الموضوع: سؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-2007, 01:29   #6
العيسى عشيرتي
ضيف


الصورة الرمزية العيسى عشيرتي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد : سؤال



مشيخة عرب الصقر في حوران
أسست عشائر عرب الصقر مشيختها في حوران جاعلة من المزيريب حيث منابع نهر اليرموك مقرا لعشائرها، وأخذت تغير على العربان في سائر الأطراف. وقد تعرضت الى ضغوط من الدولة العثمانية عبر مسيرتها التاريخية، في تلك النواحي من إصدار المراسيم بتثبيت حكمها لحوران، ومراسيم بعزلها وطردها عن حوران وإحلال عرب السردية مكانها، وقد تحالفت مع فخر الدين المعني، وأدى تحالفهما الى السيطرة التامة على جنوب سوريا ولبنان وغالبية أرض فلسطين وشرق الأردن، لكن الدولة العثمانية لم تطمئن لهذا التحالف، فجردت جيشا قوامه خمسون ألف مقاتل، لمقاتلة حلفهم مما حدى بفخر الدين المعني الفرار الى إيطاليا إنطلاقا من صيدا، وفرار عرب الصقر عام 1613م، الموافق 1022هـ، ومعهم إبن فخر الدين المعني، "علي"، ذي الخمسة عشر ربيعا، فرارهم عبر الصحاري من حوران الى إربد، ثم عجلون، ثم قصر شبيب (الزرقاء)، والكرك، والشوبك، وادي موسى (البتراء)، وبئر السبع، في النقب ثم العودة الى الكرك، ثم معان، ثم الجفر، ثم وادي عظمان (السرحان)، قاصدين الجوف، ولم يصلوا الجوف، فانطلقوا نحو تدمر ثم السلمية، ثم القريتين، ثم بادية الشام، ثم حوران. وكانوا لا يقيمون الا يوما أو يومين أثناء فرارهم، وكان ذلك في فصل الصيف اللاهب ، متعرضين الى معارك دامية في غالبية محطاتهم، مودية بأرواح العديد من الطرفين.

مشيخة عرب الصقر في الجليل
جعلت عشائر عرب الصقر طيلة القرن السابع عشر من الجليل مقرا لها، ثم زحفت لتستولي على مرج بن عامر التابع الى جبل نابلس، ودارت حروب طاحنة بينهم وبين جبل نابلس على المرج، منيت خلالها عشائر جبل نابلس بزعامة آل ماضي ومقرهم إجزم، والجرار ومقرهم صانور، بخسائر فادحة بالممتلكات والأرواح، كان من بينها مقتل إبن ماضي، وإبن جرار، حيث تمكنت قبيلة الصقر ان تدخل قلعة صانور عنوة، ثم إنتزاع قلعة جدين من أحمد الحسين ومقتله، بعد أن إجتاحت مايزيد عن 47 قرية في المرج وما حوله، ثم تصالحت عشائر عرب الصقر مع جبل نابلس، وعقدوا معاهدة حلف مع آل جرار "بنعما"، وفرضت عشائر عرب الصقر الأتاوات (الخاوة) على جميع تلك النواحي.

كان لتنصيب الصقر ظاهر العمر الزيداني زعيما رمزيا لهم حوالي عام 1720م، دور كبير لبسط نفوذهم على مرج بن عامر وجبل نابلس، نظرا لما تمتع به ظاهر العمر من علاقة وطيدة مع والي صيدا محمد باشا، هذه العلاقة التي ما كانت لتكون لولا دعم الصقر له بتوطيدها معه، طمعا من عرب الصقر في الإستيلاء على جبل نابلس، فتنازلت الصقر عن إحدى أفراسهم العريقة، المسماة "الزرقاء"، التي كان والي صيدا طلب شراءها من الصقر مرارا، فرفضت الصقر ذلك، الى أن قدمتها له هدية عن طريق ظاهر العمر، كي يغض الطرف عن إستيلاء عشائر عرب الصقر بزعامة أميرهم الشيخ إرشيد الجبر الملاك على مرج بن عامر وجبل نابلس. ومن المعلوم أن الشيخ قعدان ظاهر السلامة، والشيخ فايز هما اللذان أدخلا عام 1707م أسرة الزيادنة التي كانت تضرب بيوتها نواحي طبرية، في حلف عشائر عرب الصقر، حماية لهم من أهل طبريا، بسبب إقدام ظاهر العمر عندما كان من العمر ثمانية عشر عاما على قتل أحد أبناء طبرية.

إنكفأت عرب الصقر عن دعم ظاهر العمر عندما حاول متعاونا مع والي صيدا سلب مكتسبات عرب الصقر وحرمانهم أو تقليص عوائدهم، متحالفة مع جبل نابلس، وخسر حلف عرب الصقر وجبل نابلس في معركة الروحة قرب المنسي نواحي حيفا عام 1735م، فاستقرت الصقر إثرها في قيسارية، وأخضع ظاهر العمر جبل نابلس الى حكمه. ثم وسط ظاهر العمر سرا، الأميرة وطفاء، والدة الأمير جعدان ظاهر السلامة، للصلح بين الطرفين، لتخوفه من غدر العثمانيين ولحاجته الماسة لفرسان الصقر، وكان له ذلك، فعادت الصقر مرة أخرى حليفة لظاهر العمر ناشرة فرسانها في جميع البلاد التابعة لحكمه، بما في ذلك جبل نابلس والبلقاء وعجلون والجليل. سقط الاف القتلى من الصقر في معاركهم مع ظاهر العمر عبر أكثر من خمسين عاما بسبب تضارب المصالح، وقد ظهر ذلك جليا في أشعارهم ، فهذا شاعر حلف الدولة العثمانية بقيادة ظاهر العمر يقول:
حلف ظاهر بحكمة قط ما خـان ---- حمى زرع الشفا والغور والخان
من اللجـون إل بيسـان للخـان ---- حلف ما ينزلـه بيـت العـرب

فرد عليه شاعر الصقر متحديا:

يا ظاهـر لا تحدد بلادك علينا ---- ولا هي بالشبر ضاقت علينـا
حنا صقــور إن قمنا واعتلينا ---- نحرق قلب ظاهـر بالتـراب

ومن المثال على صراعهم مع جبل نابلس والمرج ما ورد في أشعارهم أيضا:

رحلنا من أرض رمانة ---- نزلنا بمرج السيلة
فزعـت علينا الفلـح ---- خلايج مهي جليلة

(رمانة والسيلة قريتان يقعان في المرج الى الشمال الغربي من جنين، والفلح جمع فلاحين، والصقر كانت تأنف من مهنة فلاحة الأرض، خلايج مهي جليلة أي خلائق ليست قليلة، عرب الصقر تقلب القاف جيما في لفظها أحيانا.)

تشير المصادر التاريخية أن عديد خيل الصقر كان منتصف القرن التاسع عشر ألفان وخمسمائة جواد ما بين فرس وجذعاء، أو أكثر من هذا كما جاء في بعض أشعار جبل نابلس يتباهون بخيل الصقر، فقال سعيد الخنفر من سيلة الظهر، المسجون من قبل آل عبد الهادي:

أخـوي يـا سعيد ---- حددوني بالحديــد
وياحديد انمد انمـد ---- خيل الصقر ما تنعد
عدوها الف وثمانمية ---- غير الخيل المحذيـة

لقبيلة الصقر نخوتان هما : حمر الشام ، وهيل الجدعاء ولكل منهما سبب في التسمية مفصلة في كتب المصادر، وقد وردت في أشعارهم قبل أكثر من 300 عام :

يا هيـل الجدعــاء يا حمـول الخيـل ---- هــزم قناكـم واطعنـم بالحيـل
يا هيـل الجدعــاء روحــم عصريـة ---- حمـر الكفافي وحرابهـم مجليـة

وقال أحد شعراء العدوان القصيدة التالية، موجها إياها إلى الأمير حسين الفياض الصقري، الذي كان يضرب منزله في قومية شمال غرب بيسان حوالي عام 1860م:

هذولا أهل الجدعاء مهم ردييـن ---- تراهـم هــم سعــوط المجنـي

وقال نمر العدوان أثناء إقامته عند الصقر لمدة ثلاثة أعوام في النصف الثاني من القرن الثامن عشر (1770 تقريبا):

إن سالت عني بغاية البسط هانا بلاد ماي حمر الشام ما إحد لهم جازي

وفي عام 1760م عندما تمردت البلقاء عن دفع الأتاوات بزعامة العدوان، هاجمت عرب الصقر عندما كانت صلحا مع ظاهر العمر، هاجمت فرسان الصقر بأسم الدولة، البلقاء بقيادة أميرهم جاسم بن سعيد بن قعدان بن ظاهر السلامة الصقري (قاسم السعيد)، فاحتل قلعة الصلط، وقد تراجعت عشائر العدوان إلى اللجون في الكرك، وسقطت قلعة السلط بعد مقتل العديد من فرسان الصقر، ودفنهم هناك في منطقة إسمها الجدعاء ، حيث أطلق عليها هذا الأسم، لأن الصقر كانت تغير على القلعة صائحة جدعاء ... جدعاء.

إحتضنت عشائر عرب الصقر الطائية العريقة عشائر عباد، أربعة عشر عاما في بلاد الصقر ، هناك في أرض الأردن في بيسان، واقتسمت معها رغيف الخبز في بلاد الخير، بعد أن ضاقت عليها الأرض بما رحبت، فطردتها عشائر البلقاء من ديارها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ولم تجد عباد سوى عرب الصقر ملاذا آمنا لها، ثم إن عشائر عرب الصقر، دفعت دماء زكية من رجالاتها، من أجل إعادة عشائر عباد الى بلادها، فقتل من عرب الصقر عشرات الرجال والخيل ، هناك في سفوح العارضة، ووادي السير، وهناك في مرج الحمام، حيث ضرب أمير الصقر حدود عباد، وترجل من على فرسه، كي تأخ فرسه راحتها وتبول بعد أن إمتطى صهوتها في بيسان، ولم ينزل عنها الا في مرج الحمام. أقسم أمير الصقر سعد بن جعدان بن ظاهر السلامة، بأنه لن يتراجع عن دحر عشائر البلقاء، وإعادة عباد، الا بعد ما تبول فرسه العربية الطائية العريقة، فكيف تبول الفرس الأصيلة والفارس يعتلي صهوتها؟؟؟؟ ... فقال قولته المشهورة "وين ما تكعب الغزالة قهقر يا خيال"

سقط العشرات من رجالات الصقر في ثورة عام 1936، وكان قائد الصقر حسين العلي الدرويش الزبيدي، إشتبك مع صحبه بقوة مؤللة من العدو البريطاني، قرب دنة، عند الشيخ دانيال، فوقع صريعا، ودفن في فقوعة. وقد أقدمت بريطانيا العظمى الجبانة بإرسال الطائرات الحربية عام 1936 فصبت الكاز من السماء على فريق من مضارب عرب الصقر، وأشعلت النيران بمساكنهم المكونة من بيوت الشعر، لخوفهم على حياتهم إن دخلوا مضارب العرب.

هجت عرب الصقر من بلاد حارثة بعد هزيمة الجيوش العربية بعد حرب 1948 الى شرق الشريعة وغربه ، فيما عرف بالضفة الغربية من الأردن، وبعد نكسة حزيران عام 1967م ، تجمعت عشائر عرب الصقر والتي تزيد على 125 حمولة في محافظة إربد ، حيث ثقلها الرئيسي في الكريمة ووادي اليابس والمشارع ومدينة إربد ومخيم الحصن البالغ تعداده 35 ألف نسمة أكثر من نصفه من عرب الصقر، وهناك أسر متعددة مبعثرة في الزرقاء وعمان والبقعة و المئات من المغتربين خارج الأردن، ولا يعرف العدد الحقيقي لأفرادها وإن كان مقدرا ب70 ألفا والله أعلم.

سجلت عرب الصقر أغلب أحداثها التاريخية بقصائد شعرية شعبية تم جمع نسبة كبيرة منها وردت في كتب الصقر.

وكتبه
علي بن فلاح الملاحي الصقري
مؤرخ عشائر عرب الصقر الطائية
إربد - الأردن

المصادر والمراجع:


1. أعلام الورى صفحة 88
2. أعلام الورى صفحة 186
3. عبد القادر الجزيري، درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة صفحة 514، عدنان البخيت ، ولاية دمشق العثمانية في القرن السادس عشر.
4. أعلام الورى صفحة 136
5. أعلام الورى صفحة 200
6. عدنان البخيت: ولاية دمشق العثمانية في القرن السادس عشر.
7. الصفدي: لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني صفحة 87.
8. عدنان البخيت: ولاية دمشق العثمانية في القرن السادس عشر.
9. الصفدي: لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني صفحة 84-87
10. الصفدي: لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني صفحة 10-12
11. المصدر السابق: صفحة 10-12
12. تاريخ إبن خلدون
13. كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لجمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي، في سرد أحداث عام 406هـ
14. جاء في تاريخ إتعاظ الحنفا لأحمد بن علي المقريزي في سرد أحداث عام 396هـ
15. تاريخ أبي الفداء
16. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي
17. زبدة الحلب في تاريخ حلب لإبن العديم
18. الكامل في التاريخ لإبن الأثير
19. عشائر عرب الصقر إبان الحكم العثماني- علي فلاح الملاحي.
20. مشيخة عرب الصقر في حوران وعلاقاتها الثنائية مع لبنان – علي فلاح الملاحي



[size=6]هذا اللي الله قدرنا عليه واتمنى اني قد نفعتك بهذا الخصوص


 

رد مع اقتباس