[size=3]ليست الحياة على وتيرة واحدة أو كما نتمنى .... إن مركبة الحياة التي نسير بداخلها
لا تسعف أحدا لالتقاط أنفاسه .... والوقوف أمام خطواته المتسارعة وأهدافه التي
تتطلب التجديد والمتابعة ..... إن الأعمال اليومية وكثرة الارتباطات على اختلافها باختلاف
أصحابها .... تسرق نظرة التأمل التي هي مطلب للنفس البشرية .... وهكذا تختلف النفوس
وتصغر وتكبر ( إذا كانت النفوس كبارا ............ تعبت في مرادها الأجسام )
إذا كانت الأهداف البسيطة هي ما نعيش من أجلها .... فأي ذوق وطعم نشعر به في ظل
الروتين .... واليوم أخو الأمس وشقيقهما هو الغد .... لا تخلق الأهداف في رحم الكسل
والفوضى وعدم الترتيب والتخطيط على قاعدة ( دع الأمور تجري في أعنتها )
ما إن تفرض علينا الحياة .... وحدة نعيشها تحت ظرف عمل أو سفر أو بعد ....أو تحت أي
ظرف تفرضه وقائع الحياة .... حتى تتلمس النفس مشاهدات في واقعها ترتبط بالماضي
والحاضر .... وتدور في فلك المكسب والخسارة .... وما تحقق وما لم يتحقق .... وأي واقع
قد فرض نفسه أو فرضه الغير .... وهذه المفارقات إما أن تكون تحت قيود الوجس
والخوف ... مقرونة بإحباطات النفوس الضعيفة التي لا تعرف إلا المكسب والمكسب فقط .....
و إما أن تكون تحت دواعي التمحيص والمراجعة .... مقرونة بإيمان يعلم أن الأحداث ومدارها
بيده وحده ( العالم الحكيم ) ....جل تعالي
أن الوحدة قد تخلق في جسدك جناحي طائر لا يقبل بالركون والتسليم بدون بذل وتخطيط
وعمل وسعي حثيث لمواكبة تطلعات أكبر وأشمل .... يصبح العمل من أجلها غاية السعادة
ومربط الحيوية الباعث على التفاعل والعطاء ...... أما أن تخلق هذه الوحدة مشاعر الألم
والحرمان .... وتصبح سهما يدق أجراس الخطر لردود أفعال غير مدروسة .... فهي وحدة
البلاء التي يحسن الخلاص منها بالاجتماع والتقارب وخلق فرص التقابل والتلاقي مع
شريك محب أو صديق ناصح .... يخلد كل لصاحبة ليشكل قاعدة مسير وحلقة تجد مبتغاها
عندما يكتمل النقص وتتوحد الاتجاهات ضمن بوتقة أهداف لا تقل عن السعادة في الآخرة
قبل الدنيا ....
إن ألم الفراق والبعد والوحدة قد يخلق في النفس القوة والصلابة .... أو قد يردي بها في
مهاوي الرداء ....
الوحدة والحياة .... شيئان متلازمان تلازم الضد عند البعض .... وتلازم العشق عند البعض
الآخر ... إن كثيرا من الأمور والتي لا تخضع للموازنة ... لابد لها من تأثيرات سلبية تبعث في
النفس غوائل الشقاء .............
نعم لقد قابلته .... في أحد الدول الغربية والتي تنتشر فيها هذه الظاهرة ( الوحدة والحياة )
رجل بلغ من العمر الكثير .... يسكن لوحدة بدون زوجة ولا إبن ولا صديق ولا غيره ..... أخذت
في الحديث معه .... حديث الشارع والجو ... تسلية في تسلية .... وما لبث أن أخذته وحدته
وتوجساته .... الذي خلقها له نمط العيش الذي يمضي فيه .... ففهمت من طريقته وحديثه أنه
لا يفضل الحديث مع أحد ويعشق البقاء داخل خواطره .... ودعته وذهبت ....
و أنا افكر بالوحدة والحياة....
[/size]