عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-01-2005, 01:54
bu_odah
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19868 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
فتيات خلف أسوار الإنترنت



فتيات خلف أسوار الإنترنت




الشكوى من تأثير الإنترنت على الأخلاق في البلاد الشرقية عموماً والبلاد العربية والإسلامية خصوصاً باتت اليوم موضوع الساعة لدى مجتمعاتنا النامية؛ فقد أثبت الإنترنت نجاحا في استقطاب جمهور واسع وعريض، بل أضحى الجميع متعايشا مع الأمر الواقع الذي فرضه الإنترنت.
وفي هذا السياق أكد استطلاع قامت به إحدى المطبوعات العربية أن 60% من روّاد المقاهي في الوطن العربي يقضون الوقت في المحادثة، و20% منهم في تصفّح المواقع الثقافية، و12% في المواقع الطبية، و الإلكترونية، أما المترددون على المواقع السياسية فهم 8%، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن 80% من رواد المقاهي في الوطن العربي تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
ويشهد استخدام الإنترنت في العالم نمواً سريعاً، إذ زاد عدد المستخدمين من (16) مليون مستخدم في كانون الأول 1995م إلى (785) مليوناً في حزيران 2004 فزادت نسبة المستخدمين إلى سكان العالم من 0.4 % إلى 12.2%.
وعند الحديث عن موضوع (أسيرات الإنترنت) فإن الموضوع بالتأكيد لن يخلو من التطرق لتأثيرات هذه الوسيلة الجديدة على حياتنا، بمساوئها وإيجابياتها، وسنحاول أن نكون منصفين قدر الإمكان من خلال عرض النماذج الواقعية التي ستطرح من خلال هذا التحقيق..

أوهام عاطفية .. وإدمان

نجد أنفسنا مرغمين على الحديث عند بداية التطرق إلى أسيرات الإنترنت، إلى الجانب المظلم في استخدام هذه الوسيلة، وهذا ناتج عن أن السواد الأعظم من الفتيات المستخدمات للإنترنت غالباً ما يقعن أسيراتٍ للعبث العاطفي الذي يُمارَس من خلاله، تقول (هلا) البالغة من العمر (22) عاماً: "جربت (الشات) لمدة طويلة جداً فكنت أستخدمه في اليوم أكثر من عشر ساعات، حتى كنت سأقع في علاقة مع شاب لولا لطف الله؛ إذ تصادف أن تعارفنا على موقع للدردشة وكنا نتحدث لساعات عن مواضيع مختلفة تطورت وتعدّت الحدود فيما بعد، وبعد ذلك بدأ يطلب مني أن نلتقي في أي مكان لأنه على حد تعبيره لم يعد يستغني عني، وبدأ يقنعني بأنه يحبني ومتعلق بي، وأنه ينوي خطبتي؛ لأنه وجد الفتاة التي كان يحلم بها" ثم تضيف (هلا):


(هلا): كنت سأقع في علاقة مع شاب لولا لطف الله.



"خرجت معه لأكثر من مرة، وكنت أصر دائمًا على لقائه في أماكن عامة رغم إصراره بأن نلتقي في شقة مغلقة، أو أماكن نرتاح فيها أكثر -على حد تعبيره- واكتشفت فيما بعد -وعن طريق الصدفة- أنه على علاقة بكثيرات، وأنه كان قد هدّد إحدى الفتيات التي تورطت معه بعلاقة غير شرعية". تختم (هلا) تجربتها قائلة: "لقد تعلمت من تجربتي السابقة، ولم أعد استخدم الإنترنت كما كنت في السابق".

الحجرة المغلقة هي السبب

ولهذا ترى د. زينب السعدني أستاذ علم الاجتماع أن المشكلة في جانب منها تكمن في إدمان الإنترنت.. والإدمان له توصيفات علمية وقياسات دقيقة... والشخص المدمن يعطل مصالحه وواجباته، ويجلس بالساعات أمام الإنترنت.
وفي جانب آخر فإننا مجتمعات لم تعتد الحرية المطلقة... فالشاب أو الفتاة يجد نفسه في حجرة مغلقة.. وفي نفس الوقت يجد العالم أمامه بلا ضوابط فيستهويه أو يستهويها الموضوع.
والجانب الثالث أن في الأمر ضعفاً في البناء الخلقي والديني سرعان ما ينهار أمام المواقع الإباحية، وأمام غرف "الشات" المفتوحة.


وترى د. زينب أن العلاج يكمن في التنشئة والتبصرة بالعواقب الوخيمة لهذا الأمر، والتبصرة بالجوانب المفيدة للإنترنت.
كما يجب على الأسرة أن تراقب أبناءها بدقة أمام الكمبيوتر، وأن تجعله في مكان واسع في الشقة ومفتوحاً، وليس في الحجرات المغلقة... وعلى الوالدين مفاجأة الأبناء بين الحين والآخر.

معالجات لحالات الإدمان



وفي حين أنه من الصعب تحديد عدد مدمني الإنترنت، إلا أن هناك إحصاءات تفيد أن المدمنين تتراوح نسبهم ما بين 5% إلى 10% من مستخدمي الشبكة العالمية، وعند النظر للفئة والتركيب العمري لهؤلاء نجد أن أغلبهم من الذكور وفي سن الـ (29) عامًا.
بعض الجهات الأمريكية أدركت خطورة الأمر، وأصدرت كتباً، ووضعت مواقع على الشبكة لمعالجة مدمني الإنترنت وتوعيتهم في طريقة استخدامها؛إذ يكفي أن يتم إرسال البريد الإلكتروني الخاص بالشخص المدمن، إلى أحد هذه المواقع، وهم سيتكفلون بمتابعة هذا الشخص ومعالجته من حالات الإدمان، كما وضعوا معايير وامتحانات شخصية يتمّ على أساسها تصنيف المستخدم لنفسه إن كان من المدمنين أو لا.



علاقات للتسلية

تقول (داليا) البالغة من العمر (18) عاماً من الأردن: " أجلس على (الشات) من (4 – 6) ساعات يومياً، أنتظر لحظة خروج والدي، وانشغال والدتي، وأسرع لأجلس على الإنترنت، وأبدأ بالدردشة مع أصدقائي الذين هم من سني أو أكبر قليلاً".
وتضيف: "إنني أستمتع كثيرًا في الحديث إلى الجنس الآخر؛ لأنني لا أستطيع أن أعمل علاقات، وأخرج معهم وخصوصاً أنني أتحدث على الإنترنت براحة وبمواضيع جريئة جدًا أخجل من أن أتطرق لها مع أي شخص" وتضيف: "إنني أتحدث مع هؤلاء الشباب براحة دون أن يعرفوا هويتي، أو حتى اسمي و صورتي" "إنني أتسلى".
وحول سؤالها ما إذا كانت تشعر بأن دخولها واستخدامها للإنترنت خاطئ أم لا خصوصاً بعد رسوبها في الثانوية العامة، قالت داليا: "إنني مجبرة على قضاء وقتي بالدردشة على الإنترنت؛ فلا صديقات لي كما إنني وحيدة؛ لذا فإن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتسليتي خصوصاً أنني لا أستطيع الخروج كثيراً؛ لأن أهلي محافظون" مضيفة "إن أهلي دائمو الانشغال عني، ولا أحد يسأل عني، فلم أعد أستطيع الاستغناء عن الجلوس يومياً على مواقع الدردشة؛ لأنني تعوّدت على ذلك".




رد مع اقتباس