عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-02-2005, 07:23
عابر سبيل
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19860 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
الميزان .. ومحاسبة النفس




إن من الملاحظ أننا إذا ذهبنا إلى محلات الخضار نتكاسر على السعر حتى لو كانت الفائدة ريالا واحدا.
ونلاحظ أيضاً أمراً غريباً وهو:
أننا إذا أضاف لنا صاحب الميزان شيئاً يسيراً على ما طلبناه غمرتنا الفرحة ونقول هذا رجل سمح كريم.
وإذا رأينا صاحب الخضار يضع لنا بالقطّارة كما يقولون، قلنا عنه هذا بخيل وما ضره لو زادها قليلاً وهكذا.
وإذا رأينا صاحب الخضار ينقص علينا الكيل، ثار غضبنا وقلنا له يا غشاش يا حرامي وربما فعلنا ما هو أكبر من ذلك. أليس كذلك ؟؟؟؟
إذاً نحن نطالب بالزيادة ونفرح بها، ولو كانت قليلة، وإن نقص الميزان حزنا.
وذروني أدخل معكم في صلّب الموضوع!! لو افترضنا التالي:
ميزان الإنسان : ( - ) السالب نعني بها المعصية، و ( ÷ ) نعني بها الكبائر وترك الصلوات، ونتيجة هذين الاثنين هي الشقاء.
ونعني ( + ) الحسنات والطاعات، ونعني ( × ) الأعمال ذات الحسنات المضاعفة مثل الصيام وغيره، والنتيجة المتوقعة من هذين هي السعادة.
قال تعالى : (ونَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) .
فهل نعمل لأنفسنا ميزاناً يومياً أو أسبوعياً نراقب فيها أعمالنا ونحاسب فيها أنفسنا فإن وجدنا خيراً حمدنا الله وفرحنا.
وإن وجدنا غير ذلك تداركنا الأمر وحزنا ؟؟؟
لماذا تسير حياة كثير منا دونما حساب، أم أننا نحرص على كيلو الطماطم أكثر من أنفسنا؟؟؟؟
أيها السادة الفضلاء هذه دعوة لمحاسبة النفس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).
أيها الأحبة ما من عمل هام إلا وله حساب يضبط دخله وخرجه، وربحه وخسارته، إلا حياة الإنسان، فهي وحدها التي تسير على نحو مبهم لا يُدرى فيه ارتفاع أو انخفاض.
هل يفكر أكثرنا أو أقلنا في إمساك دفتر يسجل فيه ما يفعل وما يترك من حسن أو سوء؟ ويعرف منه بين الحين والحين رصيده من الخير والشر؟ وحظوظه من الربح والخسارة؟!
لو أننا نتخبط في الدنيا خبط عشواء، ونتصرف على ما يحلو لنا دون معقّب أو حسيب لجاز على تفريط وحمق أن نبعثر حياتنا كما يبعثر السفيه ماله، وأن نذهل عن الماضي وما ضمّ من تجارب، وأن نتقحّم المستقبل غير متهيبين خطأ أو خطيئة!
فكيف ولله حفظة يدوِّنون مثقال الذرة، ويعدُّون لنا قوائم بحساب طويل، أما يجب أن نستكشف نحن هذا الإحصاء الذي يخصّنا وحدنا؟1
كم (-) و (÷) اجترحتها اليوم؟؟ وكم (+) و (×) حرصت عليها اليوم؟؟؟

م
ن
ق
و
ل
دمتم لمحبكم




رد مع اقتباس