ، وأمر بي إلى النار لسوء ماكنت عليه من المعاصي .
فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجروني سحبا إلى النار ، وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال :
خلوا عنه ياملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي ، فإنه قد أحسن إلي وأكرمني .
فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك .
وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول : خلوا عنه فقد وهبت له ماكان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه .
قال : فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله تعالى أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنبا لايغفر )
وقال : ( من مسح رأس يتيم لايمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ، ومن أحسن إلى يتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو هكذا في الجنة )
وفي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما .

وثبت في الصحيحين عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله )
قال الراوي أحسبه قال ( وكالقائم لايفتر وكالصائم لايفطر )
وفقنا الله لذلك بمنه وكرمه إنه جواد كريم .




رد مع اقتباس