صفحة جديدة 2
 
 
العودة   مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة > المجالس الأدبيه > مجلس وديد بن عروج الفضلي ـ لـ القصائد المسموعه والمرئيه
 
 

مجلس وديد بن عروج الفضلي ـ لـ القصائد المسموعه والمرئيه يشمل منتدى [ عذب الكلام و القصص والالغاز و الخواطر والمدونات الخاصه ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
#1  
قديم 02-04-2005, 05:10
الورد الكسير
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19860 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
من هم العرب



ذكر أخبار العرب- نسبة العرب:-
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل : إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام والتحية والإكرام . و الصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، و منهم عاد و ثمود و طسم و جديس و أميم و جرهم و العماليق ، و أمم آخرون لا يعلمهم إلا الله ، كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام و في زمانه أيضاً .فأما العرب المستعربة ، و هم عرب الحجاز ، فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
الخلاف في نسبة حمير
و أما عرب اليمن و هم حمير فالمشهور أنهم من قحطان ، و اسمه مهزم . قاله ابن ماكولا . و ذكروا أنهم كانوا أربعة إخوة : قحطان و قاحط و مقحط و فالغ .
و قحطان بن هود . و قيل هو هود . و قيل هود أخوه . و قيل من ذريته . و قيل إن قحطان من سلالة إسماعيل ، حكاه ابن إسحاق و غيره . فقال بعضهم : هو قحطان ابن الهمبسع بن تيمن بن قيذر بن نبت بن إسماعيل و قيل غير ذلك في نسبه إلى إسماعيل و الله أعلم .
و قد ترجم البخاري في صحيحه على ذلك فقال : [ باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام ] حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن يزيد بن أبي عبيد ، حدثنا سلمة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فقال : ارموا بني إسماعيل و أنا مع بني فلان لأحد الفريقين ، فأمسكوا بأيديهم ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : و كيف نرمي و أنت مع بني فلان ، فقال : ارموا و أنا معكم كلكم .
تفرد به البخاري . و في بعض ألفاظه : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ، ارموا و أنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقال ارموا و أنا معكم كلكم .
قال البخاري : و أسلم بن أفضى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة . يعني : و خزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم . كما سيأتي بيانه . و كانت الأوس و الخزرج منهم ، و قد قال لهم عليه الصلاة و السلام : ارموا بني إسماعيل فدل على أنهم من سلالته . و تأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب ، لكنه تأويل بعيد إذ هو خلاف الظاهر بلا دليل .

الخلاف في نسبة قضاعة
لكن الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن و غيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل .
و عندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية و عدنانية . فالقحطانية شعبان : سبأ و حضرموت . و العدوانية شعبان أيضا: ربيعة ومضر ، ابنا نزار بن معد بن عدنان ، و الشعب الخامس و هم قضاعة مختلف فيهم ، فقيل إنهم عدنانيون قال ابن عبد البر : و عليه الأكثرون . و يروى هذا عن ابن عباس و ابن عمر و جبير بن مطعم ، و هو اختيار الزبير بن بكار و عمه مصعب الزبيري و ابن هشام . و قد ورد في حديث : قضاعة بن معد و لكنه لا يصح . قاله ابن عبد البر و غيره .
و يقال : إنهم لم يزالوا في جاهليتهم و صدر من الإسلام ينتسبون إلى عدنان ، فلما كان في زمن خالد بن يزيد بن معاوية ، و كانوا أخواله ، انتسبوا إلى قحطان ، فقال في ذلك أعشى بن ثعلبة في قصيدة له :
أبلغ قضاعة في القرطاس أنهم لولا خلائف آل الله ماعنقوا
قالت قضاعة إن من ذوى يمـــن والله يعلم مابروا ولا صدقوا
قـد ادعـوا والـداً ما نـال أمهـــم قد يعلمون ولكن ذلك الفرق
و قد ذكر أبو عمرو السهيلي أيضاً من شعر العرب مافيه إبداع في تعيير قضاعة في انتسابهم إلى اليمن . و الله أعلم .
و القول الثاني أنهم من قحطان ، و هو قول ابن إسحاق و الكلبي و طائفة من أهل النسب .
قال ابن إسحاق : و هو قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان . و قد قال بعض شعرائهم و هو عمرو بن مرة ، صحابي له حديثان :
ياأيهــــا الداعي ادعنا وأبشر وكــن قضاعيــــــــاً ولا‏‏ ‏تنـــــزر‏‏‏‏
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر ‏‏‏قضاعة بن مالك بن حمــــــــــير‏‏ ‏
النسب المعـروف غــير المنكــر في الحجر المنقوش تحت المنبـر
قال بعض أهل النسب : هو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير . وقال ابن لهيعة : عن معروف بن سويد ، عن أبى عشابة محمد بن موسى ، عن عقبة بن عامر ، قال : قلت يا رسول الله أما نحن من معد ؟ قال لا . قلت : فممن نحن ؟ قال : أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير .
قال أبو عمر بن عبد البر : و لايختلفون أن جهينة بن زيد بن أسود بن أسلم بن عمران بن الحاف بن قضاعة قبيلة عقبة بن عامر الجهني ، فعلى هذا قضاعة في اليمن في حمير بن سبأ.
و قد جمع بعضهم بين هذين القولين بما ذكره الزبير بن بكار و غيره من أن قضاعة امرأة من جرهم تزوجها مالك بن حمير فولدت له قضاعة ، ثم خلف عليها معد بن عدنان ، و ابنها صغير ، و زعم بعضهم أنه كان حملا فنسب إلى زوج أمه كما كانت عادة كثير منهم ينسبون الرجل إلى زوج أمه و الله أعلم .
و قال محمد بن سلام البصري النسابة : العرب ثلاثة جراثيم : العدنانية و القحطانية و قضاعة . قيل له : فأيهما أكثر العدنانية أوالقحطانية ؟ فقال : ما شاءت قضاعة ، إن تيامنت فالقحطانية أكثر وإن تعدننت فالعدنانية أكثر .
و هذا يدل على أنهم يتلونون في نسبهم ، فإن صح حديث ابن لهيعة المتقدم فهو دليل على أنهم من القحطانية و الله أعلم . و قد قال الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
قال علماء النسب : يقال شعوب ، ثم قبائل ، ثم عمائر ثم بطون ، ثم أفخاذ ، ثم فصائل ، ثم عشائر ، و العشيرة أقرب الناس و ليس بعدها شيء .
و لنبدأ أولا بذكر القحطانية ، ثم نذكر بعدهم عرب الحجاز و هم العدنانية و ما كان من أمر الجاهلية ، ليكون ذلك متصلاً بسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شاء الله تعالى و به الثقة .
و قد قال البخاري باب ذكر قحطان حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه و كذا رواه مسلم ، عن قتيبة عن الدراوردي ، عن ثور بن زيد به .
قال السهيلي : و قحطان أول من قيل له [ أبيت اللعن ] و أول من قيل له [ أنعم صباحاً ] .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، عن حريز حدثني راشد بن سعد المقرائي عن أبي حيي عن ذي مخمر أن رسول صلى الله عليه و سلم قال كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش [ و س ى ع و د إ ل ى هـ م ] قال عبد الله : كان هذا في كتاب أبي وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء ، يعني [ وسيعود إليهم ] .
قصة سبأ
قال الله تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
قال علماء النسب منهم محمد ابن إسحاق : اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان . قالوا : و كان أول من سبى من العرب فسمى سبأ لذلك . و كان يقال له الرائش ، لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه . قال السهيلي : و يقال إنه أول من تتوج . و ذكر بعضهم أنه كان مسلماً ، و كان له شعر بشر فيه بوجود رسول صلى الله عليه و سلم فمن ذلك قوله :
سيملك بعدنا ملكاً عظيماً نبي لا يرخص في الحــــرام
و يملك بعـــده منهم ملوك يدينـــون العبـــاد بغـــــير ذام
و يملك بعـــدهم منا ملوك يصير الملك فينــا باقتســــام
و يملك بعـــد قحطان نبي تقي ، مخبت خيـــر الأنــــــام
يسمى أحمداً يا ليت أني أعمر بعــــــــد مبعثه بعـــــام
فأعضده وأحبوه بنصري بكـل مدجج وبكــل رامـــــــي
متى يظهر فكونوا ناصريه و من يلقاه يبلغه ســـــــلامي
حكاه ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت عبد الله بن عباس يقول : إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : بل هو رجل ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، و بالشام منهم أربعة . فأما اليمانيون فمذحج و كندة و الأزد و الأشعريون و أنمار و حمير عرباً كلها و أما الشامية فلخم و جذام و عاملة و غسان .

تابع




رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:11   #2
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


و قد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث و ألفاظه هناك و لله الحمد .
و المقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، و قد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبع ، و كان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم ، كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك ، و كانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر و حضرموت تبعاً ، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، و من ملك الفرس كسرى ، و من ملك مصر فرعون ، و من ملك الحبشة النجاشي ، و من ملك الهند بطليموس ، و قد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس . و قد كانوا في غبطة عظيمة و أرزاق دارة و ثمار و زروع كثيرة ، و كانوا مع ذلك على الاستقامة و السداد و طريق الرشاد ، فلما بدلوا نعمة الله كفراً أحلوا قومهم دار البوار .
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : أرسل الله إليهم ثلاثة عشرة نبياً . و زعم السدي أنه أرسل إليهم اثني عشر ألف نبي ! فالله أعلم .
و المقصود أنهم عدلوا عن الهدى إلى الضلال و سجدوا للشمس من دون الله و كان ذلك في زمان بلقيس و قبلها أيضاً ، و استمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيل العرم كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور .
ذكر غير واحد من علماء السلف و الخلف من المفسرين و غيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين ، فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جداً ، حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين، و غرسوا فيهما البساتين و الأشجار المثمرة الأنيقة ، و زرعوا الزروع الكثيرة ، و يقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب و سلط إليه سبعين وادياً يفد إليه و جعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ، و مات و لم يكمل بناؤه ، فكملته حمير بعده، و كان اتساعه فرسخاً في فرسخ ، و كانوا في غبطة عظيمة و عيش رغيد و أيام طيبة ، حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار مما يتساقط فيه من نضجه وكثرته ، و ذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث و لا الدواب المؤذية ، لصحة هوائهم و طيب فنائهم كما قال تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور و كما قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .
فلما عبدوا غير الله و بطروا نعمته ، و سألوا بعد تقارب ما بين قراهم و طيب ما بينها من البساتين و أمن الطرقات ، سألوا أن يباعد بين أسفارهم و أن يكون سفرهم في مشاق و تعب ، و طلبوا أن يبدلوا بالخير شراً ، كما سأل بنو إسرائيل بدل المن و السلوى البقول و القثاء و الفوم و العدس و البصل ، فسلبوا تلك النعمة العظيمة و الحسنة العميمة بتخريب البلاد و الشتات على وجوه العباد ، كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم .
قال غير واحد : أرسل الله على أصل السد الفأر و هو الجرذ و يقال له الخلد ، فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئاً، إذ قد حم القدر و لم ينفع الحذر كلا لا وزر ، فلما تحكم في أصله الفساد سقط و انهار ، فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول و الأنهار و انقطعت تلك الثمار ، و بادت تلك الزروع و الأشجار ، و تبدلوا بعدها بردئ الأشجار و الأثمار ، كما قال العزيز الجبار وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل قال ابن عباس و مجاهد و غير واحد : هو الأراك و ثمره البرير ، و أثل و هو الطرفاء . و قيل يشبهه ، و هو حطب لا ثمر له [ و شيء من سدر قليل ] و ذلك لأنه لما كان يثمر النبق كان قليلاً مع أنه ذو شوك كثير و ثمره بالنسبة إليه ، كما يقال في المثل : لحم جمل غث على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقى . و لهذا قال تعالى ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي إنما نعاقب هذه العقوبة الشديدة من كفر بنا و كذب رسلنا و خلفنا أمرنا و انتهك محارمنا .
وقال تعالى : فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق و ذلك أنهم لما هلكت أموالهم و خربت بلادهم احتاجوا أن يرتحلوا منها و ينتقلوا عنها ، فتفرقوا في غور البلاد و نجدها أيدي سبأ شذر مذر ، فنزلت طوائف منهم الحجاز ، و منهم خزاعة ، و نزلوا ظاهر مكة ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و منهم المدينة المنورة اليوم ، فكانوا أول من سكنها ، ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود بنو قينقاع و بنو قريطة و بنو النضير ، فحالفوا الأوس و الخزرج و أقاموا عندهم ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و نزلت طائفة أخرى منهم الشام و هم الذين تنصروا فيما بعد ، و هم غسان و عاملة و بهراء و لخم و جذام و تنوخ و تغلب و غيرهم .
قال محمد بن إسحاق : حدثني أبو عبيده قال : قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة ، و هو ميمون بن قيس :
و في ذاك للمؤتسى أسوة و مأرب عفى عليها العرم
رخام بنته لــــهم حمــــير إذا جـــــاء موراه لم يرم
فأروى الزروع و أعنابها على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي لا يقدرون على شرب طفل إذا ما فطم
و قد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن أول من خرج من اليمن قبل سيل العرم عمرو بن عامر اللخمي ، و لخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ . و يقال لخم بن عدي بن سبأ . قاله ابن هشام .
قال ابن إسحاق : و كان سبب خروجه من اليمن ، فيما حدثني أبو زيد الأنصاري ، أنه رأى جرذاً يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه ، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه و لطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ، فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي . و عرض أمواله . فقال أشراف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله . و انتقل في ولده و ولد ولده . و قالت الأزد لا نتخلف عن عمرو بن عامر . فباعوا أموالهم و خرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ،ففي ذلك قال عباس بن مرداس :
وعك بن عدنان الذين تلعبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد
قال: فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد ، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، و نزل الأوس و الخزرج يثرب ، و نزلت خزاعة مراً ، و نزلت أزد السراة السراة ، و نزلت أزد عمان عمان . ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، و في ذلك أنزل الله هذه الآيات . و قد روى عن السدي قريب من هذا .
و عن محمد بن إسحاق في روايته أن عمرو بن عامر كان كاهناً . و قال غيره : كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم ، و كأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي ساط على سدهم ففعلوا ما فعلوا و الله أعلم . و قد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في التفسير .
لم يخرج كل أهل سبأ من اليمن
و ليس جميع سبأ خرجوا من اليمن لما أصيبوا بسيل العرم ، بل أقام أكثرهم بها ، و ذهب أهل مأرب الذين كان لهم السد فتفرقوا في البلاد ، و هو مقتضى الحديث المتقدم عن ابن عباس أن جميع قبائل سبأ لم يخرجوا من اليمن ، بل إنما تشاءم منهم أربعة و بقى باليمن ستة ، و هم مذحج و كندة و أنمار و الأشعريون . و أنمار هو أبو خثعم و بجيلة و حمير ، فهؤلاء ست قبائل من سبأ أقاموا باليمن ، و استمر فيهم الملك والتبابعة ، حتى سلبهم ذلك ملك الحبشة بالجيش الذي بعثه صحبا أميريه أبرهة و أرباط نحواً من سبعين سنة ، ثم استرجعه سيف بن ذي يزن الحميري ، و كان ذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه و سلم بقليل ، كما سنذكره مفصلا قريبا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان .
ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهل اليمن علياً و خالد بن الوليد ، ثم أبا موسى الأشعري و معاذ بن جبل ، و كانوا يدعون إلى الله تعالى و يبينون لهم الحجج ، ثم تغلب على اليمن الأسود العنسي و أخرج نواب رسول الله صلى الله عليه و سلم منها ، فلما قتل الأسود استقرت اليد الإسلامية عليها في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أنتهي (سيره أبن كثير)


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:12   #3
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة:-
تقدم ذكر إسماعيل نفسه عليه السلام مع ذكر الأنبياء ، وكيف كان من أمره حين احتمله أبوه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع أمه هاجر ، فأسكنها بوادي مكة بين جبال فاران حيث لا أنيس به ولا حسيس ، وكان إسماعيل رضيعا ثم ذهب وتركهما هنالك عن أمر الله له بذلك ، ليس عند أمه سوى جراب فيه تمر ووكاء فيه ماء ، فلما نفد ذلك أنبع الله لهاجر زمزم التي هي طعام طعم وشفاء سقم كما تقدم بيانه في حديث ابن عباس الطويل الذي رواه البخاري رحمه الله ثم نزلت جرهم وهي طائفة من العرب العاربة من أمم العرب الأقدمين عند هاجر بمكة على أن ليس لهم في الماء شيء إلا ما يشربون منه وينتفعون به فاستأنست هاجر بهم ، وجعل الخليل عليه السلام يطالع أمرهم في كل حين يقال : إنه كان يركب البراق من بلاد بيت المقدس في ذهابه وإيابه ثم لما ترعرع الغلام وشب وبلغ مع أبيه السعي كانت قصة الذبح كما تقدم بيان أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح .

ثم لما كبر تزوج من جرهم امرأة ثم فارقها وتزوج غيرها وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وجاءته بالبنين الاثني عشر كما تقدم ذكرهم وهم نابت وقيذر وميشا ومسمع وماشى ودما وأدر ويطور ونبش وطيما وقيذما هكذا ذكره محمد ابن إسحاق وغيره عن كتب أهل الكتاب وله ابنة واحدة اسمها نسمة وهي التي زوجها من ابن أخيه العيص بن إسحاق بن إبراهيم فولد منها الروم واليونان والأشبان أيضا في أحد القولين.

ثم جميع عرب الحجاز على اختلاف قبائلهم يرجعون في أنسابهم إلى ولديه نابت وقيذر ، وكان الرئيس بعده ، والقائم بالأمور الحاكم في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم ، نابت بن إسماعيل وهو ابن أخت الجرهميين ثم تغلبت جرهم على البيت طمعا في بني أختهم فحكموا بمكة وما والاها عوضا عن بني إسماعيل مدة طويلة ، فكان أول من صار إليه أمر البيت بعد نابت مضاص بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هين بن نبت بن جرهم ، وجرهم بن قحطان ويقال : جرهم بن يقطن بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح الجرهمي وكان نازلا بأعلى مكة بقعيقعان وكان السميدع سيد قطوراء نازلا بقومه في أسفل مكة وكل منهما يعشر من مر به مجتازا إلى مكة ثم وقع بين جرهم وقطوراء ، فاقتتلوا فقتل السميدع واستوثق الأمر لمضاض وهو الحاكم بمكة والبيت لا ينازعه في ذلك ولد إسماعيل مع كثرتهم وشرفهم وانتثارهم بمكة وبغيرها وذلك لخئولتهم له ولعظمة البيت الحرام ثم صار الملك بعده إلى ابنه الحارث ثم إلى عمرو بن الحارث ثم بغت جرهم بمكة ، وأكثرت فيها الفساد وألحدوا بالمسجد الحرام حتى ذكر أن رجلا منهم يقال : له إساف بن بغي وامرأة يقال لها : نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة فكان منه إليها الفاحشة ، فمسخهما الله حجرين فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما ، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد ، عبدا من دون الله في زمن خزاعة كما سيأتي بيانه في موضعه فكانا صنمين منصوبين يقال لهما : إساف ونائلة ، فلما أكثرت جرهم البغي بالبلد الحرام تمالأت عليهم خزاعة الذين كانوا نزلوا حول الحرم ، وكانوا من ذرية عمرو بن عامر الذي خرج من اليمن لأجل ما توقع من سيل العرم كما تقدم ، وقيل : إن خزاعة من بني إسماعيل فالله أعلم.

والمقصود أنهم اجتمعوا لحربهم وآذنوهم بالحرب ، واقتتلوا واعتزل بنو إسماعيل كلا الفريقين ، فغلبت خزاعة وهم بنو بكر بن عبد مناة وغبشان وأجلوهم عن البيت فعمد عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي - وهو سيدهم -إلى غزالي الكعبة وهما من ذهب وحجر الركن - وهو الحجر الأسود - وإلى سيوف محلاة وأشياء أخر فدفنها في زمزم وعلم زمزم وارتحل بقومه فرجعوا إلى اليمن وفي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن مضاض

وقائلــة والــدمع سـكب مبـادر

وقـد شـرقت بـالدمع منها المحاجر

كـأن لـم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولــم يســمر بمكـة سـامر

فقلــت لهـا والقلـب منـي كأنمـا

يلجلجــه بيــن الجنـاحين طـائر

بــلى نحــن كنـا أهلهـا فأزالنـا

صـروف الليـالي والجـدود العواثر

وكنـا ولاة البيـت مـن بعـد نـابت

نطـوف بـذاك البيـت والخير ظاهر

ونحـن ولينـا البيـت مـن بعد نابت

بعـز فمـا يحـظى لدينـا المكـاثر

ملكنــا فعززنــا فـأعظم بملكنـا

فليس لحــي غيرنــا ثـم فـاخر

ألـم تنكحـوا مـن خير شخص علمته

فأبنــاؤه منــا ونحـن الأصـاهر

فـإن تنثـن الدنيـا علينـا بحالهـا

فــإن لهـا حـالا وفيهـا التشـاجر

فأخرجنــا منهــا المليـك بقـدرة

كـذلك يـا للنـاس تجـري المقـادر

أقــول إذا نـام الخـلي ولـم أنـم

إذا العـرش لا يبعـد سـهيل وعامر

وبــدلت منهــا أوجهـا لا أحبهـا

قبــائل منهــا حــمير ويحـابر

وصرنــا أحاديثــا وكنـا بغبطـة

بــذلك عضتنـا السـنون الغوابـر

فسـحت دمـوع العيـن تبكـي لبلدة

بهـا حـرم أمـن وفيهـا المشـاعر

وتبكـي لبيـت ليس يـؤذى حمامـه

يظــل بـه أمنـا وفيـه العصـافر

وفيــه وحــوش لا تـرام أنيسـة

إذا خرجــت منــه فليس تغــادر


قال ابن إسحاق وقال عمرو بن الحارث بن مضاض - أيضا - يذكر بني بكر وغبشان الذين خلفوا بعدهم بمكة

يـا أيهـا النـاس سيروا إن قصركم

أن تصبحـوا ذات يـوم لا تسـيرونا

حـثوا المطـي وأرخـوا مـن أزمتها

قبـل الممـات وقضـوا مـا تقضونا

كنــا أناســا كمـا كـنتم فغيرنـا

دهـر فـأنتم كمـا صرنـا تصيرونا


قال ابن هشام هذا ما صح له منها ، وحدثني بعض أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات أول شعر قيل في العرب ، وأنها وجدت مكتوبة في حجر باليمن ولم يسم قائلها وذكر السهيلي لهذه الأبيات إخوة وحكى عندها حكاية معجبة وإنشادات معربة قال : وزاد أبو الوليد الأزرقي في كتابه " فضائل مكة " على هذه الأبيات المذكورة المنسوبة إلى عمرو بن الحارث بن مضاض

قـد مـال دهـر علينـا ثـم أهلكنـا

بـالبغي فينـا وبـز النـاس ناسـونا

إن التفكــر لا يجــدي بصاحبــه

عنـد البديهـة فـي علـم لـه دونـا

قضــوا أمــوركم بـالحزم إن لهـا

أمــور رشـد رشـدتم ثـم مسـنونا

واسـتخبروا فـي صنيـع الناس قبلكم

كمـا اسـتبان طـريق عنـده الهونا

كنــا زمانـا ملـوك النـاس قبلكـم

بمسـكن فـي حـرام اللـه مسـكونا


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:12   #4
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


خبر عدنان جد عرب الحجاز:-

لا خلاف أن عدنان من سلالة إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام ، واختلفوا في عدة الآباء بينه وبين إسماعيل على أقوال كثيرة فأكثر ما قيل : أربعون أبا وهو الموجود عند أهل الكتاب أخذوه من كتاب رخيا كاتب أرميا بن حلقيا على ما سنذكره وقيل : بينهما ثلاثون وقيل : عشرون وقيل : خمسة عشر وقيل : عشرة وقيل : تسعة وقيل : سبعة وقيل : إن أقل ما قيل في ذلك أربعة لما رواه موسى بن يعقوب عن عبد الله بن وهب بن زمعة الزمعي عن عمته عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال معد بن عدنان بن أدد بن زند بن يرى بن أعراق الثرى قالت أم سلمة : فزند هو الهميسع ، واليرى هو نبت ، وأعراق الثرى هو إسماعيل ؛ لأنه ابن إبراهيم ، وإبراهيم لم تأكله النار كما أن النار لا تأكل الثرى قال الدارقطني : لا نعرف زندا إلا في هذا الحديث ، وزند بن الجون وهو أبو دلامة الشاعر
قال الحافظ أبو القاسم السهيلي وغيره من الأئمة : مدة ما بين عدنان إلى زمن إسماعيل أكثر من أن يكون بينهما أربعة أباء أو عشرة أو عشرون وذلك أن معد بن عدنان كان عمره زمن بختنصر ثنتي عشرة سنة وقد ذكر أبو جعفر الطبري وغيره أن الله تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى أرمياء بن حلقيا : أن اذهب إلى بختنصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب وأمر الله أرميا أن يحمل معه معد بن عدنان على البراق كي لا تصيبه النقمة فيهم فإني مستخرج من صلبه نبيا كريما أختم به الرسل ، ففعل أرميا ذلك واحتمل معدا على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني إسرائيل ممن بقي منهم بعد خراب بيت المقدس وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جوشن من بني دب بن جرهم قبل أن يرجع إلى بلاده ثم عاد بعد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب وكان رخيا كاتب أرمياء قد كتب نسبه في كتاب عنده ليكون في خزانة أرمياء فيحفظ نسب معد كذلك والله أعلم ولهذا كره مالك رحمه الله رفع النسب إلى ما بعد عدنان.
قال السهيلي : وإنما تكلمنا في رفع هذه الأنساب على مذهب من يرى ذلك ولم يكرهه كابن إسحاق والبخاري والزبير بن بكار والطبري وغيرهم من العلماء وأما مالك رحمه الله فقد سئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك وقال له : من أين له علم ذلك فقيل له : فإلى إسماعيل فأنكر ذلك أيضا وقال : ومن يخبره به وكره أيضا أن يرفع في نسب الأنبياء مثل أن يقال : إبراهيم بن فلان بن فلان هكذا ذكره المعيطي في كتابه.
قال : وقول مالك هذا نحو مما روي عن عروة بن الزبير أنه قال : ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل وعن ابن عباس أنه قال : بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون وروي عن ابن عباس أيضا أنه كان إذا بلغ عدنان يقول : كذب النسابون مرتين أو ثلاثا والأصح عن ابن مسعود مثله وقال عمر بن الخطاب إنما ننتسب إلى عدنان وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتابه " الإنباه في معرفة قبائل الرواة " روى ابن لهيعة عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرصا وقال أبو الأسود : سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة - وكان من أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم - يقول : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم.
قال أبو عمر : وكان قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود وعمرو بن ميمون الأودي ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ قالوا كذب النسابون .
قال أبو عمر رحمه الله : والمعنى عندنا في هذا غير ما ذهبوا ، والمراد أن من ادعى إحصاء بني آدم ؛ فإنهم لا يعلمهم إلا الله الذي خلقهم ؛ وأما أنساب العرب فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها واختلفوا في بعض فروع ذلك.
قال أبو عمر : والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا : عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وهكذا ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة.


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:14   #5
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


أصول أنساب عرب الحجاز لعدنان:-
وذلك ؛ لأن عدنان ولد له ولدان معد وعك قال السهيلي : ولعدنان أيضا ابن اسمه الحارث ، وآخر يقال له : المذهب قال ، وقد ذكر أيضا في بنيه الضحاك ، وقيل : إن الضحاك ابن لمعد لا ابن عدنان قال : وقيل : إن عدن الذي تعرف به مدينة عدن وكذلك أبين كانا ابنين لعدنان . حكاه الطبري فتزوج عك في الأشعريين ، وسكن في بلادهم من اليمن ، فصارت لغتهم واحدة ، فزعم بعض أهل اليمن أنهم منهم فيقولون : عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد بن يغوث ويقال : عك بن عدنان بن الذيب بن عبد الله بن الأسد ويقال : الريث بدل الذيب والصحيح ما ذكرنا من أنهم من عدنان . قال عباس بن مرداس

وعـك بـن عدنـان الـذين تلعبـوا

بغسـان حـتى طـردوا كـل مطرد


وأما معد فولد له أربعة : نزار وقضاعة وقنص وإياد ، وكان قضاعة بكره وبه كان يكنى وقد قدمنا الخلاف في قضاعة ولكن هذا هو الصحيح عند ابن إسحاق وغيره والله أعلم .

وأما قنص فيقال : إنهم هلكوا ولم يبق لهم بقية إلا أن النعمان بن المنذر الذي كان نائبا لكسرى على الحيرة كان من سلالته على قول طائفة من السلف وقيل : بل كان من حمير كما تقدم والله أعلم .

وأما نزار فولد له ربيعة ومضر وأنمار قال ابن هشام وإياد بن نزار كما قال الشاعر

وفتــــو حســـن أوجـــههم

مــن إيـاد بـن نـزار بـن معـد


قال : وإياد ومضر شقيقان أمهما سودة بنت عك بن عدنان وأم ربيعة وأنمار شقيقة بنت عك بن عدنان ، ويقال : جمعة بنت عك بن عدنان قال ابن إسحاق فأما أنمار ، فهو والد خثعم وبجيلة قبيلة جرير بن عبد الله البجلي قال : وقد تيامنت فلحقت باليمن قال ابن هشام وأهل اليمن يقولون أنمار بن إراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ قلت : والحديث المتقدم في ذكر سبأ يدل على هذا والله أعلم .

قالوا : وكان مضر أول من حدا ؛ وذلك لأنه كان حسن الصوت ، فسقط يوما عن بعيره ، فوثبت يده فجعل يقول : وايدياه وايدياه فأعنقت الإبل ؛ لذلك قال ابن إسحاق فولد مضر بن نزار رجلين إلياس وعيلان وولد لإلياس مدركة وطابخة وقمعة ، وأمهم خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة قال ابن إسحاق وكان اسم مدركة عامرا ، واسم طابخة عمرا ، ولكن اصطاد صيدا فبينا هما يطبخانه إذ نفرت الإبل ، فذهب عامر في طلبها حتى أدركها ، وجلس الآخر يطبخ ، فلما راحا على أبيهما ذكرا له ذلك ، فقال لعامر : أنت مدركة وقال لعمرو : أنت طابخة قال : وأما قمعة فيزعم نساب مضر أن خزاعة من ولد عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس قلت : والأظهر أنه منهم لا والدهم وأنهم من حمير كما تقدم والله أعلم .

قال ابن إسحاق فولد مدركة خزيمة وهذيلا وأمهما امرأة من قضاعة وولد خزيمة كنانة وأسدا وأسدة والهون قال : وولد كنانة النضر ومالكا وعبد مناة وملكان . وزاد أبو جعفر الطبري في أبناء كنانة على هؤلاء الأربعة عامرا والحارث والنضير وغنما وسعدا وعوفا وجرولا والحدال وغزوان .


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:15   #6
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


قريش نسبا وأشتقاقا وفضلا وهم بنو النضر بن كنانة:-
قال ابن اسحاق : وأم النضر برة بنت مر بن أد بن طابخة وسائر بنيه لامرأة أخرى ، وخالفه ابن هشام فجعل برة بنت مر أم النضر ومالك وملكان وأم عبد مناة هالة بنت سويد بن الغطريف ، من أزد شنوءة قال ابن هشام النضر هو قريش ، فمن كان من ولده ، فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي وقال : ويقال : فهر بن مالك هو قريش ، فمن كان من ولده فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده ، فليس بقرشي وهذان القولان قد حكاهما غير واحد من أئمة النسب كالشيخ أبي عمر بن عبد البر ، والزبير بن بكار ، ومصعب وغير واحد قال أبو عبيد وابن عبد البر : والذي عليه الأكثرون أنه النضر بن كنانة لحديث الأشعث بن قيس قلت : وهو الذي نص عليه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وأبو عبيدة معمر بن المثنى ، وهو جادة مذهب الشافعي رضي الله عنه ، ثم اختار أبو عمر أنه فهر بن مالك واحتج بأنه ليس أحد اليوم ممن ينتسب إلى قريش إلا وهو يرجع في نسبه إلى فهر بن مالك ثم حكى اختيار هذا القول عن الزبير بن بكار ومصعب الزبيري وعلي بن كيسان قال : وإليهم المرجع في هذا الشأن ، وقد قال الزبير بن بكار وقد أجمع نساب قريش ، وغيرهم أن قريشا إنما تفرقت من فهر بن مالك والذي عليه من أدركت من نساب قريش أن ولد فهر بن مالك قرشي ، وأن من جاوز فهر بن مالك بنسبه ، فليس من قريش ثم نصر هذا القول نصرا عزيزا ، وتحامى له بأنه ونحوه أعلم بأنساب قومهم وأحفظ لمآثرهم.

وقد روى البخاري من حديث كليب بن وائل قال : قلت لربيبة النبي صلى الله عليه وسلم - يعني زينب في حديث ذكره - : أخبريني عن النبي صلى الله عليه وسلم أكان من مضر ؟ قالت : فممن كان إلا من مضر ؟ من بني النضر بن كنانة .

وقال الطبراني : ثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا الحسن بن صالح عن أبيه عن الجفشيش الكندي قال : جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أنت منا وادعوه فقال : لا نقفو أمنا ، ولا ننتفي من أبينا نحن ولد النضر بن كنانة.

وقال الإمام أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد : ثنا أبي ثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال جاء رجل من كندة يقال له : الجفشيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا نزعم أن عبد مناف منا ، فأعرض عنه ثم عاد فقال مثل ذلك ثم أعرض عنه ثم عاد فقال مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا فقال الأشعث : ألا كنت سكت من المرة الأولى ، فأبطل ذلك قولهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا غريب أيضا من هذا الوجه ، والكلبي ضعيف والله أعلم.

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا بهز وعفان قالا : ثنا حماد بن سلمة قال : ثني عقيل بن أبي طلحة وقال عفان : عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن الهيصم عن الأشعث بن قيس أنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة قال عفان : لا يروني أفضلهم قال فقلت : يا رسول الله إنا نزعم أنكم منا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا قال : فقال الأشعث بن قيس : فوالله لا أسمع أحدا نفى قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد ، وهكذا رواه ابن ماجه من طرق عن حماد بن سلمة به ، وهذا إسناد جيد قوي ، وهو فيصل في هذه المسألة فلا التفات إلى قول من خالفه والله أعلم .

وقد قال جرير بن عطية التميمي يمدح هشام بن عبد الملك بن مروان

فمــا الأم التــي ولــدت قريشـا

بمقرفـــة النجـــار ولا عقيــم

ومــا قــرم بـأنجب مـن أبيكـم

ولا خــال بــأكرم مــن تميـم


قال ابن هشام يعني أم النضر بن كنانة ، وهي برة بنت مر أخت تميم بن مر.

وأما اشتقاق قريش فقيل : من التقرش ، وهو التجمع بعد التفرق ، وذلك في زمن قصي بن كلاب ، فإنهم كانوا متفرقين ، فجمعهم بالحرم كما سيأتي بيانه ، وقد قال حذافة بن غانم العدوي

أبـوكم قصـي كـان يـدعى مجمعا

بـه جـمع اللـه القبـائل مـن فهـر


وقال بعضهم : كان قصي يقال له : قريش قيل : من التجمع والتقرش : التجمع كما قال أبو خلدة اليشكري

إخــوة قرشــوا الذنــوب علينـا

فــي حـديث مـن دهرنـا وقـديم


وقيل : سميت قريش من التقرشي ، وهو التكسب والتجارة حكاه ابن هشام رحمه الله وقال الجوهري : القرش الكسب والجمع وقد قرش يقرش قال الفراء وبه سميت قريش وهي قبيلة ، وأبوهم النضر بن كنانة فكل من كان من ولده فهو قرشي دون ولد كنانة فما فوقه ، وقيل : من التفتيش قال هشام بن الكلبي : كان النضر بن كنانة تسمى قريشا ؛ لأنه كان يقرش عن خلة الناس وحاجتهم ، فيسدها بماله والتقرش هو التفتيش ، وكان بنوه يقرشون أهل الموسم عن الحاجة ، فيرفدونهم بما يبلغهم بلادهم ، فسموا بذلك من فعلهم وقرشهم قريشا ، وقد قال الحارث بن حلزة في بيان أن التقرش التفتيش

أيهــا النــاطق المقــرش عنـا

عنــد عمــرو فهـل لـه إبقـاء


حكى ذلك الزبير بن بكار وقيل : قريش تصغير قرش ، وهو دابة في البحر قال بعض الشعراء

وقـريش هـي التـي تسـكن البحـر

بهــا ســميت قــريش قريشــا


قال البيهقي : أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو الحسن علي بن عيسى الماليني حدثنا محمد بن الحسن بن الخليل النسوي أن أبا كريب حدثهم حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي ركانة العامري أن معاوية قال لابن عباس : فلم سميت قريش قريشا ؟ فقال : لدابة تكون في البحر تكون أعظم دوابه فيقال لها : القرش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته قال : فأنشدني في ذلك شيئا فأنشده شعر الجمحي إذ يقول

وقـريش هـي التـي تسـكن البحـر

بهــا ســميت قــريش قريشــا

تـــأكل الغـــث والســمين ولا

تــترك لــذي الجنــاحين ريشـا

هكــذا فـي البـلاد حـي قـريش

يــأكلون البــلاد أكــلا كميشـا

ولهـــم آخــر الزمــان نبــي

يكــثر القتــل فيهــم والخموشـا


وقيل : سموا بقريش بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة ، وكان دليل بني النضر ، وصاحب ميرتهم ، فكانت العرب تقول : قد جاءت عير قريش قالوا : وابن بدر بن قريش هو الذي حفر البئر المنسوبة إليه التي كانت عندها الوقعة العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله أعلم.

ويقال في النسبة إلى قريش : قرشي وقريشي قال الجوهري : وهو القياس قال الشاعر

لكــل قريشــي عليــه مهابــة

سـريع إلـى داعـي النـدا والتكـرم


قال : فإذا أردت بقريش الحي صرفته ، وإن أردت القبيلة منعته قال الشاعر في ترك الصرف

وكفى قريش المعضلات وسادها


وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي عمر والأوزاعي قال : حدثني شداد أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم قال أبو عمر ابن عبد البر : يقال : بنو عبد المطلب فصيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو هاشم فخذه وبنو عبد مناف بطنه وقريش عمارته وبنو كنانة قبيلته ومضر شعبه صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.

ثم قال ابن إسحاق فولد النضر بن كنانة مالكا ويخلد . قال ابن هشام والصلت ، وأمهم جميعا بنت سعد بن الظرب العدواني قال كثير بن عبد الرحمن وهو كثير عزة أحد بني مليح بن عمرو من خزاعة

أليس أبـي بـالصلت أم ليس إخـوتي

لكـل هجـان مـن بني النضر أزهرا

رأيـت ثيـاب العصب مختلط السدى

بنـا وبهـم والحـضرمي المخـصرا

فـإن لم تكونوا من بني النضر فاتركوا

أراكــا بأذنـاب الفـوائج أخـضرا


قال ابن هشام وبنو مليح بن عمرو يعزون إلى صلت بن النضر.

قال ابن إسحاق فولد مالك بن النضر فهر بن مالك ، وأمه جندلة بنت الحارث بن مضاض الأصغر ، وولد فهر غالبا ومحاربا والحارث وأسدا ، وأمهم ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة.

تابع


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:16   #7
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


قال ابن هشام وأختهم لأبويهم جندلة بنت فهر قال ابن إسحاق فولد غالب بن فهر لؤي بن غالب وتيم بن غالب ، وهم الذين يقال لهم : بنو الأدرم وأمهما سلمى بنت عمرو الخزاعي قال ابن هشام وقيس بن غالب وأمه سلمى بنت كعب بن عمرو الخزاعي ، وهي أم لؤي قال ابن إسحاق فولد لؤي بن غالب أربعة نفر كعبا وعامرا وسامة وعوفا قال ابن هشام ويقال : والحارث وهم جشم بن الحارث في هزان من ربيعة وسعد بن لؤي وهما بنانة في شيبان بن ثعلبة وبنانة حاضنة لهم ، وخزيمة بن لؤي ، وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة.

ثم ذكر ابن إسحاق خبر سامة بن لؤي ، وأنه خرج إلى عمان فكان بها وذلك لشنآن كان بينه وبين أخيه عامر ، فأخافه عامر ، فخرج عنه هاربا إلى عمان وأنه مات بها غريبا ، وذلك أنه كان يرعى ناقته ، فعلقت حية بمشفرها ، فوقعت لشقها ثم نهشت الحية سامة حتى قتلته ، فيقال : إنه كتب بأصبعه على الأرض

عيــن فـأبكي لسـامة بـن لـؤي

علقــت مــا بســامة العلاقــه

لا أرى مثــل ســامة بـن لـؤي

يــوم حــلوا بــه قتيـلا لناقـه

بلغــا عــامرا وكعبــا رسـولا

أن نفســـي إليهمـــا مشــتاقه

إن تكــن فـي عمان داري فـإني

غـالبي خرجـت مـن غـير فاقـه

رب كـأس هـرقت يـا ابـن لـؤي

حــذر المـوت لـم تكـن مهراقـه

رمـت دفـع الحـتوف يـا ابن لؤي

مـا لمـن رام ذاك بـالحتف طاقـة

وخــروس السـرى تـركت رزيـا

بعــد جــد وحــدة ورشــاقه


قال ابن هشام وبلغني إن بعض ولده أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى سامة بن لؤي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم آلشاعر؟ فقال له بعض أصحابه : كأنك يا رسول الله أردت قوله

رب كـأس هـرقت يـا ابـن لـؤي

حــذر المـوت لـم تكـن مهراقـه


فقال أجل .

وذكر السهيلي عن بعضهم أنه لم يعقب وقال الزبير : ولد أسامة بن لؤي غالبا والنبيت والحارث قالوا : وكانت له ذرية بالعراق يبغضون عليا ، ومنهم علي بن الجعد كان يشتم أباه لكونه سماه عليا ومن بني سامة بن لؤي محمد بن عرعرة بن اليزيد شيخ البخاري .

وقال ابن إسحاق وأما عوف بن لؤي فإنه خرج - فيما يزعمون - في ركب من قريش حتى إذا كان بأرض غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان أبطئ به ، فانطلق من كان معه من قومه ، فأتاه ثعلبة بن سعد ، وهو أخوه في نسب بني ذبيان ، فحبسه وزوجه والتاطه وآخاه ، فشاع نسبه في ذبيان وثعلبة فيما يزعمون.

قال ابن إسحاق وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير أو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين أن عمر بن الخطاب قال : لو كنت مدعيا حيا من العرب أو ملحقهم بنا لادعيت بني مرة بن عوف إنا لنعرف منهم الأشباه مع ما نعرف من موقع ذلك الرجل حيث وقع يعني عوف بن لؤي.

قال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم أن عمر بن الخطاب قال لرجال منهم من بني مرة : إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم ، فارجعوا إليه قال ابن إسحاق وكان القوم أشرافا في غطفان هم سادتهم وقادتهم قوم لهم صيت في غطفان وقيس كلها ، فأقاموا على نسبهم قال : وكانوا يقولون إذا ذكر لهم نسبهم : ما ننكره وما نجحده وإنه لأحب النسب إلينا ، ثم ذكر أشعارهم في انتمائهم إلى لؤي قال ابن إسحاق وفيهم كان البسل ، وهو تحريم ثمانية أشهر لهم من كل سنة من بين العرب ، وكانت العرب تعرف لهم ذلك ، ويأمنونهم فيها ويؤمنونهم أيضا قلت : وكانت ربيعة ومضر إنما يحرمون أربعة أشهر من السنة ، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، واختلفت ربيعة ومضر في الرابع ، وهو رجب فقالت مضر : هو الذي بين جمادى وشعبان ، وقالت ربيعة : هو الذي بين شعبان وشوال.

وقد ثبت في الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال في خطبة حجة الوداع إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان فنص على ترجيح قول مضر لا ربيعة ، وقد قال الله عز وجل إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ فهذا رد على بني عوف بن لؤي في جعلهم الأشهر الحرم ثمانية ، فزادوا على حكم الله ، وأدخلوا فيه ما ليس منه وقوله في الحديث ثلاث متواليات رد على أهل النسيء الذين كانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر ، وقوله فيه : ورجب مضر رد على ربيعة .

قال ابن إسحاق فولد كعب بن لؤي ثلاثة مرة وعديا وهصيصا ، وولد مرة ثلاثة أيضا كلاب بن مرة ، وتيم بن مرة ، ويقظة بن مرة من أمهات ثلاث قال : وولد كلاب رجلين قصي بن كلاب وزهرة بن كلاب ، وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أحد الجدرة من جعثمة الأسد من اليمن حلفاء بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وفي أبيها يقول الشاعر

مـا نـرى فـي الناس شخصا واحدا

مــن علمنــاه كسـعد بـن سـيل

فارســا أضبــط فيــه عسـرة

وإذا مــا واقــف القــرن نـزل

فارسـا يسـتدرج الخـيل كما استدرج

الحـــر القطـــامي الحجـــل


قال السهيلي : سيل اسمه خير بن حمالة ، وهو أول من طليت له السيوف بالذهب والفضة .

قال ابن إسحاق وإنما سموا الجدرة ؛ لأن عامر بن عمرو بن خزيمة بن جعثمة تزوج بنت الحارث بن مضاض الجرهمي ، وكانت جرهم إذ ذاك ولاة البيت ، فبنى للكعبة جدارا ، فسمى عامر بذلك الجادر ، فقيل لولده : الجدرة لذلك.أنتهي (البدايه والنهايه لأبن كثير).


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:17   #8
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ديانات العرب قبل الأسلام وعلومهم:-
دياناتهم فكانت متباينة مختلفة فصنف منهم انكروا الخالق والبعث وقالوا بالطبع المحيي والدهر المفني وصنف اعترفوا بالخالق وانكروا البعث وصنف عبدوا أصنام قوم نوح اما انها هي بعينها واما انها ليست بأسمائها فكان لكلب ود ولهذيلسواع ومدلج ولقسم من اليمن يغوث ولذي كلاع نسر ولهمذان يعوق ولثقيف اللات ولقريششش وبني كنانة العزى وللاوس والخزرج مناة وكان هبل على ظهر الكعبة وهي أعظم اصنامهم واساف ونايلة على الصفا والمروة وكان منهم من يميل إلى الصابئة ويعتقد في أنواء المنازل العتقاد المنجمين في الكواكب السبعة السيارة ويعتقدون انها فعالة بأنفسها ويوقولن مطرنا بنوء الكواكب ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الجن وكان لهم أحكام يدينون بها جاءت الشريعة الاسلامية بابقاء بعضها وابطال بعض فكانوا يحجون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف ويرمون الجمار ويغتسلون من الجنابة ويديمون المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس والسواك والاستنجاء وتقليم الاظفار ونتف الابط ولا ينكحون الامهات ولا البنات فجاء الاسلام بابقاء ذلك على وجه مخصوص وكانوا يعيبون المتزوج بأمرأة أبيه ويسمونه الضيزن ويقطعون يد السارق اليمنى وكانوا يجمعون بين الاختين فجاءت الشريعة بمنع ذلك وكانوا يعدون الظهار طلاقا وتعتد المرأة عن الوفاة بحول وكانوا اذا لبس عليهم أمر ردوه إلى كهنتهم وهم الذين لهم ابتاع من الجن يخدمونهم وكانوا يعولون على عيافة الطير وزجره في حركاتهم ومقاصدهم وهو أن يعتبر عند قصده بما يراه من الطير تارة باسمه وتارة بطيرانه يمينا أو شمالا وتارة بصوته ومقدار ما يصوت وتارة مسقطه الذي يسقط فيه وجاءت الشريعة بابطال ذلك‏.‏

أما علومهم‏:‏ فمنها علم الانساب والعلم بأنواء الكواكب والترايخ وتعبير الرؤيا وكان عندهم علم القيافة وأكثر ما كان في بني مدلج وقد تقدمت الاشارة اليه في حرف الميم وكان لهم معرفة بقص أثر الماشي في الرمل حتى يعلموا إلى اين ذهب وهو ضرب من القيافة إلى غير ذلك من العلوم التي درس أكثرها‏.‏

الواقعة بين قبائلهم وما ينجر إلى ذلك ومن لطف ما يحكى في ذلك ما حكاه ابن الكلبي قال‏:‏ قال كسرى للنعمان ابن المنذر هل في العرب قبيلة تشرف على قبيلة قال نعم‏:‏ قال فبأي شيء قال من كانت له ثلاثة آباء متوالية رؤساء ثم اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته فيه وتنسب اليه قال‏:‏ فاطلب ذلك فطلبه فلم يصبه الا في آل حذيفة بن بدر وآل حاجب بن زرارة وآل الاشعث بن قيس بن كندة فجمع الجميع ومن معهم من عشائرهم واقعد لهم الحكام والعدول‏.‏

وقال‏:‏ ليتكلم كل رجل منكم بمآثر قومه وليصدق فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم وكان ألسن القوم فقال‏:‏ قد علمت العرب ان فينا الشرف الأقدم والعز الاعظم ومآثر الصنيع الأكرم فقال من حوله‏:‏ ولم ذلك يا أخا فزارة فقال‏:‏ ألسنا الدعائم التي لا ترام والعز الذي لا يضام قيل صدقت ثم قال شاعرهم‏:‏ فزارة بيت العز والعز فيهم فزارة قيسٍ حسب قيسٍ فضالها لها العزة القعساء والحسب الذي بناه لقيسٍ في القديم رجالها فهيهات قد أعيا القرون التي مضت مآثر قيسٍ مجدها وفعالها فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها ثم قام الاشعث بن قيس الكندي فقال‏:‏ قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الاكثر وزحفها الاكبر وانا لغياث الكربات ومعدن المركمات قالوا‏:‏ ولم يا أخا كندة‏.‏

قال لأنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه الاعظم وتوسطنا بحبوحه الاكبر ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ إذا قست أبيات الرجال ببيتنا وجدت لنا فضلا على من يفاخر فمن قال كلا أو أتانا بخطةٍ ينافرنا فيها فنحن نخاطر تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا له الفضل فيما أورثته الاكابر ثم قال بسطام الشيباني فقال‏:‏ قد علمت العرب انا بناة بيتها الذي لا يزول ومغرس عزها الذي لا يحول قالوا ولم يا أخا شيبان‏.‏

قال‏:‏ لأنا ادركهم للثأر وأضربهم للملك الجبار وأقولهم للحكم وألدهم للخصم ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ لعمري بسطام أحق بفضيلها وأول بيت العز عز القبائل فسائل أبيت اللعن عن عز قومها إذا جد يوم الفخر كل مناقل ألسنا أعز الناس قومًا ونصرةً وأضربهم للكبش بين القبائل وقائع عز كلها من ربيعةٍ تذل لها عزًا رقاب المحافل وإنا ملوك الناس في كل بلدةٍ إذا نزلت بالناس إحدى النوازل ثم قام حاجب بن زرارة التميمي فقال‏:‏ قد علمت العرب انا فرع دعامتها وقادة زحفها قالوا ولم ذلك يا أخا تميم‏.‏

قال‏:‏ لأنا اكثر الناس عديدا وانجبهم طارفا وتليدا وانا اعطاهم للجزيل واحملهم للثقيل ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ لقد علمت أبناء خندف أننا لنا العز قدمًا في الخطوب الأوائل وإنا كرام أهل مجدٍ وثروةٍ وعزٍ قديمٍ ليس بالمتضائل فكم فيهم من سيدٍ وابن سيدٍ أعز نجيب ذي فعال ونائل فسائل أبيت اللعن عنا فإننا دعائم هذا الناس عند الجلائل ثم قام قيس بن عاصم السعدي فقال‏:‏ لقد علم هؤلاء انا ارفعهم في المكرمات دعائم وأثبتهم في النائبات مقاوم قالوا ولم ذاك يا أخا بني سعد‏.‏

قال‏:‏ لأنا ادركهم للثأر وأمنعهم للجار واننا لا نتكل اذا حملنا ولا نرام اذا حللنا ثم قام شاعرهم فقال‏:‏ لقد علمت قيس وخندف أننا وجل تميم والجميع الذي ترى بأنا عماد في البرود وأننا لنا الشرف الضخم المركب في الندى أنا ليوث البأس في كل مأزق إذا جزلت بيض الجماجم والكلى فهيهات قد أعمى الجميع فعالهم وقاموا ليوم الفخر مسعاه من سعى فقال كسرى‏:‏ حينئذ ليس منهم الا سيد يصلح لموضعه واسنى حباهم واعظم صلاتهم وأكرم مآبهم‏.أنتهي ‏( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأحمد بن علي القلقشندي)


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:18   #9
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ذكر حروب وأيام العرب فى الجاهليه:-
الحروب الواقعة بينهم في الجاهلية فأكثر من أن تحصى ومنها عدة وقائع مشهورة‏.‏

- يوم البسوس - وهو من أعظم حروب العرب كان بين بكر بن وائل وتغلب بن وائل وكان للبسوس خالة جساس ناقة فرآها كليب بن ربيعة قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد اجاره فرمى ضرعها بسهم فوثب جساس على كليب فقتله فهاجت الحروب بسبب ذلك ودامت بين الفريقين اربعين سنة‏.‏

- بوم داحس - وكان لعبد القيس على فزارة وقد تقدم ذكر سببه‏.‏

- يوم النسار - وكان بين ضبة وبني تميم‏.‏

- أيام الفجار - بكسر الفاء والجيم - بين بكر بن وائل وبين تميم وكان أربعة أيام بين بني كنانة وهوازن بين قريش وكنانة بين كنانة وبين نصر بن معاوية ولم يكن في كبير قتال وهو الاكبر كان بين قريش وهوازن وكان بينه وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ست وعشرون سنة وشهده رسول الله وهو ابن اربع عشرة سنة‏.‏

- يوم ذي قار - كان من أعظم أيام العرب كان سنة أربعين مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في عام البدر وكان لبني شيبان وكان كسرى ابرويز قد أغزاهم جيشا فظفر به بنو سنان وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم‏.‏

- يوم ذي قار - كان بين بني عبس وذبيان ابني بغيض‏.‏

- يوم رحرحاتن - كان بين بني دجارم وعامر بن صعصعة والثاني بين تميم وبني عامر‏.‏

- يوم الفلج - كانت فيه وقعتان‏.‏

الاولى لبني عامر على بني حنيفة والاخرى لبني حنيفة على بني عامر واهل اليمامة‏.‏

0 - يوم اللهابة - كان بين بني كعب وعبد شمس‏.‏

1 - يوم طخفة - كان لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء‏.‏

2 - يوم تومرت - كان بين غنم وبني قشير‏.‏

4 - يوم ارام - كان لتغلب على بني يربوع وقيل أرب‏.‏

5 - يوم اراطة - بين بني حنيفة وبني جعدة‏.‏

6 - يوم عاقل - كان بين بني جشم وحنظلة‏.‏

7 - يوم درني - كان لبني طهية على تيم اللات‏.‏

8 - يوم العضالى - كان لبني بكر بن وائل وتميم وهو آخر أيامهم وقيل يوم الفضال‏.‏

9 - يوم الغبيط - كان لبني يربوع دون مجاشع‏.‏

0 - يوم الكفافة - كان بين فزارة وبني عمرو وبني تميم‏.‏

1 - يوم القرين - بين خثعم وكنانة‏.‏

2 - يوم بسيان - كان لبني فزارة على تميم 3 - يوم قرار - كان لمجاشع على بكر بن وائل‏.‏

4 - يوم الحسي - كان لبكر على تغلب وقيل‏:‏ يوم الحنو‏.‏

5 - يوم السربات - كان بين عبس وبني حنظلة وقيل‏:‏ يوم السربان‏.‏

6 - يوم الستار - كان بين الغوث وجديلة وقيل‏:‏ يوف الفساد‏.‏

7 - يوم فيف الريح - كان بين خثعم وبني عامر‏.‏

9 - يوم البيداء - من أقدم أيام العرب كان بين حمير وكلب‏.‏

0 - يوم غول - كان لضبة على كلاب‏.‏

1 - يوم السلان - كان لربيعة على مذحج‏.‏

2 - يوم درحرح - كان بين سعد وغسان‏.‏

3 - يوم الستار - كان بين بكر وتغلب حلق فيه أحد الفريقين رؤوسهم لتكون علامة لهم‏.‏

4 - يوم الصليب - كان بين بكر بن وائل وبين عمرو بن تميم‏.‏

5 - يوم ظهر - كان بين بني عمرو بن تميم وبني ضبة حنيفة‏.‏

6 - يوم الدثينة - كان لبني مازن على سليم‏.‏

7 - يوم ذات الحرمل - كان لني عامر على بني عبس‏.‏

8 - يوم القرعاء - كان بين بني مالك وبني يربوع‏.‏

9 - يوم ملهم - كان بين بني تميم وبني حنيفة‏.‏

0 - يوم داب - كان لبني يربوع على بني كلاب قيل‏:‏ يوم منفح‏.‏

1 - يوم زرود - كان بين بني تغلب وبني يربوع‏.‏

2 - يوم الرقم - كان بين بني فزارة وبني عامر‏.‏

4 - يوم بعاث - كان بين بني الاوس والخزرج وله ذكر في صحيح البخاري‏.‏

5 - يوم النباج - كان لبني تميم على بني شيبان‏.‏

6 - يوم الدرك - كان بين الأوس والخزرج‏.‏

7 - يوم الوقد - كان لبني تميم على بني عامر بن صعصعة‏.‏

8 - يوم الهرير - كان بين بني بكر وبني تميم‏.‏

9 - يوم الهبات - كان لعبس على فزارة‏.‏

0 - يوم نجران - كان لبني تميم على بني الحارث بن كعب‏.‏

1 - يوم واردات - كان بين بكر وتغلب‏.‏

2 - يوم ذي الابل - كان لتغلب على لخم وعمرو بن هند‏.‏

3 - يوم الذنائب - كان لغسان على لخم ونجران‏.‏

4 - يوم سفوان - كان لجعدة وقتير على النعمان بن المنذر ولخم‏.‏

5 - يوم قبا - كان بين الاوس والخزرج‏.‏

6 - يوم الغصيبة - ويقال القصيبة كان لعمرو بن هند على تميم‏.‏

7 - يوم النصيح - كان لقيس على أهل اليمن وقيل‏:‏ يوم المضيح‏.‏

9 - يوم سنجار - كان لتغلب على قيس‏.‏

0 - يوم دارة مأسل - كان لضبة على كلاب‏.‏

1 - يوم مزلق - كان لسعد على عامر بن صعصعة وقيل‏:‏ يوم مرفق‏.‏

2 - يوم قادم - كان لضبة على كلاب‏.‏

3 - يوم الفروق - كا ن لقيس على سعد تميم‏.‏

4 - يوم الزخيخ - كان لقيس على أهل اليمن وقيل‏:‏ يوم الرخيخ‏.‏

قال الناشر علي الخاقاني‏:‏ وهناك أيام للعرب لم يذكرها المؤلف القلقشندي أو ذكر بعضها بغير اسم وهي‏:‏ - يوم الصفقة‏:‏ وهو من أيام العرب والرس وسمي الصفقة لأن كسرى اصفق الباب على بني تميم في حصن المشقر ويسمى أيضًا يوم المشقر والمشقر حصن بالبحرين‏.‏

- يوم البردان‏:‏ وهو من أيام القحطانيين فيما بينهم وقع لحجر آكل المرار من كندة على زيد بن الهبولة من قضاعة‏.‏

والبردان‏:‏ علم على مواضع كثيرة ذكرها ياقوت في معجم البلدان ولم يعين الموضع الذي وقع فيه ذلك اليوم‏.‏

- يوم الكلاب الأول‏:‏ والكلاب اسم ماء بين الكوفة والبصرة‏.‏

وقع لسلمة بن الحارث بن عمرو - عين اباغ - وعين اباغ وارد الانبار على طريق الفرات الى الشام وقع للحارث الاعرج بن جبلة ملك العرب بالشام على النذر بن ماء السماء ملك العرب بالحيرة‏.‏

- يوم حليمة‏:‏ هي بنت الحارث وفي هذا اليوم ضرب المثل‏:‏ ما يوم حليمة بسر‏.‏

وقع أيضًا للحارث على المنذر‏.‏

- يوم اليحاميم‏:‏ واليحاميم ماء على طريق مكة‏.‏

وقع لغوث على جديلة وكلاهما من طي ويعرف بقارات حوق‏.‏

- حرب سمير‏:‏ وقع بين الاوس والخزرج ابنا حارثة بن عمرو ومزيقيا بن عامر ابن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد وقد نسبت بينهم تلك الحروب في الجاهلية وهذه اشهرها‏.‏

ومنها‏:‏ حرب كعب بن عمرو وحرب حاطب‏.‏

- يوم سحب‏:‏ وسحب موضع في ديار بني الحارث بن كعب‏.‏

وهذا وان اتصل بالاسلام‏.‏

الا أنه جاهلي في ظروفه وأسبابه ولذلك وضع في مجمع الأمثال في الايام الجاهلية‏.‏

- يوم خزاز‏:‏ وهو لمعد على مذحج وخزاز جبل ما بين البصرة إلى مكة‏.‏

وهو من أعظم أيام العرب في الجاهلية وكانت معد لا تستنصف من اليمن ولم تزل اليمن قاهرة لها حتى هذا اليوم فانتصرت معد ولم تزل لها المنعة حتى جاء الاسلام‏.‏

1 - يوم الكلاب‏:‏ وهو لتميم على مذحج‏.‏

والكلاب اسم ماء بين الكوفة والبصرة‏.‏

2 - يوم النهى‏:‏ وهو من أيام حرب البسوس‏.‏

والنهى ماء لبني شيبان وقع لتغلب على بكر‏.‏

3 - يوم عنيزة‏:‏ لتغلب على بكر وقد تكافآ فيه‏.‏

وعنيزة موضع في اليمامة‏.‏

4 - يوم القصيبات‏:‏ وهو أيضًا لتغلب على بكر والقصيبات‏:‏ موضع في ديار بكر وتغلب‏.‏

5 - يوم الوقيط‏:‏ لبكر من ربيعة على تميم والوقيط‏:‏ المكان الصلب الذي يستنقع فيه الماء‏.‏

اطلق على موضع‏.‏

6 - يوم ثيتل - لتميم على بكر وثيتل‏:‏ ماء على عشر مراحل من البصرة ويسمى يوم النباح وهو موضع قريب من ثيتل‏.‏

وقد ذكر المؤلف يوم النباح‏.‏

7 - يوم جدود‏:‏ لبني منقر من تميم على بكر من ربيعة وجدود‏:‏ اسم موضع في بلاد بني تميم قريب من حزن بني يربوع على سمت اليمامة فيه الماء الذي يقال له الكلاب‏.‏

قال ابن منظور في لسان العرب‏:‏ وكانت فيه وقعة مرتين‏.‏

وقد يسمى بعضهم يوم الكلاب الاول يوم جدود لذلك‏.‏

8 - يوم ذي طلوح - لبني يربوع من تميم على بكر من ربيعة وذو طلوح‏:‏ موضع في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد وهو يوم الصمد ويوم أود - وأد‏.‏

9 - يوم الاياد - أيضًا لبني يربوع على بكر وأياد موضع بالحزن لبني يربوع بين الكوفة وفيد ويسمى أيضًا - يوم العظالة - ويوم الافاقة - ويوم مليحة - ويوم اعشاش - وانما سمي يوم العظالي لأنه تعاظل على الرياسة بسطام وهانئ بن قبيصة ومفروق بن عمرو في هذا اليوم‏.‏

0 - يوم قشاوة - لشيبان على يربوع وقشاوة‏:‏ موضع قال عنه ياقوت‏:‏ كانت به وقعة لبني شيبان على يربوع وهو يوم نعف قشاوة‏.‏

1 - يوم زبالة - وهو لشيبان على تميم وزبالة منزل بطريق مكة الى الكوفة‏.‏

2 - يوم مبايض - وهو أيضًا لشيبان على تميم ومبايض ماء من مياه بني تميم‏.‏

3 - يوم الشيطين - لبكر على تميم والشيطان‏:‏ واديان‏.‏

4 - يوم الوقبي - لتميم على بكر والوقبي‏:‏ ماء لمازن على طريق المدينة من البصرة وهو من الايام التي تعد في الجاهلية‏.‏

5 - يوم الشباك - لبني القصاف من تميم على بني تيم الله بن ثعلبة من بكر والشباك‏:‏ طريق حاج البصرة وهذا أيضًا يعد من أيام الجاهلية‏.‏

6 - يوم منعج - من أيام قيس فيما بينها‏.‏

وهو لعبس على غني وتسميته بيوم منعج لصاحب العقد الفريد وقال أبو عبيد‏:‏ ويقال له يوم الردهة وفي مجمع الامثال للميداني‏:‏ لبني يربوع على بني كلاب‏.‏

7 - يوم النفراوات - لعامر على عبس والنفراوات هكذا ذكره أبو الفرج في الاغاني‏.‏

أما ابن عبد ربه فسماه النقراوات وقال البكري في كتابه معجم ما استعجم‏:‏ نفري بفتح أوله واسكان ثانيه بعده راء مهملة مقصور على وزن فعلى ويمد‏:‏ موضع في بلاد غطفان‏.‏

قال السكري‏:‏ هي حرة قال مالك بن خالد الحفاعي‏:‏ ولما رأوا نفرى تسيل اكامها بأرعن جرار وحاميةٍ غلب ورواه السكوتي‏:‏ نقري بالقاف‏.‏

تابع


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:19   #10
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


قال أبو الفتح‏:‏ أراد نقري فخفف للضرورة‏.‏

قال أبو صخر فجمعها على نقريات‏:‏ فلما تغشى نقريات سحيلة ودافعه من شامه بالواجب يريد بالاصابع يصف سحابا‏.‏

8 - يوم النتاءة - لغطفان على عامر والنتاءة نخيلات لبني عطارد وهو النتأة كهمزة في القاموس وفي ابن الاثير هو يوم النبأة وفي معجم البلدان والأغاني النتاءة‏.‏

9 - يوم حوزة الاول - لسليم على ذبيان وحوزة‏:‏ واد بالحجاز‏.‏

0 - يوم حوزة الثاني - لسليم على بني مرة من ذبيان‏.‏

1 - يوم اللوى - لغطفان على هوزان واللوى واد من أودية بني سليم وسببه ان غزا عبد الله بن الصمة ومعه بنو جشم وبنو نصر أبناء معاوية بن بكر ابن هوزان - غطفان - فظفر بهم وساق اموالهم في يوم يقال له يوم اللوى ومضى بها‏.‏

2 - يوم ابن ضبا - لبني ابي بكر بن كلاب على بني جعفر بن كلاب وكلاهما من عامر وابن ضبا رجل من بني أسد‏.‏

3 - يوم هراميت - للضباب على بني جعفر وكلاهما من بني عامر والهراميت‏:‏ آبار مجتمعة بناحية الدهناء‏.‏

4 - يوم الكديد - وهو من أيام قيس وكنانة وهو لبني سليم على كنانة والكديد‏:‏ موضع على اثنين واربعين ميلا من مكة‏.‏

5 - يوم برزة - لبني فراس على بني سليم وبرزة‏:‏ موضع وقد اتصل به يوم الفيفاء وهو لبني سليم على بني فراس وأصل الفيفاء‏:‏ المفازة لا ماء فيها واطلقت على موضع‏.‏

6 - حروب الفجار - بين كنانة وقيس وسميت الفجار لانها كانت في الاشهر الحرم وهي الشهور التي يحرمونها ففجروا فيها وهي فجاران الفجار الاول ثلاثة أيام والفجار الثاني خمسة أيام في أربع سنين وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم يوم عكاظ مع أعمامه وكان يناولهم النبل وانتهت سنة 589 م وتعرف أيام الفجار الثاني 1 يوم نخلة 2 يوم شمطة 3 يوم 7 - يوم شعب جبلة - لعامر من قيس وحلفائهم من عبس على تميم وحلفائهم من ذبيان وأسد وغيرهما وجبلة‏:‏ جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقى الجبل الا من قبله‏.‏

ويوم جبلة من أعظم أيام العرب وأشدها وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة‏.‏

8 - يوم ذي نجب - لبني تميم على بني عامر من قيس وذو نجب ذكره ياقوت فقال‏:‏ موضع كانت وقعة لبني تميم على بني عامر نب صعصعة‏.‏

وكان هذا اليوم بعد مرور عام على يوم جبلة‏.‏

9 - يوم الصرائم - بين عبس ويربوع ويسمى يوم بني جذيمة وذات الجرف أيضًا والصرائم‏:‏ اسم موضع كما في معجم البلدان‏.‏

والجرف موضع في نواحي اليمامة‏.‏

0 - يوم الرغام - لبني يربوع من تميم على كلاب من قيس‏.‏

والرغام اسم رملة بعينها من نواحي اليمامة‏.‏

1 - يوم جزع ظلال - لفزارة من قيس على تميم وجزع ظلال‏:‏ موضع وسببه ان اغارت بنو فزارة ورئيسهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ومعه مالك بن حمار الشمخي متساندين هذا من بني عدي بن فزارة وذلك من بني شمخ بن فزارة على التيم وعدي وثور أطحل من بني عبد مناة فملأوا أيديهم غنائم وابلا ونساءً وأخذ يومئذ شريك بن مالك بن حذيفة أربعين امرأة 2 - يوم المروت - لتميم على عامر من قيس والمروت‏:‏ موضع في ديار بني تميم‏.‏

3 - يوم بزاخة - لضبة على أياد وبزاخة‏:‏ ماء وسببه ان أغار محرق الغساني وأخوه أياد وطوائف من العرب من تغلب وغيرهم على بني ضبة بن أد ببزاخة فاستاقوا النعم فأتى الصريح بني ضبة فركبوا فأدركوه واقتتلوا قتالا شديدا ثم ان زيد الفوارس حمل على محرق فاعتنقه وأسره وأسروا أخاه حبيش بن دلف السيدي فقتلهما بنو ضبة وهزم القوم وأصيب منهم ناس كثير فقال في ذلك ابن القائف اخو بني ثعلبة‏:‏ نعم الفوارس يوم جيش محرق لحقوا وهم يدعون يال ضرار 4 - يوم النقيعة - لضبة على عبس والنقيعة‏:‏ أرض تنبت الشجر بين بلاط سليط وبني ضبة‏.‏

ويسمى هذا اليوم يوم أعيار‏.‏

5 - يوم جديس - لجديس على طسم وهما من العرب البائدة‏.‏

6 - يوم ذات الاثل - لأسد على سليم وذات الأثل‏:‏ موضع في بلاد تيمالله بن ثعلبة‏.‏

7 - يوم صوءر - لبني حنظلة على بني رياح وكلاهما من تميم وصوءر‏:‏ ماء لكلب فوق الكوفة مما يلي الشام وهو من الايام التي تحسب على أيام الجاهلية وان كانت تحسب من حيث الزمن بالإسلام‏.‏

انتهى كلام الناشر علي الخاقاني‏.‏أنتهي ‏( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأحمد بن علي القلقشندي)


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:19   #11
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ذكر أسواق العرب المعروفه قبل الأسلام:-
قد كان للعرب في الجاهلية اسواق يقيمونها في شهور السنة وينتقلون من بعضها الى بعض ويحضرها سائر قبائل العرب من بعد منهم ومن قرب فكانوا ينزلون دومة الجندل أول يوم من ربيع الاول فيقيمون أسواقها بالبيع والشراء والأخذ والعطاء فيعشرهم رؤساء آل بدر في دومة الجندل وربما غلب على السوق بنو كلب فيعشرهم بعض رؤساء كلب فتقوم سوقهم الى آخر الشهر ثم ينتقلون الى سوق هجر وهو المشهور في ربيع الآخر فتقوم أسواقهم بها وكان يعشرهم المنذر بن ساوى أحد بني عبد الله بن دارم ثم يرتحلون نحو عمان بالبحرين فتقوم سوقهم بها ثم يرتحلون فينزلون ارم وقرى الشحر فتقوم اسواقها بها أياما ثم يرتحلون فينزلون عدن من اليمن أيضا فيشترون منه اللطائم وانواع الطيب ثم يرتحلون فينزلون الرابية من حضرموت ومنهم من يجوزها الى صنعاء ثم تقوم السواقهم بها ويجلبون منها الخز والادم والبرود وكانت تجلب اليها من معافر ثم يرتحلون الى هكاظ في الاشهر الحرم فتقوم اسواقهم بها ويتناشدون الاشعار ويتحاجون ومن له اسير سعى في فدائه ومن له حكومة ارتفع الى الذي يقوم بأمر الحكومة وكان الذي يقوم بأمر الحكومة فيها من بني تميم كان احدهم الاقرع بن جابس ثم يقفون بعرفة ويقضون مناسك الحج ويرجعون الى أوطانهم‏.‏‏أنتهي ‏( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأحمد بن علي القلقشندي)


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:20   #12
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


مولده عليه السلام:-
قال أهل الكتاب إن إبراهيم عليه السلام سأل الله ذرية طيبة وأن الله بشره بذلك وأنه لما كان لإبراهيم ببلاد بيت المقدس عشر سنين قالت سارة لإبراهيم عليه السلام إن الرب قد أحرمني الولد فادخل على أمتي هذه لعل الله يرزقني منها ولدا فلما وهبتها له دخل بها إبراهيم عليه السلام فحين دخل بها حملت منه قالوا فلما حملت ارتفعت نفسها وتعاظمت على سيدتها فغارت منها سارة فشكت ذلك إلى إبراهيم فقال لها افعلي بها ما شئت فخافت هاجر فهربت فنزلت عند عين هناك فقال لها ملك من الملائكة لا تخافي فإن الله جاعل من هذا الغلام الذي حملت خيرا وأمرها بالرجوع وبشرها أنها ستلد ابنا وتسميه إسماعيل ويكون وحش الناس يده على الكل ويد الكل به ويملك جميع بلاد إخوته فشكرت الله عز وجل على ذلك وهذه البشارة إنما انطبقت على ولده محمد صلوات الله وسلامه عليه فإنه الذي سادت به العرب وملكت جميع البلاد غربا وشرقا وأتاها الله من العلم النافع والعمل الصالح ما لم تؤت أمة من الأمم قبلهم وما ذاك إلا بشرف رسولها على سائر الرسل وبركة رسالته ويمن بشارته وكماله فيما جاء به وعموم بعثته لجميع أهل الأرض ولما رجعت هاجر وضعت إسماعيل عليه السلام قالوا وولدته ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة فخر لله ساجدا وقال له قد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ونميته جدا كثيرا ويولد له اثنا عشر عظيما وأجعله رئيسا لشعب عظيم وهذه أيضا بشارة بهذه الأمة العظيمة وهؤلاء الاثنا عشر عظيما هم الخلفاء الراشدون الاثنا عشر المبشر بهم في حديثه عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون اثنا عشر أميرا ثم قال كلمة لم أفهمها فسألت أبي ما قال قال: كلهم من قريش أخرجاه في الصحيحين وفي رواية لا يزال هذا الأمر قائما وفي رواية عزيزا حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .

فهؤلاء منهم الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضا ومنهم بعض بني العباس وليس المراد أنهم يكونون اثني عشر نسقا بل لا بد من وجودهم وليس المراد الأئمة الاثني عشر الذي يعتقد فيهم الرافضة الذين أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المنتظر بسرداب سامرا وهو محمد بن الحسن العسكري فيما يزعمون فإن أولئك لم يكن فيهم أنفع من علي وابنه الحسن بن علي حين ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية وأخمد نار الفتنة وسكن رحى الحروب بين المسلمين والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الأمة في أمر من الأمور وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذاك هوس في الرءوس وهذيان في النفوس لا حقيقة له ولا عين ولا أثر .

والمقصود أن هاجر عليها السلام لما ولد لها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها فذهب بها وبولدها فسار بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم ويقال إن ولدها كان إذ ذاك رضيعا فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه وقالت يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا فلم يجبها فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها قالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت فإذا لا يضيعنا وقد ذكر الشيخ أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله في كتاب النوادر أن سارة تغضبت على هاجر فحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منها فأمرها الخليل أن تثقب أذنيها وأن تخفضها فتبر قسمها قال السهيلي فكانت أول من اختتن من النساء وأول من ثقبت أذنها منهن وأول من طولت ذيلها .أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:21   #13
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ذكر مهاجرة إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى جبال فاران وهي أرض مكة وبنائه البيت العتيق:
قال البخاري قال عبدالله بن محمد هو أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يلتوي أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هلى ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا تأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم قال عبد الله بن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه قال فإذا جاء زوجك أقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد فقالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول لك غير عتبة بابك قال ذاك أبي وأمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله فقال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير قال فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي وأمرني أن أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسمعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد ثم قال يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمرك به ربك قال وتعينني قال وأعينك قال فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسمعيل يناوله الحجارة وهما يقولان رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قال وجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثم قال البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر عبد الله بن عمرو حدثنا إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما كان من إبراهيم وأهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء وذكر تمامه بنحو ما تقدم وهذا الحديث من كلام ابن عباس وموشح برفع بعضه وفي بعضه غرابة وكأنه مما تلقاه ابن عباس عن الإسرائيليات وفيه أن إسماعيل كان رضيعا إذ ذاك وعند أهل التوراة أن إبراهيم أمره الله بأن يختن ولده إسماعيل وكل من عنده من العبيد وغيرهم فختنهم وذلك بعد مضي تسع وتسعين سنة من عمره فيكون عمر إسماعيل يومئذ ثلاث عشرة سنة وهذا امتثال لأمر الله عز وجل في أهله فيدل على أنه فعله على وجه الوجوب ولهذا كان الصحيح من أقوال العلماء أنه واجب على الرجال كما هو مقرر في موضعه .
وقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم تابعه عبد الرحمن بن اسحق عن أبي الزناد وتابعه عجلان عن أبي هريرة ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وهكذا رواه مسلم عن قتيبة به وفي بعض الألفاظ اختتن إبراهيم بعد ما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم والقدوم هو الآلة وقيل موضع وهذا اللفظ لا ينافي الزيادة على الثمانين والله أعلم لما سيأتي من الحديث عند ذكر وفاته عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة رواه ابن حبان في صحيحه وليس في هذا السياق ذكر الذبيح وأنه إسماعيل ولم يذكر في قدمات إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث مرات أولاهن بعد أن تزوج إسماعيل بعد موت هاجر وكيف تركهم من حين صغر الولد على ما ذكر إلى حين تزويجه لا ينظر في حالهم وقد ذكر أن الأرض كانت تطوى له وقيل إنه كان يركب البراق إذا سار إليهم فكيف يتخلف عن مطالعة حالهم وهم في غاية الضرورة الشديدة والحاجة الأكيدة وكان بعض هذا السياق متلقى من الإسرائيليات ومطرز بشيء من المرفوعات ولم يذكر فيه قصة الذبيح وقد دللنا على أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح في سورة الصافات . أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:22   #14
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


قصه الذبيح عليه السلام:-
قال الله تعالى وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا فبشره الله تعالى بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام لأنه أول من ولد على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل لأنه أول ولده وبكره وقوله فلما بلغ معه السعي أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه قال مجاهد فلما بلغ معه السعي أي شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل فلما كان هذا أري إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا وفي الحديث عن ابن عباس مرفوعا رؤيا الأنبياء وحي قاله عبيد بن عمير أيضا وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر وقد طعن في السن بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس ولا زرع ولا ضرع فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلا عليه فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ورزقهما من حيث لا يحتسبان ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا قال يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى فبادر الغلام الحليم يبر والده الخليل إبراهيم فقال يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد قال الله تعالى فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ قيل أسلما أي استسلما لأمر الله وعزما على ذلك وقيل هذا من المقدم والمؤخر والمعنى وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أي ألقاه على وجهه قيل أراد أن يذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حال ذبحه قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك وقيل بل أضجعه كما تضجع الذبائح وبقي طرف جبينه لاصقا بالأرض وأسلما أي سمى إبراهيم وكبر وتشهد الولد للموت قال السدي وغيره أمر السكين على حلقه فلم تقطع شيئا ويقال جعل بينها وبين حلقه صفيحة من نحاس والله أعلم فعند ذلك نودي من الله عز وجل أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك وبذلك ولدك للقربان كما سمحت ببدنك للنيران وكما مالك مبذول للضيفان ولهذا قال تعالى إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ أي الاختبار الظاهر البين وقوله وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يسره الله تعالى له من العوض عنه والمشهور عن الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطا بسمرة في ثبير قال الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كبش قد رعى في الجنة أربعين خريفا وقال سعيد بن جبير كان يرتع في الجنة حتى تشقق عنه ثبير وكان عليه عهن أحمر وعن ابن عباس هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء فذبحه وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه رواه ابن أبي حاتم .
قال مجاهد فذبحه بمنى وقال عبيد بن عمير ذبحه بالمقام فأما ما روى عن ابن عباس أنه كان وعلا وعن الحسن أنه كان تيسا من الأروى واسمه جرير فلا يكاد يصح عنهما ثم غالب ما ههنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم والاختبار الباهر وأنه فدى بذبح عظيم وقد رود في الحديث أنه كان كبشا قال الإمام أحمد حدثنا سفيان حدثنا منصور عن خاله نافع عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارنا قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة وقال مرة إنها سألت عثمان لم دعاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي قال سفيان لم تزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا وهذا روى عن ابن عباس أن رأس الكبش لم يزل معلقا عند ميزاب الكعبة قد يبس وهذا وحده دليل على أن الذبيح إسماعيل لأنه كان هو المقيم بمكة وإسحاق لا نعلم أنه قدمها في حال صغره والله أعلم .
وهذا هو الظاهر من القرآن بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل لأنه ذكر قصة الذبيح ثم قال بعده وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ومن جعله حالا فقد تكلف ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات وكتابهم فيه تحريف ولا سيما ههنا قطعا لا محيد عنه فإن عندهم أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده وفي نسخة من المعربة بكره إسحاق فلفظة إسحاق ههنا مقحمة مكذوبة مفتراة لأنه ليس هو الوحيد ولا البكر ذاك إسماعيل وإنما حملهم على هذا حسد العرب فإن إسماعيل أبو العرب الذين يسكنون الحجاز الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسحاق والد يعقوب وهو إسرائيل الذين ينتسبون إليه فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم فحرفوا كلام الله وزادوا فيه وهم قوم بهت ولم يقروا بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وقد قال بأنه إسحاق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم وإنما أخذوه والله أعلم من كعب الأحبار أو صحف أهل الكتاب وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز ولا يفهم هذا من القرآن بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل على أنه إسماعيل وما أحسن ما استدل محمد بن كعب القرظي على أنه إسماعيل وليس بإسحاق من قوله فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قال فكيف تقع البشارة بإسحاق وأنه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحاق وهو صغير قبل أن يولد له هذا لا يكون لأنه يناقض البشارة المتقدمة والله أعلم .
وقد اعترض السهيلي على هذا الاستدلال بما حاصله أن قوله فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ جملة تامة وقوله وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ جملة أخرى ليست في حيز البشارة قال لأنه لا يجوز من حيث العربية أن يكون مخفوضا إلا أن يعاد معه حرف الجر فلا يجوز أن يقال مررت بزيد ومن بعده عمرو حتى يقال ومن بعده بعمرو وقال فقوله وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ منصوب بفعل مضمر تقديره ووهبنا لإسحاق يعقوب وفي هذا الذي قاله نظر ورجح أنه إسحاق واحتج بقوله فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قال وإسماعيل لم يكن عنده إنما كان في حال صغره هو وأمه بحيال مكة فكيف يبلغ معه السعي وهذا أيضا فيه نظر لأنه قد روى أن الخليل كان يذهب في كثير من الأوقات راكبا البراق إلى مكة يطلع على ولده وابنه ثم يرجع والله أعلم فمن حكى القول عنه بأنه إسحاق كعب الأحبار وروى عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمير وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبد الله بن شقيق والزهري والقاسم وابن أبي بزة ومكحول وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة وأبي الهذيل وابن سابط وهو اختيار ابن جرير وهذا عجب منه وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل عليه السلام قال مجاهد وسعيد الشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس هو إسماعيل عليه السلام وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه قال المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود وقال عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه هو إسماعيل وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن الذبيح فقال الصحيح أنه إسماعيل عليه السلام قال ابن أبي حاتم وروى عن علي وابن عمر وأبي هريرة وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد والشعبي ومحمد بن كعب وأبي جعفر محمد بن علي وأبي صالح أنهم قالوا الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وحكاه البغوي أيضا عن الربيع بن أنس والكلبي وأبي عمرو بن العلاء قلت وروي عن معاوية وجاء عنه أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الذبيحين فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليه ذهب عمر بن عبد العزيز ومحمد بن إسحاق بن يسار وكان الحسن البصري يقول لا شك في هذا وقال محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب أنه حدثهم أنه ذلك ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام يعني استدلاله بقوله بعد القصة فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ فقال له عمر إن هذا الشيء ما كنت أنظر فيه وإني لأراه كما قلت ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه وكان يرى أنه من علمائهم قال فسأله عمر بن عبد العزيز أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وإن اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لأن إسحاق أبوهم وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاة بأدلتها وآثارها في في كتابنا التفسير ولله الحمد والمنة .أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...


 

رد مع اقتباس
قديم 02-04-2005, 05:23   #15
الورد الكسير
ضيف


الصورة الرمزية الورد الكسير

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ذكر خبر ولد إسماعيل بن إبراهيم ووفاته:-
قد ذكرنا فيما مضى سبب إسكان إسماعيل الحرم و تزوجه امرأة من جرهم و فراقه إياها بأمر إبراهيم ثم تزوج أخرى ، و هي السيدة بنت مضاض الجرهمي ، و هي التي قال لها : قولي لزوجك : قد رضيت لك عتبة بابك ، فولدت لإسماعيل اثني عشر رجلاً : نابت و قيدار و اذيل و ميشا و مسمع و رما و ماش و آذر و قطورا و قافس و طميا و قيدمان . و كان عمر إسماعيل فيما يزعمون سبعاً و ثلاثين و مائة سنة . و من نابت و قيدار ابني إسماعيل نشر الله العرب ، و أرسله الله تعالى إلى العماليق و قبائل اليمن . و قد ينطق أولاد إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت . و لما حضرت إسماعيل الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق ، و زوج ابنته من العيص بن إسحاق ، و دفن عند قبر أمه هاجر بالحجر . أنتهي (الكامل فى التاريخ)


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,

ارشفه ودعم شركه جامعه الويب


HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة