الموضوع: طريقة المناقشة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-09-2006, 03:28
راعي العليا
الإدارة
راعي العليا غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 26
 تاريخ التسجيل : 08 2018
 فترة الأقامة : 2077 يوم
 أخر زيارة : 02-07-2021 (05:55)
 المشاركات : 8,257 [ + ]
 معدل التقييم : راعي العليا
بيانات اضافيه [ + ]
طريقة المناقشة



[center][center]
بسم الله الرحمن الرحيم



طريقة المناقشة

في تدريس العلوم



مقدمة:



لم يتم تحديد معنى خاص بالمناقشة من خلال مراجعة الأدب والكتب التربوية وبالتالي يمكن تحديد معنى المناقشة لغويا واصطلاحا على النحو التالي:

المناقشة لغة: ناقش الشيء واستخرجه.

والمناقشة لغة هي الاستقصاء ونقول ناقشت المسألة إذا بحثتها (المعجم الوسيط،1998).

ويعرف (عطاالله 2001) طريقة المناقشة على أنها حوار شفوي بين المعلم والطلبة يظهر فيها الدور الإيجابي الواضح للطلبة والتي تتم بصورة طبيعية غير مختلفة تحت إشراف المعلم وتنظيمه بهدف تحقيق غايات وأهداف معينة لا يمكن أن تتحقق إلا بمشاركة الطلبة.



ونظر (النجدي وآخرون،1999) إلى طريقة المناقشة على أنها: كل منظم يسبقه التخطيط فهي طريقة مزايدة بذاتها وبالتالي ليست عنصرا أو جزءا من طريقة أخرى.



والمناقشة هي أسلوب تعليمي تعلمي محور لعدد كبير عن طريقة المحاضرة أول الالقاء وذلك لأنها تعتمد من حيث المبدأ على لون من ألوان الحوار الشفوي بين معلم العلوم وطلبته وتعتبر طريقة المناقشة بوجه عام من الطرق والأساليب الجيدة التي تتضمن اشتراك الطلبة اشتراكا إيجابيا في العملية التعليمية في تدريس العلوم.

والمبدأ الذي بقوم عليه هو أن يشترك معلم العلوم مع طلبته في طرح المادة العلمية لمناقشتها وبالتالي فهمها وتفسيرها وتحليلها وتقويمها والمناقشة ليست بين المعلم وطلبته فقط بل تركز أيضا بشكل كبير على التفاعل بين الطلبة مع بعضهم البعض.



والمناقشة تتطلب من معلم العلوم أن يكون على درجة كبيرة من الخبرة والثقافة والمرونة في طرح المادة والمواقف التعليمية المختلفة ومناقشتها وتختلف المناقشة تبعا لاختلاف أهدافها.



ويذكر (الخليلي وآخرون،1996) نوعين للمناقشة هما:



1- المناقشة المفتوحة (الحرة): يتم فيها طرح قضية أو إثارة مشكلة ذاب صلة بوضوح الدرس وقد تكون ذات علاقة بحياة الناس تكون نقطة الانطلاق للمعلم ليبدأ المناقشة مع طلابه. مثل مناقشة مواضيع عن البيئة والتلوث والطاقة والغذاء والاتصال والمواصلات. وهناك طرق عديدة لطرح المشكلة منها:

- عرض المشكلة على شكل تساؤلات مفتوحة الإجابة.

- تقديم المشكلة في صورة عرض عملي (فيلم مثلا).

2- المناقشة المخطط لها (المقيدة): يمتاز بالتخطيط المسبق لها. إذ يحدد المعلم محتوى المناقشة ويصوغ الأسئلة الرئيسية التي سيتم طرحها ليقود التلاميذ نحو أهداف محدد سلفا وهذا الأسلوب يناسب دراسة الموضوعات والمقررات العلمية المنهجية وخاصة النظرية منها.



هذا وتناسب المناقشة جميع المراحل التعليمية لكن تختلف مستويات أسئلة المناقشة باختلاف المراحل التعليمية تبعا لمستويات العقلية والنمائية والخبرات السابقة للطلاب والتلاميذ ويعتمد استخدام نوعي المناقشة على الموضوع الذي يدرس ولا تعتقد بأن أحد نوعي المناقشة مخصص لمرحلة دون أخرى.







نشأة المناقشة ومفهومها:

هناك من يرجع أسلوب المناقشة إلى كونها تطوير لطريقة المحاضرة ولكن هذا لا يلغي استقلاليتها وتميزها عن المحاضرة. ولكن هذا القول ربما يكو من قبيل تراكمية العلم وتكامله. والمناقشة إذا رجعنا إلى أصلها فهي قديمة جدا قدم الإنسان لأنها الطريقة يتعاملون بها من خلال تعاملاتهم اليومية ولان نستطيع أن نقول إنها من اكتشافات عصر معين أو علام معين ولكن صيغت من قبل علماء ومفكرين بشكل علمي منظم.



يذكر( عبدالعزيز وصالح وعبدالمجيد وعبدالعزيز 1982) إن أول من استخدم المناقشة بشكل منظم هو الفيلسوف سقراط وطريقته تقوم على مرحلتين:

1) يزعزع ما في نفس صاحبه من اليقين الذي يعتقده والذي لا أساس له.

2) مرحلة توليد الأفكار: يناقش ويحاور حتى ينتهي إلى حقيقة ثابتة لا تحتمل الشك ولا النقد ولا الجدال.



وتتبع سقراط تلميذه أفلاطون الذي قلل من دوره كقائد للنقاش بحيث يظهر وكأنه متلقيا ومستمعا. ويذكر (عبدالرحيم،1984) ثلاثة مراحل لأسلوب أفلاطون في المناقشة:

1) الحوار الشفوي

2) الحوار المكتوب

3) الختام بالنقد المدون


وهو هنا جمع بين الحوار والكتابة والإلقاء. وأسلوب كل من سقراط وأفلاطون يعتمدان على حث العقل وحفزه على التفكير وإشعار العقل بالحيرة والقلق لخلوه من الأفكار التي كان يستريح لها وتوجيه العقل نحو منهج جديد للتفكير عن طريق الأسئلة وكذلك الانتقال من الكلي إلى الجزئي ومن المعقول إلى المحسوس (عبدالرحيم،1984).

وهذا يعني إرجاع المناقشة إلى سقراط وأفلاطون فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يتبع أسلوب المناقشة مع أصحابه في مواقف عديدة منها:

- عندما بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) معاذ إلى اليمن قال له: بما تحكم يا معاذ، قال معاذ: بكتاب الله، قال : فإن لم تجد في كتاب الله، قال: فبسنة رسول الله ، قال: فإن لم تجد، قال معاذ: فأجتهد برأيي. فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله.

- قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إياكم والجلوس على الطرقات، قالوا: ما لنا بد يا رسول الله من مجالسنا، قال: إن كان لابد فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه يا رسول الله؟ قال: رد السلام وغض البصر ودفع الضرر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



نظرية التعلم التي تبنى عليها المناقشة:

لا يمكن إخضاع طريقة المناقشة لنظرية محددة من نظريات التعلم ولكن يمكن القول بأن أكثر نظريات التعلم التي تناسب طريقة المناقشة هي نظرية بياجيه للتعلم التي تأخذ في الاعتبار خصائص تفكي ر المتعلمين ومستوى تفكيرهم وبالتالي اختلاف مستوى الأسئلة في كل مرحلة وتنوعا في الدرس الواحد ، وكذلك الخبرات المختلفة للأطفال والتفاعلات الاجتماعية التي تتطلب استخدام اللغة كعوامل مؤثرة في النمو العقلي للمتعلم.

وكذلك مسألة فقدان التوازن المتكرر لحدوث التعلم الفعال عند بياجيه هي من أهم المبادئ والأسس التي تقوم عليها طريقة المناقشة بحيث تجعل المتعلم يشعر دوما بالحاجة إلى زيادة معارفه لشعوره بالنقص في معارفه.



خطوات عامة للمناقشة:



يذكر (هوفر،1988) خطوات عامة للمناقشة وهي كالتالي:

- تحديد المشكلة: التخطيط بصورة مسبقة للمناقشة وتحديد موضوعها، من السهل تحديد الجوانب التي تنطوي على خلافات كبيرة في الرأي في وحدة دراسية معينة لكن من الضروري أن يتعرف الطلبة على أهمية المشكلة وبعد ذلك يساعد المعلم الطلبة في صياغة المشكلة موضوع المناقشة وهذا يتم من خلال أسئلة رئيسية للمناقشة.

- تحليل المشكلة: استعراض مختلف عناصر المشكلة وتقويمها وهذه العملية تقود المتعلم من تعريف المصطلحات أو الكلمات الهامة إلى تفقد الحقائق الهامة وفحص الملابسات المرتبطة بالمشكلة وفي هذه المرحلة من المناقشة يجري فحص جدية المشكلة وأهميتها.

- تقديم الفرضيات: بعد فحص جميع الحقائق بدقة وعناية يصبح المتعلم مستعد لاقتراح حلول ممكنة للمشكلة فينظر في كل اقتراح لمعرف حسناته وسيئاته من جميع الوجوه هنا يمكن أن يتقدم الطلاب بحلول بديلة اطلعوا عليها من قراءاتهم في المراجع وخبرتهم ومعلوماتهم العامة لكن يفضل أن يتقدموا بأفكار من عندهم.

- اشتقاق التعميمات والتلخيص: يجب تلخيص ما قام به المعلم مع طلابه من خلال المناقشة ويمكن في بعض الأحيان إنهاء المناقشة بالحصول على نتيجة يمكن تعميمها ويجب على المعلم أن يسعى لكي يصل في نهاية المناقشة إلى نتيجة محددة.



خصائص قائد المناقشة:



يذكر (هوفر،1988) خصائص قائد المناقشة وذلك على النحو التالي:

- العقل المتفتح: ذو ذهن منفتح على الأفكار الجديدة ومستعد لتقبلها. فتراه يقلب الأفكار الجديدة ويتأملها إلى جانب أفكاره الخاصة ويحاول أن يكتشف ما بينها من نقاط شبه أو اختلاف.

- المرونة: يجب أن يتحلى المناقش بمرونة كافية لكي يفهم الآراء الأخرى من وجهة نظر أصحابها ويجب أن يكون قادرا على القول بصدق: "أفهم لماذا تقفون هذا الموقف لكني لا أستطيع القبول بآرائكم.

- الموضوعية: لا يشجع اللجوء إلى العواطف والانفعالات التي تستخدم الحركات الجسمية واللغة المقنعة. وحتى عندما يقود المدرس المناقشة إذا أراد الإسهام ببعض الأفكار والآراء تناقش أفكاره من قبل جماعة الطلاب.

- إثارة العقل بطرح أسئلة تتطلب عمليات عقلية عليا: يحاول فقي العادة أن يحصر إسهامه في أسئلة بارعة يطرها ليشجع الطلاب على التقليل العميق وتقويم الأفكار.

- الحزم والجدية: يجب أن يكون حازما في قراراته ولا يع مجالا للتردد وكذلك الدفاع عن آراءه وأفكاره ويجب أن يكون جديا خلال المناقشة ولا يبرك مجالا للاستهتار والتقليل من أهمية الأفكار المطروحة للمناقشة مهما كانت هذه الأفكار.







المعلمون ومهارة طرح الأسئلة :



نتأمل المثال التالي لحصة الدرس موضوع تكيف الكائن الحي: الذي سندرسه اليوم؟

المعلم: هل ذاكرتم موضوع تكيف الكائن الحي الذي سندرسه اليوم؟

إجابة جماعية :نعم...يا أستاذ .

المعلم:إذا ماذا يحتاج الكائن الحي لكي يعيش يا خالد؟

خالد: يحتاج إلى الغذاء والماء و الهواء .

المعلم: ماذا أيضا يا محمد ؟

محمد يحتاج إلى ضوء وحرارة أيضا .

المعلم:هل الغذاء مهم لكي ينمو الإنسان يا فهد ؟

فهد: نعم .

المعلم:هل يستهلك الإنسان الأوكسجين في عملية التنفس ؟

أحمد: نعم.

المعلم:من أين يحصل الإنسان على الأوكسجين ؟

مصطفى: من الهواء يا أستاذ .



وبالنظر في الحوار السابق ، الأسئلة شملت عدد كبير من الطلاب وكذلك ركزت على علوم معرفية مهمة عن تكيف الكائن الحي . لكن هل هذه الأسئلة تنمي التفكير ؟ أم أنها مجرد استرجاع المعلومات ؟ هل هذه الأسئلة مهمة وذات فائدة ؟ هل صياغتها صحيحة ؟ هل الإجابات تعبر عن فهم الطالب وتظهر أسلوب التعبير عن الرأي ؟ هل وضع المعلم زمن مناسب بين السؤال وإجابة الطالب ؟ هل طرح المعلم الأسئلة على جميع الطلاب أم خصص طالب بعينه؟ هل علق المعلم على إجابات الطلاب؟م هلا عزز المعلم إجابات الطلاب؟ هل هدف هذا الدرس تلقين الطالب معلومات عن تكيف الكائن الحي؟

كل هذا يظهر بعض السلوكيات الخاطئة من قبل المعلمين لعملية التدريس، وخاصة مهارة طرح الأسئلة والتي هي من أهم وسائل النقاش والحوار وتنمية التفكير. لذا يجب أن بتعلم المعلم مهارة طرح الأسئلة ويجب أن يتقنها لكي يؤدي دوره بكفاءة وإتقان.





يتبع




رد مع اقتباس