عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2010, 03:35   #20
عبدالله السالم
الإدارة


الصورة الرمزية عبدالله السالم
عبدالله السالم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  06 2021
 أخر زيارة : 17-06-2021 (12:39)
 المشاركات : 2,680 [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ماجد والجابر والدعيع وفؤاد وسليمان في قائمة أعظم



خزينة المواهب

من الصعب حصر المواهب التي امتلكها ماجد، فبالإضافة إلى المواهب الفطرية التي ظهرت ملامحها في بداياته، إلا أنه ومن وقت لآخر كان يبهر المتابعين بمهارات وفنون لم يشاهدوها من قبل، ولم يكن ماجد عبد الله ليستمر في الملاعب اثنان وعشرون عاماً لولا حيازته لحصيلة من المواهب كانت مداداً له طوال مسيرته الكروية.

كان حريصا على تطوير قدراته في كل مرحلة من حياته الكروية، فقد بدأ ماجد عبد الله في الحواري واشتهر كهداف سريع ومراوغ متخصص، إلا أنه بعد انطلاقته مع النصر أضاف مهارة التسجيل بالرأس وهي المهارة التي أتقنها لدرجة لم يكن يجاريه فيها أحد ومكنته من تحقيق العديد من الأهداف الجميلة والحاسمة.
ورغم اعتماده بشكل كبير على استخدام قدمه اليسرى في التسديد والمراوغة إلا أنه استطاع تغيير ذلك ونجح في تسجيل العديد من الأهداف بقدمه اليمنى، ثم أضاف بعد ذلك مهارة تسديد ضربات الجزاء التي أصبح متخصصاً في تسديدها مع النادي والمنتخب بنسبة نجاح عالية، لدرجة أنه في الفترة من عام 1399 إلى1408 لم يضيع مع النادي سوى ضربة واحدة فقط، وفي مرحلة لاحقة بدأ يستفيد من الأخطاء التي كان يحصل عليها من كثرة تعرضه للإعاقة من المدافعين، وذلك بتسديد الكرات الثابتة جوار منطقة الجزاء ونجح في إضافة رصيد لا بأس به من الأهداف الجميلة بهذه الوسيلة.

كما تميز ماجد بالهدوء حتى في أحرج فترات المباريات وكان هذا هو السبب الرئيسي في تمكنه من تسجيل عشرات الأهداف المنقذة في الثواني الأخيرة من المباريات المحلية والدولية.

إلا أنه قبل سرد كل هذه المهارات يجب الإشارة إلى أن أهم مواهب ماجد هي ذكاؤه، فقد كان يعرف متى يجري خلف الكرة ومتى يتركها وكيف يتمركز في منطقة الجزاء ويهرب من رقابة المدافعين، ويعرف أي التمريرات والكرات العرضية أو العالية التي يمكن أن يسجل منها، لذا كان يستطيع الحفاظ على مجهوده حتى آخر لحظات المباريات.


بداية الصفحة

مـاجـد والروح الرياضية


فوق كل ما جمعه ماجد من مواهب وقدرات ومهارات، فقد تحلى طوال مشواره الكروي بالروح الرياضية.
كان كل تركيزه ينصب دائماً على كيفية إفادة فريقه ومتى يجد اللحظة المناسبة لتسجيل أو صنع هدف، ولم يلق بالاً لأية مناوشات جانبية مهما كثر الاستفزاز من قبل المدافعين العاجزين عن إيقاف زحفه نحو المرمى.
لم يكن ماجد يوماً ما كثير الصراخ في الملعب بسبب أو بدون سبب سواءاً على زملاءه كما يتباهى بعض اللاعبين، أو حتى على لاعبي الخصم وكانت اللغة الوحيدة التي يجيدها هي الأهداف.
واحتفظ ماجد بعلاقات طيبة مع جميع لاعبي الفرق الأخرى والحكام ونادراً ما بدأت مباراة محلية دون أن يصافحه لاعبي الفريق الآخر وحكام المباراة.
ومن أمثلة روحه الرياضية ما حدث في مباراة نادي النصر مع نادي أُحد حينما سدد ماجد كرة من جانب المرمي مرت خارج الخط إلا أن أنها دخلت المرمى بسبب ثقب في الشباك، فاحتسب الحكم الهدف، مما سبب احتجاجاً من لاعبي أحد وبينما الحكم وحكم الخط في نقاش حاد مع لاعبي أحد، يتدخل ماجد ويوضح للحكم أن الهدف غير صحيح وبالفعل يلغى الهدف وتهتف الجماهير لماجد وكأنه سجل هدفاً.
وطوال أربعة أعوام 1401-1404 حظي ماجد بلقب اللاعب المثالي على مستوى المملكة الذي يمنحه الاتحاد السعودي لكرة القدم.
كما اختاره الإتحاد العربي لكرة القدم عام 1999 سفيراً للعب النظيف.
وطوال مشواره الذي امتد لاثنين وعشرين عاماً لم يحصل ماجد على كرت أصفر سوى مرتين فقط، والأحمر مرة واحدة وكان خطأ من الحكم الذي لم يقدر أساس اللعبة. أما بالنسبة للاعبين الذين حصلوا على كروت حمراء وصفراء بسبب محاولاتهم اليائسة وخروجهم عن الروح الرياضية لإيقافه، فتعجز الذاكرة عن حصرها.


بداية الصفحة


صديق الشباك

كيف كان يسجل الأهداف؟ لقد كان ماجد يجسد وبكل بساطة أنموذجاً لما يجب أن يكون عليه المهاجم الهداف.
فجزء كبير من أهدافه سجله بانطلاقات سريعة كالبرق خلف تمريرات طويلة يتجاوز خلالها المدافعين وفي معظم الأحيان يختتمها بتوديع الحارس بعد إرساله إلى البساط العشبي ثم يضع الكرة في المرمى الخالي، وهو ما عرف لاحقاً بهدف التخصص، كما سجل كماً كبيراً من الأهداف بواسطة ضربات رأسية محكمة يسددها من كل الأماكن في منطقة الجزاء مهما ضايقه المدافعون.
وكان أحد مصادر أهدافه ضربات الجزاء كنتيجة للإعاقات التي يتعرض لها من المدافعين أو الحراس أثناء انفراده بالكرة، وأضاف لها لاحقاً تسديد الأخطاء جوار منطقة الجزاء. ولأنه كان يجيد التمركز داخل المنطقة فقد سجل العديد من الأهداف بحسن تصرفه في أضيق الأماكن.

لقد كان لأهدافه سحراً خاصاً بها، فحتى لو سجل لاعب هدفاً بأسلوب يشبه أسلوب ماجد إلا أنه لا يمكن أن تكون له نفس النكهة التي تميز أهداف ماجد.


بداية الصفحة


هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟

نعم وبلا شك. فرغم أن مسيرة ماجد كانت مكللة بالعديد من الإنجازات، إلا أن بعض العوائق وقفت أمام تحقيق المزيد.
أول هذه العوائق هو الإصابات التي حرمته من المشاركة في العديد من البطولات القارية والمحلية، ففي الكثير من المسابقات كان يبدأ بداية قوية ثم فجأة وبعد مباراة أو اثنتين يصاب ويعجز عن إكمال المشاركة، كما تعرض للعديد من الإصابات القاسية التي أدت إلى غيابه لفترات طويلة عن النادي والمنتخب وصلت في بعض الأحيان إلى عامين متواصلين.

العائق الثاني هو إتحاد كرة القدم الأسيوي الخامل الذي لم يكن يكلف نفسه عناء مكافأة الأندية أو اللاعبين البارزين في القارة، فبينما كان ماجد يحقق الإنجاز تلو الإنجاز في الثمانينيات الميلادية مع بلاده وناديه، كان الإتحاد الآسيوي يغط في سبات عميق فلا يقدم تصنيفاً بأفضل لاعبي القارة للشهر أو العام ولا ينظم بطولة للأندية الآسيوية الأبطال.

ولم يستيقظ الاتحاد الآسيوي إلا في منتصف التسعينيات الميلادية، حين اقترب ماجد من نهاية مسيرته الرياضية ورغم ذلك استطاع تحقيق لقب لاعب الشهر الآسيوي مرتين، في يونيو 1995 وكان أول شهر تمنح فيه الجائزة، ومرة أخرى في يناير عام 1997.

وعائق آخر كان عدم سماح الاتحاد السعودي لكرة القدم باحتراف اللاعبين خارجياً، فلو أعطيت لماجد وزملاءه نجوم الثمانينيات فرصة الانتقال إلى مسابقات أقوى على المستوى الآسيوي أو ربما الدولي، لتمكن ومن دون جدال، من الوصول بمستواه إلى درجات لا يمكن تخيلها.
ومن طرائف الصدف أن الاتحاد السعودي أصدر قراره بالسماح بالاحتراف الخارجي في عام 1418 وهو نفس عام الذي اعتزل فيه ماجد الكرة.


بداية الصفحة


عميد لاعبي العالم
في العام 1995 أًعلن عن تربع ماجد على قمة نادي المائة برصيد 147 مباراة، وهو ناد يضم اللاعبين الذين مثلوا بلادهم على المستوى الدولي في مائة مباراة أو أكثر من الفئة (أ)،
وفي العام 1996 أكد الاتحاد الدولي في نشرته صحة البيانات التي وضعت ماجد في الصدارة.
إلا أنه بعد ذلك بعامين أعاد تدقيق القائمة وألغى سبع مباريات من رصيد ماجد ليتراجع إلى المركز الثاني، بحجة أن هذه المباريات لا تصنف ضمن الفئة (أ) إلا أنه حتى برصيد 140 مباراة يضل ماجد متصدر القائمة في الفترة (1995-1998)، حيث أن أقرب منافسيه كان لديه 138 مباراة فقط. ولا يزال ماجد في القائمة في المركز السادس رغم اعتزاله دوليا منذ سنوات ورغم أن غالبية المتقدمين في القائمة لا زالوا يمثلون فرقهم حتى الآن.
ورغم أن القائمة لا تعني الكثير في الواقع، من حيث أنها ليست مؤشراً لتحقيق الإنجازات أو عدد الأهداف مثلا، إلا أن التواجد في القائمة يعطي اللاعب الفرصة ليكون معروفا، ولو بالاسم، على المستوى الدولي.

في عام 1999 أعلن الاتحاد الآسيوي قائمة مئوية خاصة بلاعبي آسيا، وتصدرها ماجد برصيد 147، كما جرى تصويت على أفضل لاعبي القرن في آسيا وحل ماجد ثالثاً في القائمة وأعطي جائزة خاصة بذلك.



بداية الصفحة


ماجد وجماهيره

يتفرد ماجد عن جميع لاعبي السعودية بأن له جماهيره الخاصة به، حتى ولو لم يكونوا من جماهير نادي النصر، وكان البعض لا يتابع المباريات المتلفزة إلا أن سماع اسم ماجد كان يكفي لجذب انتباههم، كان الكثير منهم يشترون تذاكر الدخول لمباريات النصر أو المنتخب، وما إن يعلموا أنه لن يشارك في المباراة يغادرون الملعب فوراً.

لقد كانت جماهيره تضع أملها وثقتها فيه، وتنتظر منه أن يغير نتيجة أي مباراة حتى ولو وصلت لثوانيها الأخيرة. ورغم أن ذلك سبب ضغطاً نفسياً كبيراً أثر عليه طوال حياته الرياضية، إلا أنه قليلا ما خيب آمالهم.

وخلال حياته الرياضية أطلقت عليه ألقاب عديدة، أشهرها: السهم الملتهب، جلاد الحراس، جوهرة العرب، هداف العرب، عاشق الأهداف، بيليه الصحراء، الغزال الأسمر، عـميد الألقـاب، الرأس الذهبية، الطوفان، العـمـيـد، المتخصص، قـمـر النجـوم، الرمـح السـعودي، المنـقـذ، القناص، كبـيـر الهدافـين، السحابة رقم 9، جوهرة الكرة الآسيوية.


بداية الصفحة


وانطفئ اللهب

شهد البساط الأخضر في استاد الملك فهد الدولي بالرياض مساء الأحد 15/12/1418 (12/4/1998) آخر مباراة لماجد عبد الله، وكانت على نهائي كأس الكؤوس للأندية الآسيوية، الذي فاز به النصر بعد تغلبه على سامسونج من كوريا الجنوبية 1-0، وكان ذات الملعب قد شهد قبل ذلك بيومين آخر هدف ماجدي، في نصف نهائي البطولة أمام كوبيتداج من تركمانستان الذي انتهى للنصر 2-1، حين سجل بيمناه الهدف الثاني في نهاية الشوط الأول، ليسدل الستار على أعظم قصة إبداعية شهدتها الملاعب السعودية.

في يوم الجمعة 20/12/1418 أعلن ماجد اعتزاله رسميا، وكتكريم له قررت إدارة نادي النصر تعليق الرقم "9"، بحيث لا يرتديه بعده أي لاعب نصراوي، إلا أن تغيير إدارة الفريق أدى إلى أعادة استخدام الرقم 9 من جديد بعد أكثر من عامين من الغياب

وبعد اعتزاله عمل ماجد كمشرف عام على فرق كرة القدم بنادي النصر لمدة عامين، ورغم مضي فترة طويلة على اعتزاله،


 

رد مع اقتباس