المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم العرب


الورد الكسير
02-04-2005, 05:10
ذكر أخبار العرب- نسبة العرب:-
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل : إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام والتحية والإكرام . و الصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، و منهم عاد و ثمود و طسم و جديس و أميم و جرهم و العماليق ، و أمم آخرون لا يعلمهم إلا الله ، كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام و في زمانه أيضاً .فأما العرب المستعربة ، و هم عرب الحجاز ، فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
الخلاف في نسبة حمير
و أما عرب اليمن و هم حمير فالمشهور أنهم من قحطان ، و اسمه مهزم . قاله ابن ماكولا . و ذكروا أنهم كانوا أربعة إخوة : قحطان و قاحط و مقحط و فالغ .
و قحطان بن هود . و قيل هو هود . و قيل هود أخوه . و قيل من ذريته . و قيل إن قحطان من سلالة إسماعيل ، حكاه ابن إسحاق و غيره . فقال بعضهم : هو قحطان ابن الهمبسع بن تيمن بن قيذر بن نبت بن إسماعيل و قيل غير ذلك في نسبه إلى إسماعيل و الله أعلم .
و قد ترجم البخاري في صحيحه على ذلك فقال : [ باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام ] حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن يزيد بن أبي عبيد ، حدثنا سلمة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فقال : ارموا بني إسماعيل و أنا مع بني فلان لأحد الفريقين ، فأمسكوا بأيديهم ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : و كيف نرمي و أنت مع بني فلان ، فقال : ارموا و أنا معكم كلكم .
تفرد به البخاري . و في بعض ألفاظه : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ، ارموا و أنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقال ارموا و أنا معكم كلكم .
قال البخاري : و أسلم بن أفضى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة . يعني : و خزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم . كما سيأتي بيانه . و كانت الأوس و الخزرج منهم ، و قد قال لهم عليه الصلاة و السلام : ارموا بني إسماعيل فدل على أنهم من سلالته . و تأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب ، لكنه تأويل بعيد إذ هو خلاف الظاهر بلا دليل .

الخلاف في نسبة قضاعة
لكن الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن و غيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل .
و عندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية و عدنانية . فالقحطانية شعبان : سبأ و حضرموت . و العدوانية شعبان أيضا: ربيعة ومضر ، ابنا نزار بن معد بن عدنان ، و الشعب الخامس و هم قضاعة مختلف فيهم ، فقيل إنهم عدنانيون قال ابن عبد البر : و عليه الأكثرون . و يروى هذا عن ابن عباس و ابن عمر و جبير بن مطعم ، و هو اختيار الزبير بن بكار و عمه مصعب الزبيري و ابن هشام . و قد ورد في حديث : قضاعة بن معد و لكنه لا يصح . قاله ابن عبد البر و غيره .
و يقال : إنهم لم يزالوا في جاهليتهم و صدر من الإسلام ينتسبون إلى عدنان ، فلما كان في زمن خالد بن يزيد بن معاوية ، و كانوا أخواله ، انتسبوا إلى قحطان ، فقال في ذلك أعشى بن ثعلبة في قصيدة له :
أبلغ قضاعة في القرطاس أنهم لولا خلائف آل الله ماعنقوا
قالت قضاعة إن من ذوى يمـــن والله يعلم مابروا ولا صدقوا
قـد ادعـوا والـداً ما نـال أمهـــم قد يعلمون ولكن ذلك الفرق
و قد ذكر أبو عمرو السهيلي أيضاً من شعر العرب مافيه إبداع في تعيير قضاعة في انتسابهم إلى اليمن . و الله أعلم .
و القول الثاني أنهم من قحطان ، و هو قول ابن إسحاق و الكلبي و طائفة من أهل النسب .
قال ابن إسحاق : و هو قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان . و قد قال بعض شعرائهم و هو عمرو بن مرة ، صحابي له حديثان :
ياأيهــــا الداعي ادعنا وأبشر وكــن قضاعيــــــــاً ولا‏‏ ‏تنـــــزر‏‏‏‏
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر ‏‏‏قضاعة بن مالك بن حمــــــــــير‏‏ ‏
النسب المعـروف غــير المنكــر في الحجر المنقوش تحت المنبـر
قال بعض أهل النسب : هو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير . وقال ابن لهيعة : عن معروف بن سويد ، عن أبى عشابة محمد بن موسى ، عن عقبة بن عامر ، قال : قلت يا رسول الله أما نحن من معد ؟ قال لا . قلت : فممن نحن ؟ قال : أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير .
قال أبو عمر بن عبد البر : و لايختلفون أن جهينة بن زيد بن أسود بن أسلم بن عمران بن الحاف بن قضاعة قبيلة عقبة بن عامر الجهني ، فعلى هذا قضاعة في اليمن في حمير بن سبأ.
و قد جمع بعضهم بين هذين القولين بما ذكره الزبير بن بكار و غيره من أن قضاعة امرأة من جرهم تزوجها مالك بن حمير فولدت له قضاعة ، ثم خلف عليها معد بن عدنان ، و ابنها صغير ، و زعم بعضهم أنه كان حملا فنسب إلى زوج أمه كما كانت عادة كثير منهم ينسبون الرجل إلى زوج أمه و الله أعلم .
و قال محمد بن سلام البصري النسابة : العرب ثلاثة جراثيم : العدنانية و القحطانية و قضاعة . قيل له : فأيهما أكثر العدنانية أوالقحطانية ؟ فقال : ما شاءت قضاعة ، إن تيامنت فالقحطانية أكثر وإن تعدننت فالعدنانية أكثر .
و هذا يدل على أنهم يتلونون في نسبهم ، فإن صح حديث ابن لهيعة المتقدم فهو دليل على أنهم من القحطانية و الله أعلم . و قد قال الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
قال علماء النسب : يقال شعوب ، ثم قبائل ، ثم عمائر ثم بطون ، ثم أفخاذ ، ثم فصائل ، ثم عشائر ، و العشيرة أقرب الناس و ليس بعدها شيء .
و لنبدأ أولا بذكر القحطانية ، ثم نذكر بعدهم عرب الحجاز و هم العدنانية و ما كان من أمر الجاهلية ، ليكون ذلك متصلاً بسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شاء الله تعالى و به الثقة .
و قد قال البخاري باب ذكر قحطان حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه و كذا رواه مسلم ، عن قتيبة عن الدراوردي ، عن ثور بن زيد به .
قال السهيلي : و قحطان أول من قيل له [ أبيت اللعن ] و أول من قيل له [ أنعم صباحاً ] .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، عن حريز حدثني راشد بن سعد المقرائي عن أبي حيي عن ذي مخمر أن رسول صلى الله عليه و سلم قال كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش [ و س ى ع و د إ ل ى هـ م ] قال عبد الله : كان هذا في كتاب أبي وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء ، يعني [ وسيعود إليهم ] .
قصة سبأ
قال الله تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
قال علماء النسب منهم محمد ابن إسحاق : اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان . قالوا : و كان أول من سبى من العرب فسمى سبأ لذلك . و كان يقال له الرائش ، لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه . قال السهيلي : و يقال إنه أول من تتوج . و ذكر بعضهم أنه كان مسلماً ، و كان له شعر بشر فيه بوجود رسول صلى الله عليه و سلم فمن ذلك قوله :
سيملك بعدنا ملكاً عظيماً نبي لا يرخص في الحــــرام
و يملك بعـــده منهم ملوك يدينـــون العبـــاد بغـــــير ذام
و يملك بعـــدهم منا ملوك يصير الملك فينــا باقتســــام
و يملك بعـــد قحطان نبي تقي ، مخبت خيـــر الأنــــــام
يسمى أحمداً يا ليت أني أعمر بعــــــــد مبعثه بعـــــام
فأعضده وأحبوه بنصري بكـل مدجج وبكــل رامـــــــي
متى يظهر فكونوا ناصريه و من يلقاه يبلغه ســـــــلامي
حكاه ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت عبد الله بن عباس يقول : إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : بل هو رجل ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، و بالشام منهم أربعة . فأما اليمانيون فمذحج و كندة و الأزد و الأشعريون و أنمار و حمير عرباً كلها و أما الشامية فلخم و جذام و عاملة و غسان .

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:11
و قد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث و ألفاظه هناك و لله الحمد .
و المقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، و قد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبع ، و كان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم ، كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك ، و كانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر و حضرموت تبعاً ، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، و من ملك الفرس كسرى ، و من ملك مصر فرعون ، و من ملك الحبشة النجاشي ، و من ملك الهند بطليموس ، و قد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس . و قد كانوا في غبطة عظيمة و أرزاق دارة و ثمار و زروع كثيرة ، و كانوا مع ذلك على الاستقامة و السداد و طريق الرشاد ، فلما بدلوا نعمة الله كفراً أحلوا قومهم دار البوار .
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : أرسل الله إليهم ثلاثة عشرة نبياً . و زعم السدي أنه أرسل إليهم اثني عشر ألف نبي ! فالله أعلم .
و المقصود أنهم عدلوا عن الهدى إلى الضلال و سجدوا للشمس من دون الله و كان ذلك في زمان بلقيس و قبلها أيضاً ، و استمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيل العرم كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور .
ذكر غير واحد من علماء السلف و الخلف من المفسرين و غيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين ، فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جداً ، حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين، و غرسوا فيهما البساتين و الأشجار المثمرة الأنيقة ، و زرعوا الزروع الكثيرة ، و يقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب و سلط إليه سبعين وادياً يفد إليه و جعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ، و مات و لم يكمل بناؤه ، فكملته حمير بعده، و كان اتساعه فرسخاً في فرسخ ، و كانوا في غبطة عظيمة و عيش رغيد و أيام طيبة ، حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار مما يتساقط فيه من نضجه وكثرته ، و ذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث و لا الدواب المؤذية ، لصحة هوائهم و طيب فنائهم كما قال تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور و كما قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .
فلما عبدوا غير الله و بطروا نعمته ، و سألوا بعد تقارب ما بين قراهم و طيب ما بينها من البساتين و أمن الطرقات ، سألوا أن يباعد بين أسفارهم و أن يكون سفرهم في مشاق و تعب ، و طلبوا أن يبدلوا بالخير شراً ، كما سأل بنو إسرائيل بدل المن و السلوى البقول و القثاء و الفوم و العدس و البصل ، فسلبوا تلك النعمة العظيمة و الحسنة العميمة بتخريب البلاد و الشتات على وجوه العباد ، كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم .
قال غير واحد : أرسل الله على أصل السد الفأر و هو الجرذ و يقال له الخلد ، فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئاً، إذ قد حم القدر و لم ينفع الحذر كلا لا وزر ، فلما تحكم في أصله الفساد سقط و انهار ، فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول و الأنهار و انقطعت تلك الثمار ، و بادت تلك الزروع و الأشجار ، و تبدلوا بعدها بردئ الأشجار و الأثمار ، كما قال العزيز الجبار وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل قال ابن عباس و مجاهد و غير واحد : هو الأراك و ثمره البرير ، و أثل و هو الطرفاء . و قيل يشبهه ، و هو حطب لا ثمر له [ و شيء من سدر قليل ] و ذلك لأنه لما كان يثمر النبق كان قليلاً مع أنه ذو شوك كثير و ثمره بالنسبة إليه ، كما يقال في المثل : لحم جمل غث على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقى . و لهذا قال تعالى ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي إنما نعاقب هذه العقوبة الشديدة من كفر بنا و كذب رسلنا و خلفنا أمرنا و انتهك محارمنا .
وقال تعالى : فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق و ذلك أنهم لما هلكت أموالهم و خربت بلادهم احتاجوا أن يرتحلوا منها و ينتقلوا عنها ، فتفرقوا في غور البلاد و نجدها أيدي سبأ شذر مذر ، فنزلت طوائف منهم الحجاز ، و منهم خزاعة ، و نزلوا ظاهر مكة ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و منهم المدينة المنورة اليوم ، فكانوا أول من سكنها ، ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود بنو قينقاع و بنو قريطة و بنو النضير ، فحالفوا الأوس و الخزرج و أقاموا عندهم ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و نزلت طائفة أخرى منهم الشام و هم الذين تنصروا فيما بعد ، و هم غسان و عاملة و بهراء و لخم و جذام و تنوخ و تغلب و غيرهم .
قال محمد بن إسحاق : حدثني أبو عبيده قال : قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة ، و هو ميمون بن قيس :
و في ذاك للمؤتسى أسوة و مأرب عفى عليها العرم
رخام بنته لــــهم حمــــير إذا جـــــاء موراه لم يرم
فأروى الزروع و أعنابها على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي لا يقدرون على شرب طفل إذا ما فطم
و قد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن أول من خرج من اليمن قبل سيل العرم عمرو بن عامر اللخمي ، و لخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ . و يقال لخم بن عدي بن سبأ . قاله ابن هشام .
قال ابن إسحاق : و كان سبب خروجه من اليمن ، فيما حدثني أبو زيد الأنصاري ، أنه رأى جرذاً يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه ، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه و لطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ، فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي . و عرض أمواله . فقال أشراف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله . و انتقل في ولده و ولد ولده . و قالت الأزد لا نتخلف عن عمرو بن عامر . فباعوا أموالهم و خرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ،ففي ذلك قال عباس بن مرداس :
وعك بن عدنان الذين تلعبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد
قال: فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد ، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، و نزل الأوس و الخزرج يثرب ، و نزلت خزاعة مراً ، و نزلت أزد السراة السراة ، و نزلت أزد عمان عمان . ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، و في ذلك أنزل الله هذه الآيات . و قد روى عن السدي قريب من هذا .
و عن محمد بن إسحاق في روايته أن عمرو بن عامر كان كاهناً . و قال غيره : كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم ، و كأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي ساط على سدهم ففعلوا ما فعلوا و الله أعلم . و قد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في التفسير .
لم يخرج كل أهل سبأ من اليمن
و ليس جميع سبأ خرجوا من اليمن لما أصيبوا بسيل العرم ، بل أقام أكثرهم بها ، و ذهب أهل مأرب الذين كان لهم السد فتفرقوا في البلاد ، و هو مقتضى الحديث المتقدم عن ابن عباس أن جميع قبائل سبأ لم يخرجوا من اليمن ، بل إنما تشاءم منهم أربعة و بقى باليمن ستة ، و هم مذحج و كندة و أنمار و الأشعريون . و أنمار هو أبو خثعم و بجيلة و حمير ، فهؤلاء ست قبائل من سبأ أقاموا باليمن ، و استمر فيهم الملك والتبابعة ، حتى سلبهم ذلك ملك الحبشة بالجيش الذي بعثه صحبا أميريه أبرهة و أرباط نحواً من سبعين سنة ، ثم استرجعه سيف بن ذي يزن الحميري ، و كان ذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه و سلم بقليل ، كما سنذكره مفصلا قريبا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان .
ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهل اليمن علياً و خالد بن الوليد ، ثم أبا موسى الأشعري و معاذ بن جبل ، و كانوا يدعون إلى الله تعالى و يبينون لهم الحجج ، ثم تغلب على اليمن الأسود العنسي و أخرج نواب رسول الله صلى الله عليه و سلم منها ، فلما قتل الأسود استقرت اليد الإسلامية عليها في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أنتهي (سيره أبن كثير)

الورد الكسير
02-04-2005, 05:12
ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة:-
تقدم ذكر إسماعيل نفسه عليه السلام مع ذكر الأنبياء ، وكيف كان من أمره حين احتمله أبوه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع أمه هاجر ، فأسكنها بوادي مكة بين جبال فاران حيث لا أنيس به ولا حسيس ، وكان إسماعيل رضيعا ثم ذهب وتركهما هنالك عن أمر الله له بذلك ، ليس عند أمه سوى جراب فيه تمر ووكاء فيه ماء ، فلما نفد ذلك أنبع الله لهاجر زمزم التي هي طعام طعم وشفاء سقم كما تقدم بيانه في حديث ابن عباس الطويل الذي رواه البخاري رحمه الله ثم نزلت جرهم وهي طائفة من العرب العاربة من أمم العرب الأقدمين عند هاجر بمكة على أن ليس لهم في الماء شيء إلا ما يشربون منه وينتفعون به فاستأنست هاجر بهم ، وجعل الخليل عليه السلام يطالع أمرهم في كل حين يقال : إنه كان يركب البراق من بلاد بيت المقدس في ذهابه وإيابه ثم لما ترعرع الغلام وشب وبلغ مع أبيه السعي كانت قصة الذبح كما تقدم بيان أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح .

ثم لما كبر تزوج من جرهم امرأة ثم فارقها وتزوج غيرها وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وجاءته بالبنين الاثني عشر كما تقدم ذكرهم وهم نابت وقيذر وميشا ومسمع وماشى ودما وأدر ويطور ونبش وطيما وقيذما هكذا ذكره محمد ابن إسحاق وغيره عن كتب أهل الكتاب وله ابنة واحدة اسمها نسمة وهي التي زوجها من ابن أخيه العيص بن إسحاق بن إبراهيم فولد منها الروم واليونان والأشبان أيضا في أحد القولين.

ثم جميع عرب الحجاز على اختلاف قبائلهم يرجعون في أنسابهم إلى ولديه نابت وقيذر ، وكان الرئيس بعده ، والقائم بالأمور الحاكم في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم ، نابت بن إسماعيل وهو ابن أخت الجرهميين ثم تغلبت جرهم على البيت طمعا في بني أختهم فحكموا بمكة وما والاها عوضا عن بني إسماعيل مدة طويلة ، فكان أول من صار إليه أمر البيت بعد نابت مضاص بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هين بن نبت بن جرهم ، وجرهم بن قحطان ويقال : جرهم بن يقطن بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح الجرهمي وكان نازلا بأعلى مكة بقعيقعان وكان السميدع سيد قطوراء نازلا بقومه في أسفل مكة وكل منهما يعشر من مر به مجتازا إلى مكة ثم وقع بين جرهم وقطوراء ، فاقتتلوا فقتل السميدع واستوثق الأمر لمضاض وهو الحاكم بمكة والبيت لا ينازعه في ذلك ولد إسماعيل مع كثرتهم وشرفهم وانتثارهم بمكة وبغيرها وذلك لخئولتهم له ولعظمة البيت الحرام ثم صار الملك بعده إلى ابنه الحارث ثم إلى عمرو بن الحارث ثم بغت جرهم بمكة ، وأكثرت فيها الفساد وألحدوا بالمسجد الحرام حتى ذكر أن رجلا منهم يقال : له إساف بن بغي وامرأة يقال لها : نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة فكان منه إليها الفاحشة ، فمسخهما الله حجرين فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما ، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد ، عبدا من دون الله في زمن خزاعة كما سيأتي بيانه في موضعه فكانا صنمين منصوبين يقال لهما : إساف ونائلة ، فلما أكثرت جرهم البغي بالبلد الحرام تمالأت عليهم خزاعة الذين كانوا نزلوا حول الحرم ، وكانوا من ذرية عمرو بن عامر الذي خرج من اليمن لأجل ما توقع من سيل العرم كما تقدم ، وقيل : إن خزاعة من بني إسماعيل فالله أعلم.

والمقصود أنهم اجتمعوا لحربهم وآذنوهم بالحرب ، واقتتلوا واعتزل بنو إسماعيل كلا الفريقين ، فغلبت خزاعة وهم بنو بكر بن عبد مناة وغبشان وأجلوهم عن البيت فعمد عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي - وهو سيدهم -إلى غزالي الكعبة وهما من ذهب وحجر الركن - وهو الحجر الأسود - وإلى سيوف محلاة وأشياء أخر فدفنها في زمزم وعلم زمزم وارتحل بقومه فرجعوا إلى اليمن وفي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن مضاض

وقائلــة والــدمع سـكب مبـادر

وقـد شـرقت بـالدمع منها المحاجر

كـأن لـم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولــم يســمر بمكـة سـامر

فقلــت لهـا والقلـب منـي كأنمـا

يلجلجــه بيــن الجنـاحين طـائر

بــلى نحــن كنـا أهلهـا فأزالنـا

صـروف الليـالي والجـدود العواثر

وكنـا ولاة البيـت مـن بعـد نـابت

نطـوف بـذاك البيـت والخير ظاهر

ونحـن ولينـا البيـت مـن بعد نابت

بعـز فمـا يحـظى لدينـا المكـاثر

ملكنــا فعززنــا فـأعظم بملكنـا

فليس لحــي غيرنــا ثـم فـاخر

ألـم تنكحـوا مـن خير شخص علمته

فأبنــاؤه منــا ونحـن الأصـاهر

فـإن تنثـن الدنيـا علينـا بحالهـا

فــإن لهـا حـالا وفيهـا التشـاجر

فأخرجنــا منهــا المليـك بقـدرة

كـذلك يـا للنـاس تجـري المقـادر

أقــول إذا نـام الخـلي ولـم أنـم

إذا العـرش لا يبعـد سـهيل وعامر

وبــدلت منهــا أوجهـا لا أحبهـا

قبــائل منهــا حــمير ويحـابر

وصرنــا أحاديثــا وكنـا بغبطـة

بــذلك عضتنـا السـنون الغوابـر

فسـحت دمـوع العيـن تبكـي لبلدة

بهـا حـرم أمـن وفيهـا المشـاعر

وتبكـي لبيـت ليس يـؤذى حمامـه

يظــل بـه أمنـا وفيـه العصـافر

وفيــه وحــوش لا تـرام أنيسـة

إذا خرجــت منــه فليس تغــادر


قال ابن إسحاق وقال عمرو بن الحارث بن مضاض - أيضا - يذكر بني بكر وغبشان الذين خلفوا بعدهم بمكة

يـا أيهـا النـاس سيروا إن قصركم

أن تصبحـوا ذات يـوم لا تسـيرونا

حـثوا المطـي وأرخـوا مـن أزمتها

قبـل الممـات وقضـوا مـا تقضونا

كنــا أناســا كمـا كـنتم فغيرنـا

دهـر فـأنتم كمـا صرنـا تصيرونا


قال ابن هشام هذا ما صح له منها ، وحدثني بعض أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات أول شعر قيل في العرب ، وأنها وجدت مكتوبة في حجر باليمن ولم يسم قائلها وذكر السهيلي لهذه الأبيات إخوة وحكى عندها حكاية معجبة وإنشادات معربة قال : وزاد أبو الوليد الأزرقي في كتابه " فضائل مكة " على هذه الأبيات المذكورة المنسوبة إلى عمرو بن الحارث بن مضاض

قـد مـال دهـر علينـا ثـم أهلكنـا

بـالبغي فينـا وبـز النـاس ناسـونا

إن التفكــر لا يجــدي بصاحبــه

عنـد البديهـة فـي علـم لـه دونـا

قضــوا أمــوركم بـالحزم إن لهـا

أمــور رشـد رشـدتم ثـم مسـنونا

واسـتخبروا فـي صنيـع الناس قبلكم

كمـا اسـتبان طـريق عنـده الهونا

كنــا زمانـا ملـوك النـاس قبلكـم

بمسـكن فـي حـرام اللـه مسـكونا

الورد الكسير
02-04-2005, 05:12
خبر عدنان جد عرب الحجاز:-

لا خلاف أن عدنان من سلالة إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام ، واختلفوا في عدة الآباء بينه وبين إسماعيل على أقوال كثيرة فأكثر ما قيل : أربعون أبا وهو الموجود عند أهل الكتاب أخذوه من كتاب رخيا كاتب أرميا بن حلقيا على ما سنذكره وقيل : بينهما ثلاثون وقيل : عشرون وقيل : خمسة عشر وقيل : عشرة وقيل : تسعة وقيل : سبعة وقيل : إن أقل ما قيل في ذلك أربعة لما رواه موسى بن يعقوب عن عبد الله بن وهب بن زمعة الزمعي عن عمته عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال معد بن عدنان بن أدد بن زند بن يرى بن أعراق الثرى قالت أم سلمة : فزند هو الهميسع ، واليرى هو نبت ، وأعراق الثرى هو إسماعيل ؛ لأنه ابن إبراهيم ، وإبراهيم لم تأكله النار كما أن النار لا تأكل الثرى قال الدارقطني : لا نعرف زندا إلا في هذا الحديث ، وزند بن الجون وهو أبو دلامة الشاعر
قال الحافظ أبو القاسم السهيلي وغيره من الأئمة : مدة ما بين عدنان إلى زمن إسماعيل أكثر من أن يكون بينهما أربعة أباء أو عشرة أو عشرون وذلك أن معد بن عدنان كان عمره زمن بختنصر ثنتي عشرة سنة وقد ذكر أبو جعفر الطبري وغيره أن الله تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى أرمياء بن حلقيا : أن اذهب إلى بختنصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب وأمر الله أرميا أن يحمل معه معد بن عدنان على البراق كي لا تصيبه النقمة فيهم فإني مستخرج من صلبه نبيا كريما أختم به الرسل ، ففعل أرميا ذلك واحتمل معدا على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني إسرائيل ممن بقي منهم بعد خراب بيت المقدس وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جوشن من بني دب بن جرهم قبل أن يرجع إلى بلاده ثم عاد بعد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب وكان رخيا كاتب أرمياء قد كتب نسبه في كتاب عنده ليكون في خزانة أرمياء فيحفظ نسب معد كذلك والله أعلم ولهذا كره مالك رحمه الله رفع النسب إلى ما بعد عدنان.
قال السهيلي : وإنما تكلمنا في رفع هذه الأنساب على مذهب من يرى ذلك ولم يكرهه كابن إسحاق والبخاري والزبير بن بكار والطبري وغيرهم من العلماء وأما مالك رحمه الله فقد سئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك وقال له : من أين له علم ذلك فقيل له : فإلى إسماعيل فأنكر ذلك أيضا وقال : ومن يخبره به وكره أيضا أن يرفع في نسب الأنبياء مثل أن يقال : إبراهيم بن فلان بن فلان هكذا ذكره المعيطي في كتابه.
قال : وقول مالك هذا نحو مما روي عن عروة بن الزبير أنه قال : ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل وعن ابن عباس أنه قال : بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون وروي عن ابن عباس أيضا أنه كان إذا بلغ عدنان يقول : كذب النسابون مرتين أو ثلاثا والأصح عن ابن مسعود مثله وقال عمر بن الخطاب إنما ننتسب إلى عدنان وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتابه " الإنباه في معرفة قبائل الرواة " روى ابن لهيعة عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرصا وقال أبو الأسود : سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة - وكان من أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم - يقول : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم.
قال أبو عمر : وكان قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود وعمرو بن ميمون الأودي ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ قالوا كذب النسابون .
قال أبو عمر رحمه الله : والمعنى عندنا في هذا غير ما ذهبوا ، والمراد أن من ادعى إحصاء بني آدم ؛ فإنهم لا يعلمهم إلا الله الذي خلقهم ؛ وأما أنساب العرب فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها واختلفوا في بعض فروع ذلك.
قال أبو عمر : والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا : عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وهكذا ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة.

الورد الكسير
02-04-2005, 05:14
أصول أنساب عرب الحجاز لعدنان:-
وذلك ؛ لأن عدنان ولد له ولدان معد وعك قال السهيلي : ولعدنان أيضا ابن اسمه الحارث ، وآخر يقال له : المذهب قال ، وقد ذكر أيضا في بنيه الضحاك ، وقيل : إن الضحاك ابن لمعد لا ابن عدنان قال : وقيل : إن عدن الذي تعرف به مدينة عدن وكذلك أبين كانا ابنين لعدنان . حكاه الطبري فتزوج عك في الأشعريين ، وسكن في بلادهم من اليمن ، فصارت لغتهم واحدة ، فزعم بعض أهل اليمن أنهم منهم فيقولون : عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد بن يغوث ويقال : عك بن عدنان بن الذيب بن عبد الله بن الأسد ويقال : الريث بدل الذيب والصحيح ما ذكرنا من أنهم من عدنان . قال عباس بن مرداس

وعـك بـن عدنـان الـذين تلعبـوا

بغسـان حـتى طـردوا كـل مطرد


وأما معد فولد له أربعة : نزار وقضاعة وقنص وإياد ، وكان قضاعة بكره وبه كان يكنى وقد قدمنا الخلاف في قضاعة ولكن هذا هو الصحيح عند ابن إسحاق وغيره والله أعلم .

وأما قنص فيقال : إنهم هلكوا ولم يبق لهم بقية إلا أن النعمان بن المنذر الذي كان نائبا لكسرى على الحيرة كان من سلالته على قول طائفة من السلف وقيل : بل كان من حمير كما تقدم والله أعلم .

وأما نزار فولد له ربيعة ومضر وأنمار قال ابن هشام وإياد بن نزار كما قال الشاعر

وفتــــو حســـن أوجـــههم

مــن إيـاد بـن نـزار بـن معـد


قال : وإياد ومضر شقيقان أمهما سودة بنت عك بن عدنان وأم ربيعة وأنمار شقيقة بنت عك بن عدنان ، ويقال : جمعة بنت عك بن عدنان قال ابن إسحاق فأما أنمار ، فهو والد خثعم وبجيلة قبيلة جرير بن عبد الله البجلي قال : وقد تيامنت فلحقت باليمن قال ابن هشام وأهل اليمن يقولون أنمار بن إراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ قلت : والحديث المتقدم في ذكر سبأ يدل على هذا والله أعلم .

قالوا : وكان مضر أول من حدا ؛ وذلك لأنه كان حسن الصوت ، فسقط يوما عن بعيره ، فوثبت يده فجعل يقول : وايدياه وايدياه فأعنقت الإبل ؛ لذلك قال ابن إسحاق فولد مضر بن نزار رجلين إلياس وعيلان وولد لإلياس مدركة وطابخة وقمعة ، وأمهم خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة قال ابن إسحاق وكان اسم مدركة عامرا ، واسم طابخة عمرا ، ولكن اصطاد صيدا فبينا هما يطبخانه إذ نفرت الإبل ، فذهب عامر في طلبها حتى أدركها ، وجلس الآخر يطبخ ، فلما راحا على أبيهما ذكرا له ذلك ، فقال لعامر : أنت مدركة وقال لعمرو : أنت طابخة قال : وأما قمعة فيزعم نساب مضر أن خزاعة من ولد عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس قلت : والأظهر أنه منهم لا والدهم وأنهم من حمير كما تقدم والله أعلم .

قال ابن إسحاق فولد مدركة خزيمة وهذيلا وأمهما امرأة من قضاعة وولد خزيمة كنانة وأسدا وأسدة والهون قال : وولد كنانة النضر ومالكا وعبد مناة وملكان . وزاد أبو جعفر الطبري في أبناء كنانة على هؤلاء الأربعة عامرا والحارث والنضير وغنما وسعدا وعوفا وجرولا والحدال وغزوان .

الورد الكسير
02-04-2005, 05:15
قريش نسبا وأشتقاقا وفضلا وهم بنو النضر بن كنانة:-
قال ابن اسحاق : وأم النضر برة بنت مر بن أد بن طابخة وسائر بنيه لامرأة أخرى ، وخالفه ابن هشام فجعل برة بنت مر أم النضر ومالك وملكان وأم عبد مناة هالة بنت سويد بن الغطريف ، من أزد شنوءة قال ابن هشام النضر هو قريش ، فمن كان من ولده ، فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي وقال : ويقال : فهر بن مالك هو قريش ، فمن كان من ولده فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده ، فليس بقرشي وهذان القولان قد حكاهما غير واحد من أئمة النسب كالشيخ أبي عمر بن عبد البر ، والزبير بن بكار ، ومصعب وغير واحد قال أبو عبيد وابن عبد البر : والذي عليه الأكثرون أنه النضر بن كنانة لحديث الأشعث بن قيس قلت : وهو الذي نص عليه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وأبو عبيدة معمر بن المثنى ، وهو جادة مذهب الشافعي رضي الله عنه ، ثم اختار أبو عمر أنه فهر بن مالك واحتج بأنه ليس أحد اليوم ممن ينتسب إلى قريش إلا وهو يرجع في نسبه إلى فهر بن مالك ثم حكى اختيار هذا القول عن الزبير بن بكار ومصعب الزبيري وعلي بن كيسان قال : وإليهم المرجع في هذا الشأن ، وقد قال الزبير بن بكار وقد أجمع نساب قريش ، وغيرهم أن قريشا إنما تفرقت من فهر بن مالك والذي عليه من أدركت من نساب قريش أن ولد فهر بن مالك قرشي ، وأن من جاوز فهر بن مالك بنسبه ، فليس من قريش ثم نصر هذا القول نصرا عزيزا ، وتحامى له بأنه ونحوه أعلم بأنساب قومهم وأحفظ لمآثرهم.

وقد روى البخاري من حديث كليب بن وائل قال : قلت لربيبة النبي صلى الله عليه وسلم - يعني زينب في حديث ذكره - : أخبريني عن النبي صلى الله عليه وسلم أكان من مضر ؟ قالت : فممن كان إلا من مضر ؟ من بني النضر بن كنانة .

وقال الطبراني : ثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا الحسن بن صالح عن أبيه عن الجفشيش الكندي قال : جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أنت منا وادعوه فقال : لا نقفو أمنا ، ولا ننتفي من أبينا نحن ولد النضر بن كنانة.

وقال الإمام أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد : ثنا أبي ثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال جاء رجل من كندة يقال له : الجفشيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا نزعم أن عبد مناف منا ، فأعرض عنه ثم عاد فقال مثل ذلك ثم أعرض عنه ثم عاد فقال مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا فقال الأشعث : ألا كنت سكت من المرة الأولى ، فأبطل ذلك قولهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا غريب أيضا من هذا الوجه ، والكلبي ضعيف والله أعلم.

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا بهز وعفان قالا : ثنا حماد بن سلمة قال : ثني عقيل بن أبي طلحة وقال عفان : عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن الهيصم عن الأشعث بن قيس أنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة قال عفان : لا يروني أفضلهم قال فقلت : يا رسول الله إنا نزعم أنكم منا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا قال : فقال الأشعث بن قيس : فوالله لا أسمع أحدا نفى قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد ، وهكذا رواه ابن ماجه من طرق عن حماد بن سلمة به ، وهذا إسناد جيد قوي ، وهو فيصل في هذه المسألة فلا التفات إلى قول من خالفه والله أعلم .

وقد قال جرير بن عطية التميمي يمدح هشام بن عبد الملك بن مروان

فمــا الأم التــي ولــدت قريشـا

بمقرفـــة النجـــار ولا عقيــم

ومــا قــرم بـأنجب مـن أبيكـم

ولا خــال بــأكرم مــن تميـم


قال ابن هشام يعني أم النضر بن كنانة ، وهي برة بنت مر أخت تميم بن مر.

وأما اشتقاق قريش فقيل : من التقرش ، وهو التجمع بعد التفرق ، وذلك في زمن قصي بن كلاب ، فإنهم كانوا متفرقين ، فجمعهم بالحرم كما سيأتي بيانه ، وقد قال حذافة بن غانم العدوي

أبـوكم قصـي كـان يـدعى مجمعا

بـه جـمع اللـه القبـائل مـن فهـر


وقال بعضهم : كان قصي يقال له : قريش قيل : من التجمع والتقرش : التجمع كما قال أبو خلدة اليشكري

إخــوة قرشــوا الذنــوب علينـا

فــي حـديث مـن دهرنـا وقـديم


وقيل : سميت قريش من التقرشي ، وهو التكسب والتجارة حكاه ابن هشام رحمه الله وقال الجوهري : القرش الكسب والجمع وقد قرش يقرش قال الفراء وبه سميت قريش وهي قبيلة ، وأبوهم النضر بن كنانة فكل من كان من ولده فهو قرشي دون ولد كنانة فما فوقه ، وقيل : من التفتيش قال هشام بن الكلبي : كان النضر بن كنانة تسمى قريشا ؛ لأنه كان يقرش عن خلة الناس وحاجتهم ، فيسدها بماله والتقرش هو التفتيش ، وكان بنوه يقرشون أهل الموسم عن الحاجة ، فيرفدونهم بما يبلغهم بلادهم ، فسموا بذلك من فعلهم وقرشهم قريشا ، وقد قال الحارث بن حلزة في بيان أن التقرش التفتيش

أيهــا النــاطق المقــرش عنـا

عنــد عمــرو فهـل لـه إبقـاء


حكى ذلك الزبير بن بكار وقيل : قريش تصغير قرش ، وهو دابة في البحر قال بعض الشعراء

وقـريش هـي التـي تسـكن البحـر

بهــا ســميت قــريش قريشــا


قال البيهقي : أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو الحسن علي بن عيسى الماليني حدثنا محمد بن الحسن بن الخليل النسوي أن أبا كريب حدثهم حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي ركانة العامري أن معاوية قال لابن عباس : فلم سميت قريش قريشا ؟ فقال : لدابة تكون في البحر تكون أعظم دوابه فيقال لها : القرش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته قال : فأنشدني في ذلك شيئا فأنشده شعر الجمحي إذ يقول

وقـريش هـي التـي تسـكن البحـر

بهــا ســميت قــريش قريشــا

تـــأكل الغـــث والســمين ولا

تــترك لــذي الجنــاحين ريشـا

هكــذا فـي البـلاد حـي قـريش

يــأكلون البــلاد أكــلا كميشـا

ولهـــم آخــر الزمــان نبــي

يكــثر القتــل فيهــم والخموشـا


وقيل : سموا بقريش بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة ، وكان دليل بني النضر ، وصاحب ميرتهم ، فكانت العرب تقول : قد جاءت عير قريش قالوا : وابن بدر بن قريش هو الذي حفر البئر المنسوبة إليه التي كانت عندها الوقعة العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله أعلم.

ويقال في النسبة إلى قريش : قرشي وقريشي قال الجوهري : وهو القياس قال الشاعر

لكــل قريشــي عليــه مهابــة

سـريع إلـى داعـي النـدا والتكـرم


قال : فإذا أردت بقريش الحي صرفته ، وإن أردت القبيلة منعته قال الشاعر في ترك الصرف

وكفى قريش المعضلات وسادها


وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي عمر والأوزاعي قال : حدثني شداد أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم قال أبو عمر ابن عبد البر : يقال : بنو عبد المطلب فصيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو هاشم فخذه وبنو عبد مناف بطنه وقريش عمارته وبنو كنانة قبيلته ومضر شعبه صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.

ثم قال ابن إسحاق فولد النضر بن كنانة مالكا ويخلد . قال ابن هشام والصلت ، وأمهم جميعا بنت سعد بن الظرب العدواني قال كثير بن عبد الرحمن وهو كثير عزة أحد بني مليح بن عمرو من خزاعة

أليس أبـي بـالصلت أم ليس إخـوتي

لكـل هجـان مـن بني النضر أزهرا

رأيـت ثيـاب العصب مختلط السدى

بنـا وبهـم والحـضرمي المخـصرا

فـإن لم تكونوا من بني النضر فاتركوا

أراكــا بأذنـاب الفـوائج أخـضرا


قال ابن هشام وبنو مليح بن عمرو يعزون إلى صلت بن النضر.

قال ابن إسحاق فولد مالك بن النضر فهر بن مالك ، وأمه جندلة بنت الحارث بن مضاض الأصغر ، وولد فهر غالبا ومحاربا والحارث وأسدا ، وأمهم ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة.

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:16
قال ابن هشام وأختهم لأبويهم جندلة بنت فهر قال ابن إسحاق فولد غالب بن فهر لؤي بن غالب وتيم بن غالب ، وهم الذين يقال لهم : بنو الأدرم وأمهما سلمى بنت عمرو الخزاعي قال ابن هشام وقيس بن غالب وأمه سلمى بنت كعب بن عمرو الخزاعي ، وهي أم لؤي قال ابن إسحاق فولد لؤي بن غالب أربعة نفر كعبا وعامرا وسامة وعوفا قال ابن هشام ويقال : والحارث وهم جشم بن الحارث في هزان من ربيعة وسعد بن لؤي وهما بنانة في شيبان بن ثعلبة وبنانة حاضنة لهم ، وخزيمة بن لؤي ، وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة.

ثم ذكر ابن إسحاق خبر سامة بن لؤي ، وأنه خرج إلى عمان فكان بها وذلك لشنآن كان بينه وبين أخيه عامر ، فأخافه عامر ، فخرج عنه هاربا إلى عمان وأنه مات بها غريبا ، وذلك أنه كان يرعى ناقته ، فعلقت حية بمشفرها ، فوقعت لشقها ثم نهشت الحية سامة حتى قتلته ، فيقال : إنه كتب بأصبعه على الأرض

عيــن فـأبكي لسـامة بـن لـؤي

علقــت مــا بســامة العلاقــه

لا أرى مثــل ســامة بـن لـؤي

يــوم حــلوا بــه قتيـلا لناقـه

بلغــا عــامرا وكعبــا رسـولا

أن نفســـي إليهمـــا مشــتاقه

إن تكــن فـي عمان داري فـإني

غـالبي خرجـت مـن غـير فاقـه

رب كـأس هـرقت يـا ابـن لـؤي

حــذر المـوت لـم تكـن مهراقـه

رمـت دفـع الحـتوف يـا ابن لؤي

مـا لمـن رام ذاك بـالحتف طاقـة

وخــروس السـرى تـركت رزيـا

بعــد جــد وحــدة ورشــاقه


قال ابن هشام وبلغني إن بعض ولده أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى سامة بن لؤي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم آلشاعر؟ فقال له بعض أصحابه : كأنك يا رسول الله أردت قوله

رب كـأس هـرقت يـا ابـن لـؤي

حــذر المـوت لـم تكـن مهراقـه


فقال أجل .

وذكر السهيلي عن بعضهم أنه لم يعقب وقال الزبير : ولد أسامة بن لؤي غالبا والنبيت والحارث قالوا : وكانت له ذرية بالعراق يبغضون عليا ، ومنهم علي بن الجعد كان يشتم أباه لكونه سماه عليا ومن بني سامة بن لؤي محمد بن عرعرة بن اليزيد شيخ البخاري .

وقال ابن إسحاق وأما عوف بن لؤي فإنه خرج - فيما يزعمون - في ركب من قريش حتى إذا كان بأرض غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان أبطئ به ، فانطلق من كان معه من قومه ، فأتاه ثعلبة بن سعد ، وهو أخوه في نسب بني ذبيان ، فحبسه وزوجه والتاطه وآخاه ، فشاع نسبه في ذبيان وثعلبة فيما يزعمون.

قال ابن إسحاق وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير أو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين أن عمر بن الخطاب قال : لو كنت مدعيا حيا من العرب أو ملحقهم بنا لادعيت بني مرة بن عوف إنا لنعرف منهم الأشباه مع ما نعرف من موقع ذلك الرجل حيث وقع يعني عوف بن لؤي.

قال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم أن عمر بن الخطاب قال لرجال منهم من بني مرة : إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم ، فارجعوا إليه قال ابن إسحاق وكان القوم أشرافا في غطفان هم سادتهم وقادتهم قوم لهم صيت في غطفان وقيس كلها ، فأقاموا على نسبهم قال : وكانوا يقولون إذا ذكر لهم نسبهم : ما ننكره وما نجحده وإنه لأحب النسب إلينا ، ثم ذكر أشعارهم في انتمائهم إلى لؤي قال ابن إسحاق وفيهم كان البسل ، وهو تحريم ثمانية أشهر لهم من كل سنة من بين العرب ، وكانت العرب تعرف لهم ذلك ، ويأمنونهم فيها ويؤمنونهم أيضا قلت : وكانت ربيعة ومضر إنما يحرمون أربعة أشهر من السنة ، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، واختلفت ربيعة ومضر في الرابع ، وهو رجب فقالت مضر : هو الذي بين جمادى وشعبان ، وقالت ربيعة : هو الذي بين شعبان وشوال.

وقد ثبت في الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال في خطبة حجة الوداع إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان فنص على ترجيح قول مضر لا ربيعة ، وقد قال الله عز وجل إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ فهذا رد على بني عوف بن لؤي في جعلهم الأشهر الحرم ثمانية ، فزادوا على حكم الله ، وأدخلوا فيه ما ليس منه وقوله في الحديث ثلاث متواليات رد على أهل النسيء الذين كانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر ، وقوله فيه : ورجب مضر رد على ربيعة .

قال ابن إسحاق فولد كعب بن لؤي ثلاثة مرة وعديا وهصيصا ، وولد مرة ثلاثة أيضا كلاب بن مرة ، وتيم بن مرة ، ويقظة بن مرة من أمهات ثلاث قال : وولد كلاب رجلين قصي بن كلاب وزهرة بن كلاب ، وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أحد الجدرة من جعثمة الأسد من اليمن حلفاء بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وفي أبيها يقول الشاعر

مـا نـرى فـي الناس شخصا واحدا

مــن علمنــاه كسـعد بـن سـيل

فارســا أضبــط فيــه عسـرة

وإذا مــا واقــف القــرن نـزل

فارسـا يسـتدرج الخـيل كما استدرج

الحـــر القطـــامي الحجـــل


قال السهيلي : سيل اسمه خير بن حمالة ، وهو أول من طليت له السيوف بالذهب والفضة .

قال ابن إسحاق وإنما سموا الجدرة ؛ لأن عامر بن عمرو بن خزيمة بن جعثمة تزوج بنت الحارث بن مضاض الجرهمي ، وكانت جرهم إذ ذاك ولاة البيت ، فبنى للكعبة جدارا ، فسمى عامر بذلك الجادر ، فقيل لولده : الجدرة لذلك.أنتهي (البدايه والنهايه لأبن كثير).

الورد الكسير
02-04-2005, 05:17
ديانات العرب قبل الأسلام وعلومهم:-
دياناتهم فكانت متباينة مختلفة فصنف منهم انكروا الخالق والبعث وقالوا بالطبع المحيي والدهر المفني وصنف اعترفوا بالخالق وانكروا البعث وصنف عبدوا أصنام قوم نوح اما انها هي بعينها واما انها ليست بأسمائها فكان لكلب ود ولهذيلسواع ومدلج ولقسم من اليمن يغوث ولذي كلاع نسر ولهمذان يعوق ولثقيف اللات ولقريششش وبني كنانة العزى وللاوس والخزرج مناة وكان هبل على ظهر الكعبة وهي أعظم اصنامهم واساف ونايلة على الصفا والمروة وكان منهم من يميل إلى الصابئة ويعتقد في أنواء المنازل العتقاد المنجمين في الكواكب السبعة السيارة ويعتقدون انها فعالة بأنفسها ويوقولن مطرنا بنوء الكواكب ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الجن وكان لهم أحكام يدينون بها جاءت الشريعة الاسلامية بابقاء بعضها وابطال بعض فكانوا يحجون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف ويرمون الجمار ويغتسلون من الجنابة ويديمون المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس والسواك والاستنجاء وتقليم الاظفار ونتف الابط ولا ينكحون الامهات ولا البنات فجاء الاسلام بابقاء ذلك على وجه مخصوص وكانوا يعيبون المتزوج بأمرأة أبيه ويسمونه الضيزن ويقطعون يد السارق اليمنى وكانوا يجمعون بين الاختين فجاءت الشريعة بمنع ذلك وكانوا يعدون الظهار طلاقا وتعتد المرأة عن الوفاة بحول وكانوا اذا لبس عليهم أمر ردوه إلى كهنتهم وهم الذين لهم ابتاع من الجن يخدمونهم وكانوا يعولون على عيافة الطير وزجره في حركاتهم ومقاصدهم وهو أن يعتبر عند قصده بما يراه من الطير تارة باسمه وتارة بطيرانه يمينا أو شمالا وتارة بصوته ومقدار ما يصوت وتارة مسقطه الذي يسقط فيه وجاءت الشريعة بابطال ذلك‏.‏

أما علومهم‏:‏ فمنها علم الانساب والعلم بأنواء الكواكب والترايخ وتعبير الرؤيا وكان عندهم علم القيافة وأكثر ما كان في بني مدلج وقد تقدمت الاشارة اليه في حرف الميم وكان لهم معرفة بقص أثر الماشي في الرمل حتى يعلموا إلى اين ذهب وهو ضرب من القيافة إلى غير ذلك من العلوم التي درس أكثرها‏.‏

الواقعة بين قبائلهم وما ينجر إلى ذلك ومن لطف ما يحكى في ذلك ما حكاه ابن الكلبي قال‏:‏ قال كسرى للنعمان ابن المنذر هل في العرب قبيلة تشرف على قبيلة قال نعم‏:‏ قال فبأي شيء قال من كانت له ثلاثة آباء متوالية رؤساء ثم اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته فيه وتنسب اليه قال‏:‏ فاطلب ذلك فطلبه فلم يصبه الا في آل حذيفة بن بدر وآل حاجب بن زرارة وآل الاشعث بن قيس بن كندة فجمع الجميع ومن معهم من عشائرهم واقعد لهم الحكام والعدول‏.‏

وقال‏:‏ ليتكلم كل رجل منكم بمآثر قومه وليصدق فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم وكان ألسن القوم فقال‏:‏ قد علمت العرب ان فينا الشرف الأقدم والعز الاعظم ومآثر الصنيع الأكرم فقال من حوله‏:‏ ولم ذلك يا أخا فزارة فقال‏:‏ ألسنا الدعائم التي لا ترام والعز الذي لا يضام قيل صدقت ثم قال شاعرهم‏:‏ فزارة بيت العز والعز فيهم فزارة قيسٍ حسب قيسٍ فضالها لها العزة القعساء والحسب الذي بناه لقيسٍ في القديم رجالها فهيهات قد أعيا القرون التي مضت مآثر قيسٍ مجدها وفعالها فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها ثم قام الاشعث بن قيس الكندي فقال‏:‏ قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الاكثر وزحفها الاكبر وانا لغياث الكربات ومعدن المركمات قالوا‏:‏ ولم يا أخا كندة‏.‏

قال لأنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه الاعظم وتوسطنا بحبوحه الاكبر ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ إذا قست أبيات الرجال ببيتنا وجدت لنا فضلا على من يفاخر فمن قال كلا أو أتانا بخطةٍ ينافرنا فيها فنحن نخاطر تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا له الفضل فيما أورثته الاكابر ثم قال بسطام الشيباني فقال‏:‏ قد علمت العرب انا بناة بيتها الذي لا يزول ومغرس عزها الذي لا يحول قالوا ولم يا أخا شيبان‏.‏

قال‏:‏ لأنا ادركهم للثأر وأضربهم للملك الجبار وأقولهم للحكم وألدهم للخصم ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ لعمري بسطام أحق بفضيلها وأول بيت العز عز القبائل فسائل أبيت اللعن عن عز قومها إذا جد يوم الفخر كل مناقل ألسنا أعز الناس قومًا ونصرةً وأضربهم للكبش بين القبائل وقائع عز كلها من ربيعةٍ تذل لها عزًا رقاب المحافل وإنا ملوك الناس في كل بلدةٍ إذا نزلت بالناس إحدى النوازل ثم قام حاجب بن زرارة التميمي فقال‏:‏ قد علمت العرب انا فرع دعامتها وقادة زحفها قالوا ولم ذلك يا أخا تميم‏.‏

قال‏:‏ لأنا اكثر الناس عديدا وانجبهم طارفا وتليدا وانا اعطاهم للجزيل واحملهم للثقيل ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ لقد علمت أبناء خندف أننا لنا العز قدمًا في الخطوب الأوائل وإنا كرام أهل مجدٍ وثروةٍ وعزٍ قديمٍ ليس بالمتضائل فكم فيهم من سيدٍ وابن سيدٍ أعز نجيب ذي فعال ونائل فسائل أبيت اللعن عنا فإننا دعائم هذا الناس عند الجلائل ثم قام قيس بن عاصم السعدي فقال‏:‏ لقد علم هؤلاء انا ارفعهم في المكرمات دعائم وأثبتهم في النائبات مقاوم قالوا ولم ذاك يا أخا بني سعد‏.‏

قال‏:‏ لأنا ادركهم للثأر وأمنعهم للجار واننا لا نتكل اذا حملنا ولا نرام اذا حللنا ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ لقد علمت قيس وخندف أننا وجل تميم والجميع الذي ترى بأنا عماد في البرود وأننا لنا الشرف الضخم المركب في الندى أنا ليوث البأس في كل مأزق إذا جزلت بيض الجماجم والكلى فهيهات قد أعمى الجميع فعالهم وقاموا ليوم الفخر مسعاه من سعى فقال كسرى‏:‏ حينئذ ليس منهم الا سيد يصلح لموضعه واسنى حباهم واعظم صلاتهم وأكرم مآبهم‏.أنتهي ‏( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأحمد بن علي القلقشندي)

الورد الكسير
02-04-2005, 05:18
ذكر حروب وأيام العرب فى الجاهليه:-
الحروب الواقعة بينهم في الجاهلية فأكثر من أن تحصى ومنها عدة وقائع مشهورة‏.‏

- يوم البسوس - وهو من أعظم حروب العرب كان بين بكر بن وائل وتغلب بن وائل وكان للبسوس خالة جساس ناقة فرآها كليب بن ربيعة قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد اجاره فرمى ضرعها بسهم فوثب جساس على كليب فقتله فهاجت الحروب بسبب ذلك ودامت بين الفريقين اربعين سنة‏.‏

- بوم داحس - وكان لعبد القيس على فزارة وقد تقدم ذكر سببه‏.‏

- يوم النسار - وكان بين ضبة وبني تميم‏.‏

- أيام الفجار - بكسر الفاء والجيم - بين بكر بن وائل وبين تميم وكان أربعة أيام بين بني كنانة وهوازن بين قريش وكنانة بين كنانة وبين نصر بن معاوية ولم يكن في كبير قتال وهو الاكبر كان بين قريش وهوازن وكان بينه وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ست وعشرون سنة وشهده رسول الله وهو ابن اربع عشرة سنة‏.‏

- يوم ذي قار - كان من أعظم أيام العرب كان سنة أربعين مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في عام البدر وكان لبني شيبان وكان كسرى ابرويز قد أغزاهم جيشا فظفر به بنو سنان وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم‏.‏

- يوم ذي قار - كان بين بني عبس وذبيان ابني بغيض‏.‏

- يوم رحرحاتن - كان بين بني دجارم وعامر بن صعصعة والثاني بين تميم وبني عامر‏.‏

- يوم الفلج - كانت فيه وقعتان‏.‏

الاولى لبني عامر على بني حنيفة والاخرى لبني حنيفة على بني عامر واهل اليمامة‏.‏

0 - يوم اللهابة - كان بين بني كعب وعبد شمس‏.‏

1 - يوم طخفة - كان لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء‏.‏

2 - يوم تومرت - كان بين غنم وبني قشير‏.‏

4 - يوم ارام - كان لتغلب على بني يربوع وقيل أرب‏.‏

5 - يوم اراطة - بين بني حنيفة وبني جعدة‏.‏

6 - يوم عاقل - كان بين بني جشم وحنظلة‏.‏

7 - يوم درني - كان لبني طهية على تيم اللات‏.‏

8 - يوم العضالى - كان لبني بكر بن وائل وتميم وهو آخر أيامهم وقيل يوم الفضال‏.‏

9 - يوم الغبيط - كان لبني يربوع دون مجاشع‏.‏

0 - يوم الكفافة - كان بين فزارة وبني عمرو وبني تميم‏.‏

1 - يوم القرين - بين خثعم وكنانة‏.‏

2 - يوم بسيان - كان لبني فزارة على تميم 3 - يوم قرار - كان لمجاشع على بكر بن وائل‏.‏

4 - يوم الحسي - كان لبكر على تغلب وقيل‏:‏ يوم الحنو‏.‏

5 - يوم السربات - كان بين عبس وبني حنظلة وقيل‏:‏ يوم السربان‏.‏

6 - يوم الستار - كان بين الغوث وجديلة وقيل‏:‏ يوف الفساد‏.‏

7 - يوم فيف الريح - كان بين خثعم وبني عامر‏.‏

9 - يوم البيداء - من أقدم أيام العرب كان بين حمير وكلب‏.‏

0 - يوم غول - كان لضبة على كلاب‏.‏

1 - يوم السلان - كان لربيعة على مذحج‏.‏

2 - يوم درحرح - كان بين سعد وغسان‏.‏

3 - يوم الستار - كان بين بكر وتغلب حلق فيه أحد الفريقين رؤوسهم لتكون علامة لهم‏.‏

4 - يوم الصليب - كان بين بكر بن وائل وبين عمرو بن تميم‏.‏

5 - يوم ظهر - كان بين بني عمرو بن تميم وبني ضبة حنيفة‏.‏

6 - يوم الدثينة - كان لبني مازن على سليم‏.‏

7 - يوم ذات الحرمل - كان لني عامر على بني عبس‏.‏

8 - يوم القرعاء - كان بين بني مالك وبني يربوع‏.‏

9 - يوم ملهم - كان بين بني تميم وبني حنيفة‏.‏

0 - يوم داب - كان لبني يربوع على بني كلاب قيل‏:‏ يوم منفح‏.‏

1 - يوم زرود - كان بين بني تغلب وبني يربوع‏.‏

2 - يوم الرقم - كان بين بني فزارة وبني عامر‏.‏

4 - يوم بعاث - كان بين بني الاوس والخزرج وله ذكر في صحيح البخاري‏.‏

5 - يوم النباج - كان لبني تميم على بني شيبان‏.‏

6 - يوم الدرك - كان بين الأوس والخزرج‏.‏

7 - يوم الوقد - كان لبني تميم على بني عامر بن صعصعة‏.‏

8 - يوم الهرير - كان بين بني بكر وبني تميم‏.‏

9 - يوم الهبات - كان لعبس على فزارة‏.‏

0 - يوم نجران - كان لبني تميم على بني الحارث بن كعب‏.‏

1 - يوم واردات - كان بين بكر وتغلب‏.‏

2 - يوم ذي الابل - كان لتغلب على لخم وعمرو بن هند‏.‏

3 - يوم الذنائب - كان لغسان على لخم ونجران‏.‏

4 - يوم سفوان - كان لجعدة وقتير على النعمان بن المنذر ولخم‏.‏

5 - يوم قبا - كان بين الاوس والخزرج‏.‏

6 - يوم الغصيبة - ويقال القصيبة كان لعمرو بن هند على تميم‏.‏

7 - يوم النصيح - كان لقيس على أهل اليمن وقيل‏:‏ يوم المضيح‏.‏

9 - يوم سنجار - كان لتغلب على قيس‏.‏

0 - يوم دارة مأسل - كان لضبة على كلاب‏.‏

1 - يوم مزلق - كان لسعد على عامر بن صعصعة وقيل‏:‏ يوم مرفق‏.‏

2 - يوم قادم - كان لضبة على كلاب‏.‏

3 - يوم الفروق - كا ن لقيس على سعد تميم‏.‏

4 - يوم الزخيخ - كان لقيس على أهل اليمن وقيل‏:‏ يوم الرخيخ‏.‏

قال الناشر علي الخاقاني‏:‏ وهناك أيام للعرب لم يذكرها المؤلف القلقشندي أو ذكر بعضها بغير اسم وهي‏:‏ - يوم الصفقة‏:‏ وهو من أيام العرب والرس وسمي الصفقة لأن كسرى اصفق الباب على بني تميم في حصن المشقر ويسمى أيضًا يوم المشقر والمشقر حصن بالبحرين‏.‏

- يوم البردان‏:‏ وهو من أيام القحطانيين فيما بينهم وقع لحجر آكل المرار من كندة على زيد بن الهبولة من قضاعة‏.‏

والبردان‏:‏ علم على مواضع كثيرة ذكرها ياقوت في معجم البلدان ولم يعين الموضع الذي وقع فيه ذلك اليوم‏.‏

- يوم الكلاب الأول‏:‏ والكلاب اسم ماء بين الكوفة والبصرة‏.‏

وقع لسلمة بن الحارث بن عمرو - عين اباغ - وعين اباغ وارد الانبار على طريق الفرات الى الشام وقع للحارث الاعرج بن جبلة ملك العرب بالشام على النذر بن ماء السماء ملك العرب بالحيرة‏.‏

- يوم حليمة‏:‏ هي بنت الحارث وفي هذا اليوم ضرب المثل‏:‏ ما يوم حليمة بسر‏.‏

وقع أيضًا للحارث على المنذر‏.‏

- يوم اليحاميم‏:‏ واليحاميم ماء على طريق مكة‏.‏

وقع لغوث على جديلة وكلاهما من طي ويعرف بقارات حوق‏.‏

- حرب سمير‏:‏ وقع بين الاوس والخزرج ابنا حارثة بن عمرو ومزيقيا بن عامر ابن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد وقد نسبت بينهم تلك الحروب في الجاهلية وهذه اشهرها‏.‏

ومنها‏:‏ حرب كعب بن عمرو وحرب حاطب‏.‏

- يوم سحب‏:‏ وسحب موضع في ديار بني الحارث بن كعب‏.‏

وهذا وان اتصل بالاسلام‏.‏

الا أنه جاهلي في ظروفه وأسبابه ولذلك وضع في مجمع الأمثال في الايام الجاهلية‏.‏

- يوم خزاز‏:‏ وهو لمعد على مذحج وخزاز جبل ما بين البصرة إلى مكة‏.‏

وهو من أعظم أيام العرب في الجاهلية وكانت معد لا تستنصف من اليمن ولم تزل اليمن قاهرة لها حتى هذا اليوم فانتصرت معد ولم تزل لها المنعة حتى جاء الاسلام‏.‏

1 - يوم الكلاب‏:‏ وهو لتميم على مذحج‏.‏

والكلاب اسم ماء بين الكوفة والبصرة‏.‏

2 - يوم النهى‏:‏ وهو من أيام حرب البسوس‏.‏

والنهى ماء لبني شيبان وقع لتغلب على بكر‏.‏

3 - يوم عنيزة‏:‏ لتغلب على بكر وقد تكافآ فيه‏.‏

وعنيزة موضع في اليمامة‏.‏

4 - يوم القصيبات‏:‏ وهو أيضًا لتغلب على بكر والقصيبات‏:‏ موضع في ديار بكر وتغلب‏.‏

5 - يوم الوقيط‏:‏ لبكر من ربيعة على تميم والوقيط‏:‏ المكان الصلب الذي يستنقع فيه الماء‏.‏

اطلق على موضع‏.‏

6 - يوم ثيتل - لتميم على بكر وثيتل‏:‏ ماء على عشر مراحل من البصرة ويسمى يوم النباح وهو موضع قريب من ثيتل‏.‏

وقد ذكر المؤلف يوم النباح‏.‏

7 - يوم جدود‏:‏ لبني منقر من تميم على بكر من ربيعة وجدود‏:‏ اسم موضع في بلاد بني تميم قريب من حزن بني يربوع على سمت اليمامة فيه الماء الذي يقال له الكلاب‏.‏

قال ابن منظور في لسان العرب‏:‏ وكانت فيه وقعة مرتين‏.‏

وقد يسمى بعضهم يوم الكلاب الاول يوم جدود لذلك‏.‏

8 - يوم ذي طلوح - لبني يربوع من تميم على بكر من ربيعة وذو طلوح‏:‏ موضع في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد وهو يوم الصمد ويوم أود - وأد‏.‏

9 - يوم الاياد - أيضًا لبني يربوع على بكر وأياد موضع بالحزن لبني يربوع بين الكوفة وفيد ويسمى أيضًا - يوم العظالة - ويوم الافاقة - ويوم مليحة - ويوم اعشاش - وانما سمي يوم العظالي لأنه تعاظل على الرياسة بسطام وهانئ بن قبيصة ومفروق بن عمرو في هذا اليوم‏.‏

0 - يوم قشاوة - لشيبان على يربوع وقشاوة‏:‏ موضع قال عنه ياقوت‏:‏ كانت به وقعة لبني شيبان على يربوع وهو يوم نعف قشاوة‏.‏

1 - يوم زبالة - وهو لشيبان على تميم وزبالة منزل بطريق مكة الى الكوفة‏.‏

2 - يوم مبايض - وهو أيضًا لشيبان على تميم ومبايض ماء من مياه بني تميم‏.‏

3 - يوم الشيطين - لبكر على تميم والشيطان‏:‏ واديان‏.‏

4 - يوم الوقبي - لتميم على بكر والوقبي‏:‏ ماء لمازن على طريق المدينة من البصرة وهو من الايام التي تعد في الجاهلية‏.‏

5 - يوم الشباك - لبني القصاف من تميم على بني تيم الله بن ثعلبة من بكر والشباك‏:‏ طريق حاج البصرة وهذا أيضًا يعد من أيام الجاهلية‏.‏

6 - يوم منعج - من أيام قيس فيما بينها‏.‏

وهو لعبس على غني وتسميته بيوم منعج لصاحب العقد الفريد وقال أبو عبيد‏:‏ ويقال له يوم الردهة وفي مجمع الامثال للميداني‏:‏ لبني يربوع على بني كلاب‏.‏

7 - يوم النفراوات - لعامر على عبس والنفراوات هكذا ذكره أبو الفرج في الاغاني‏.‏

أما ابن عبد ربه فسماه النقراوات وقال البكري في كتابه معجم ما استعجم‏:‏ نفري بفتح أوله واسكان ثانيه بعده راء مهملة مقصور على وزن فعلى ويمد‏:‏ موضع في بلاد غطفان‏.‏

قال السكري‏:‏ هي حرة قال مالك بن خالد الحفاعي‏:‏ ولما رأوا نفرى تسيل اكامها بأرعن جرار وحاميةٍ غلب ورواه السكوتي‏:‏ نقري بالقاف‏.‏

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:19
قال أبو الفتح‏:‏ أراد نقري فخفف للضرورة‏.‏

قال أبو صخر فجمعها على نقريات‏:‏ فلما تغشى نقريات سحيلة ودافعه من شامه بالواجب يريد بالاصابع يصف سحابا‏.‏

8 - يوم النتاءة - لغطفان على عامر والنتاءة نخيلات لبني عطارد وهو النتأة كهمزة في القاموس وفي ابن الاثير هو يوم النبأة وفي معجم البلدان والأغاني النتاءة‏.‏

9 - يوم حوزة الاول - لسليم على ذبيان وحوزة‏:‏ واد بالحجاز‏.‏

0 - يوم حوزة الثاني - لسليم على بني مرة من ذبيان‏.‏

1 - يوم اللوى - لغطفان على هوزان واللوى واد من أودية بني سليم وسببه ان غزا عبد الله بن الصمة ومعه بنو جشم وبنو نصر أبناء معاوية بن بكر ابن هوزان - غطفان - فظفر بهم وساق اموالهم في يوم يقال له يوم اللوى ومضى بها‏.‏

2 - يوم ابن ضبا - لبني ابي بكر بن كلاب على بني جعفر بن كلاب وكلاهما من عامر وابن ضبا رجل من بني أسد‏.‏

3 - يوم هراميت - للضباب على بني جعفر وكلاهما من بني عامر والهراميت‏:‏ آبار مجتمعة بناحية الدهناء‏.‏

4 - يوم الكديد - وهو من أيام قيس وكنانة وهو لبني سليم على كنانة والكديد‏:‏ موضع على اثنين واربعين ميلا من مكة‏.‏

5 - يوم برزة - لبني فراس على بني سليم وبرزة‏:‏ موضع وقد اتصل به يوم الفيفاء وهو لبني سليم على بني فراس وأصل الفيفاء‏:‏ المفازة لا ماء فيها واطلقت على موضع‏.‏

6 - حروب الفجار - بين كنانة وقيس وسميت الفجار لانها كانت في الاشهر الحرم وهي الشهور التي يحرمونها ففجروا فيها وهي فجاران الفجار الاول ثلاثة أيام والفجار الثاني خمسة أيام في أربع سنين وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم يوم عكاظ مع أعمامه وكان يناولهم النبل وانتهت سنة 589 م وتعرف أيام الفجار الثاني 1 يوم نخلة 2 يوم شمطة 3 يوم 7 - يوم شعب جبلة - لعامر من قيس وحلفائهم من عبس على تميم وحلفائهم من ذبيان وأسد وغيرهما وجبلة‏:‏ جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقى الجبل الا من قبله‏.‏

ويوم جبلة من أعظم أيام العرب وأشدها وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة‏.‏

8 - يوم ذي نجب - لبني تميم على بني عامر من قيس وذو نجب ذكره ياقوت فقال‏:‏ موضع كانت وقعة لبني تميم على بني عامر نب صعصعة‏.‏

وكان هذا اليوم بعد مرور عام على يوم جبلة‏.‏

9 - يوم الصرائم - بين عبس ويربوع ويسمى يوم بني جذيمة وذات الجرف أيضًا والصرائم‏:‏ اسم موضع كما في معجم البلدان‏.‏

والجرف موضع في نواحي اليمامة‏.‏

0 - يوم الرغام - لبني يربوع من تميم على كلاب من قيس‏.‏

والرغام اسم رملة بعينها من نواحي اليمامة‏.‏

1 - يوم جزع ظلال - لفزارة من قيس على تميم وجزع ظلال‏:‏ موضع وسببه ان اغارت بنو فزارة ورئيسهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ومعه مالك بن حمار الشمخي متساندين هذا من بني عدي بن فزارة وذلك من بني شمخ بن فزارة على التيم وعدي وثور أطحل من بني عبد مناة فملأوا أيديهم غنائم وابلا ونساءً وأخذ يومئذ شريك بن مالك بن حذيفة أربعين امرأة 2 - يوم المروت - لتميم على عامر من قيس والمروت‏:‏ موضع في ديار بني تميم‏.‏

3 - يوم بزاخة - لضبة على أياد وبزاخة‏:‏ ماء وسببه ان أغار محرق الغساني وأخوه أياد وطوائف من العرب من تغلب وغيرهم على بني ضبة بن أد ببزاخة فاستاقوا النعم فأتى الصريح بني ضبة فركبوا فأدركوه واقتتلوا قتالا شديدا ثم ان زيد الفوارس حمل على محرق فاعتنقه وأسره وأسروا أخاه حبيش بن دلف السيدي فقتلهما بنو ضبة وهزم القوم وأصيب منهم ناس كثير فقال في ذلك ابن القائف اخو بني ثعلبة‏:‏ نعم الفوارس يوم جيش محرق لحقوا وهم يدعون يال ضرار 4 - يوم النقيعة - لضبة على عبس والنقيعة‏:‏ أرض تنبت الشجر بين بلاط سليط وبني ضبة‏.‏

ويسمى هذا اليوم يوم أعيار‏.‏

5 - يوم جديس - لجديس على طسم وهما من العرب البائدة‏.‏

6 - يوم ذات الاثل - لأسد على سليم وذات الأثل‏:‏ موضع في بلاد تيمالله بن ثعلبة‏.‏

7 - يوم صوءر - لبني حنظلة على بني رياح وكلاهما من تميم وصوءر‏:‏ ماء لكلب فوق الكوفة مما يلي الشام وهو من الايام التي تحسب على أيام الجاهلية وان كانت تحسب من حيث الزمن بالإسلام‏.‏

انتهى كلام الناشر علي الخاقاني‏.‏أنتهي ‏( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأحمد بن علي القلقشندي)

الورد الكسير
02-04-2005, 05:19
ذكر أسواق العرب المعروفه قبل الأسلام:-
قد كان للعرب في الجاهلية اسواق يقيمونها في شهور السنة وينتقلون من بعضها الى بعض ويحضرها سائر قبائل العرب من بعد منهم ومن قرب فكانوا ينزلون دومة الجندل أول يوم من ربيع الاول فيقيمون أسواقها بالبيع والشراء والأخذ والعطاء فيعشرهم رؤساء آل بدر في دومة الجندل وربما غلب على السوق بنو كلب فيعشرهم بعض رؤساء كلب فتقوم سوقهم الى آخر الشهر ثم ينتقلون الى سوق هجر وهو المشهور في ربيع الآخر فتقوم أسواقهم بها وكان يعشرهم المنذر بن ساوى أحد بني عبد الله بن دارم ثم يرتحلون نحو عمان بالبحرين فتقوم سوقهم بها ثم يرتحلون فينزلون ارم وقرى الشحر فتقوم اسواقها بها أياما ثم يرتحلون فينزلون عدن من اليمن أيضا فيشترون منه اللطائم وانواع الطيب ثم يرتحلون فينزلون الرابية من حضرموت ومنهم من يجوزها الى صنعاء ثم تقوم السواقهم بها ويجلبون منها الخز والادم والبرود وكانت تجلب اليها من معافر ثم يرتحلون الى هكاظ في الاشهر الحرم فتقوم اسواقهم بها ويتناشدون الاشعار ويتحاجون ومن له اسير سعى في فدائه ومن له حكومة ارتفع الى الذي يقوم بأمر الحكومة وكان الذي يقوم بأمر الحكومة فيها من بني تميم كان احدهم الاقرع بن جابس ثم يقفون بعرفة ويقضون مناسك الحج ويرجعون الى أوطانهم‏.‏‏أنتهي ‏( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأحمد بن علي القلقشندي)

الورد الكسير
02-04-2005, 05:20
مولده عليه السلام:-
قال أهل الكتاب إن إبراهيم عليه السلام سأل الله ذرية طيبة وأن الله بشره بذلك وأنه لما كان لإبراهيم ببلاد بيت المقدس عشر سنين قالت سارة لإبراهيم عليه السلام إن الرب قد أحرمني الولد فادخل على أمتي هذه لعل الله يرزقني منها ولدا فلما وهبتها له دخل بها إبراهيم عليه السلام فحين دخل بها حملت منه قالوا فلما حملت ارتفعت نفسها وتعاظمت على سيدتها فغارت منها سارة فشكت ذلك إلى إبراهيم فقال لها افعلي بها ما شئت فخافت هاجر فهربت فنزلت عند عين هناك فقال لها ملك من الملائكة لا تخافي فإن الله جاعل من هذا الغلام الذي حملت خيرا وأمرها بالرجوع وبشرها أنها ستلد ابنا وتسميه إسماعيل ويكون وحش الناس يده على الكل ويد الكل به ويملك جميع بلاد إخوته فشكرت الله عز وجل على ذلك وهذه البشارة إنما انطبقت على ولده محمد صلوات الله وسلامه عليه فإنه الذي سادت به العرب وملكت جميع البلاد غربا وشرقا وأتاها الله من العلم النافع والعمل الصالح ما لم تؤت أمة من الأمم قبلهم وما ذاك إلا بشرف رسولها على سائر الرسل وبركة رسالته ويمن بشارته وكماله فيما جاء به وعموم بعثته لجميع أهل الأرض ولما رجعت هاجر وضعت إسماعيل عليه السلام قالوا وولدته ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة فخر لله ساجدا وقال له قد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ونميته جدا كثيرا ويولد له اثنا عشر عظيما وأجعله رئيسا لشعب عظيم وهذه أيضا بشارة بهذه الأمة العظيمة وهؤلاء الاثنا عشر عظيما هم الخلفاء الراشدون الاثنا عشر المبشر بهم في حديثه عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون اثنا عشر أميرا ثم قال كلمة لم أفهمها فسألت أبي ما قال قال: كلهم من قريش أخرجاه في الصحيحين وفي رواية لا يزال هذا الأمر قائما وفي رواية عزيزا حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .

فهؤلاء منهم الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضا ومنهم بعض بني العباس وليس المراد أنهم يكونون اثني عشر نسقا بل لا بد من وجودهم وليس المراد الأئمة الاثني عشر الذي يعتقد فيهم الرافضة الذين أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المنتظر بسرداب سامرا وهو محمد بن الحسن العسكري فيما يزعمون فإن أولئك لم يكن فيهم أنفع من علي وابنه الحسن بن علي حين ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية وأخمد نار الفتنة وسكن رحى الحروب بين المسلمين والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الأمة في أمر من الأمور وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذاك هوس في الرءوس وهذيان في النفوس لا حقيقة له ولا عين ولا أثر .

والمقصود أن هاجر عليها السلام لما ولد لها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها فذهب بها وبولدها فسار بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم ويقال إن ولدها كان إذ ذاك رضيعا فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه وقالت يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا فلم يجبها فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها قالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت فإذا لا يضيعنا وقد ذكر الشيخ أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله في كتاب النوادر أن سارة تغضبت على هاجر فحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منها فأمرها الخليل أن تثقب أذنيها وأن تخفضها فتبر قسمها قال السهيلي فكانت أول من اختتن من النساء وأول من ثقبت أذنها منهن وأول من طولت ذيلها .أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...

الورد الكسير
02-04-2005, 05:21
ذكر مهاجرة إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى جبال فاران وهي أرض مكة وبنائه البيت العتيق:
قال البخاري قال عبدالله بن محمد هو أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يلتوي أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هلى ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا تأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم قال عبد الله بن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه قال فإذا جاء زوجك أقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد فقالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول لك غير عتبة بابك قال ذاك أبي وأمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله فقال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير قال فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي وأمرني أن أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسمعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد ثم قال يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمرك به ربك قال وتعينني قال وأعينك قال فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسمعيل يناوله الحجارة وهما يقولان رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قال وجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثم قال البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر عبد الله بن عمرو حدثنا إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما كان من إبراهيم وأهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء وذكر تمامه بنحو ما تقدم وهذا الحديث من كلام ابن عباس وموشح برفع بعضه وفي بعضه غرابة وكأنه مما تلقاه ابن عباس عن الإسرائيليات وفيه أن إسماعيل كان رضيعا إذ ذاك وعند أهل التوراة أن إبراهيم أمره الله بأن يختن ولده إسماعيل وكل من عنده من العبيد وغيرهم فختنهم وذلك بعد مضي تسع وتسعين سنة من عمره فيكون عمر إسماعيل يومئذ ثلاث عشرة سنة وهذا امتثال لأمر الله عز وجل في أهله فيدل على أنه فعله على وجه الوجوب ولهذا كان الصحيح من أقوال العلماء أنه واجب على الرجال كما هو مقرر في موضعه .
وقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم تابعه عبد الرحمن بن اسحق عن أبي الزناد وتابعه عجلان عن أبي هريرة ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وهكذا رواه مسلم عن قتيبة به وفي بعض الألفاظ اختتن إبراهيم بعد ما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم والقدوم هو الآلة وقيل موضع وهذا اللفظ لا ينافي الزيادة على الثمانين والله أعلم لما سيأتي من الحديث عند ذكر وفاته عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة رواه ابن حبان في صحيحه وليس في هذا السياق ذكر الذبيح وأنه إسماعيل ولم يذكر في قدمات إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث مرات أولاهن بعد أن تزوج إسماعيل بعد موت هاجر وكيف تركهم من حين صغر الولد على ما ذكر إلى حين تزويجه لا ينظر في حالهم وقد ذكر أن الأرض كانت تطوى له وقيل إنه كان يركب البراق إذا سار إليهم فكيف يتخلف عن مطالعة حالهم وهم في غاية الضرورة الشديدة والحاجة الأكيدة وكان بعض هذا السياق متلقى من الإسرائيليات ومطرز بشيء من المرفوعات ولم يذكر فيه قصة الذبيح وقد دللنا على أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح في سورة الصافات . أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...

الورد الكسير
02-04-2005, 05:22
قصه الذبيح عليه السلام:-
قال الله تعالى وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا فبشره الله تعالى بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام لأنه أول من ولد على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل لأنه أول ولده وبكره وقوله فلما بلغ معه السعي أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه قال مجاهد فلما بلغ معه السعي أي شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل فلما كان هذا أري إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا وفي الحديث عن ابن عباس مرفوعا رؤيا الأنبياء وحي قاله عبيد بن عمير أيضا وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر وقد طعن في السن بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس ولا زرع ولا ضرع فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلا عليه فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ورزقهما من حيث لا يحتسبان ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا قال يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى فبادر الغلام الحليم يبر والده الخليل إبراهيم فقال يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد قال الله تعالى فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ قيل أسلما أي استسلما لأمر الله وعزما على ذلك وقيل هذا من المقدم والمؤخر والمعنى وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أي ألقاه على وجهه قيل أراد أن يذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حال ذبحه قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك وقيل بل أضجعه كما تضجع الذبائح وبقي طرف جبينه لاصقا بالأرض وأسلما أي سمى إبراهيم وكبر وتشهد الولد للموت قال السدي وغيره أمر السكين على حلقه فلم تقطع شيئا ويقال جعل بينها وبين حلقه صفيحة من نحاس والله أعلم فعند ذلك نودي من الله عز وجل أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك وبذلك ولدك للقربان كما سمحت ببدنك للنيران وكما مالك مبذول للضيفان ولهذا قال تعالى إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ أي الاختبار الظاهر البين وقوله وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يسره الله تعالى له من العوض عنه والمشهور عن الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطا بسمرة في ثبير قال الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كبش قد رعى في الجنة أربعين خريفا وقال سعيد بن جبير كان يرتع في الجنة حتى تشقق عنه ثبير وكان عليه عهن أحمر وعن ابن عباس هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء فذبحه وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه رواه ابن أبي حاتم .
قال مجاهد فذبحه بمنى وقال عبيد بن عمير ذبحه بالمقام فأما ما روى عن ابن عباس أنه كان وعلا وعن الحسن أنه كان تيسا من الأروى واسمه جرير فلا يكاد يصح عنهما ثم غالب ما ههنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم والاختبار الباهر وأنه فدى بذبح عظيم وقد رود في الحديث أنه كان كبشا قال الإمام أحمد حدثنا سفيان حدثنا منصور عن خاله نافع عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارنا قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة وقال مرة إنها سألت عثمان لم دعاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي قال سفيان لم تزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا وهذا روى عن ابن عباس أن رأس الكبش لم يزل معلقا عند ميزاب الكعبة قد يبس وهذا وحده دليل على أن الذبيح إسماعيل لأنه كان هو المقيم بمكة وإسحاق لا نعلم أنه قدمها في حال صغره والله أعلم .
وهذا هو الظاهر من القرآن بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل لأنه ذكر قصة الذبيح ثم قال بعده وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ومن جعله حالا فقد تكلف ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات وكتابهم فيه تحريف ولا سيما ههنا قطعا لا محيد عنه فإن عندهم أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده وفي نسخة من المعربة بكره إسحاق فلفظة إسحاق ههنا مقحمة مكذوبة مفتراة لأنه ليس هو الوحيد ولا البكر ذاك إسماعيل وإنما حملهم على هذا حسد العرب فإن إسماعيل أبو العرب الذين يسكنون الحجاز الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسحاق والد يعقوب وهو إسرائيل الذين ينتسبون إليه فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم فحرفوا كلام الله وزادوا فيه وهم قوم بهت ولم يقروا بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وقد قال بأنه إسحاق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم وإنما أخذوه والله أعلم من كعب الأحبار أو صحف أهل الكتاب وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز ولا يفهم هذا من القرآن بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل على أنه إسماعيل وما أحسن ما استدل محمد بن كعب القرظي على أنه إسماعيل وليس بإسحاق من قوله فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قال فكيف تقع البشارة بإسحاق وأنه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحاق وهو صغير قبل أن يولد له هذا لا يكون لأنه يناقض البشارة المتقدمة والله أعلم .
وقد اعترض السهيلي على هذا الاستدلال بما حاصله أن قوله فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ جملة تامة وقوله وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ جملة أخرى ليست في حيز البشارة قال لأنه لا يجوز من حيث العربية أن يكون مخفوضا إلا أن يعاد معه حرف الجر فلا يجوز أن يقال مررت بزيد ومن بعده عمرو حتى يقال ومن بعده بعمرو وقال فقوله وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ منصوب بفعل مضمر تقديره ووهبنا لإسحاق يعقوب وفي هذا الذي قاله نظر ورجح أنه إسحاق واحتج بقوله فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قال وإسماعيل لم يكن عنده إنما كان في حال صغره هو وأمه بحيال مكة فكيف يبلغ معه السعي وهذا أيضا فيه نظر لأنه قد روى أن الخليل كان يذهب في كثير من الأوقات راكبا البراق إلى مكة يطلع على ولده وابنه ثم يرجع والله أعلم فمن حكى القول عنه بأنه إسحاق كعب الأحبار وروى عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمير وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبد الله بن شقيق والزهري والقاسم وابن أبي بزة ومكحول وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة وأبي الهذيل وابن سابط وهو اختيار ابن جرير وهذا عجب منه وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل عليه السلام قال مجاهد وسعيد الشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس هو إسماعيل عليه السلام وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه قال المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود وقال عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه هو إسماعيل وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن الذبيح فقال الصحيح أنه إسماعيل عليه السلام قال ابن أبي حاتم وروى عن علي وابن عمر وأبي هريرة وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد والشعبي ومحمد بن كعب وأبي جعفر محمد بن علي وأبي صالح أنهم قالوا الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وحكاه البغوي أيضا عن الربيع بن أنس والكلبي وأبي عمرو بن العلاء قلت وروي عن معاوية وجاء عنه أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الذبيحين فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليه ذهب عمر بن عبد العزيز ومحمد بن إسحاق بن يسار وكان الحسن البصري يقول لا شك في هذا وقال محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب أنه حدثهم أنه ذلك ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام يعني استدلاله بقوله بعد القصة فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ فقال له عمر إن هذا الشيء ما كنت أنظر فيه وإني لأراه كما قلت ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه وكان يرى أنه من علمائهم قال فسأله عمر بن عبد العزيز أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وإن اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لأن إسحاق أبوهم وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاة بأدلتها وآثارها في في كتابنا التفسير ولله الحمد والمنة .أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...

الورد الكسير
02-04-2005, 05:23
ذكر خبر ولد إسماعيل بن إبراهيم ووفاته:-
قد ذكرنا فيما مضى سبب إسكان إسماعيل الحرم و تزوجه امرأة من جرهم و فراقه إياها بأمر إبراهيم ثم تزوج أخرى ، و هي السيدة بنت مضاض الجرهمي ، و هي التي قال لها : قولي لزوجك : قد رضيت لك عتبة بابك ، فولدت لإسماعيل اثني عشر رجلاً : نابت و قيدار و اذيل و ميشا و مسمع و رما و ماش و آذر و قطورا و قافس و طميا و قيدمان . و كان عمر إسماعيل فيما يزعمون سبعاً و ثلاثين و مائة سنة . و من نابت و قيدار ابني إسماعيل نشر الله العرب ، و أرسله الله تعالى إلى العماليق و قبائل اليمن . و قد ينطق أولاد إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت . و لما حضرت إسماعيل الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق ، و زوج ابنته من العيص بن إسحاق ، و دفن عند قبر أمه هاجر بالحجر . أنتهي (الكامل فى التاريخ)

الورد الكسير
02-04-2005, 05:23
المقصد الثاني في أنساب العرب

وفيه مهيعان المهيع الأول في أمور تجب معرفتها قبل الخوض في النسب وأول ما تجب معرفته من ذلك من يقع عليه لفظ العرب قال الجوهري‏:‏ العرب جيل من الناس وهم أهل الأمصار والأعراب سكان البادية والنسبة إلى العرب عربي وغلى الأعراب أعرابي‏.‏

والتحقيق إطلاق لفظ العرب على الجميع وأن الأعراب نوع من العرب ثم اتفقوا على تنويع العب إلى نوعين‏:‏ عاربة ومستعربة‏.‏

فالعاربة هم العرب الأول الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداءً فتكلموا بها‏.‏

قال الجوهري‏:‏ وربما قيل لهم المتعربة‏.‏

وقد اختلف في العاربة والمستعربة فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هي عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وعبد ضخم وجرهم الأولى ومن في معناهم‏.‏

والمستعربة بنو قحطان بن عابر ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وبنو إسماعيل عليه السلام لأن لغة عابر وإسماعيل كانت سريانية أو عبرانية فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم كعاد ونحوهم وتعلم إسماعيل العربية من جرهم من بني قحطان النازيلين على إسماعيل وأمه بمكة‏.‏

وذهب آخرون ومنهم المؤيد صابح حماه إلى أن بني قحطان هم العاربة وأن المستعربة هم بنو إسماعيل فقط والذي رجحه صاحب العبر الأول‏.‏

ثم قد قسم المؤرخون العرب أيضاً إلى بائدة وغيرها فالبائدة هم الذين بادوا ودرست آثارهم كعاد وثمود وطسم وجديس وغير البائدة هم الباقون في القرون المتأخرة بعد ذلك من القحطانية‏:‏ كطيء ولخم وجذام ونحوهم ومن العدنانية كفزارة وسليم وقريش ومن في معناهم‏.‏

ثم قد عد الماوردي وغيره طبقات أنساب العرب ست طبقات‏.‏

الطبقة الأولى‏:‏ الشعب بفتح الشين وهو النسب الأبعد الذي تنسب إليه القبائل كعدنان ويجمع على شعوب وسمي شعباً لأن القبائل تتشعب منه‏.‏

الطبقة الثانية‏:‏ القبيلة وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومضر وتجمع على قبائل وسميت الطبقة الثالثة‏:‏ العمارة بكسر العين وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة وتجمع على عمائر وعمارات‏.‏

الطبقة الرابعة‏:‏ البطن وهي ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم وتجمع على بطون وأبطن‏.‏

الطبقة الخامسة‏:‏ الفخذ وهي ما انقسم فيه أنساب البطن‏:‏ كبني هاشم وبني أمية ويجمع على أفخاذ‏.‏

الطبقة السادسة‏:‏ الفصيلة بالصاد المهلمة‏.‏

وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العباس وبني أبي طالب وتجمع على فصائل والبطن تجمع الأفخاذ والعمارة تجمع البطون والقبيلة تجمع العمائر والشعب يجمع القبائل‏.‏

قال النووي‏:‏ وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة قال الجوهري‏:‏ وعشيرة الرجل رهطه الأدنون‏.‏

وحكى أبو عبيدة عن ابن الكلبي عن أبيه تقديم الشعب على القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم الفخذ فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها قبل الفخذ‏.‏

وبالجملة فأكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المذكورة‏:‏ القبيلة ثم البطن وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة وربما عبروا عن كل من الطبقات الست بالحي إما بالعموم مثل أن يقال حي من العرب وإما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان‏.‏

الأول‏:‏ قال الماوردي‏:‏ إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً والعمائر قبائل يعني وتصير البطون عمائر والأفخاذ بطوناً والفصائل أفخاذاً والحادث من النسب بعد ذلك فصائل‏.‏

الثاني‏:‏ قد ذكر الجوهري أن القبيلة هم بنو أب واحد وقال ابن حزم‏:‏ جميع قبائل العرب راجعة غل أب واحد سوى ثلاث قبائل وهي‏:‏ تنوخ والعتق وغسان فإن كل قبيلة منهم من عدة بطون وذلك أن تنوخاً اسم لعشر قبائل اجتمعوا وأقاموا بالبحرين فسموا بتنوخ أخذاً من التتنخ وهو المقام والعتق جمع اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم فظفر بهم فأعتقهم فسموا بذلك وغسان عدة بطون من الأزد نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به‏.‏

الثالث‏:‏ تخصيص الرجل من رجال العرب بانتساب القبيلة إليه دون غيره من قومه بأن يشهر اسمه بهم لرياسة أو شجاعة أو كثرة ولد أو غيره فتنسب بنوه وسائر أعقابه إليه وربما انضم إلى النسبة إليه غير أعقابه من عشيرته كإخوته ونحوهم فيقال فلان الطائي فإذا أتى من عقبه من اشتهر منهم أيضاً بسبب من الأسباب المتقدمة نسبت إليه بنوه وجعلت قبيلة ثانية فإذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينسب إلى الجميع‏:‏ فيجوز لبني هاشم أن ينسبوا إلى هاشم وغلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان فيقال في أحدهم الهاشمي والقرشي والمضري والعدناني بل قال الجوهري‏:‏ إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة‏:‏ الكلبي استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله‏.‏

وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى‏.‏

ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى‏:‏ مثل أن يقال‏:‏ القرشي العدوي وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا فيقال العدوي القرشي‏.‏

الرابع‏:‏ قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينسب إليهم فيقال‏:‏ فلان حليف بني فلان أو مولاهم‏.‏

الخامس‏:‏ إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى وأن ينسب إلى القبيلة الثانية التي دخل فيها وأن ينسب إليهما جميعاً مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي أو الوائلي ثم التميمي وما أشبه ذلك‏.‏

السادس‏:‏ القبائل في الغالب تسمى باسم أبي القبيلة‏:‏ كربيعة ومضر والأوس والخزرج وما أشبه ذلك وقد تسمى القبيلة باسم الأم‏:‏ كخندف وبجيلة ونحوهما وقد تسمى باسم خاصة خصت أصل تلك القبيلة ونحو ذلك‏.‏

ورما وقع النسب على القبيلة لحدوث سبب كغسان حيث نزلوا على ماء باليمن كسعد والحارث وغيرهما‏.‏

السابع‏:‏ أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب‏.‏

أولها‏:‏ أن يطلق على القبيلة لفظ الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك ورد القرى الكريم ‏"‏ وإلى عاد وإلى ثمود‏.‏

وإلى مدين ‏"‏ يريد بني عاد وبني ثمود وبني مدين ونحو ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام بخلاف البطون والأفخاذ ونحو ذلك‏.‏

وثانيها‏:‏ أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة‏:‏ فيقال بنو فلان وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ‏.‏

وثالثها‏:‏ أن يراد ذكر القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبين والجعافرة ونحوهما وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم‏.‏

ورابعها‏:‏ أن يعبر عنها بآل فلان‏:‏ كآل ربيعة وآل فضل وآل مر وآل علي وما أشبه ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام في زماننا‏.‏

والمراد بالآل الأهل‏.‏

وخامسها‏:‏ أن يعبر عنها بأولاد فلان ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين من أفخاذ العرب على قلة كقولهم‏:‏ أولاد زعازع وأولاد قريش ونحو ذلك‏.‏

الثامن‏:‏ أسماء غالب العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه إما من الحيوان المفترس كأسد ونمر وإما من النبات كنبت وحنظلة وإما من الحشرات حية وحنش وإما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك‏.‏

التاسع‏:‏ الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء‏:‏ ككلب وحنظلة ومرة وضرار ورب وما أشبه ذلك وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماءك كفلاح ونجاح ونحوهما‏.‏

والمعنى في ذلك ما حكي أنه قيل لأبي الدقيش الكلابي‏:‏ لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح فقال‏:‏ إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا‏.‏

يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا لهم شر الأسماء والعبيد معدة لأنفسهم فاختاروا لأنفسهم خير الأسماء‏.‏

العاشر‏:‏ إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان‏:‏ كالحارث والحارث وأحدهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود عبروا عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبر من الآخر‏.‏

المهيع الثاني في معرفة تفاصيل أنساب العرب واعلم أن العرب على قسمين‏.‏

الورد الكسير
02-04-2005, 05:24
القسم الأول العرب البائدة

وهم الذين بادوا ودرست آثارهم وانقطعت تفاصيل أخبارهم إلا القليل والمشهور منهم قبائل‏.‏

القبيلة الأولى‏:‏ عاد وهم بنو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت منازلهم بالأحقاف بين اليمن وعمان‏:‏ من البحرين إلى حضرموت والشحر وهم الذين بعث الله تعالى إليهم هوداً عليه السلام فلم يؤمنوا فأهلكهم بالريح كما ورد به القرآن الكريم‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ ثمود وهم بنو ثمود بن جاثر ويقال كاثر بالكاف بدل الجيم‏.‏

ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت منازلهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال مراعاة لطول أعمارهم‏.‏

بعث الله تعالى إليهم صالحاً عليه السلام فلم يؤمنوا فأهلكهم الله بصيحة من السماء كما ورد في القرآن الكريم‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ العمالقة‏:‏ وهم بنو عمليق ويقال عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح وهم أمة عظيمة يضرب بهم المثل في الطول والجثمان‏.‏

قال الطبري‏:‏ وتفرقت منهم أمم في البلاد فكان منهم أهل عمان والبحرين والحجاز وملوك العراق والجزيرة وجبابرة الشام وفراعنة مصر‏.‏

القبيلة الرابعة‏:‏ طسم وهم بنو طسم قال ابن الكلبي‏:‏ وهم بنو طسم ابن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وذكر الجوهري أنهم من عاد قال‏:‏ وكانت منازلهم الأحقاف باليمن‏.‏

وذكر في العبر أن ديارهم كانت باليمامة وكان هلاكهم بالحرب بينهم وبين إخوانهم جديس الآتي ذكرهم‏.‏

القبيلة الخامسة‏:‏ جديس وهم بنو جديس بن إرم بن سام بن نوح وقال الطبري‏:‏ جديس بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت مساكنهم بجوار طسم المقدم ذكرهم وكان هلاكهم بالحرب بينهم وبين المذكورين أيضاً‏.‏

القبيلة السادسة‏:‏ عبد ضخم وهم بنو عبد ضخم بن إرم بن سام بن نوح‏.‏

قال في العبر‏:‏ كانوا يسكنون الطائف فهلكوا فيمن هلك‏.‏

قال‏:‏ ويقال إنهم أول من كتب بالخط العربي‏.‏

القبيلة السابعة‏:‏ جرهم الأولى‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وهم قبيلة من العرب كانوا على عهد عاد فبادوا‏.‏

القبيلة الثامنة‏:‏ مدين وهم بنو مدين بن إبراهيم عليه السلام وهم أمة كبيرة قبائل وشعوب وكانت ديارهم ديار عاد وأرض معان من أطراف الشام مما يلي الحجاز قريباً من عشيرة قوم لوط بعث الله إليهم شعيباً فلم يؤمنوا‏.‏

الورد الكسير
02-04-2005, 05:26
القسم الثاني من العرب الباقية

أعقابهم على تعاقب الزمان وأكثر من تدعو حاجة الكاتب إلى معرفته من بقي أعقابه منهم متفرقة في أقطار الأرض إلى الآن وهم على ثلاثة أضرب‏

الورد الكسير
02-04-2005, 05:30
الضرب الأول العرب العاربة

قال الجوهري‏:‏ ويقال فيهم العرب العرباء وهم بنو قحطان بن عابر ابن شالخ بن ارفحشذ بن سام وبن نوح عليه السلام وهم عرب اليمن والمشهور منهم شعبان‏.‏

الشعب الأول‏:‏ جرهم بضم الجيم وسكون الراء وضم الهاء وهم بنو جرهم بن قحطان وهم غير جرهم الأولى المقدم ذكرها في جملة العرب البائدة‏.‏

وكانت منازلهم أولاً اليمن ثم انتقلوا إلى الحجاز فنزلوه فأقاموا به حتى كان من نزول إسماعيل عليه السلام مع أبيه مكة ما كان فنزلوا عليه بمكة واستوطنوها على ما سيأتي ذكره في الكلام على العرب المستعربة إن شاء الله تعالى‏.‏

الشعب الثاني‏:‏ يعرب وهم بنو يعرب بن قحطان المقدم ذكره‏.‏

ويقال إن العرب إنما سميت عرباً به وهو أصل عرب اليمن الذين أقاموا به ومنه تناسلوا فولد له يشجب وولد يشجب سبأ ومنه تفرعت جميع قبائلهم‏.‏

ومرجع المشهور فيه إلى قبيلتين‏.‏

القبيلة الأولى‏:‏ حمير وهم حمير بن سبإ بكسر الحاء واسمه العرنجج‏.‏

وقد ذكر ابن الكبي‏:‏ أنه كان لحمير عشرة أولاد من عقبه وكان غالب وجل قبائل حمير من ابنيه‏:‏ الهميسع ومالك ملوك اليمن وكانت بلادهم مشارف اليمن فظفار وما حولها‏.‏

ولحمير بقايا موجودون إلى الآن ومنه غالب قبائل قضاعة ومنه غالب قبائل حمير وهو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير وقيل‏:‏ قضاعة بن مالك بن حمير‏.‏

وذهب بعض النسابة إلى أن قضاعة من العدنانية الآتي ذكرهم‏.‏

قال السهيلي‏:‏ والصحيح أن أم قضاعة وهي جكرة مات عنها مالك بن حمير وهي حامل فتزوجها معد بن عدنان فولدت قضاعة مالكاً لبلاد الشحر وقبره بجبل الشحر موجود‏.‏

ولقضاعة بقايا إلى الآن ينسب إليهم وإليهم ينسب القضاعي المصري صاحب كتاب الشهاب في المواعظ والآداب في الحديث وخطط مصر وغيرهما‏.‏

والمشهور من قضاعة سبعة أحياء‏:‏ الحي الأول‏:‏ بلي بفتح الباء وهم بنو بلي بن عمرو بن الحافي ابن قضاعة ولهم بقايا بالديار المصرية بصعيدها الأعلى ومنهم بنو ناب وغيرهم وبقايا بالحجاز وغيرهما والنسبة إليهم بلوي بزيادة واو مكسورة قبل ياء النسب‏.‏

الحي الثاني‏:‏ جهينة بضم الجيم وفتح الهاء والنون وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة وهي قبيلة عظيمة ولهم بقايا ببلاد الصعيد من الديار المصرية وبالحجاز وغيرهما‏.‏

والنسبة إليهم جهني بحذف الياء بعد الهاء‏.‏

الحي الثالث‏:‏ كلب وهم بنو كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان ابن عمران بن الحافي بن قال صاحب حماه‏:‏ وكان بنو كلب في الجاهلية ينزلون دومة الجندل وتبوك وأطراف الشام‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ومنهم الآن خلق عظيم على خليج القسطنطينية مسلمون‏.‏

قال في مسالك الأبصار وبشيزر وحلب وبلادها وتدمر والمناظر أقوام منهم والنسبة إليهم كلبي‏.‏

الحي الرابع‏:‏ عذرة بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وهم بنو عذرة بن سعيد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم ابن الحافي بن قضاعة وإلى عذة هؤلاء ينسب العشق والتتيم ومنهم عروة ابن خزام صاحب عفراء أحد المتيمين وجميل صاحب بثينة‏.‏

ومن أحسن ما يحكى أنه قيل لرجل منهم‏:‏ ما بال العشق يقتلكم يا بني عذرة قال لأن فينا جمالاً وعفة وقيل لآخر منهم‏:‏ ما بال الرجل منكم يموت في هوى امرأة إنما ذلك ضعف فيكم يا بني عذرة‏.‏

فقال‏:‏ أما والله‏!‏ لو رأيتم النواظر الدعج تحتها المباسم الفلج وفوقها الحواجب الزج لاتخذتموها اللات والعزى ولهم بقايا بالدقهلية والمرتاحية من الديار المصرية وبقايا بالشام أيضاً‏.‏

الحي الخامس‏:‏ بهراء بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وألف بعد الراء المهملة‏.‏

وهم بنو بهراء بن عمرو بن الحافي بن قضاعة ومنهم جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم منهم المقداد بن الأسود أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال‏:‏ إن خالد بن برمك من آل بهراء‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم شمالي منازل بلي من الينبع إلى عقبة أيلة ثم جاور بحر القلزم منهم خلق كثيرن وانتشروا ما بين بلاد الحبشة وصعيد مصر وكثروا هناك وغلبوا على بلاد النوبة وهم يحاربون الحبشة إلى الآن‏.‏

الحي السادس‏:‏ بنو نهد بن زيد بن يث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة وكانت منازلهم باليمن وإليهم كتب النبي صلى الله عليه وسلم تابه المشهور وكان منهم طائفة بالشام أيضاً فيما ذكره أبو عبيد‏.‏

ومن مشاهير نهد الصقعب قال صاحب حماه‏:‏ وكان رئيساً في الإسلام‏.‏

الحي السابع‏:‏ جرم وهم بنو جرم واسمه علاف بن زبان بن حلوان بن عمران بن الحافين بن قضاعة‏.‏

قال الحمداني‏:‏ ومنهم بنو جشم وبنو قدامة ونبو عوف‏.‏

قال في العبر‏:‏ ومنهم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

قلت ووهم القاضي ولي الدين بن خلدون فجعلهم هم الذين ببلاد غزة وقد تقدم أن أولئك هم جرم طيئ لا جرم قضاعة‏.‏

وعد صاحب حماه في تاريخه منهم تنوخ بفتح التاء المثناة فوق وضم النون وخاء معجمة في الآخر قال الجوهري‏:‏ ولا تشدد نونه والتحقيق ما قاله أبو عبيد أنهم ثلاثة أبطن من القحطانية‏:‏ نزار والأحلاف‏.‏

قال‏:‏ وسموا بذلك لأنهم حلفوا على المقام بمكان بالشام والتتنخ المقام‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ومن الناس من يطلق تنوخ على الضجاعمة وذوس الذين تتنخوا بالبحرين‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ وكان بينهم وبين اللخميين ملوك الحيرة حروب ولتنوخ بقايا بالمعرة من بلاد الشام فيما ذكره الحمداني‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ من القحطانية كهلان بفتح الكاف وسكون الهاء وهم بنو كهلان بن سبإ‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وشعوبهم كلها متشعبة من زيد بن كهلان وكانوا متداولين الملك باليمن مع بني حمير انفرد بنو حمير بالملك وبقيت بطون كهلان على كثرتها تحت ملكهم‏.‏

قال في العبر‏:‏ ثم تقاصر ملك حمير وبقيت الرياسة على العرب بالبادية لبني كهلان وهم أحياء كثيرة‏.‏

والمشهور منهم أحد عشر حياً‏.‏

الحي الأول‏:‏ الأزد بفتح الهمزة وسكون الزاي وبالدال المهملة قال أبو عبيد‏:‏ ويقال بالسين بدل الزاي‏.‏

قال الجوهري‏:‏ بالزاي أفصح وهم بنو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان وهم من أعظم الأحياء وأكثرهم بطوناً‏.‏

وقد قسم الجوهري الأزد إلى ثلاثة أقسام‏:‏ أحدها‏:‏ أزد شنوءة وهم بنو نصر بن الأزد وشنوءة لقب لنصر غلب على بنيه‏.‏

الثاني‏:‏ أزد السراة بإضافة أزد إلى السراة بالسين المهملة وهو موضع بأطراف اليمن نزل به فرقة منهم فعرفوا به‏.‏

الثالث‏:‏ أزد عمان بإضافة أزد إلى عمان بفتح العين المهملة وتشديد الميم وهي مدينة بالبحرين نزلها قوم منهم فعرفوا بها‏.‏

وللأزد بقايا ببلاد الشام بزرع وبصرى فيما قاله في مسالك الأبصار‏.‏

ثم الأزد بطون كثيرة منها غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة ونون في الآخر قال أبو عبيد‏:‏ وهم بنو جفنة والحارث وهو محرق وثعلبة وهو العنقاء وحارثة ومالك وكعب وخارجة وعوف ابن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ويقال البهلول بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وإنما سموا غسان لماء نزلوا عليه اسمه غسان فشربوا منه فسموا به‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهو على القرب من بلاد اليمن‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وفي ذلك يقول بعض الأنصار‏:‏ إما سألت فإنا معشر نجب الأزد نسبتنا والماء غسان ولغسان هؤلاء كان ملك العرب بالشام بعد سليح المقدم ذكرهم إلى أن كان آخرهم جبلة بن الأيهم الذي أسلم في زمن عمر ثم ارتد ولحق ببلاد الكفر‏.‏

وقد ذكر في مسالك الأبصار أن لهم بقايا ببلاد الشام بالبلقاء واليرموك وحمص‏.‏

ومنها الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ابن ثعلبة بن مازن بن الأزد وكانت منازلهم يثرب ومنهم كانت أنصار النبي صلى الله عليه وسلم ولهم بقايا كثيرة متفرقة بالمشرق والمغرب‏.‏

وقد ذكر الحمداني‏:‏ أن منهم جماعة بمنفلوط من صعيد مصر من عقب حسان بن ثابت وسعد بن معاذ سيد الأوس رضي الله عنهما‏.‏

الحي الثاني‏:‏ من كهلان طيئ بفتح الطاء وتشديد الياء بهمزة في الآخر أخذاً من الطاءة على وزن الطاعة‏:‏ وهي الإيغال في المرعى وهم بنو طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان والنسبة إليهم طائي وإليهم ينسب حاتم الطائي المشهور بالكرم وأبو تمام الطائي الشاعر المشهور وهم كثير‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم باليمن فخرجوا على القرب من بني أسد ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجأ وسلمى من بلاد نجد فنزلوهما فعرف بجبلى طيئ إلى الآن ثم افترقوا في أول الإسلام زمن الفتوحات في الأقطار ولهم بطن كثيرة‏.‏

منهم ثعل بضم الثاء المثلثة وفتح العين المهملة ولام في الآخر وهم بنو ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء قال أبو عبيد‏:‏ ومنهم البيت والعدد‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ ومنهم زيد الخيل‏.‏

ومنها جديلة بفتح الجيم وكسر الدال وسكون الياء وفتح اللام وهاء في الآخر ذكرهم الجوهري ولم يرفع نسبهم ثم قال‏:‏ وجديلة أمهم عرفوا بها‏:‏ وهي جديلة بنت سبيع بن عمرو من حمير‏.‏

ومنها نبهان بفتح النون وسكون الباء الموحدة ونون بعد الألف وهم بنو نبهان واسمه سودان بن عمرو بن الغوث بن طيئ‏.‏

ومنها بولان بفتح الباء الموحدة وسكون الواو ونون بعد اللام وألف وهم بنو بولان واسمه غصين بن عمرو بن الغوث بن طيئ‏.‏

ومنهم الثلاثة نفر الذين يقال إنهم وضعوا الخط العربي على ما سيأتي ذكره في الكلام على الخط فيما بعد إن شاء الله‏.‏

ومنها هناء وهم بنو هناء بن عمرو بن الغوث بن طيء‏.‏

ومنهم إياس بن قبيصة الذي ملك بعد النعمان بن المنذر‏.‏

ومنها سدوس بضم السين والدال المهملتين وسين مهملة في الآخرة وهم بنو سدوس بن أصمع من بني سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيء‏.‏

ومنهم جعفر بن عطية الذي يقول‏:‏ مدحت نسيبي جعفراً تحلب كفاه الندى وأنامله ومنها سلامان بفتح السين المهملة ونون في الآخر وهم بنو سلامان بن ثعل بن الغوث بن طيء‏.‏

ومنها بحتر بضم الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وضم التاء المثناة فوق وراء مهملة في الآخر وهم بنو بحتر بن عتود بن عنيز بن سلامان بن ثعل بن عمرو نب الغوث ين طيء منهم أبو عبادة البحتري الشاعر الإسلامي المشهور‏.‏

ومنها زبيد بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة تحت ودال مهملة في الآخر وهم بنو زبيد بن معن بن عمرو بن عنيز بن سلامان بن عمرو بن الغوث بن طيء‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وزبيد هؤلاء هم الذين ببرية سنجار من الجزيرة الفراتية وهم الذين ذكرهم المقر الشهابي بن فضل الله وسماهم زبيد الأحلاف‏.‏

ومنها سنبس بضم السين المهملة وسكون النون وضم الباء الموحدة وسين مهملة في الآخر وهم بنو سنبس بن معاوية بن جرول نب ثعل ابن عمرو بن الغوث بن طيء‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن منهم طائفة بثغر دمياط وأنه كان لهم شأن أيام الخلفاء الفاطميين وعد منم ثلاثة بطون‏:‏ وهم الخزاعلة وعيد وجموح‏.‏

والإمرة في زماننا هذا فيهم في الخزاعلة في بني يوسف بمدينة سخا من الأعمال الغربية‏.‏

قال الحمداني‏:‏ ومنهم طائفة بالبطائح من بلاد العراق‏.‏

ومنها جرم بفتح الجيم وسكون الراء وميم في الآخر وهم بنو ثعلبة ابن عمرو بن الغوث بن طيء‏.‏

وقال الحمداني جرم اسم أمه غلب عليه‏:‏ وهي جرم بنت الغوث بن طيء وهؤلاء هم جرم الذين ببلاد غزة من البلاد الشامية‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وكانوا متفقين مع ثعلبة بالشام على تدافع الفرنج عن المسلمين فلما فتح السلطان صلاح الدين البلاد دخلت طائفة منهم مصر وبقي بقاياهم بمكانهم ببلاد غزة‏.‏

وقد ذكر الحمداني منهم ثلاثة بطون وهم‏:‏ شمجان وقمران وجيان‏.‏

ثم قال‏:‏ والمشهور من جرم الآن جذيمة ويقال إن لهم نسباً في قريش وزعم بعضهم أنها ترجع إلى محزوم وقيل بل من جذيمة بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر‏.‏

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:32
ثم قال وجذيمة هؤلاء هم آل عوسجة وآل أحمد وآل محمود‏.‏

ثم قال‏:‏ ومنهم أسلم وشبل ورضيعة ونيور والقذرة والأحامدة والرفثة وكور وموقع‏.‏

ومنهم من بني غوث‏:‏ العاجلة والعادلة وبنو تمام وبنو جميل وبنو مقدام وآل نادر‏.‏

ومنهم من بني غوث‏:‏ بنو بها وبنو خولة وبنو هرماس وبنو عيسى وبنو سهيل وأرضهم الداروم وجاورهم قوم من زبيد يعرفون ببني فهيد ثم اختلطوا بهم‏.‏

ومنها ثعلبة وضبطه معروف وهم بنو ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء وهم رعيان درما وزريق ابني عوف بن ثعلبة وقيل ابنا ثعلبة واسم درما عمرو ودرما اسم أمه غلب عيله‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وكانوا مع جرم بالشام يداً مع الفرنج على المسلمين فلما فتح السلطان صلاح الدين البلاد انتقلت طائفة منهم إلى مصر ونزلوا أطارف بلاد الشرقية من بطون درما‏:‏ وسلامة والأحمر وعمرو وقصير وأويس وشبل والحنابلة والمراونة والحيانيون ون بطون زريق بها‏:‏ بنو وهم والطليحيون ومن الطليحيين آل حجاج وآل عمان و آل حفصان والمصافحة ومن بني زريق أيضاً الصبيحيون ومن الصبيحيين‏:‏ الغيوث والزموت الروايات والنمورة والشمخيين والسعالي والرمالي والمعامرة والسنديون والبحابحة والعقيليون والمساهرة والمعافرة ومنهم أيضاً العليميون‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وكان مقدمهم قديماً عمرو بن عسيلة أمر بالبوق والعلم‏.‏

ومن العليميين القمعة والرياحين والغوفة‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وكان فيهم رجال ذو ذكر ونباهة خدموا الدول وعضدوا الملوك وقاموا ونصروا‏.‏

ومنهم من أمر بالبوق والعلم‏.‏

ومن بطون ثعلبة هؤلاء أيضاً الجواهرة‏.‏

ومنها غزية بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي وتشديد الياء المثناة تحت وهاء في الآخر‏.‏

وهم بنو غزية بن أفلت بن ثعل بن عمرو بن سلامان بن ثعل بن عمرو نب الغوث بن طيء‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم بالشام والعراق إلى الآن ولهم صولة عظيمة‏.‏

وهم بطون كثيرة‏:‏ فمن بطونهم البطنين وأفخاذهم‏:‏ آل دعيج وآل روق وآل رفيع وآل سرية وآل مسعود وآل تميم وآل شرود‏.‏

ومن بطونهم الأجود وأفخاذهم آل منيع وآل سنيد و آل منال وآل أبي الحزم وآل علي وآل عقيل وآل مسافر‏.‏

هذا ما ذكره الحمداني‏.‏

وزاد في مسالك الأبصار عن نصر بن برجس المشرقي وأولاد الكافرة وساعدة وبني جميل وآل أبي مالك‏.‏

قال في المسالك‏:‏ وديار آل أجود منهم الرخيمية والرقبي والفردوس ولينة والحدق‏.‏

وديار آل أجود منهم الرخيمية والرقبي والفردوس ولينة والحدق‏.‏

وديار آل عمرو بالحوف وديار بقاياهم‏:‏ النصيف والكمن واليحموم والأم و المعينة‏.‏

ويليهم ساعدة وديارهم من الحضر إلى برية زرود إلى سقارة إلى البقعاء إلى التيب إلى الساسة إلى حضر‏.‏

ومنها لام‏.‏

وهم بنو لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن بجيلة ابن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة بن طيء‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ومساكنهم المدينة النبوية وما حولها‏.‏

وقال الحمداني‏:‏ ديارهم جبل أجأ وسلمى‏.‏

ثم قال‏:‏ وظفير من لام ومنازلهم الظعن قبالة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام‏.‏

ومنها آل ربيعة عرب الشام‏.‏

وهم بنو ربيعة بن حازم بن علي بن مفرج بن دعفل بن جراح بن شبيب بن مسعود بن حرب بن السكن بن ربيع بن علقى بن حوط بن عمرو بن خالد بن معبد بن عدي بن أفلت بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنيز بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء قال في مسالك الأبصار‏:‏ وتقول بنو ربيعة الآن إنهم من ولد جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك من العباسة بنت المهدي أخت الرشيد ويزعمون أنه كان يحضر مع الرشيد مجلسه الخاص وأنه كلمه في تزويجها ليحل له نظرها لاجتماعهما بمجلسه فعقد له عليها بشرط أن لا يطأها فعانقها على حين غفلة من الرشيد فحملت منه بولد كان ربيعة هذا من ولده‏.‏

قال‏:‏ ويقول في نسبه إنه ربيعة بن سالم بن شبيب بن حازم بن علي بن جعفر بن حييى بن خالد بن برمك ويزعمون أن نكبة البرامكة كانت بسبب ذلك‏.‏

ثم قال‏:‏ وأصلهم إذا نسبوا إليه أشرف لهم لأنهم من سلسلة بن عنيز بن سلامان بن طيء وهم كرام العرب وأهل البأس والنجدة والبرامكة وإن كانوا قوماً كراماً فإنهم قوم عجم وشتان بين العرب والعجم وقد شرف الله تعالى العرب أن بعث منهم محمداً صلى الله عليه وسلم وأنزل فيهم كتابه وجعل فيهم الخلافة والملك وابتز بهم ملك فارس والروم ونزع بأسنتهم تاج كسرى وقصير وكفى بذلك شرفاً لا يطاول وفخراً لا يتناول‏.‏

وذكر في التعريف نحوه قال في العبر‏:‏ وكانت رياسة طيء في أيام الفاطميين لبني الجراح ثم صارت لأل ربيعة‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وكان ربيعة هذا قد نشأ في أيام الأتابك زنكي وابنه نور الدين الشهيد صاحب الشام ونبغ بني العرب وولد له أربعة أولاد وهم‏:‏ فضل ومرا وثابت ودغفل ومنهم تفرعت بطون آل ربيعة‏.‏

ثم المشهور من آل ربيعة الآن ثلاثة بطون وهم‏:‏ آل فضل وآل مرا وآل علي فآل فضل هم بنو فضل بن ربيعة وآل مرا بنو مرا بن ربيعة‏.‏

وأما آل علي فمن آل فضل أيضاً وهم بنو عي بن حديثة بن عقبة بن فضل المقدم ذكره وقد صارت آل فضل أيضاً بعد ذلك بيوتاً أرفعها قدراً بيت عيسى بن مهنا بن ماتع بن حديثة بن عقبة بن فضل‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وفيهم الإمرة دون سائر آل فضل‏.‏

قال‏:‏ ثم صار آل عيسى بيوتاً‏:‏ بيت مهنا بن عيسى وبيت فضل بن عيسى وبيت حارث بن عيسى وبيت محمد بن عيسى وبيت هبة بن عيسى‏.‏

وسيأتي الكلام على تقسيم الإمرة فيهم في الكلام على عرب الشام في المسالك والممالك إن شاء الله‏.‏

الحي الثالث‏:‏ من كهلان مذحج بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة وجيم في الآخر وهم بنو مذحج واسمه مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان هكذا قاله أبو عبيد وقال الجوهري‏:‏ مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان‏.‏

وقد ذكر الحمداني أنهم إنما سموا مذحجاً لشجره تحالفوا عندها اسمها مذحج فسموا باسمها‏.‏

ثم لمذحج بطون كثيرة‏:‏ منها خولان بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو ونون بعد اللام ألف وهم بنو خولان بن مالك وهم مذحج وإليهم ينسب أبو إدريس الخولاني‏.‏

قال في العبر‏:‏ وبلاد خولان في بلاد اليمن من شرقيه قال‏:‏ وقد افترقوا في الفتوحات وليس منهم اليوم ذرية إلا باليمن ثم قال‏:‏ وهم غالبون على أهله‏.‏

ومنها جنب بفتح الجيم وسكون النون وباء موحدة في الآخر وهم بنو منبه والحارث والغلي وسبحان وشمران وهفان بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وسموا بجنب لأنهم جانبوا عمهم صداء وحالفوا سعد العشيرة وحالفت صداء بني الحارث بن كعب‏.‏

ومن جنب‏:‏ معاوية الخير الجنبي صاحب لواء مذحج في حرب بني وائل‏.‏

ومنها سعد العشيرة وهم بنو سعد العشيرة بن مذحج وسمي بذلك لأنه لم يمت حتى ركب معه من ولده وولد ولده ثلثمائة رجل فكان إذا سئل عنهم يقول هؤلاء عشيرتي دفعاً للعين عنهم فقيل له سعد العشيرة‏.‏

ثم من بطون سعد العشيرة أوذ بفتح الهمزة وسكون الواو وذال معجمة في الآخر وهم بنو أوذ بن صعب بن سعد العشيرة وإليهم ينسب الأفوه الأوذي الشاعر المشهور‏.‏

ومن بطون سعد العشيرة أيضاً جعفي بضم الجيم وسكون العين المهلمة وكسر الفاء وياء مثناة تحت في الآخر وهم بنو جعفي بن سعد العشيرة والنسبة إليهم جعفي على مثل لفظه وإليهم ينسب الإمام البخاري بالموالاة فيقال الجعفي مولاهم‏.‏

ومن بطون سعد العشيرة زبيد بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة تحت ودال مهملة في الآخر وهم بنو منبه بن صعب بن سعد العشيرة وتعرف زبيد هؤلاء بزبيد الأكبر وهم زبيد الحجاز‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وعليهم درك الحاج المصري من الصفراء إلى الجحفة ورابغ‏.‏

ومن زبيد هؤلاء بطن تعرف بزبيد الأصغر وهم بنو منبه الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه الأكبر‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ ومن زبيد هؤلاء عمرو بن معدي كرب‏.‏

ومنها النخع بفتح النون وسكون الخاء المعجمة وعين مهلمة في الآخر وهم بنو النخع واسمه جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وسمي النخع لأنه انتخع عن قومه أي بعد ومنهم الأشتر النخعي أحد تابعي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي ولاه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مصر وكتب له بها عهداً على ما سيأتي ذكره في الكلام على العهود عند ذكر الولايات فيما بعد إن شاء الله تعالى‏.‏

وإليهم ينسب إبراهيم النخعي الإمام الكبير المشهور‏.‏

ومنها عنس بفتح العين الهملة وسكون النون وسين مهملة في الآخر وهم بنو عنس بن مذحج منهم عمار بن ياسر الصحابي المشهور وإليهم ينسب الأسود العنيس الكذاب الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروجه فادعى النبوة باليمن بعد ذلك‏.‏

ومنها بنو الحارث ويقال بلحارث بن كعب وهم بنو الحارث بن كعب ابن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج‏.‏

قال في العبر‏:‏ وديارهم نواحي نجران من اليمن مجاورون لبني ذهل بن مزيقياء منهم بشير الحارثي الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له‏:‏ ما اسمك قال‏:‏ أكير قال‏:‏ بل أنت بشير‏.‏

الحي الرابع‏:‏ م بني كهلان همدان بفتح الهاء وسكون الميم ودال مهملة ثم ألف ونون وهم بنو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد بن كهلان‏.‏

تابع.‏

الورد الكسير
02-04-2005, 05:33
قال في العبر‏:‏ وكانت ديارهم باليمن من شرقيه ولما جاء الإسلام تفرق من تفرق منهم وبقي من بقي باليمن‏.‏

قال‏:‏ وكانت همدان شيعة لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عند وقوع الفتن بين الصحابة وفيهم يقول رضي الله عنه‏:‏ فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلي بسلام قال في مسالك الأبصار‏:‏ وبالجبل المعروف بالطيبين من الشام فرقة من همدان‏.‏

الحي الخامس‏:‏ من بني كهلان كندة بكسر الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر وهم بنو كندة واسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان‏.‏

قال صاحب حماة‏:‏ وسمي كندة لأنه كند أباه أي كفر نعمته‏.‏

قال‏:‏ وبلادهم باليمن قبلي حضرموت وكان لهم ملك بالحجاز واليمن ومنه الأشعث بن قيس الصحابي المشهور ومنهم أيضاً القاضي شريح قاضي علي رضي الله عنه‏.‏

وقد ذكر في مسالك الأبصار أن باللوى من بلاد الشام قوماً ينسبون إلى كندة ولهم بطون منها السكون بضم السين المهملة والكاف ونون بعد الواو وهم بنو السكون بن أشرس بن كندة ومنهم معاوية بن حديج قاتل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وعد منها صاحب حماة السكاسك أيضاً بفتح السين الأولى وكسر الثانية‏.‏

والذي ذكره أبو عبيد أنه من حمير وقال‏:‏ هم بنو السكاسك بن واثلة بن حمير‏.‏

قال الجوهري‏:‏ والنسبة إلى السكاسك سكسكي رداً له إلى أصله كما ينسب إلى مساجد مسجدي‏.‏

الحي السادس‏:‏ من بني كهلان مراد بضم الميم وفتح الراء المهملة ودال مهملة بعد الألف وهم بنو مراد بن مالك بن أدد بن زيد بن يسجب بن عريب بن زيد بن كهلان قال الجوهري‏:‏ ويقال إن اسمه يحابر فتمرد فسمى مرادا وجعلهم في العبر بطناً من مذحج فقال مراد بن مذحج‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ وبلادهم إلى جانب زبيد من بلاد اليمن قال‏:‏ وإلى مراد هذا ينسب كل مرادي من عرب اليمن‏.‏

الحي السابع‏:‏ من بني كهلان أنمار بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الميم وراء مهملة بعد الألف‏.‏

وهم بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان‏.‏

ولهم بطنان‏:‏ الأول بجيلة بفتح الباء الموحدة وكسر الجيم وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وهاء في الآخر‏.‏

وهم بنو عبقر والغوث وصهيبة خزيمة بن أنمار بن أراش‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وبجيلة أمهم عرفوا بها وهي بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة قال في العبر‏:‏ وكانت بلادهم في سروات اليمن والحجاز إلى تبالة ثم افترقوا أيام الفتح الإسلامي في الآفاق فلم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل قال الجوهري‏:‏ ويقال إنهم من العدنانية لأن نزار بن معد بن عدنان ولد له مضر وربيعة وإياد وأنمار وولد لأنمار بجيلة وخثعم فصاروا إلى اليمن وإلى بجيلة هؤلاء ينسب جرير بن عبد الله البجلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جميلاً فائق الجمال حتى إنه كان يقال له يوسف الأمة وفيه يقول بعض الشعراء يمدحه‏:‏ لولا جرير هلكت بجيلة نعم الفتى وبئست القبيلة الثانية‏:‏ خثعم بفتح الخاء المعجمة وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وميم في الآخر وهم بنو خثعم بن أنمار بن أراش المقدم ذكره ابن هند بنت مالك بن الغافق بن الشاهد بن عد وفيهم مثل ما تقدم من كلام الجوهري في الكلام على لجيلة أنهم من العدنانية‏:‏ لأن خثعم وبجيلة يرجعون إلى أنمار‏.‏

وكانت مساكنهم مع إخوتهم بجيلة بسروات اليمن فافترقوا في الفتوحات الإسلامية فلم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل‏.‏

ومن خثعم هؤلاء أكلب بفتح الهمزة وسكون الكاف وضم اللام وباء موحدة في الآخر وهم بنو أكلب بن عفير بن خلف نب خثعم‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ ويقال إن أكلب من ربيعة بن نزار‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم بطون كثيرة ومنازلهم بيشة شرقي مكة المشرفة‏.‏

ومن خثعم أيضاً بنو منبه والفرع وبنو نضلة ومعاوية وآل مهدي ونبو نصر وبنو حام والورد ونادر وآل الصعافير والشماء وبلوس قال الحمداني‏:‏ ومنازلهم على الحي الثامن‏:‏ من بني كهلان جذام بضم الجيم وفتح الذال المعجمة وألف ثم ميم وهم بنو جذام بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان هذا ما ذكره أبو عبيد وجعلهم صاحب حماه في تاريخه من ولد عمرو بن سبإ‏.‏

قال الجوهي‏:‏ وتزعم نسابة مضر أنهم من مضر يعني من العدنانية وأنهم انتقلوا إلى اليمن فنزلوها فحسبوا من اليمن واستشهد له بقول الكميت يذكر انتقالهم إلى اليمن بانتسابهم فيهم‏:‏ نعاء جذاماً غير موت ولا قتل ولكن فراقاً للدعائم والأصل واستشهد له الحمداني أيضاً بقول جنادة بن خشرم الجذامي‏:‏ وما قحطان لي بأب وأم ولا تصطادني شبه الضلال وليس إليهم نسبي ولكن معدياً وجدت أبي وخالي قال الحمداني‏:‏ ويقال إنهم من ولد أعصر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام واستشهد لذلك بما رواه محمد بن السائب أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد جذام فقال‏:‏ ‏"‏ مرحباً بقوم شعيب وأصهار موسى ‏"‏‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ وكان فيهم العدد والشرف‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهو أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح مع عمرو بن العاص رضي الله عنه وأقطعوا فيها بلاداً بعضها بأيدي بنيهم إلى الآن‏.‏

وكان لجذام ولدان هما‏:‏ حشم بسكر الحاء المهملة وسكون الشين المعجمة وميم في الأخر وحرام بفتح الحاء والراء المهملتين وألف ثم ميم ومن ولد حشم عتيت بفتح العين المهملة وكسر التاء المثناة فوق وسكون الياء المثناة تحت وتاء مثناة فوق في الآخر وهم بنو عتيت بن أسلم بن مالك بن شنوءة بن تديل ابن حشم بن جذام‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وهم اليوم ينتسبون في بني شيبان ويقولون عتيت بن عوف بن شيبان‏.‏

قال وإليهم تنسب حفرة عتيت بالبصرة قال الجوهري‏:‏ أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال فكانوا يقولون إذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يفتكونا فلم يزالوا عنده حتى هلكوا فضرب لهم العرب مثلاً فقالوا‏:‏ أودى عتيت وفي ذلك يقول الشاعر‏:‏ ترجيها وقد وقعت بقر كما ترجو أصاغرها عتيت ثم لجذام الآن بطون كثيرة متفرقة في الأقطار منهم بالشرقية من الديار المصرية من بني زيد ين حرام بن جذام وبني محرمة بن زيد بن حرام بن جذام‏:‏ فأما بنو زيد فمنهم بنو سويد وبعجة وبردعة ورفاعة وناثل من بني زيد ين حرام نب جذتام فمن ولد سويد هلبا سويد وهم بنو هلبا بن سويد بن زيد بن حرام بن جذام‏.‏

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:34
قال الحمداني‏:‏ ومنهم العطويون والجابريون والغتاورة وحمدان ورومان وصمران وأسود والحميديون ومن الحميديين أولاد راشد ومنهم‏:‏ البراجسة وأولاد يبرين والجراشنة والكعوك وأولاد غانم وآل حمود والأخيوة والزرقان والأساورة والحماريون‏.‏

ومن بني راشد أيضاً الحراقيص والخنافيس وأولاد غالي وأولاد جوال وآل زيد ومن النجابية أولاد نجيب وبنو فضيل‏.‏

ومن هلبا سويد أيضاً بنو الوليد وهم بنو الوليد بن سويد المقدم ذكره‏.‏

ومنهم الحيادرة وهم بنو حيدرة بن يعب بن حبيب بن الوليد بن سويد‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم طائفة كبيرة ومنهم بنو عمارة وهو عمارة بن الوليد‏.‏

ومنهم عدد والحبيون‏:‏ وهم بنو حبة بن راشد بن الوليد‏.‏

ومن ولد الوليد بن سويد المذكور طريف بن بكتوت الملقب زين الدولة كان من أكرم العرب وكان في مضيفته أيام الغلاء اثنا عشر ألفاً تأكل عنده كل يوم وكان يهشم الثريد في المراكب ومن أولاده من أمر بالبوق والعلم وعد من أحلافهم أولاد الهوبرية والرداليين والحليفيين والحضينيين والربيعيين وهم أولاد شريف النجابين وذكر الحمداني أن لهم نسباً في قريش إلى عبد مناف بن قصي‏.‏

ومن هلبا سويد هؤلاء هلبا مال وهم بنو مالك بن سويد ومن هلبا مالك بنو عبيد وهم بنو عبيد بن مالك ومن بني عبيد المذكور الحسنيون وهم بنو الحسن بن أبي بكر بن موهوب بن عبيد والغوارنة وهم بنو الغور بن أبي بكر بن موهوب بن عبيد وبنو أسير وهم بنو أسير بن عبيد ومن هلبا مالك أيضاً اللبيديون والبكريون والعقيليون وهم بنو عقيل بن قرة بن موهوب بن عبيد ومنهم بنو رديني وهم بنو رديني بن زياد بن حسين بن مسعود بن مالك بن سويد‏.‏

ومن ولد بعجة هلبا بعجة وهم بنو هلبا ومنظور وردا وناثل بن بعجة بن زيد بن سويد بن بعجة فمن ولد هلبا بعجة مفرج بن سالم أمره المعز أيبك بالبوق والعلم ثم خلفه على إمرته ولده حسان‏.‏

ومنهم أولاد الهريم من بني غياث بن عصمة بن نجاد بن هلبا بن بعجة‏.‏

ومنهم جوشن بن منظور بن بعجة وهو صاحب السراة المضروب به المثل في الكرم والشجاعة‏.‏

ومن ولد ناثل مهنا بن علوان بن علي بن زبير بن حبيب بن وناثل كان جواداً كريماً طرقته ضيوف في شتاء ولم يكن عنده حطب لطعامهم فأوقد أحمال بز كانت عنده‏.‏

ومن بني حرام بن جذام أيضاً بنو سعد‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وفي جذام خمس سعود اختلطت بمصر وهم سعد بن إياس بن حرام بن جذام وسعد بن مالك بن أقصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام وإليه ينسب أكثر السعديين وسعد بن مالك بن حرام بن جذام وسعد بن سامة بن عنبس بن غطفان بن سعد بن مالك بن حرام بن جذام وسعد بن سامة بن عنبس بن غطافان بن سعد بن مالك بن حرام بن جذام وهم عشائر كثيرة منهم بنو فضل والسلاحمة وبرشاش وجوشن وعدلان وفزارة‏.‏

قال وأكثرهم مشايخ بلاد وخفراء ولهم مزارع ومآكل وفسادهم كثير وسكنهم منية غمر إلى ريفها ومنهم شارو وزير العاضد الفاطمي وإليه تنسب أولاد شاور كبار منية غمر وخفراؤها على أن ابن خلكان قد ذكر أنه من سعد الذين أرضع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأما بنو محرمة فمنهم الشواكر وهم بنو شاكر بن راشد‏.‏

ومنهم أولاد العجار أدلاء الحاج من زمن السلطان صلاح الدين وهلم جرا‏.‏

ومن جذام أيضاً بالشرقية العائد وهم بطن من جذام عليهم درك الحاج إلى العقبة‏.‏

ومنهم أيضاً بالشرقية بنو حرام‏.‏

وقال الحمداني‏:‏ وقل في عرب مصر من يعرفها‏.‏

ومنهم بالدقهلية عمرو وزهير عد منهم الحمداني الحضينيين وردالة والأحامدة والحمارنة وهم بنو حمران‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وفي زهير هؤلاء من بني عرين وبني شبيب وبني عبد الرحمن وبني مالك وبني عبيد وبني عبد القوي وبني شاكر وبني حسن وبني سمان وهم يواردون في أسماء بعض البطون مع غيرهم‏.‏

ومن جذام أيضاً ببلاد الشام بنو صخر بالكرك وبنو مهدي بالبلقاء وبنو عقبة وبنو زهير بالشوبك‏.‏

ومنهم بنو سعيد بصرخد وحوران ومنهم جماعة ببلاد الغور وجماعة ببلاد البربر من بلاد السوادان‏.‏

الحي التاسع‏:‏ من بني كهلان لحم بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وميم في الآخر وهم بنو لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ولخم أخو جذام المقدم ذكره وكل منها عم لكندة المقدم ذكره أيضاً‏.‏

وعد صاحب حماه لخماً من بني عمرو بن سبإ كما عد جذاماً إذ كانا أخوين كما تقدم‏.‏

وقد كان للمفاوزة من اللخميين ملك بالحيرة من بلاد العراق ثم كان لبني عباد من بقاياهم بالأندلس ملك بإشبيلية‏.‏

وذكر القضاعي أنهم حضروا فتح مصر واختلطوا بها هم ومن خالطهم من جذام‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وبصعيد الديار المصرية منهم قوم يسكنون بالبر الشرقي ذكر منهم الحمداني سبع أبطن‏:‏ الأول سماك‏.‏

وهم المعروفون بالسماكيين وبنو مر وبنو مليح وبنو نبهان وبنو عبس وبنو كريم وبنو بكير وديارهم من طارف باب بالبهنسا إلى منحدر دير الجميرة في البر الشرقي‏.‏

الثانية بنو حدان وهم بنو محمد وبنو علي وبنو سالم وبنو مدلج وبنو رعيش وديارهم من دير الجميرة إلى ترعة صول‏.‏

الثالثة بنو راشد وهم بنو معمر وبنو واصل وبنو مرا وبنو حبان وينو معاد وبنو البيض وبنو حجرة وبنو شنوءة‏.‏

وديارهم من مسجد موسى إلى أسكر ونصف بلاد إطفيح‏.‏

ولبني البيض الحي الصغير ولبني شنوءة من ترعة شريف إلى معصرة بوش‏.‏

الرابعة بنو جعد وهم بنو مسعود وبنو حدير وهم المعروفون بالحديريين وبنو زبير وبنو ثمال وبنو نصار ومسكنهم ساحل إطفيح‏.‏

الخامسة بنو عدي وهم بنو موسى وبنو محرب ومساكنهم بالقرب منهم‏.‏

السادسة بنو بحر وهم بنو سهل وبنو معطار وبنو فهم وهم المعروفون بالفهميين وبنو عسير وبنو مسند وبنو سباع ومسكنهم الحي الكبير‏.‏

السابعة قيس وهم بنو غنيم وبنو عمرو وبنو حجرة ولبني غنيم منهم العدوية ودير الطين إلى جسر مصر ولبني عمرو الرستق ولهم نصف حلوان ولبني حجرة النصف الثاني ونصف طرا‏.‏

ومن بطون لخم بنو الدار رهط تميم الداري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وهم بنو الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وبلد الخليل عليه السلام معمور من بني تميم الداري رضي الله عنه وبيد بني تميم هؤلاء الرقعة التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم لتميم وإخوته بإقطاعهم بيت حبرون التي هي بلد الخليل عليه السلام وبعض بلادها ويقال إنها مكتوبة في قطعة من أدم من خف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بخطه‏.‏

الحي العاشر‏:‏ من بني كهلان الأشعريون‏.‏

وهم بنو الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان‏.‏

قال وسمي الأشعر لأن أمه ولدته وهو أشعر‏.‏

وجعله صاحب حماه من بني أشعر بن سبإ وهم رهط أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

الحي الحادي عشر‏:‏ من بني كهلان عاملة‏.‏

وهم بنو عاملة واسمه الحارث بن عفير بن عدين بن الحارث بن وبرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان وذكر أبو عبيد أن بني عاملة هم بنو الحارث بن مالك يعني ابن الحارث بن مرة بن أدد وأن كان تحته عاملة بنت مالك بن وديعة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد فعرفوا بها‏.‏

وذكر صاحب حماه أنهم من ولد عاملة بن سبإ‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن بجبال عاملة من بلاد الشام منهم الجم الغفير‏

الورد الكسير
02-04-2005, 05:38
الضرب الثاني من العرب الباقين علىممر الزمان العرب المستعربة

قال الجوهري‏:‏ ويقال لهم المتعربة أيضاً وهم بنو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام سموا بذلك لأن لسان إسماعيل عليه السلام كان العبرانية أو السريانية فلما نزل جرهم من القحطانية عليه وعلى أمه بمكة المشرفة تزوج منهم وتعلم هو وبنوه العربية من جرهم المذكورين فسموا لذلك المستعربة‏.‏

واعلم أن الموجودين من العرب من ولد إسماعيل عليه السلام كلهم من بني عدنان بن أدد المقدم ذكره في عمود النسب على خلاف في نسبه إلى إسماعيل يطول ذكره‏.‏

قال في العبر‏:‏ ومن عدا عدنان من ولد إسماعيل قد انقرضوا ولم يبق لهم عقب ولذلك عرفت هذه العرب بالعدنانية ثم العدنانية صنفان‏:‏ الصنف الأول‏:‏ من فوق قريش ولقبائلهم المتفرعة من عمود النسب ستة أصول‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ إياد بكسر الهمزة ودال مهملة في الآخر وهم بنو إياد ابن نزار المقدم ذكره قال المؤيد صاحب حماه‏:‏ وفارق إياد الحجاز وسار بأهله إلى أطرف العراق فأقام به‏.‏

ومن إياد قس بن ساعدة الإيادي وكعب بن مامة الذي يضرب به المثل في الكرم يقال إنه كان معه ماء لا يفضل عنه وله رفيق فسقاه رفيقه ومات عطشاً‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ أنمار بفتح الهمزة وراء مهملة في الآخر وهم بنو أنمار بن نزار المقدم ذكره وقد اختلف في تعقبيه فذهب ذاهبون إلى أنه ذهب إلى اليمن ونزل بالسروات من مشارق السمن وتناسل بنوه بها فعدوا في اليمانية وذهب آخرون إلى أنه لا عقب له إلا من بنت له زوجها لأراش من اليمانية فولدت له أنمار بن أراش المقدم ذكره في اليمانية فبنو أنمار المعدودون في اليمانية هم بنو أنمار بن أراش المقم ذكره في اليمانية من بنت أنمار بن نزار ولذلك وقع اللبس فيهما قاله السهيلي‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ ربيعة وهم بنو ربيعة بن نزار ويعرف بربيعة الفرس‏:‏ لأن أباه نزاراً أوصى له من ماله بالخيل‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وبارحبة قوم منهم‏.‏

ولربيعة بطنان وهما أسد وضيعة ابنا ربيعة ولكل منهما عدة أفخاذ وديارهم إلى الآن بالجزيرة الفراتية تعرف بديار ربيعة أما أسد فأكثرها أفخاذاً‏.‏

فمن أسد بنو عنزة بفتح العين المهلمة والنون والزاي وهاء في الآخر وهم بنو عنزة بن أسد المقدم ذكره وكانت منازلهم خيبر من ضواحي المدينة‏.‏

وجديلة بفتح الجيم وكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وهاء في الآخر‏.‏

وهم بنو جديلة بن أسد المقدم ذكره واليسبة إليهم جدلي بحذف الياء بعد الدال‏.‏

ون جديلة عبد القيس وهم بنو عبد القيس بن أفصى بن دعمي ابن جديلة‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت ديراهم بتهامة حتى خرجوا إلى البحرين وزاحموا من بها من بكر بن وائل وتميم وقاسموهم المواطن والنسبة إليهم عبدي ومنهم من ينسب إليهم عبدي قيسي وبعضهم يقول عبقسي‏.‏

ومن عبد القيس هؤلاء الأشج الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن فيك لخصلتين يحبهما الله‏:‏ الحلم والأناة ‏"‏‏.‏

ومن جديلة أيضاً بنو النمر بفتح النون وكسر الميم وهم بنو النمر ابن قاسط بن هنب بن دعمي بن جديلة‏.‏

قال في العبر‏:‏ وديارهم رأس العين من أعمال الجزيرة الفراتية‏.‏

ومن جديلة أيضاً بنو وائل بالياء المثناة تحت وهم بنو وائل بن قاسط ابن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة المقدم ذكره‏.‏

ومن وائل بكر بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف‏.‏

وتغلب بالتاء المثناة في أوله والغين الساكنة المعجمة وكسر اللام وباء موحدة وهم بنو بكر وتغلب ابني وائل المقدم ذكره‏.‏

ومن تغلب بن وائل كليب ملك بني وائل الذي قتله جساس وهاجت بسببه الحرب المعروفة بالبسوس أربعين سنة‏.‏

ومن تغلب أقوام بزرع وبصرى وبالقريتين منهم نفر‏.‏

ومن بكر أقوام بجينين وبلادها وبالرحبة قوم منهم‏.‏

ومن بني تغلب كانت بنو حمدان ملوك حلب قديماً‏.‏

ومن بكر بن وائل شيبان وهم بنو شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر‏.‏

ومن بني شيبان هؤلاء مرة وابنه جساس قاتل كليب المذكور‏.‏

ومنهم طرفة بن العبد الشاعر‏.‏

ومن بني شيبان أيضاًُ سدوس بفتح السين المهملة في أوله وسين ثانية في آخره وهم بنو سدوس بن ذهل بن شيبان‏.‏

ومن بكر بن وائل أيضاً بنو حينيفة رهط مسلمة الكذاب الذي تنبأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقتل في خلافة الصديق رضي الله عنه وهم بنو حنيفة بن لحيم‏.‏

بن صعب بن علي بن بكر بن وائل‏.‏

ومن بكر أبضاً بنو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم من اليمامة إلى البصرة قال ثم خلفهم الآن في تلك البلاد بنو عامر المنتفق بن عقيل بن عامر بن صعصعة‏.‏

وذكر الحمداني أن بلادهم في زمانه الجزيرة من بلاد حلب وأنه كان لهم دولة بالعراق‏.‏

وأما ضبيعة بن ربيعة فبضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة تصغير ضبعة وهي قبيلة لم تكثر بطونها‏.‏

ومنهم المتلمس الشاعر الباهلي المشهور‏.‏

الأصل الثاني‏:‏ مضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وهو مضر بن نزار المقدم ذكره ويعرف بمضر الحمراء‏:‏ لأن أباه أوصى له من ماله بالذهب وما في معناه وهي قبيلة عظيمة إلا أن أكثرها اندرج فيما بعدها لكونها على عمود النسب وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بنابلس من بلاد الشام بقية من مضر وبالرحبة رجال منهم وله على حاشية عمود النسب فرع واحد قد جمع عدة قبائل وهو قيس وقد اختلف في نسبه فقيل قيس بن عيلان بالعين المهملة واسمه الناس بالنون ابن مضر وقيل هو قيس بن مضر لصلبه وعيلان المضاف إليه قيل فرسه وقيل كلبه‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ وجعل الله تعالى لقيس من الكثرة أمراً عظيماً ولكثرة بطونه غلب على سائر العدنانية حتى جعل في المثل في مقابل عرب اليمن قاطبة فيقال قيس ويمن‏.‏

فمن قبائل قيس هوازن وهم بنو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان وهم الذين أغار عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسباهم‏.‏

ومن هوازن بنو سعد الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رضيعاً فيهم وهم بنو سعد بن بكر بن هوازن‏.‏

قال في العبر‏:‏ وقد افترق بنو سعد هؤلاء في الإسلام ولم يبق لهم حي فيطرق غلا أن منهم فرقة بإفريقية من بلاد المغرب بنواحي باجة يعسكرون مع جند السلطان‏.‏

وقد ذكر ابن خلكان أن شاور السعدي وزير العاضد الفاطمي خليفة مصر منهم وإن كان الحمداني قد ذكر أنه من سعد جذام من القحطانية بالشرقية من الديار المصرية على ما سبق ذكره هناك‏.‏

ومن هوازن أيضاً بنو عامر بن صعصعة وهم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وإليهم ينسب مجنون بني عامر الشاعر الذي كان يشبب بليلى‏.‏

ومن بني عامر بن صعصعة بنو كلاب وهم بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة وكانت ديارهم حمى ضرية وهو حمى كليب وحمى الربذة في جهات المدينة النبوية وفدك والعوالي ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشأم فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملكوا حلب ونواحيها وكثيراً من مدن الشام ثم ضعفوا‏.‏

قال‏:‏ وهم الآن تحت خفارة الأمراء وذكر في مسالك الأبصار أنهم ينسبون إلى عبد الوهاب المذكور في سيرة البطال وذكر أن اسمه عبد الوهاب بن نوبخت‏.‏

ثم قال‏:‏ وهم بأطراف حلب وهم عرب غز يتكلمون بالتركية ويركبون الأكاديش‏.‏

ولهم غارات عظيمة وأبناء الروم وبناتهم لا يزالون يباعون من سباياهم‏.‏

وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بحلب وبلادها طائفة من بني كلاب‏.‏

ومن بني عامر بن صعصعة أيضاً بنو هلال وهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وكان لهم بلاد صعيد مصر كلها وذكرهم ابن سعيد في عرب برقة وقال منازلهم فيما بين مصر وإفريقية‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت رياستهم أيام الحاكم العبيدي لماضي بن مقرب‏.‏

ولما بايعوا لأبي ركوة بالمغرب وقتله الحاكم سلط عليهم الجيوش والعرب فأفناهم وانتقل من بقي منهم إلى المغرب الأقصى فهم مع بني جشم هناك‏.‏

وذكر الحمداني أن بحلب طائفة منه ثم صار لهم بلاد أسوان وما تحتها‏.‏

ثم قال‏:‏ وبإخميم منهم بنو قرة إلى عيذاب وبساقية قلت منهم بنو عمرو وبطونهم وهم بنو رفاعة وبنو حجير وبنو عزيز‏:‏ وبأصفون وإسنا منهم بنو عقبة وبنو جميلة‏.‏

ومن بني هلال حرب فيما ذكره ابن سعيد‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم ثلاث بطون‏:‏ بنو مسروح وبنو سالم وبنو عبيد الله‏.‏

قال‏:‏ ومساكنهم الحجاز ومن حرب زبيد الحجاز فيما ذكره الحمداني‏.‏

وذكر أن منهم بني عمرو ثم قال‏:‏ ومن بني عامر نمير بن عامر بن صعصعة‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم الجزيرة الفراتية والشام بعدوتي الفرات‏.‏

قال وهم إحدى جمرات العرب وكان لهم كثرة وعدة في الجاهلية والإسلام ودخلوا الجزيرة الفراتية وملكوا حران وغيرها‏.‏

ثم غلبهم عليها خلفاء بني العباس أيام المعتز بالله فهلكوا بعد ذلك وبادوا‏.‏

ون بني عامر بن صعصعة أيضاً بنو عقيل بضم العين المهملة وفتح القاف وهم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب وكان أعظم القبائل هناك بنو عقيل هؤلاء وبنو تغلب وبنو سليم وكان أظهرهم في الكثرة والغلب بنو تغلب ثم اجتمع بنو عقيل وبنو تغلب على بني سليم فأخرجوهم من البحرين ثم اختلف بنو عقيل وبنو تغلب بعد مدة فغلب بنو تغلب على بني عقيل فطردوهم عن البحرين فساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الغراتية وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد وكان منهم المقلد وقرواش وقريش وابنه مسلم ملوك الموصل وبقيت بأيديهم حتى غلبهم عليها ملوك بني سلجوق فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولاً فوجدوا بني تغلب قد ضعف أمرهم فغلبوهم على البحرين وصار الأمر بالبحرين لبني عقيل‏.‏

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:39
ومن بني عقيل هؤلاء آل عامر وهم بنو عامر بن عقيل المذكور وهم الذين بيدهم بلاد البحرين‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين فقالوا‏:‏ المملكة بها لبني عامر بن عقيل وبنو تغلب من جملة رعاياهم على أن الحمداني قد وهم فقال‏:‏ وهم غير عامر المنتفق وعامر بن صعصعة وتبعه على ذلك في مسالك الأبصار‏.‏

وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بحلب وبلادها طائفة من بني عقيل‏.‏

ومن بني عقيل أيضاً بنو عبادة بضم العين المهملة وبالباء الموحدة والدال المهملة‏.‏

وهم بنو عبادة بن عقيل‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ومنازلهم بالجزيرة الفراتية مما يلي العراق لهم عدد وكثرة‏.‏

قال‏:‏ ومنهم الآن بقية بين الخازر والزاب يقال لهم عرب شرف الدولة في تجمل وعدد ولهم إحسان من صاحب الموصل‏.‏

ثم قال‏:‏ وهم عدد قليل نحو المائة فارس‏.‏

ومن بني عقيل أيضاً خفاجة بفتح الخاء المعجمة وفتح الفاء وجيم مفتوحة بعد الألف وهاء في الآخر وهم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل وفيهم الإمرة بالعراق إلى الآن‏.‏

ومن بطون هوازن أيضاً بنو جشم بضم الجيم وفتح الشين المعجمة وميم في الآخر وهم بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت مساكنهم بالسروات وهي تلال تفصل بين تهامة ونجد متصلة من البحرين إلى الشام كسروات الجبل‏.‏

قال‏:‏ وسروات جشم متصلة بسراة هذيل‏.‏

ثم قال‏:‏ وقد انتقل بعضهم إلى المغرب وهم الآن به ولم يبق بالسراة منهم إلا من ليس له صولة‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ ومن جشم هؤلاء دريد ابن الصمة‏.‏

ومن بطون هوازن أيضاً ثقيف بفتح الثاء المثلثة وكسر القاف وسكون الياء وفاء في الآخر وهم رهط الحجاج بن يوسف‏:‏ وهم بنو ثقيف واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن ويقال إنهم من إياد بن نزار المقدم ذكره‏.‏

وعن بعض النسابة أن ثقيفاً من بقايا ثمود وكان الحجاج ينكره ويقول كذبوا قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ وثمود فما أبقى ‏"‏ أي أهلكهم ولم يبق منهم أحداً‏.‏

قال في العبر‏:‏ وثقيف بطن واسع وكانت منازلهم بالطائف‏:‏ وهي مدينة من أرض نجد على مرحلتين من مكة في شرقيها وشمالها كانت في القديم للعمالقة ثم نزلها ثمود قبل وادي القرى ويقال إن الذي سكنها بعد العمالقة عدوان ثم غلبهم عليها ثقيف فهي الآن دارهم‏.‏

ومن قبائل قيس أيضاً باهلة وهم بنو سعد مناة بن مالك بن أعصر واسمه منبه بن سعد بن قيس عيلان وجعلهم في العبر بني مالك بن أعصر‏.‏

وباهلة أم سعد مناة عرفوا بها‏:‏ وهي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج منهم أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ومن قبائل قيس بنو مازن وهم بنو مازن بن منصور بن خصفة بن قيس عليلان‏.‏

قال في ومن قبائل قيس أيضاً بنو غطفان بن قيس عيلان‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون‏.‏

قال‏:‏ وكانت منازلهم مما يلي وادي القرى وجبلي طيء‏:‏ أجإ وسلمى ثم تفرقوا في الفتوحات الإسلامية واستولى على مواطنهم هناك قبائل طيء‏.‏

ومن بطون غطفان بنو عبس بفتح العين وسكون الباء الموحدة وسين مهملة في الآخر وهم بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان‏.‏

منهم زهير ابن قيس صاحب حرب داحس والغبراء وهما فرسان كانت إحداهما وهي داحس لعبس والأخرى وهي الغبراء لفزارة فأجريتا فوقع الحرب بسببهما‏.‏

ومن عبس هؤلاء عنترة بن شداد الشاعر الفارس المشهور‏.‏

ون غطفان أشجع بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الجيم وعين مهلمة في الآخر وهم بنو أشجع بن ريث بن غطفان‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانوا هم عرب المدينة النبويرة وكان سيدهم معقل بن سنان الصحابي‏.‏

قال‏:‏ ولم يبق أحد منهم بنجد إلا بقايا حول المدينة‏.‏

ثم قال‏:‏ وبالمغرب الأقصى منهم حي عظيم يظعنون مع عرب معقل بجهات سجلماسة ولهم عدد وذكر‏.‏

ومن غطفان أيضاً ذبيان قال الجوهري‏:‏ بكسر الذال يعني المعجمة وضمها وهم بنو ذبيان بن ريث بن غطفان ومنهم النابغة الذبياني الشاعر المشهور‏.‏

ومن ذبيان فزرة بفتح الفاء والزاي والراء المهملة وهاء في الآخر وهم بنو فزارة بن ذبيان‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت فزارة بنجد ووادي القرى فلم يبق منهم بنجد أحد ونزل جيرانهم من طيئ مكانهم‏.‏

وذكر أن بأرض برقة إلى طرابلس الغرب منهم قبائل‏:‏ رواحة وهيت وفزان‏.‏

قال‏:‏ وبإفريقية والمغرب منهم الآن أحياء كثيرة اختلطوا مع أهله يحتاج المعقل من عرب المغرب الأقصى إلى الاستظهار بهم‏.‏

قال‏:‏ ومنهم مع سليم بإفريقية طائفة أخرى أحلاف لأولاد أبي الليل من شعوب بني سليم يستظهرون بهم في مواقف الحرب ويقيمونهم لأنفسهم مقام الوزراء للملوك‏.‏

ثم قال‏:‏ وفي برقة ببلاد هيت جماعة منهم نازلون بها ومنهم طائفة بصرحاء المغرب‏.‏

قال الحمداني‏:‏ ومنهم بالديار المصرية جماعة بالصعيد وجماعة بضواحي القاهرة في قليوب وما حولها وبهم عرفت القرية المسماة بخراب فزارة هناك‏.‏

ومن فزارة بنو مازن وبنو بدر فأما بنو مازن فهم بنو مازن بن فزارة وأما بنو بدر فهم بنو بدر بن عدي بن فزارة‏:‏ قال في العبر‏:‏ وفيهم كانت رياسة بني فزارة في الجاهلية يرأسون جميع عطفان وتدين لهم قيس وإخوانهم بنو ثعلبة بن عدي ومنهم كان حذيفة بن بدر صاحب الفرس المعروفة بالغبراء المقدم ذكرها ومن بني بدر هؤلاء وبني عمهم بني مازن جماعة بالقيلوبية من الديار المصرية‏.‏

قلت‏:‏ وبنو بدر هم قبيلتنا التي إليها نعتزي وفيها ننتسب وأهل بلدتنا قلقشندة نصفهم من بني ومن قبائل قيس أيضاً بنو سليم بضم السين وفتح اللام وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم أكبر قبائل قيس‏.‏

وكان لسليم من الولد بهتة بضم الباء الموحدة في أوله وفتح المثناة بعد الهاء ومنه جميع أولاده‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر‏.‏

ومن منازلهم حرة سليم وحرة النار بين وادي القرى وتيما‏.‏

قال‏:‏ وليس لهم الآن بنجد عدد ولا بقية‏.‏

ثم قال‏:‏ وبإفريقية منهم حي عظيم وقد تقدم أنه كان منهم جماعة بالبحرين فغلبهم عليها بنو عقيل بن كعب وبنو تغلب‏.‏

وقال الحمداني‏:‏ ومساكنهم برقة مما يلي المغرب ومما يلي مصر‏.‏

قال‏:‏ وفيهم الأبطال الأنجاد والخيل الجياد‏.‏

قال في العبر‏:‏ وقد استولوا على برقة وهي إقليم طويل واسع الأطراف وخربوا مدنه ولم يتركوا بها ولاية ولا إمرة إلا لمشايخهم‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ والإمرة الآن فيهم في بني عزاز وهي الآن في زماننا لبني عريف‏.‏

ومن سليم هؤلاء لبيد ببرقة وهم بطون كثيرة العدد‏.‏

ومن قبائل قيس عدوان بفتح العين وسكون الدال المهملتين نون في الآخر وهم بنو عدوان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وسمي عدوان لأنه عدا على أخيه فهم فقتله‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهم بطن متسع وكانت منازلهم بالطائف من أرض نجد نزلوها بعد إياد والعمالقة ثم غلبهم عليها ثقيف فخرجوا إلى تهامة‏.‏

وبأفريقية الآن منهم أحياء بادية‏.‏

وقد عد الحمداني عدوان من عرب برية الحجاز من أحلاف آل فضل من عرب الشام فيحتمل أنهم هؤلاء وأنهم غيرهم‏.‏

الأصل الثالث‏:‏ إلياس بكسر الهمزة وسكون اللام وفتح الياء المثناة تحت وسين بعد الألف وهو إلياس بن مضر المقدم ذكره وكانت تحته خندف بكسر الخاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وفاء في الآخر وهي خندف بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة فعرف بنوه بها فقيل لهم خندف‏:‏ لأن زوجها إلياس رآها يوماً تمشي فقال لها‏:‏ مالك تخندفين والخندفة أن يقلب ظهر قدمه إلى الأرض عند مشيه‏.‏

وله فرعان على حاشية عمود النسب‏:‏ الفرع الأول‏:‏ طابخة بفتح الطاء المهملة وكسر الباء الموحدة بعد الألف وفتح الخاء المعجمة وهاء في الآخر وهم بنو طابخة واسمه عمرو ابن إلياس بن مضر وسمي طابخة لأنه كان هو وأخوه مدركة الآتي ذكره على عمود النسب وكان اسمه عامراً في إبل لهما فصاد صيداً وقعد يطبخانه فعدت عادية على إبلهما فاستاقتها فقال عامر لعمرو‏:‏ أتدرك الإبل أم تطبخ الصيد فقال عمرو‏:‏ بل أطبخ الصيد فلحق عامر الإبل فجاء بها فلما جاءا أباهما أخبراه الخبر فقال لعامر‏:‏ أنت مدركة‏.‏

وقال لعمرو‏:‏ أنت طابخة فسميا بذلك‏.‏

فمن قبائل طابخة تميم بفتح التاء المثناة فوق وكسر الميم وسكون الياء المثناة تحت وميم في الآخر وهم بنو تميم بن مر بن مراد بن طابخة‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمامة وامتدت إلى العذيب من أرض الكوفة ثم تفرقوا بعد ذلك في الحواضر ولم يبق منهم بادية وورث مساكنهم غزية من طيئ وخفاجة من بني عقيل بن كعب‏.‏

ومن بطون تميم بنو العنبر وهم بنو العنبر بن عمرو بن تميم وإليهم ينسب جديلة بن عبد الله العنبري الصحابي‏.‏

ومن بطون تميم بنو حنظلة وضبطة معروف وهم بنو حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم ويقال لهم حنظلة الأكرمون‏.‏

قال الجوهري‏:‏ وهم أكبر قبيلة في تميم‏.‏

ومن حنظلة بنو يربوع بفتح الياء المثناة تحت وسكون الراء المهملة وضم الباء الموحدة وسكون الواو وعين مهملة في الآخر وهم بنو يربوع بن حنظلة‏.‏

ومن بني يربوع بنو العنبر بن يربوع ومنهم سجاح التي تنبأت في زمن مسيلمة الكذاب وهم غير بني العنبر المقدم ذكرهم‏.‏

ومن قبائل طابخة بنو ضبة بفتح الضاد المعجمة وتشديد الباء‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت ديارهم بالناحية الشمالية من نجد بجوار بني تميم ثم انتقلوا في الإسلام إلى العراق وهم الذين قتلوا المتنبي ومن قبائل طابخة أيضاً مزينة بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح النون وهاء في الآخر وهم بنو عثمان وأوس ابني عمرو ابن أد بن طابخة ومزينة أمهما عرفوا بها وهي مزينة بنت كلب بن وبرة‏.‏

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:41
ومنهم كعب بن زهير ناظم القصيدة المعروفة ببانت سعاد وإليهم ينسب الإمام إسماعيل بن إبراهيم المزني صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه‏.‏

الفرع الثاني‏:‏ قمعة بفتح القاف والميم والعين المهملة وهاء في الآخر وهم بنو قمعة بن إلياس بن مضر‏.‏

قال الجوهري إن أباه سماه قمعة لما انقمع في بيته أي انقهر وذل ولم يشتهر عقبه‏.‏

الأصل الرابع‏:‏ مدركة بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر الراء المهلمة وفتح الكاف وهاء في الآخر وهم بنو مدركة بن إلياس بن مضر وقد تقدم سبب تسميته مدركة‏.‏

وله فرع واحد على حاشية عمود النسب وهو هذيل بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة تحت ولام في الآخر وهم بنو هذيل بن مدركة‏.‏

وهي قبيلة متسعة لها بطون كثيرة والنسبة إليها هذلي بحذف الياء بعد الذال وإليهم ينسب عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه‏.‏

الأصل الخامس‏:‏ خزيمة بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح الميم وهاء في الآخر وهو خزيمة بن مدركة‏.‏

وله فرعان على حاشية عمود النسب وهما الهون وأسد‏.‏

فأما الهون فبضم الهاء وسكون الواو ونون في الآخر وهو الهون بن خزيمة وهي قبيلة مشهورة‏.‏

ومن بطون الهون عضد بفتح العين المهملة والضاد المعجمة ودال مهملة في الآخر وهم بنو عضد بن الهون‏.‏

ومن بطون الهون أيضاً الديش بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وشين معجمة في الآخر وهم بنو الديش بن مليح بن الهون ويقال لهاتين القبيلتين وهما عضد والديش القارة‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وسموا بذلك لأن الشداخ الليثي أراد أن يفرقهم في بطون كنانة فقال بعضهم‏:‏ دعونا قارة لا نتفرق فسموا القارة‏.‏

وأما أسد وضبطه معروف فهم بطن كبير متسع قال في العبر‏:‏ ومنازلهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طيئ‏.‏

قال‏:‏ ويقال إن بلاد طيئ كانت لبني أسد فلما خرج بنو طيئ من اليمن تغلبوا على أجأ وسملى وتفرق بنو أسد بسبب ذلك في الأقطار ولم يبق لهم حي‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وبلادهم الآن لطيئ‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وبغسل وما ينضم إليها من بلاد الشام قوم من بني أسد‏.‏

ومن بطون أسد الكاهلية وهم بنو كاهل بن أسد‏.‏

ومن بطونهم دودان ابن أسد أيضاً‏.‏

الأصل السادس‏:‏ كنانة بكسر الكاف ونون بعدها ألف ثم نون مفتوحة بعدها هاء وهو كنانة بن خزيمة وهي قبيلة عظيمة اشتهرت على عمود النسب‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة بالإخميمية من صعيد الديار المصرية يعرفون بكنانة طلحة وذكر في مسالك الأبصار أن طائفة منهم قدموا الديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رزيك ونزلوا دمياط وما حولها‏.‏

وله على حاشية عمود النسب خمسة فروع‏:‏ الفرع الأول‏:‏ ملكان بفتح الميم وسكون اللام ونون في الآخر وهم بنو ملكان بن كنانة‏.‏

الفرع الثاني‏:‏ عبد مناة بإضافة عبد إلى مناة بميم مفتوحة بعدها نون وهم بنو عبد مناة بن كنانة ولهم عدة بطون‏:‏ منهم غفار بكسر الغين المعجمة وفتح الفاء وراء بعد الألف وهم بنو غفار بن عبد مناة بن كنانة وهم رهط أبي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليهم الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ غفار غفر الله لها ‏"‏‏.‏

ومنهم بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة ومن بكر هؤلاء الدئل‏.‏

وهم بنو الدئل بن بكر بن عبد مناة وإليهم ينسب أبو الأسود الدؤلي واضح علم النحو بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

ومنهم بنو مدلج بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وجيم في الآخر وهم بنو مدلج بن مرة بن عبد مناة‏.‏

وفي بني مدلج هؤلاء علم القيافة وهو إلحاق الإبن بالأب ونحو ذلك بالشبه‏.‏

ومنهم طائفة الأن بصرخد وحوران من بلاد الشام وطائفة بالأعمال الغربية من الديار المصرية‏.‏

ومنهم بنو ضمرة بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم وفتح الراء المهملة وهاء في الآخر وهم بنو ضمرة بن بكر بن عبد مناة وإليهم ينسب عمرو بن أمية الضمري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن منهم طائفة بساقية قلتة وما يليها من بلاد إخميم من صعيد مصر‏.‏

الفرع الثالث‏:‏ عمرو بن كنانة وإليه ينسب العمريون من بني كنانة‏.‏

الفرع الرابع‏:‏ عامر بن كنانة ومنه العامريون من كنانة‏.‏

الفرع الخامس‏:‏ مالك بن كنانة ومن عقبه بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك‏.‏

وفي بني فراس هؤلاء يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض من كان معه‏:‏ ‏"‏ لوددت أن يكون لي بألف منكم سبعة من بني فراس بن غنم ‏"‏‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة بساقية قلتة وما يليها من الإخميمية بمصر‏.‏

وذكر الحمداني أيضاً أن من كنانة ابن خزيمة طائفة بصعيد مصر بالأشمونين وما حولها تعرف بكنانة طلحة‏.‏

الصنف الثاني من العرب العدنانيين‏:‏ قريش بضم القاف وفتح الراء المهملة وهم بنو النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن كنانة وقيل في تمسيته بذلك إنه كان في سفينة ببحر فارس إذ خرجت عليهم دابة عظيمة يقال لها قريش فخافها أهل السفينة على أنفسهم فأخرج سهماً من كنانته ورماها فأثبتها ثم قربت السفينة منها فأمسكها وقطع رأسها وحملها معه إلى مكة فسمي باسمها‏.‏

وقيل سمي بنوه بذلك لغلبتهم القبائل وقهرهم إياهم تشبيهاً بالدابة المقدم ذكرها من حيث إنها تقهر سائر دواب البحر وقيل أخذاً من التقرش وهو الاجتماع لأن قصيا جمعهم عليه عند ولايته أمر قريش‏.‏

وقيل لتجارتهم أخذاً من التقرش وهو التجارة‏.‏

ثم لقريش عشرة أصول على عمود النسب‏:‏ الأصل الأول‏:‏ فهر بن مالك ويتفرع عن فهر على حاشية عمود النسب قبيلتان‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ بنو الحارث وهم بنو الحارث بن فهر‏.‏

ومن بني الحارث هؤلاء بنو الجراح رهط أبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المقطوع لهم بالجنة‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ بنو محارب بن فهر المقدم ذكره‏.‏

منهم الضحاك بن قيس أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

الأصل الثاني‏:‏ غالب بن فهر‏.‏

ويتفرع عنه على حاشية عمود النسب قبيلة واحدة وهم بنو الأدرم بن لؤي بن غالب والأدرم هو الناقص الذقن‏.‏

الأصل الثالث‏:‏ لؤي بن غالب‏.‏

ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاث قبائل‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ سعد وهم بنو سعد بن لؤي بن غالب كان له من الولد عمار وعماري ومخزوم ومن امرأته بنانة بضم الباء الموحدة وبها يعرفون فيقال لهم بنو بنانة ومنهم أبو الطفيل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ بنو عامر وهم بنو عامر بن لؤي وكان له من الولد حسل وبغيض‏.‏

ومن ول حسل سهيل بن عمرو الذي عقد الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية لقريش ومنهم عمرو بن عبد ود العامري فارس العرب الذي قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

الأصل الرابع‏:‏ كعب بن لؤي بن غالب ويتفرع منه خارجاً عن عمود النسب قبيلتان‏:‏ القبيلة الأولى هصيص بضم الهاء وفتح الصاد المهلمة وسكون الياء المثناة تحت وصاد مهملة في الآخر‏.‏

ومن هصيص بنو سهم منهم عمرو ابن العاص رضي الله عنه وكانت خطة بني سهم بفسطاط مصر حول الجامع العتيق‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن من بني عمرو بن العاص أشتاتاً بالصعيد ولهم حصة في وقف عمرو على أهله بمصر‏.‏

تابع

الورد الكسير
02-04-2005, 05:42
ومنهم بنو جمح بضم الجيم وفتح الميم وحاء مهملة في الآخر وهم بنو جمح بن هصيص المقدم ذكره ومنهم أمية بن خلف عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر في مسالك الأبصار أن من بني جمح قوماً بأذرعات من بلاد الشام‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ بنو عدي وهم بنو عدي بن كعب ومنهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسعيد بن زيد أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله في مسالك الأبصار أنه وفد من بني عدي جماعة إلى الديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز الفاطمي‏.‏

ومنهم رجال من بني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومقدمهم خلف بن نصر العمري وأنهم لقوا من الصالح طلائع بن رزيك وافر الإكرام ونزلوا بالبرلس من سواحل الأعمال الغربية‏.‏

وذكر أن من العمريين ببلاد الشام فرقة بوادي بني زيد وفرقة بعجلون‏.‏

الأصل الخامس‏:‏ مرة بن كعب ويتفرع عنه قبيلتان على حاشية عمود السب‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ تيم وهم بنو تيم بن مرة بن كعب‏.‏

ومنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وطلحة أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن من بني الصديق رضي الله عنه من بني عبد الرحمن وبني محمد ولدي أبي بكر رضي الله عنه جماعة بالأشمونين والبهنسائية من صعيد مصر‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم ثلاث فرق هم وأقرباؤهم وأطلق على الكل بنو طلحة‏.‏

فالفرقة الأولى منهم بنو إسحاق ويقال إن إسحاق ليس أباً لهم وإنما هو إسحاق مكان تحالفوا عنده فسموا به‏.‏

والفرقة الثانية فضاء طلحة وهم بطون كثيرة وأكثرهم أشتات كثيرة في البلاد لا حد لهم‏.‏

والفرقة الثالثة بنو محمد وهم بنو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومنازلهم بالبرجين وسفط سكرة وطحا المدينة من بلاد الأشمونين فيما ذكره الحمداني وأكثرهم الآن بدهروط من البهنسائية وخرج منهم جماعة من العلماء على مذهبي الإمامين‏:‏ مالك والشافعي رضي الله عنهما‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ بنو يقظة وهم بنو يقظة بن مرة‏.‏

ومنهم بنو مخزوم بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الزاي وسكون الواو وميم في الآخر وهم بنو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب وبه اشتهرت القبيلة دون أبيه يقظة لكثرة عقبه دون أبيه‏.‏

منهم خالد بن الوليد أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو جهل ابن هشام عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه العاص بن هشام قتلا يوم بدر كافرين وأخوهما سلمة بن هشام أسلم وكان من خيار المسلمين‏.‏

ومنهم سعيد بن المسيب التابعي المشهور‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن من بني مخزوم جماعة بصعيد مصر بالأشمونين وفيهم بأس وشدة‏.‏

وذكر أيضاً أن منهم خالد حمص وخالد الحجاز‏.‏

وذكر أن كلا منهم يدعي بنوة خالد بن الوليد رضي الله عنه‏.‏

ثم قال‏:‏ وقد أجمع أهل العلم بالنسب على انقراض عقبه‏.‏

قال ولعلهم من سواه من بني مخزوم فهم أكثر قريش بقية وأشرفهم جاهلية‏.‏

الأصل السادس‏:‏ كلاب بن مرة ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلة واحدة وهي زهرة بضم الزاي وسكون الهاء وفتح الراء وهاء في الآخر وهم بنو زهرة بن كلاب بن مرة قاله أبو عبيد وغيره‏.‏

وقد ذكر الجوهري أن زهرة اسم امرأة كلاب نسب ولده إليها‏.‏

منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف كلاهما من العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ومهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة ببلاد الأشمونين بصعيد مصر‏.‏

الأصل السابع‏:‏ قصي بني كلاب بن مرة وكان قصي عظيماً في قريش وهو الذي جمعهم بعد التفرق وفي ذلك يقول الشاعر‏:‏ أبوكم قصي حين يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر وارتجع مفاتيح الكعبة من خزاعة بعد أن كانوا انتزعوها من بني إسماعيل على ما تقدم ذكره‏.‏

ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلتان‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ بنو عبد الدار وهم بنو عبد الدار بن قصي وبيد بنيه كانت مفاتيح الكعبة دون سائر بني قصي‏.‏

وذلك أن قصياً لما أخذ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي أرسلها مع ابنه عبد الدار هذا إلى البيت وقال‏:‏ يا بني إسماعيل هذه مفاتيح بيت أبيكم إبراهيم وقد أعادها الله تعالى إليكم‏.‏

فبقيت بيده من حينئذ‏.‏

ومن ولده عثمان بن صلحة الحجبي الذي انتزع النبي صلى الله عليه وسلم منه مفاتيح الكعبة عام حجة الوداع حين طلبها منه لتدخل عائشة رضي الله عنها البيت ليلاً فامتنع من ذلك وقال‏:‏ إن الكعبة لم تفتح ليلاً قط فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏"‏ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ‏"‏ فأعادها إليه وقال‏:‏ ‏"‏ هي فيكم إلى يوم القيامة ‏"‏‏.‏

وقد ذكر في المسالك أن بحماه أقواماً من بني عبد الدار‏.‏

ومن بني عبد الدار بنو شيبة بن عثمان المقدم ذكره ابن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وهم حجبة الكعبة ومفاتيحها بيدهم إلى الآن‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن من بني شيبة هؤلاء قوماً بصعيد مصر بسفط وما يليها من بلاد البهنسائية يعرفون بجماعة نهار‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ بنو عبد العزى وهو عبد العزى بن قصي منهم هبار بن الأسود كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم فحسن إسلامه ومدحه‏.‏

ومن بني أسد هؤلاء الزبير بن العوام أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ومنهم خديجة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل الذي أتته خديجة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء النبوة حين جاءه الملك بحراء‏.‏

وقد ذكر الحمداني من بني الزبير طائفة بصعيد مصر ببلاد البهنسا وما يليها‏.‏

فمن ولد عبد الله بن الزبير بنو بدر وبنو مصلح وبنو رمضان‏.‏

ومن بني مصعب بن الزبير جماعة يعرفون بجماعة محمد بن وراق‏.‏

ومن ولد عروة بن الزبير بنو غين‏.‏

الأصل الثامن‏:‏ عبد مناف بن قصي ولبني عبد مناف في قريش النسب الصميم والحسب الكريم وإلى هذا أشار أبو طالب بقوله‏:‏ إذا افتخرت يوماً قريش بمفخر فعبد مناف أصلها وصميمها ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاثة قبائل‏.‏

القبيلة الأول‏:‏ بنو عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

ومن عبد شمس بنو أمية وهم بنو أمية الأكبر وأمية الأصغر ابني عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

فأما أمية الأكبر فكان له عشرة أولاد‏:‏ أربعة يسمون الأياص وهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص وستة يسمون العنابس وهم حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو‏.‏

ومن بني أمية الأكبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب والحكم بن العاص‏.‏

ومن ولده كانت المراونة خلفاء بني أمية‏.‏

وأما أمية الأصغر فيقال لأولاده العبلات ومن عقب أمية الأصغر الثريا بنت عبد الله بن الحارث بن أمية التي كان يشبب بها عمر بن أبي ربيعة وكان تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وفيهما يقول عمر بن أبي ربيعة‏:‏ أيها المنحك الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يماني وقد أختلف في النسبة إلى أمية على مذهبين أحدهما أنه أموي بضم الهمزة جرياً على اللفظ في أمية وإليه يميل كلام الشيخ أثير الدين أبي حيان في شرح التسهيل الثاني أنه ينسب إليها أموي بفتحها لأن أمية تصغير أمة فإذا نسبت رددته إلى أصله وعليه اقتصر الجوهري‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ نوفل وهم بنو نوفل بن عبد مناف ومنهم نافع بن طريب بن عمرو بن نوفل الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان نوفل وعبد شمس متآلفين فجرى بنوهما على ذلك‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ بنو المطلب وهم بنو المطلب بن عبد مناف وكان المطلب متآلفاً مع أخيه هاشم بن عبد مناف المقدم ذكره فجرى بنوهما على ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لم يفترق هاشم والمطلب في جاهلية ولا إسلام ‏"‏‏.‏

ومن بني المطلب الإمام الشافعي رضي الله عنه‏.‏

الأصل التاسع‏:‏ هاشم بن عبد مناف واسمه عمرو وسمي هاشماً لهشمه الثريد أيام المجاعة وفي ذلك يقول الشاعر‏:‏ عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف وانتهت إليه سيادة قريش‏.‏

وكان له على حاشية عمود النسب أربعة أولاد‏.‏

وهم‏:‏ نضلة وأسد وصيفي وأبو صيفي ولم يشتهروا كل الأشتهار‏.‏

الأصل العاشر‏:‏ عبد المطلب بن هاشم وكان له اثنا عشر ولداً‏:‏ عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة والعباس وضرار وحمزة وحجل وأبو لهب وقثم والغيداق الملقب بالمقوم والحارث أعمام النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف في العدد فيهم‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ والعقب منهم لستة‏:‏ حمزة والعباس رضي الله عنهما وأبو لهب وأبو المطلب والحارث وعبد الله‏.‏

فأما عبد الله فمن ولده النبي صلى الله عليه وسلم خلاصة الوجود وزبدة العالم‏.‏

وأما العباس فمن ولده الخلفاء من زمن أبي العباس السفاح الأول خلفائهم وهلم جرا إلى المستعين بن المتوكل خليفة العصر‏.‏

الورد الكسير
02-04-2005, 05:43
وأما العباس فمن ولده الخلفاء من زمن أبي العباس السفاح الأول خلفائهم وهلم جرا إلى المستعين بن المتوكل خليفة العصر‏.‏

وأما حمزة فقد ذكر ابن حزم وغيره أن عقبه انقرض‏.‏

وأما أبو طالب فله ثلاثة أولاد وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وجعفر وعقيل فمن ولد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الحسن والحسين عليهما السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقبهما قد ملأ الشرق والغرب وقد ذكر الحمداني أن منهم بصعيد مصر جماعة من الجعافرة بني جعفر الصادق من ولد الحسين بن علي وقال مسكنهم من بحري منفلوط إلى سملوط غرباً وشرقاً وعد من بطونهم الحيادرة وهم أنولاد حيدرة والسلاطنة وهم أولاد أبي جحيش وذكر أنه كان منهم الشريف حصن الدين بن تغلب صاحب دروة سربام من الأشمونين وبه عرفت بدروة الشريف وكان قد سمت نفسه إلى الملك في أواخر الدولة الأيوبية وبقي حتى ملك الظاهر بيبرس فأعمل له غوائل الغدر حتى قبض عليه وشنقه بالإسكندرية‏.‏

قال ومن بني الحسين قوم بحرجة منفلوط وببني الحسين هؤلاء تعرف القرية المسماة ببني الحسين‏.‏

وفي أسيوط جماعة من أولاد جعفر الصادق يعرفون بأولاد الشريف قاسم‏.‏

وذكر في مسالك الأبصار أن بسلمية وحلب وبلادهما جماعة من بني الحسين‏.‏

ومن ولد جعفر بن أبي طالب أقوام ببلاد الشام بوادي بني زيد وبصرخد وبلادها جماعة من عامر بن هلال يدعون أنهم من بني جعفر بن أبي طالب أيضاً‏.‏

وفي بعض قرى أذرعات قوم يدعون أنهم منهم‏.‏

وأما الحارث وأبو لهب فقد ذكر في العبر أن لهما عقباً موجوداً ولم يصرح بمحله‏.

الورد الكسير
02-04-2005, 05:45
الضرب الثالث من العرب الموجودين المتردد في عروبتهم

وهم البربر بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما راء مهملة ساكنة وراء مهملة في الآخر‏.‏

قال الجوهري‏:‏ ويقال فيهم البرابرة والهاء للعجمة والنسب ولا يمتنع حذفها‏.‏

وقد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب ثم اختلف في ذلك فقيل أوزاع من اليمن وقيل من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل العرم قاله المسعودي وقيل خلفهم أبرهة ذو المنار أحد تبابعة اليمن حين غزا المغرب وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبإ بعث سرية ن بنيه إلى المغرب ليعمروه فنزلوا وتناسلوا فيه وقيل من لخم وجذام كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر فمنعهم ملوكها من نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن إبراهيم الخليل عليه السلام‏.‏

وذكر الحمداني أنهم من ولد بربر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه ارتكب ذنباً فقال له أبوه البر البر اذهب يا بر فما أنت ببر وقيل هم من ولد بربر بن كسلاجيم بن حام بن نوح وقيل من ولد ثميلا بن ماراب بن عمرو بن علماق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح وقيل أخلاط من كنعان والعماليق وقيل من حمير ومصر والقبط وقيل من ولد جالوت ملك بني إسرائيل وإنه لما قتله داود تفرقوا في البلاد فلما غزا أفريقش البلاد نقلهم من سواحل الشام إلى المغرب وهو الذي رجحه صاحب العبر‏.‏

وبالجملة فأكثر الأقوال جانحة إلى أنهم من العرب وإن لم نتحقق من أي عرب هم وهم قبائل متشعبة وبطون متفرقة وأكثرهم ببلاد المغرب وبديار مصر منهم طائفة عظيمة قال في العبر‏:‏ وهي على كثرتها راجعة إلى أصلين لا تخرج عنهما‏:‏ أحدهما البرانس وهم بنو برنس ابن بربر‏.‏

والثاني البتر وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر‏.‏

وبعضهم يقول إنهم يرجعون إلى سبعة أصول‏.‏

و هي‏:‏ اردواحة‏.‏

ومصمودة وأوربة وعجية وكتامة وصنهاجة وأوريغة‏.‏

وزاد بعضهم لمطة وهسكورة وكزولة‏.‏

وقد ذكر صاحب العبر منهم الجم الغفير والذي تدعو الحاجة إلى ذكره من ذلك طائفتان‏.‏

الطائفة الأولى‏:‏ الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة القبيلة الأولى‏:‏ الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة إليهم وهم ثلاث قبائل‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ مصمودة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر وهم بنو مصمودة بن برنس بن بربر‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهم أكبر قبائل البربر وأكثرهم عدداً‏.‏

وأوسعهم شعوباً ومنهم الموحدون أصحاب المهدي بن تومرت القائم بقاياهم بأفريقية إلى الآن‏.‏

ومن مصمودة هنتاتة بفتح الهاء وإسكان النون وفتح التاء المثناة فوق وبعدها ألف ثم تاء ثانية مفتوحة وهاء في الآخر ومنهم أبو حفص أحد أصحاب المهدي بن تومرت المقدم ذكره وهو الذي ينسب إليه الحفصيون ملوك إفريقية القائمون بتونس إلى الآن على ما سيأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر وهم بطن من البتر بن البربر‏.‏

قال في العبر‏:‏ واسم زناتة جانا بالجيم ويقال شانا بالشين ابن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن رحيك بن مادغش بن بربر‏.‏

ونقل ابن حزم عن بعضهم أن ضري بن شقعو بن تبدواد بن ثملا بن مادغش بن هوك بن برسق بن كداد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان ابن حام بن نوح عليه السلام‏.‏

وقيل‏:‏ جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن هريك بن جديلات بن جالود بن رديلات بن عصي بن بادين بن رحيك بن مادغش الأبتر بن قيس عيلان وحينئذ تكون من العرب العدنانية‏.‏

وقيل‏:‏ جالوت بن جالود بن ديال بن قحطان بن فارس فتكون من الفرس‏.‏

قال في العبر‏:‏ وتزعم نسابة زناتة الآن أنهم من حمير من التبايعة فيكونون من القحطانية وبعضهم يقول إنهم من العمالقة‏.‏

وقد تقدم عددهم في العرب‏.‏

ومن زنانة بنو مرين بفتح الميم وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر وهم بنو مرين بن ورتاجن بن ماخوخ بن وجريج بن فاتن بن بدر بن يحفت بن عبد الله بن زرتبيص بن المعز بن إبراهيم بن رحيلك بن واشين بن نصبين بن سرا بن أحيا بن ورسيك بن أديت بن جانا وهو زناتة‏.‏

ومن بني مرين هؤلاء بنو عبد الحق ملوك فاس القائمون بها إلى الآن على ما يأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك إن شاء الله‏.‏

ومن زناتة أيضاً بنو عبد الواد ملوك تلمسان من المغرب الأوسط القائمون بها إلى الآن‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ صنهاجة بفتح الصاد المهملة وسكون النون وفتح الهاء وألف بعدها جيم مفتوحة وهاء في الآخر وهم بنو صنهاجة بن برنس بن بربر‏.‏

وقيل صنهاج بن أوريغ بن برنس بن بربر‏.‏

ويقال إنهم من حمير من عرب اليمن قاله ابن الكلبي والطبري والبيهقي والمسعودي وعبد العزيز الجرجاني‏.‏

وحكى ابن حزم‏:‏ أن صنهاج إنما هو ابن امرأة اسمها بصلى وليس له أب معروف وأنها تزوجت بأوريغ وهو معها فولدت له هوارة فكان صنهاج أخا هوارة لأمه‏.‏

ومن صنهاجة لمتونة بفتح اللام وسكون الميم وضم التاء المثناة فوق وفتح النون وهاء في الآخر ومن لمتونة ملوك المرابطين الذين كان منهم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين باني مدينة مراكش من الغرب الأقصى وهم الذين انقرض ملكهم بدولة الموحدين‏.‏

الطائفة الثانية‏:‏ الذين منهم بالديار المصرية‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهم قبيلتان‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ هوارة بفتح الهاء وتشديد الواو وفتح الراء المهملة بعد الألف وهاء في الآخر وهم بنو هوارة بن أوريغ بن برنس بن بربر‏.‏

وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام‏.‏

قال في العبر‏:‏ ونسابتهم يقولون إنهم من عرب اليمن‏:‏ فتارة يقولون إنهم من عاملة إحدى بطون قضاعة وتارة يقولون إنهم من ولد المسور بن السكاسك بن وائل بن حمير وتارة يقولون من ولد السكاسك بن أشرس بن كندة فيقولون هوار بن أوريغ بن حيور بن المثنى بن المسور وقد عد الحمداني من بطونهم بالديار المصرية بني مجريش وبني أسرات وبني قطران وبني كريب ولكنهم الآن قد اتسعت بطونهم وكثرت شعوبهم وصار لهم بطون كثيرة‏.‏

منها بنو محمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة والبروكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة‏.‏

والأهلة وزلتين وأسلين وبنو قمير والتيه والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدة وساورة وغلبان وحديد‏.‏ و السبعة‏.‏

وذكر في مسالك الأبصار أن لهم بالديار المصرية البحيرة ومن الإسكندرية غرباً إلى العقبة الكبيرة ولم يزل الأمر على ما ذكره إلى آخر المائة الثامنة في الدولة الظاهرية الشهيدية يرقوق فغلبهم على البحيرة زنارة وحلفاؤهم من بقية عرب البحيرة فخرجوا عنها إلى صعيد مصر ونزلوا به بالأعمال الإخميمية في جرجا وما حولها‏.‏

ثم قوي أمرهم واشتد بأسهم وكثر جمعهم حتى انتشروا في معظم الوجه القبلي فيما بين أعمال قوص وغلى غربي الأعمال البهنسائية وأقطعوا بها الإقطاعات وصارت الإمرة في بلاد إخميم لأولاد عمر وفي أعمال البهنسا وما حولها لأولاد غريب والأمر على ذلك إلى الآن‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ لواثة بفتح اللام والواو والثاء المثلثة وهاء في الآخر قال الحمداني‏:‏ ويقال لواثا بالألف وهم بنو لواثا الأصغر بن لواثا الأكبر ابن رحيك بن مادغش الأبتر بن بربر‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم يقولون إنهم من قيس من غطفان بن سعد بن قيس عيلان‏.‏

وذكر عن بعض النسابين أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه تزوج امرأة من العماليق فولدت له أولاداً منهم لواثة‏.‏

وحكى ابن حزم عن بعض النسابة‏:‏ أن لواثة من القبط ثم قال‏:‏ وليس بصحيح‏.‏

قال الحمداني‏:‏ ولهم بمصر بطون كثيرة ومنهم بنو بلار وجد وخاص وبنو مجدول وبنو جديدي وقطوفة وبركين ومالوا ومزورة‏.‏

قال‏:‏ وبنو جديدي تجمع أولاد قريش وأولاد زعازع وهم أشهر من في الصعيد وقطوفه تجمع مغاغة وواهلة‏.‏

وبركين تجمع بني زيد وبني روحين‏.‏

ومزورة تجمع بني وركان وبني غرواسن‏.‏

ثم قال‏:‏ فأما بنو بلار ففرقتان فرقة بالبهنسائية وهم بنو محمد‏.‏

وبنو علي وبنو نزار ونصف بني شهلان‏.‏

وأما الفرقة التي بالجيزية فبنو مجدول‏.‏

وسقارة وبنو أبي كثير وبنو الحلالس‏.‏

قال‏:‏ ويقال لهذه الفرقة جد وخاص ويقال للأولى البلارية ومنهم مغاغة ولهم سملوط إلى الساقية ولبني بركين قوسنا وما معها إلى بحري طنبدى ولبني جد وخاص الكفور الصولية‏.‏

وسفط أبو جرجا إلى طنبدى وإهريت‏.‏

ومنهم بنو محمد وبنو علي المقدم ذكرهما وأمراؤهم بنو زعازع‏.‏

وأما مزورة فبنو وركان وبنو غرواسن وبنو جماز وبنو الحكم وبنو الوليد وبنو الحجاج وبنو الحرمية‏.‏

وأما بنو نزار فمن بني زرية ومنهم نصف بني عامر والحماسنة والضباعنة وهم في إمارة بني زعازع‏.‏

ومنهم أيضاً بنو زيد وأمراؤهم أولاد قريش ومساكنهم النويرة وبالجيزة منهم صلامس‏:‏ عرب البدرشين وبنو منصور‏:‏ عرب منية رهينة وبنو بكم‏:‏ عرب سقارة وبنو مجدول وبنو يرني وبنو يوسف وبهم تعرف الكفور الثلاثة المسماة باسمهم‏.‏

وبالمنوفية منهم بنو يحيى والسوة وعبيد ومصلة وبنو مختار‏.‏

ومن لواثة هؤلاء زنارة بضم الزاي وتشديد النون وألف ثم راء مهملة مفتوحة وهاء في الآخر وهم بنو زنارة من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وقال‏:‏ إنه أخو هوارة وأكثر زنارة ببلاد المغرب ومنهم جماعة بالبحيرة وجماعة بالمنوفية‏.‏

وقد عد الحمداني من بطونهم بالبحيرة‏.‏

بني مزديش وهم مزداشة وبني حبون وواكدة وفرطيطة وغوجومة وطازولة ونفاث وناطورة وبني السعوية ومزداشة وبني أبي سعيد وهم عرب بدر بن سلام‏.‏

ومن لواثة أيضاً مزاتة بضم الميم وفتح الزاي والتاء المثناة فوق وهاء في الآخر وهم بنو مزاتة بن لواثة الأصغر ومنازلهم من البحيرة غرباً إلى العقبة الكبيرة ببرقة‏.‏

من شبكة عجور الحاسوبيه

راعي العليا
03-04-2005, 12:44
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
يعطيك العافية ياقلبي
من طول الغيبات جاب الغنايم
وجهود تشكر علية يالغالي
ولا هنت

فارس الظلام
03-04-2005, 05:50
الاخ / قلبي

الموضوع طويل ومتشعب ، ويحتاج وقت طويل للقراءه والتدقيق

ولكن للتوضيح وبصوره عامه ، مااجمع عليه اغلب الكتّاب والمؤرخين ، على ان العرب ثلاثه :-

عرب بائده :- كقوم عاد وثمود الذين ذكروا في القرآن ، والذين اندثرت آثارهم ولم يبقى لهم وجود .

عرب عاربه :- وهم بني قحطان .

عرب مستعربه :- وهم بني عدنان ، وسموا مستعربه لانهم كانوا لاينطقون العربيه ، وتعلموا اللغه العربيه من

القبائل القحطانيه ‏.

مع التحيه

الأصيل
03-04-2005, 09:54
يسلموووووووووووو اخوي / قلبي على الموضوع

يعطيك ألف عافية

مجهود تشكر عليه

مشكووووووووووووور

فرسان الفضول
03-04-2005, 11:41
يخليك ربي قلبي على هذا الموضوع

الورد الكسير
18-04-2009, 08:13
حياكم الله كل يوم شرفونا بردودكم