|
رد : خروج أخر عبد من النار ودخوله الجنة
وقد اخبر صلى الله عليه وسلم بأقل أهلها نعيما وأدناهم ملك . في
صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : أن موسى سأل ربه فقال ياربي ما أدنى أهل الجنة منزلة فأخبره
الله تعالى بخبره وهو آخر من يدخل الجنة هو رجل يمشي على الصراط
، فيكبو مرة فتسفعه النار مره فإذا جاوز النار التفت أليها ثم قال تبارك
الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين
والآخرين فيجلس على شفير جهنم ، لاكنه قد نجا من النار فيرى انه لا
أحد من الناس يكون جزاءه اعظم من الجزاء الذي أعطي إياه ، إذ قد نجا
من النار فبينما هو على ذلك اذ ارتفعت له شجرة فلما رآها قال ياربي
أدنني من هذه الشجرة استظل بظلها وأشرب من ماءها فيقول الله
تبارك وتعالى / يابن آدم لعلي إن اعطيتكها سألتني غيرها فيقول
لاياربي ثم يعاهد ربه ألا يسأله غير تلك الشجرة أبدا ، وربه تعالى يعذره
لأنه يرى مالا صبر له عليه ، فيأذن الله تعالى له فيدنو من تلك الشجرة
يستظل بظلها ويشرب من ماءها فبينما هو على ذلك ، إذ رفعت له
شجرة احسن من الشجرة الأولى ، فيقول ياربي أدنني من تلك
الشجرة الثانية ، لأشرب من ماءها واستظل بظلها ، وعزتك وجلالك لا
أسألك غيرها أبدا فيقول الله تعالى يابن آدم ألم تكن عاهدتني ألا
تسألني غير تلك الشجرة ، فيقول يا ربي وعزتك وجلالك لا أسأل غيرها
أبدا ، فيأذن الله تعالى له إذ انه يعذره فانه يرى شيئا لاصبر له عليه ،
فيأذن الله تعالى له فيدنو من الشجرة الثانية يستظل بظلها ويشرب من
ماءها فبينما هو على ذلك إذ رفعت له شجرة ثالثة عند باب الجنة هي
احسن من الشجرتين الأوليين فيتصبر فلا يصبر ، فيقول ياربي أدنني من
تلك الشجرة الثالثة لأستظل بظلها وأشرب من ماءها وعزتك وجلالك لا
أسأل شيئا غيرها أبدا ، فيقول الله يابن آدم ما اغدرك ألم تكن عاهدت
ألا تسألني غيرها فيقول بلا ياربي هذه ولا أسأل غيرها أبدا ، وربه جل
جلاله يعذره فإذا أدناه الله تعالى من تلك الشجرة وجلس عند باب ا
لجنة سمع أصوات أهل الجنة وماهم فيه من النعيم والحبور والسرور
فيسكت ما شاء الله أن يسكت لكنه لا يصبر على ذلك فيقول ياربي ،
ياربي أدخلني إلى الجنة ، فيقول الله تعالى له ، وهو الذي عنده خزائن
السماوات والأرض ، يقول له يا عبدي ادخل الجنة فإذا دخلها خيل إليه
أنها ملئا ، خيل إليه وضن أن الجنة ممتلئة بهؤلاء الأقوام اللذين سبقوه
إليها وأن القصور قد نزلت وأن الحور العين قد تزوجت فيقول ياربي كيف
وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا اخذاتهم فيقول تعالى يابن أدم ما يرضيك
منى ، أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا – هذا العبد
يسمع مثل ذلك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا - فيقول رضيت ربي
فيقول الله تعالى له ذلك لك ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله خمسة
أضعاف فيقول في الخامسة رضيت ربي رضيت ربي فيقول الله تعالى له
هذا لك وعشرة امثاله ولك مااشتهت نفسك ولذة عينك ثم يقول الله
تعالى له تمنى يا عبدي تمنى ما تريد فيتمنى فيقول ياربي أريد كذا
وكذا فيقول الله تعالى ذلك لك ويقول أريد كذا يقول ذلك لك ويقول أريد
كذا يقول ذلك لك فإذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى له أفلا تريد
كذا انظر إلى رحمة أرحم الراحمين يذكره بهذه النعم يقول أفلا تريد كذا
فيقول بلا ياربي يقول هو لك ثم يقول الله أفلا تريد كذا سل مني كذا ثم
يعطيه الله تعالى كل ذلك حتى تنقطع الأماني عنه ثم يأذن الله تعالى
له أن يدخل إلى قصوره وبيوته فإذا دخل الى قصره دخلت عليه زوجتاه
من الحور العين فتقولان له الحمد لله الذي أحياك لناو أحيانا لك فينظر
الى نعيمه ثم يقول ما أعطي أحد من النعيم مثل ما أعطيته أنا .
هذا أدنى أهل الجنة منزلة فلما سمح موسى هذا وهو الذي سأل ربه
عن أدنى أهل الجنة منزلة قال ربي فما أعلاهم منزلة فقال الله تعالى
اولائك يموسى الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترى عينا
ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر .
فسبحان الله العظيم الذي غرست يداه جنة الفردوس عند تكامل البنيان
ويداه أيضا أتقنت ببناءها فتبارك الرحمان اعظم باني .
|